لبنان ٢٤:
2024-11-24@16:45:49 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان 

57 بين شهيد وجريح هي حصيلة غير نهائية لعدوان مشترك نفذه الجيش الأميركي و القوات المسلحة البريطانية ضد 13 هدفا في اليمن والذريعة كانت "الدفاع عن النفس".

ولأن العدوان كان استهدافا واضحا للمواقع المدنية وانتهاكا سافرا لكل القوانين الدولية جاء الرد اليمني على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع الذي أعلن أن القوتين الصاروخية والبحرية في اليمن نفذتا عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "أيزنهاور" في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والباليستية.



وتعهد سريع بأن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في الرد المباشر والفوري على كل عدوان جديد على الأراضي اليمنية وذلك باستهداف مصادر التهديد كافة وكل الأهداف المعادية الأميركية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي.

إلى فلسطين الصامدة لليوم المئتين والثمانية والثلاثين ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة انعكست ارادة البقاء في وجوه قاطني بيت حانون التي حوصرت لواحد وعشرين يوما.

غير أن انسحاب جيش الاحتلال من مخيم جباليا كشف هول المأساة التي خلفها وراءه حيث أعلن الدفاع المدني عن تدمير أكثر من ألف منزل.

أما في الجنوب اللبناني فآخر اعتداءات العدو اليوم كانت استهداف سيارة تابعة للهيئة الصحية في الناقورة ما أدى إلى ارتقاء شهيد ووقوع جريح.

استهداف ليس الأول من نوعه للعدو الإسرائيلي الذي امتهن ضرب الأطقم الطبية في تجاوزات لا يردعها لا قانون دولي ولا إنساني.

في المقابل نفذت المقاومة اليوم عمليات استخدمت خلالها المسيرات الانقضاضية والصواريخ الثقيلة ومنها بركان.

هذه الجبهة أكد أمين حزب الله السيد حسن نصرالله انها جزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة على المستوى الإستراتيجي الكبي بعيدا من الزواريب السياسية الضيقة.

جبهة لو لم تدخلها المقاومة لكان لبنان سيتحمل الكثير من الخسائر قال السيد فالمعركة معركة وجود ومصير.

وفي الشأن الداخلي نفى السيد نصرالله  أي علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخاب الرئيس في لبنان  مشددا على دور الحوار والتشاور للوصول إلى الحل فالذي عطل الإنتخابات الرئاسية مدة سنة قبل طوفان الأقصى هي  الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في 

من جديد: الهدنة في غزة تتعثر . مسؤول أمني اسرائيلي كبير أعلن ان تل ابيب لن توافق على اي وقف للقتال في غزة، ما لم يكن ضمن اتفاق متكامل بشأن تحرير الرهائن. 

في المقابل، تصر حماس على وقف اسرائيل القتال قبل ابرام اتفاق يتضمن تبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين. فهل الاختلاف حول الآلية حقيقي، أم  مجرد ذريعة لعدم التوصل الى اتفاق ؟ 

الواضح ان اسرائيل لا تريد وقف اطلاق النار، وهو ما كشفه مستشار الامن القومي الاسرائيلي تساحي هنغبي، الذي اعلن في مقابلة اذاعية ان الحرب في غزة قد تستمر سبعة اشهر اضافية، وذلك لتعزيز هدف اسرائيل بتدمير سلطة حماس وقدراتها العسكرية. 

وكما في غزة كذلك في لبنان. فظاهرا الشكليات هي التي تمنع  انعقاد حلقات التشاور بين النواب، تمهيدا لجلسات انتخاب متتالية. لكن هل من يصدق بعد ان الاختلاف على من يدعو الى الحوار ومن يديره هو ما يمنع انتخاب رئيس؟ 

باختصار، الثنائي امل - حزب الله لا يريد انتخابات الآن وهو ينتظر نتائج معركة غزة. فهل يسلم المجتمع الدولي بالأمر الواقع المفروض من الثنائي، ام ان القمة الفرنسية- الاميركية في مطلع تموز المقبل ستغير معادلة الانتظار القاتلة؟ مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

من التاريخ الذي يصنع الآن بقبضات المجاهدين وصبر النساء والاطفال من غزة الى الضفة واليمن ولبنان، ومن الجبهة  التي مستقبلها واضح ومشرق ومنتصر كما قال، اطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الحفل التأبيني للعلامة المحقق والمجاهد الشيخ علي كوراني.

