لقاء بين وفد الدعم السريع و لعمامرة يناقش توصيل المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
استقبل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السفير رمطان العمامرة بمقر الأمم المتحدة بالعاصمة الكينية نيروبي اليوم الجمعة وفد التفاوض لقوات الدعم السريع.
الخرطوم _ التغيير
وضم وفد الدعم السريع محمد مختار النور، و عز الدين الصافي، نزار سيد أحمد بحضور، وتم اللقاء بحضور كلمنتاين سلامي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان.
وبحث اللقاء سبل تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة وقوات الدعم السريع بما يسهل عملية توصيل المساعدات الإنسانية للمتأثرين في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب توفير الحماية للمدنيين، واستعرض الجانبان التحديات التي تواجه الوصول الآمن والسريع للمساعدات الإنسانية.
و جدد الوفد التزام قوات الدعم السريع بمضاعفة الجهود من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، سيما اتخاذ القوات جملة من الخطوات التي تسهم في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
إلى ذلك لفت الوفد انتباه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى عمليات القصف الجوي للطيران العسكري للجيش السوداني على المدنيين والمستشفيات ومصادر المياه والمرافق العامة ووصفها بالممنهحة، إلى جانب الإجراءات التي يتخذها الجيش وعناصر النظام القديم ضد المواطنين على أساس الهوية والجهة سيما منع المواطنين المنحدرين من مناطق محددة من استخراج الوثائق الرسمية وكذلك القتل والتعذيب والاعتقال والتحفظ على أساس الهوية بحسب وفد الدعم السريع.
وفي ختام اللقاء اتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات ومضاعفة الجهود من أجل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لتخفيف معاناة المدنيين.
الوسومالامم المتحدة الدعم السريع لعمامرة مبعوثالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الامم المتحدة الدعم السريع لعمامرة مبعوث
إقرأ أيضاً:
إلى البلابسة اكملوا رؤيتكم: خسر السودانيون الحاضر بالحرب.. فاحفظوا مستقبلهم
في ظل الحرب الدائرة، يواجه السودانيون خيارات مصيرية ستحدد مستقبلهم لعقود قادمة. من بين هؤلاء تأتي شريحة "البلابسة"، وهي مجموعة مجتمعية متنوعة تشمل بعضاً من قوى ثورة ديسمبر تنظيمات وأفراد، وأعضاء أحزاب، ومثقفين، وأكاديميين، وشخصيات عامة، ومواطنين عاديين. كثير منهم دفعوا ثمن فساد النظام السابق قبل وبعد الحرب دون أن يحققوا مكاسب، وبعضهم اليوم في الميدان، وآخرون منهم أصواتهم مسموعة في وسائط التواصل الاجتماعي، يدعمون الجيش أو الدولة أو المؤسسية بحسبهم، بل بعضهم يدعم تيارات الإسلامويين والمليشيات المستقلة جزئياً عن الجيش والمشاركة في الحرب. حجتهم في ذلك أن هذا هو السبيل الوحيد لإيقاف مليشيا الدعم السريع والمحافظة على الدولة.
لكن، هذا هو الحاضر "بل بس"، فماذا عن المستقبل ونوع الحكم والسلطة ما بعد الحرب ؟؟ هل تتفاجأ بل بس كما قال البعض سابقاً عن تسقط بس !!
الماضي يجب أن لا يُمحى من الذاكرة
منح قادة الجيش والإسلامويين تفويضاً مطلقاً لإنتاج سلطة سودان ما بعد الحرب، أو ما يشبه "الشيك على بياض"، يُغفل حقيقة أن هؤلاء الفاعلين كانوا جزءاً أساسياً من الأزمة التي أوصلت البلاد إلى هذا الدمار. الإسلاميون حكموا السودان لثلاثة عقود، تحولت خلالها السلطة إلى أداة للنهب والقمع، وتم استخدام الجيش لحماية النظام بدلاً من حماية الشعب والأرض. كما أسسوا مليشيا الدعم السريع، وسَنّوا لها القوانين، ودافعوا عنها دولياً. حتى بعد سقوط البشير، لم يكن قادة الجيش محايدين، بل لعبوا هم والإسلامويون على التوازنات للحفاظ على نفوذهم، ولم يزكر أنهم حاولوا تحجيم مليشيا الدعم السريع بل تحالفوا معها، فتم أيام المجلس العسكري في يوليو ٢٠١٩ تعديل مواد قانون الدعم السريع التي تتيح إخضاعها لإمرة الجيش والتي تزيد من استقلاليتها، فسمحوا لها بزيادة أعدادها وتسليحها ونفوذها العسكري والإقتصادي.
