بعد إدانته بـ 34 تهمة جنائية.. ترامب: الحُكم الحقيقي سيُصدره الناخبون في 5 نوفمبر
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
واشنطن (وكالات)
أخبار ذات صلةقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي أصبح أول رئيس يُدان بارتكاب جريمة جنائية، إن الحكم الحقيقي عليه سيكون في الخامس من نوفمبر من قبل الشعب، في إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية.
جاءت تصريحات ترامب بعدما أدانته هيئة محلفين في نيويورك، بـ«تزوير وثائق لإخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة إباحية قبل انتخابات عام 2016»، في ما يعرف بقضية «شراء الصمت».
وتوعّد محامي ترامب باستئناف الحكم، في حين ندّد الرئيس السابق بالمحاكمة التي وصفها بـ«المزيّفة»، معتبراً الحكم الصادر بحقّه «عار لأنّه رجل بريء»، وأكد أنّ «الحُكم الحقيقي سيُصدره الناخبون يوم الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر».
وفي منشور على موقع Truth «تروث سوشيال»، قال ترامب: «النصر في الخامس من نوفمبر، أنقذوا أميركا!!!»
وفي المقابل، قال مايكل تايلر، مدير الاتصالات في حملة بايدن: «حكم اليوم لا يغير حقيقة أن الشعب الأميركي يواجه حقيقة بسيطة، وهي أنه لا تزال هناك طريقة واحدة فقط لإبقاء دونالد ترامب خارج المكتب البيضاوي: عبر صندوق الاقتراع».
وحدّد القاضي خوان ميرشان 11 يوليو المقبل موعداً للنطق بالحكم، أي قبل 4 أيام من انطلاق المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في 15 يوليو، والذي من المتوقع أن يشهد الإعلان رسمياً عن ترشيح ترامب لخوض الانتخابات القادمة.
ويمكن أن يُحكم على ترامب بالسجن لبضع سنوات، ولكنه لن يتم إدخاله الحبس إلا بعد استنفاد كل مراحل الاستئناف الممكنة.
وجاء قرار هيئة المحلفين المشكلة من 12 عضواً، بعد مداولات على مدار يومين، خلصت إلى أن ترامب مذنب في كافة التهم الـ34 التي يواجهها، إذ كان الإجماع مطلوباً لصدور أي حكم بالإدانة.
ويدفع هذا الحكم الولايات المتحدة إلى وضع غير مسبوق قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر المقبل، عندما يسعى ترامب للتغلب على الرئيس الديمقراطي جو بايدن من أجل العودة للبيت الأبيض.
في المقابل، اكتفى البيت الأبيض بالقول إنّه «يحترم حُكم القانون ولا يدلي بأيّ تعليق آخر»، وذلك تعقيباً على حُكم الإدانة الجنائيّة التاريخي الذي أصدرته هيئة المحلّفين بحقّ الرئيس السابق.
بدوره، رحب المدّعي العام في المحاكمة ألفين براج، بحكم الإدانة، معتبراً أنّ «هيئة المحلفين قالت كلمتها حين وجدت المتّهم مذنباً بكل التّهم الـ34 الموجّهة إليه».
وقال براج خلال مؤتمر صحافي، إنّ «الصوت الوحيد الذي يهمّ هو صوت هيئة المحلّفين، وهيئة المحلّفين قالت كلمتها»، مشيراً إلى أنّ أعضاء الهيئة الـ12 أصدروا بالإجماع قرارهم بإدانة المدّعى عليه بـ34 تهمة تتعلّق بتزوير محاسبي مشدّد لإخفاء مؤامرة هدفها إفساد انتخابات 2016.
من جانبه، أعلن المحامي تود بلانش، وكيل الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق، أنّ استئناف الحكم سيتم «في أقرب وقت ممكن».
وقال بلانش: «سنستأنف الحُكم في أقرب وقت ممكن»، موضحاً أنّه «في نيويورك، تقضي الإجراءات بأن يتمّ النطق بالعقوبة أولاً، ومن ثم نستأنف».
وأضاف: «كان هناك الكثير من الدعاية حول الشهود وما حولهم، وليس من المفترض أن يسمح نظام العدالة لدينا بأن يعرف كل شخص يدخل قاعة المحكمة بالقضية».
وأردف: «ينص القانون على أنه يحق لأي شخص الحصول على محاكمة عادلة أمام هيئة محلفين من أقرانه، ونحن نعتقد أن كل ما سبق هذه المحاكمة جعل من الصعب جداً على هيئة المحلفين تقييم الأدلة بشكل مستقل».
ولفت بلانش إلى أن «الفريق القانوني لترمب سيقاتل بقوة الآن، مع الاقتراحات المقرر تقديمها في غضون أسابيع قليلة»، مشيراً إلى أنه «إذا لم ينجح ذلك، فسوف يستأنف الحكم بعد صدوره في يوليو».
وعقب الإدانة التي تعرض إليها ترمب، عبّر أنصاره عن غضبهم، واجتاحوا المواقع المؤيدة له، ودعوا إلى «أعمال شغب وثورة وانتقام»، وفق ما أوردت وكالة «رويترز».
ودعا بعض المؤيدين إلى «استهداف أعضاء هيئة المحلفين»، فيما طالب بعضهم الآخر بـ«إعدام القاضي خوان ميرشان»، وذهب آخرون إلى حد «الدعوة إلى حرب أهلية وتمرد مسلح»، وفق «رويترز».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دونالد ترامب محاكمة ترامب أميركا الرئيس الأميركي الانتخابات الأميركية الانتخابات الرئاسية الأميركية انتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن هیئة المحلفین إلى أن
إقرأ أيضاً:
100 يوم من الحكم.. هل بدأ ترامب يفقد السيطرة على قراراته؟
اتسمت أول 100 يوم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإثارة الجدل حيث تبنى استراتيجيات جعل من الصعب متابعة قراراته وتنفيذها، ورغم محاولاته لإعادة تشكيل أمريكا، إلا أن هذه السياسات أسفرت عن أزمات تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها فيها إن أول 100 يوم من إدارة دونالد ترامب اتسمت بالفوضى، وأصافت أن مستشار الرئيس في ولايته الأولى، ستيفن بانون صمم استراتيجية تقوم على "إغراق المجال" وهي استراتيجية تولد غبشا من الأخبار لا يمكن للإعلام متابعته، وقد عزز ترامب هذه الإستراتيجية في ولايته الثانية لتصبح علامة على حكمه.
وقد فاق فيضان الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب في أول 100 يوم وبفارق بسيط تلك التي أصدرها الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت في ولايته الأولى، لكن الأخير ورث أزمة اقتصادية حادة، وكان عليه التعامل مع تداعيات الكساد العظيم الذي أصاب أمريكا والعالم. ولهذا كان عليه أن يبدأ حملة إصلاحات لتغيير أمريكا وللأحسن.
وبالمقابل، ورث ترامب أقوى اقتصاد في العالم والذي لم يمر على أمريكا من وقت طويل، ففي محاولته لإعادة تشكيل أمريكا على صورته، خلق أزمات تهدد الجمهورية الأمريكية ومكانتها في العالم وعلى المدى البعيد.
وأضافت الصحيفة أن ترامب تبني استراتيجية "إغراق المجال" أصبح من الصعب على المحاكم والمعارضة وحتى أنصاره متابعة ما يصدر عنه وإدارته من قرارات تنفيذية، ومع أن أوامر قضائية علقت بعض هذه القرارات، إلا أن بعضها حدث بسرعة لدرجة أنه من الصعب التراجع عنها، وفقد تم تفكيك الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وطرد ألاف من الموظفين الفدراليين وأصبحت ملايين الدولارات لدعم الأبحاث العلمية في خطر.