ولأن المسألة مسألة وقت، لم يعط سماحته وقتا لاصحاب المهاترات والتحليلات والتأويلات، تاركا لكلام قادة العدو السياسيين وجنرالاته العسكريين ومستوطنيه التائهين، ان يكون ردا جليا على كل المثبطين للعزائم والمشككين بصوابية الخيارات.

فالمعركة في منطقتنا معركة وجود ومصير، وهزيمة الكيان العبري فيها لها أثر كبير، ليس على غزة وفلسطين فحسب، بل على المنطقة ولبنان وارضه وثرواته، كما اشار سماحته.

واسناد غزة والشراكة بالجبهة له فعل وأثر، واساسه اخلاقي وايماني وقومي، وسيستمر حتى يتوقف نتنياهو ومجانينه عن حرب الابادة. وإن استمروا بحربهم فانهم يأخذون الامور الى الاسوء في كيانهم.

وعن كياننا الوطني كلام اميركي يثبت من جديد شراكتهم الجلية بالمسؤولية عن معاناتنا الوطنية وازمتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، جدد أدلته المبعوث الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين، متحدثا عن مغريات اقتصادية وكهربائية ونفطية ضمن سلة المقترحات للجبهة الجنوبية.

لكنها جبهة ستواصل عملها كما حسم السيد نصر الله، ومقاوموها أكثر قوة من اي وقت مضى، واهلهم وجمهورهم ثابتون من كل الطوائف والفئات، يصنعون بصبرهم وجهادهم الانجازات، ولو ارادوا لصنعوا المزيد، وموقع راميا بعض الدليل. فلو اراد المقاومون ان يدخلوا الى هذا الموقع الصهيوني لدخلوا بحسب الامين العام لحزب الله، وهو ما اظهرته مشاهد العملية التي نشرها الاعلام الحربي للمقاومة.

اما ما ينشر عن ربط جبهة غزة والجنوب بالملف الرئاسي فغير صحيح، وما يعطل الاستحقاق من قبل طوفان الاقصى وخلاله هي الخلافات الداخلية والفيتويات الخارجية التي لا زالت مستمرة الى الآن.

ونحن لا نعقد الامور، أكد السيد نصر الله، وحريصون ان تصل الاستحقاقات الى نهاياتها الجيدة، كما قال.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في 

القشور.

كلمة واحدة تكاد تختصر كل ما يتداوله السياسيون في اكثرهم، وتتناقله وسائل الاعلام في معظمها، حول الازمة السياسية الراهنة في  لبنان.

فالقشور هي ظاهر الامور، ومنها الخلاف حول الانخراط في تشاور او حوار، او حول عقد جلسات رئاسية متتالية ام جلسة واحدة بدورات متوالية حتى يخرج الدخان الابيض.

ومن القشور ايضا، مزايدات النواب وسجالات الوزراء وشعبوية غالبية القوى السياسية حول شتى الملفات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قضية اموال المودعين.

ومن القشور ايضا، عدد الكيلومترات التي يفترض ان ينسحب منها حزب الله جنوبا، وفق تمنيات الدول وبعض الداخل، والتي يجري الحديث عنها وكأنها أمر محقق، وهو ما لا يقترب من الواقع في شيء.

لكن، اذا كان كل ذلك يدخل في اطار القشور، فأين الجوهر؟

على هذا السؤال تجيب اوساط سياسية بالاشارة الى ثلاثة عناوين: السيادة، والشراكة، وبناء الدولة.

فالخلاف على السيادة جوهر لا قشور. سيادة الدولة على كامل اراضيها، وسيادتها السياسية تجاه تدخلات الغير، سواء من الشرق او من الغرب.

والخلاف على الشراكة جوهر لا قشور. الشراكة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين، ومن ضمنها المناصفة التامة، والمشاركة العادلة لكافة المكونات في المؤسسات السياسية والادارية، بما يناقض الآحادية، التي سرعان ما تلفظها تركيبة  لبنان.

والخلاف على بناء الدولة جوهر لا قشور. بناء الدولة القوية، التي تحفظ حقوق بناتها وابنائها سياسيا وماليا واجتماعيا، وتؤمن لهم الرعاية الصحية والتربية اللائقة والتعليم العالي المتقدم. الدولة القوية التي تهزم الزبائنية، وتحيل الانسان  اللبناني مواطنا مكتملا بتوازن الحقوق والواجبات، لا شحاذا على باب نائب ووزير او متمول طامح.