ثمن الحلول المؤقتة
يرى البعض أن دعم الجيش أو حتى بعض تيارات الإسلامويين والمليشيات المستقلة جزئياً عنه ضروري في الحرب، باعتبار أن الأولوية القصوى الآن هي هزيمة مليشيا الدعم السريع. لكن السؤال هو: ماذا بعد؟
إذا منح البلابسة قادة الجيش والإسلامويين شيكاً على بياض الآن، أو لم يُكمل البلابسة رؤيتهم حول المستقبل ما بعد الحرب، أو صمتوا عما يفعله قادة الجيش والإسلامويين حالياً في تحديد شكل السلطة والحكم في سودان ما بعد الحرب، فإنهم عملياً يُعيدون إنتاج المعادلات نفسها التي قادت إلى هذا الوضع. لا يمكن افتراض أن هؤلاء سيتحولون فجأة إلى ديمقراطيين، أو إلى نظام ديمقراطي هجين مثل تركيا والمجر وكينيا (توجد انتخابات ومؤسسات ديمقراطية لكنها مقيدة بسلطة مركزية قوية تهيمن على القضاء والإعلام)، أو حتى بالعدم إلى شمولية ناعمة مثل الصين وفيتنام وكازاخستان (حيث توجد لحد ما مظاهر حكم القانون والتنمية الاقتصادية ومكافحة الفساد ولكن مع سيطرة حزب واحد على الحياة السياسية والإعلام ومنع أي معارضة حقيقية). الأرجح أنهم سيسعون لترسيخ نظام حكم فاشي عسكري (نظام سلطوي يعتمد على العسكر كمصدر وحيد للشرعية ويعتمد على القمع والاستقطاب القومي والمليشيات الأمنية)، أو فاشي إسلاموي (وهو نظام يجمع بين السلطوية العسكرية وتوظيف الدين لتبرير الحكم المطلق)، أو خليطاً بينهما حسب موازين القوى داخل هذا المعسكر، كما كانت تجربة حكم الإنقاذ بأشكالها المختلفة. الشواهد كثيرة على أن هذا هو الاتجاه الأرجح، من هذه الشواهد استراتيجية تفريخ المليشيات، وهجوم الإسلامويين على رئيس مجلس السيادة بعد خطابه الذي قال فيه: "لن تحكموا على أشلاء السودانيين"، ولن تنتهي بما رشح عن تعديلات الوثيقة الدستورية، وقوانين كل من الإجراءات الجنائية، والشركات، والاستثمار وفي إجتماع واحد لسويعات لا تكفي عملياً حتى لقراءة هذه النصوص ناهيك عن تعديلها، وخلاصة التعديلات تعني عملياً إعادة التمكين سلطوياً وعسكرياً واقتصادياً.
المستقبل لا يكون رهينة للحلول العاجلة
المقايضة بين هزيمة مليشيا الدعم السريع اليوم وبين بناء دولة ديمقراطية أو حتى شمولية ناعمة في المستقبل ليست حتمية. يمكن دعم المجهود العسكري دون إعطاء تفويض مفتوح لأي جهة، ودون إغفال ضرورة بناء بديل سياسي حقيقي. على البلابسة الذين ليست لديهم أطماع سلطوية تحت سلطة الأمر الواقع، أو ميول سياسية لأطرافها الحالية، أن يكونوا واضحين: نحن ضد مليشيا الدعم السريع، ولكننا أيضًا ضد العودة إلى فاشية عسكرية أو فاشية إسلاموية تحت أي غطاء. الحل ليس في دعم طرف دون شروط، بل في فرض معادلة جديدة تُبنى على أساس أن أي دعم يجب أن يكون مشروطاً بمسار ديمقراطي حقيقي، وإصلاح حقيقي للمؤسسة العسكرية تصبح عبره جيشاً وطنياً واحداً، وإبعاد رموز النظام القديم الفاسدة.
الحاضر مليء بالتحديات، لكن لا يجب أن يكون على حساب المستقبل. السودان لن يخرج من أزمته بتكرار أخطاء الماضي، بل بإعادة بناء الدولة على أسس واضحة:
لا لدولة المليشيات،
نعم للجيش الوطني المحترف الواحد،
لا للديكتاتورية العسكرية،
لا للسلطوية الإسلاموية.
يجب أن يحدد البلابسة خيارهم ويكملوا رؤيتهم ليس فقط حول الحرب وإنما أيضاً مستقبل السودانيين بعدها.
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد