لست أُما سيئة.. هذه حقيقة هواجس ما بعد الولادة وهكذا تتعاملين معها
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
تزداد فرص إصابة الأمهات ببعض اضطرابات الصحة العقلية والنفسية إبان الولادة، وتعد هواجس ما بعد الوضع أحد أبرز هذه الاضطرابات.
ولكن، ما هواجس ما بعد الولادة؟ وهل تبالغين في فحص طفلك طوال الليل للتأكد من تنفسه؟ أم جال بخاطرك تصورات بأنه سيسقط من بين ذراعيك، بينما تلعبين معه وتدفعينه لأعلى؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لتجاوز فاجعة الوفاة.. خبراء يضعون قائمة "مهام" من أجل حزن صحيلتجاوز فاجعة الوفاة.. خبراء يضعون قائمة ...list 2 of 2كيف تواجه عبوس طفلك الدائم؟ وكيف تعلمه تخطي المواقف الصعبة؟كيف تواجه عبوس طفلك الدائم؟ وكيف تعلمه ...end of list ما هواجس ما بعد الولادة؟
تُعرّف مواقع "فري ويل فاميلي" و"نيوز ميديكال" و"هيلث لاين"، هواجس ما بعد الولادة بأنها هواجس طبيعية تصيب 7 من كل 10 سيدات، ويمكن وصفها بأنها مجموعة من الأفكار المزعجة والخواطر السيئة والصور غير المرغوب فيها، والتي تتبادر إلى الذهن بشكل متكرر.
وتدور حول أشياء مرعبة تصيب الطفل، إما عن طريق الخطأ أو عن قصد، مثل تخيل سقوطه من أعلى الدرج أو اختناقه تحت الماء في حوض الاستحمام أو صور ثابتة ومتكررة للطفل وهو ميت، وغيرها من السيناريوهات السيئة التي قد يتعرض لها الطفل وهو معك أو مع غيرك.
تخجل بعض الأمهات من البوح بمثل هذه الأفكار التي تأتي دون سابق إنذار، ويفضلن ألا يطلبن المساعدة خوفا من التشكيك في أمومتهن أو الحكم على سلامتهن العقلية، ويشعر بعضهن بالتوتر والخوف على الطفل.
المتخصصة في علم النفس السريري دكتورة كارولين بويد طمأنت كل أُم تعاني من هذه الهواجس بالقول، "أنت لست وحدك"، وتوضح لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية أن هذه الهواجس منتشرة وتعرف باسم "الأفكار المتطفلة"، وهي إحدى علامات خوف الأم على طفلها والقلق تجاه إصابته بأي مكروه، وعلى الفور يقوم الدماغ بخلق مثل هذه الأفكار لتنبيه الأم إلى خطر محتمل.
ووفق بويد، إذا كانت الأم تحمل سكينا أو كانت بالقرب من بعض السلالم أو نافذة مفتوحة، فإن الدماغ يتعرف على هذه الأشياء كتهديد محتمل للطفل، مما يدفعها إلى توخي الحذر والحفاظ على سلامة طفلها. فمثلا، إذا كانت الأم قلقة بشأن تدحرج عربة طفلها وسط حركة المرور، فإنها ستمسك بالعربة بشكل أكثر حرصا وإحكاما.
وتلفت المتخصصة في علم النفس إلى ضرورة الانتباه وعدم الخلط بين الأفكار المتطفلة وذهان ما بعد الولادة الذي يهيئ للأمهات سماع أصوات تأمرهن بإيذاء أنفسهن أو إيذاء أطفالهن، ويعتقدن أن هذه الأوهام حقيقية، ولا يدركن أنهن لسن على ما يرام، في حين أن الأمهات اللواتي يعانين أفكارا متطفلة يعترفن بأن هذه الأفكار خارج نطاق التفكير الطبيعي، ويشعرن بالانزعاج والتوتر منها.
تتداخل العديد من الأسباب والعوامل التي تساعد في ظهور هذه الهواجس، بحسب تقرير نشره موقع "لانساستر جينرال هيلث" ومنها:
التغيرات الهرمونية: تنخفض مستويات هرموني الأستروجين والبروجستيرون بعد الولادة بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى الإحساس بكآبة النفاس وزيادة التصورات السيئة. غريزة الأمومة: تعزز غريزة الأمومة الرغبة المتزايدة في حماية الطفل، ومراقبة أي تهديد قد يضر به، فيقوم العقل بمعالجة أسوأ المخاوف عن طريق هذه التصورات. الإجهاد والقلق والصدمة: تحفز هذه المشاعر الأفكار المتطفلة لدى الأمهات، ولا سيما مع زيادة مسؤولياتهن الجديدة، ومحاولة التكيف مع صور أجسادهن بعد الولادة.اكتئاب ما بعد الولادة: قد ترتبط الأفكار المتطفلة باكتئاب ما بعد الولادة.
حاول الباحثون دراسة هذه الهواجس وعلاقتها بالوسواس القهري بعد الولادة، ومنها ما أكدته دراسة كبيرة لقسم الطب النفسي بجامعة بريتيش كولومبيا الكندية عام 2019 أن هذه الخيالات المزعجة حول إيذاء الأمهات الجدد لأطفالهن، هي ظاهرة طبيعية وشائعة بين جميع الأمهات تقريبا، ويطلق عليها "الأفكار المتطفلة" لأنها تتعارض كليا مع القيم وما يُعتقد أنه صحيح.