ويرى الكثيرين من أعضاء حركة ماغا (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) في هذا التعطيل دليلا على أن رئيسهم يحدث بقراراته تغيرا حقيقيا. وفي الواقع، ورغم أنه لا يقدم أي رؤى ثاقبة، إلا أن ترامب يتمتع بموهبة التعبير عن المخاوف التي تهم شريحةً كبيرة من الأمريكيين مثل: عكس مسار تفريغ المجتمعات والحد من التضخم البيروقراطي ومحاربة حركة "اليقظة" المفرطة.
وتنطوي مواقفه أحيانا على أكثر من جوهر الحقيقة: فقد دفعت أوروبا لفترة طويلة جدا أقل مما ينبغي للدفاع عن نفسها.
وأشار الصحيفة إلى أن فريق ترامب متحد في حماسته الثورية للتغيير إلا أنه يفتقر إلى خطة واحدة متماسكة، ويتألف أحيانا من معسكرات متناحرة، وفي النهاية يغلب القائد غرائزه بدلا من الاستماع إلى النصائح، والنتيجة هي أن الاستجابات السياسية غالبا ما تكون مفرطة أو مشوهة أو متسرعة أو سيئة لدرجة أنها تؤدي إلى نتائج عكسية أو فاشلة.
وأضافت أنه لا يتحقق إعادة ضبط التجارة مع الصين من خلال حرب جمركية متعددة الأطراف تهدد بصدمات شديدة للنمو العالمي، كما ولن تستثمر الشركات في خلق فرص عمل في أمريكا دون استقرار وقابلية للتنبؤ، كما أن تأمين السلام الدائم في أوكرانيا لا يمكن أن يتم من خلال تحقيق ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت الصحيفة إلى ظهور بعض الكوابح على تصرفات الرئيس، خاصة عندما ردت الأسواق والأسهم على قراراته، فمع انخفاض أسعار الأسهم، وعلى غير العادة، سندات الخزانة الأمريكية بشكل متزامن، أوقف ترامب لمدة 90 يوما فرض رسوم جمركية "متبادلة" على دول أخرى غير الصين. وقد دفعه المزيد من اضطراب الأسواق الأسبوع الماضي إلى كبح هجماته على رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، والإشارة إلى احتمال تخفيف موقفه التجاري تجاه الصين.
وتابعت الصحيفة أن العامل الآخر فهو المحاكم، وبعض المؤسسات الرئيسية للديمقراطية الأمريكية، فقد بدأت جامعة هارفارد ومؤسسات أخرى بالتضافر لمواجهة محاولة البيت الأبيض الكارثية للسيطرة على التعليم العالي.
وبدأت المحاكم العليا تصدر أحكاما ضد الرئيس، حيث قضت المحكمة العليا الأمريكية بالإجماع بأن على الإدارة تسهيل إطلاق سراح كيلمار أبريغو غارسيا، الذي رحل ظلما إلى سجن في السلفادور. ويقول البيت الأبيض إنه لا يستطيع استعادته، لكن المحاولات المتكررة لتحدي المحاكم قد تثير ردود فعل شعبية أوسع.
واختتم الصحيفة تقريرها أن الكابح الأخير على تصرفات ترامب، فهو الناخب الأمريكي وأنصار الرئيس، فقد كشفت الاستطلاعات أن شعبية ترامب في تراجع مستمر وسط قلق الناخبين على أوضاعهم المعيشة وخططهم التقاعدية واستمرار مظاهر انعدام القانون كما في قضية أبريغو غارسيا.
أكدت تراجع شعبية الحزبين الرئيسين في الكونغرس بشكل يدعو على الشفقة، ويشير أحدث استطلاعات الرأي إلى مكاسب للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026. ويكمن الخطر في أنه إذا لاحظ ترامب تراجع شعبيته، فقد يحاول مضاعفة جهوده واتباع مسار أكثر استبدادية. ومع تجاوز ترامب الثاني لمئة يوم، قد تكون المعركة الحقيقية من أجل الديمقراطية الأمريكية قد بدأت للتو.