وبحسب الدراسة، نشرت في عدة مواقع منها "إن سي بي آي" و"تودايز بارنت"، والتي أجريت على ما يقرب من 800 من الأمهات الحديثات، أفاد 70% بأن لديهن أفكارا متطفلة غير مرغوب فيها تجاه أطفالهن، وأشار 50% منهن أن لديهن أفكارا متطفلة لإيذاء أطفالهن عن قصد.
وعلقت المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة بقسم الطب النفسي بجامعة بريتيش كولومبيا، دكتورة نيكول فيربروزر قائلة، بأن النساء اللاتي يعانين من هذه الأفكار أقل إقبالا على إيذاء أطفالهن.
ومع ذلك فإن نسبة تتراوح بين 2% إلى 24% تزيد أفكارهن المزعجة على الحد الطبيعي بشكل يؤثر على رفاهية الأم والمولود حتى تتطور إلى اضطراب الوسواس القهري الذي يعزز ارتباط الأمهات بأطفالهن بشكل مفرط أو يدفعهن إلى المبالغة في الابتعاد خوفا من أفكارهن السلبية، وفق موقع "ميد".
ويتفق أستاذ علم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية جوناثان إبراموفيتز والمشارك في الدراسة، أن الأفكار المتطفلة تنتشر عالميا بين كل الأمهات والآباء الجدد تقريبا، ويوضح أنه تحدث مع أمهات لديهن أفكار حول رمي أطفالهن من النوافذ أو وضعهم في الميكرويف.
كما تخيلت إحداهن نفسها وهي تُغرق طفلها في حوض الاستحمام، وتصورت أخرى أن شخصا يسرق طفلها بينما تتجول في الشارع حتى كادت تصرخ، مضيفا أن هذه الحالات هي لأمهات طبيعيات لا يعانين من أي اضطراب يذكر، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
يقدم مركز الرعاية الصحية بولاية بنسلفانيا الأميركية مجموعة من النصائح للحد من الأفكار المتطفلة بعد الولادة ومنها:
الاهتمام بالصحة العقلية عن طريق: مشاركة ما تشعرين به مع الزوج أو أحد أفراد العائلة، وذكري نفسك بأن هذه الأفكار طبيعية وأنك لستِ أُما سيئة، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الدعم الإيجابي من المحيطين يساعد في تعزيز كفاءة الأم. اشغلي عقلك ببعض الأنشطة التي تتطلب التركيز، مثل حل الكلمات المتقاطعة أو سودوكو أو المسائل الرياضية. تجاهلي الأفكار المزعجة، إذ يؤكد الخبراء أن هذه الأفكار تحدث كضرورة فطرية للحفاظ على سلامة طفلك، وأن احتمالية التصرف بناء عليها منخفضة للغاية. استشارة اختصاصي الصحة العقلية إذا لزم الأمر، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض وإدارتها. الاهتمام بالرعاية الذاتية من خلال: الحصول على قسط كافٍ من النوم. طلب الدعم الأسري والمساعدة من المحيطين في أداء المهام. تخصيص وقت للاسترخاء وتقليل التوتر، كالاستماع إلى الموسيقى.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات نفسي هذه الأفکار أن هذه
إقرأ أيضاً:
ملك إسبانيا: مصر دولة صديقة ومحورية في أفريقيا.. ونعمل على تعزيز العلاقات معها
أعرب الملك فيليب السادس، ملك إسبانيا، عن سعادته بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدريد، مشيرًا إلى أنه كان يتطلع لهذه الزيارة منذ سنوات لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال مأدبة غداء أقامها على شرف الرئيس السيسي، والتي بثتها قناة إكسترا نيوز، أكد الملك فيليب السادس أن مصر وإسبانيا تعملان معًا على ترسيخ السلام، مضيفًا: "الرئيس السيسي، نرحب بك في زيارتك الجديدة، ونحن على أعتاب فصل جديد من التعاون المثمر الذي سيعود بالنفع على البلدين".
كما شدد على أن مصر ليست مجرد دولة صديقة، بل تُعد محورًا رئيسيًا في القارة الأفريقية، ما يجعلها شريكًا استراتيجيًا مهمًا في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار الملك إلى وجود تعاون واسع بين مصر وإسبانيا في مجالات متعددة، منها البنية التحتية والطاقة والبيئة، مؤكدًا أن هذا التعاون ساهم في تعزيز الجهود المشتركة في مجال الطاقة المتجددة.
وفيما يتعلق بالثقافة، أوضح أن مصر تتميز بثرائها الثقافي الفريد، مشيرًا إلى أن إسبانيا تسهم أيضًا في نشر ثقافتها داخل مصر من خلال المركز الثقافي الإسباني في القاهرة، والذي يتيح للطلاب المصريين فرصة تعلم اللغة الإسبانية والاستفادة منها في مختلف المجالات.
كما تطرق الملك فيليب السادس إلى التعاون في مجال الاكتشافات الأثرية، موضحًا أن فرقًا علمية إسبانية شاركت في استكشاف الآثار المصرية، حيث أرسلت إسبانيا بعثتين أثريتين، إحداهما زارت مصر هذا الشهر، مؤكدًا أن هذه العلاقات التاريخية تعود إلى عام 1976.
واختتم كلمته بالإشارة إلى أن عبارة "مصر أم الدنيا" كانت معروفة في إسبانيا منذ القرن التاسع عشر، وهو ما يعكس عمق العلاقات التاريخية والتبادل الثقافي بين البلدين.