هذا هو الجوهر الذي يتفاداه السياسيون، ولا يطبل له الاعلام ويزمر. اما القشور فخبزنا اليومي، الذي لن يقينا يوما شر الجوع وبشاعة امتهان الكرامة.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي 

لبنانيا، انتهت أيام الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في لبنان، من دون تحقيق أي تقدم، وبدا أن المبادرة الفرنسية قد تكون ولت إلى غير رجعة، وتقويم لودريان سيظهر في التقرير الذي يرفعه إلى إيمانويل ماكرون في قمة النورماندي بين الرئيسين الفرنسي والأميركي، لكن ما يمكن تأكيده أن الجانب الفرنسي بات شبه مقتنع بأن مبادرته وصلت إلى حائط مسدود.

في ملف رئاسة الجمهورية، موقف لافت للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إعتبر فيه أن الذي عطل الانتخابات الرئاسية هو الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية، ولا علاقة لما يجري في الجنوب بالانتخابات الرئاسية. 

بالإنتقال إلى حرب غزة، إسرائيل تعلن أنها لن توافق على وقف القتال في غزة دون عودة الرهائن.

هذه العقدة تستحوذ على إهتمام أميركي دائم، فالبيت الأبيض يعلن أن  الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم الإدلاء بتصريحات بشأن الشرق الأوسط في وقت لاحق اليوم الجمعة في شأن الحرب في غزة وجهود الإفراج عن الرهائن.
 
بالعودة إلى لبنان، الملفات الداخلية بين تحولها إلى أزمة وبين الأستعصاء عن معالجة الملفات القديمة، فإما ملفات جديدة وإما ملفات متمادية، والقضية الأبرز جواز السفر الذي ظهر مع فلسطيني، والأمن العام يفكك تباعا اللغز، ومن هذه القضية نبدأ. 

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

بات على جو بايدن ودونالد ترامب البحث عن طاولة حوار او تخفيضها الى مستوى التشاور لحل اسوأ نزاع رئاسي في التاريخ الاميركي والذي أخرج من باطن المرشحين (2) العفن السياسي وتوجها لبعضهما بعضا بأقذر العبارات التي طالت الدولة العظمى. 

وبعد اتهامه باربع وثلاثين جناية قال ترامب إن اميركا دولة فاشية وتحوي ارهابيين وعصابات ومهاجرين  يستولون على الفنادق الضخمة وإن الولايات المتحدة اليوم في اسوأ حالاتها والمدعي العام في نيويورك فاشل ما اعتبره بايدن تهديدا للنظام الانتخابي وللديمقراطية مستخدما تصريحات خصمه في دعوة الناخبيبن الى التصويت لصالحه في نوفمبر المقبل. 

وبدا الفراغ اللبناني امام هذه المنازلة في موقع المتفرج  وحوله  فك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الارتباط بين الجبهة والرئاسة وبمفعول فراغ يعود لعام قبل طوفان الأقصى رسم نصرالله حدود الأزمة بين خلاف داخلي وتدخلات خارجية ومن المواقف المستترة خلف اللا تسمية واللا فيتو على أحد غمز نصرالله وأكد كمن يسمي الاعتدال أنه لو أتيح لبعض النواب الإفلات من فكي "الكماشة" لتبدلت مواقفهم ولو كان صحيحا أن بعض الخارج  لا يضع  فيتو على أحد لما كان التعطيل سيد الاستحقاق. 

وفي معرض رد ضيم التعطيل عن الثنائي وما يمثله من أكبر كتلة نيابية قال : لا سبيل آخر سوى الحوار للوصول إلى نتيجة في ظل تعطيل الخارج للانتخابات الرئاسية. وفي تصحيح لمغالطة البعض من أن الشعب اللبناني لا يوافق على جبهة الإسناد الجنوبية أعطى نصرالله بطاقة هوية للجبهة من كل الطوائف في لبنان ونصح كل طرف بأن يعرف حجمه وما يمثل قبل الحديث باسم كل الشعب اللبناني " ويا بنرجع بنعد. يا كل واحد يعرف حجمه". 

أما الجبهة المساندة لغزة فتلك مسؤوليتنا ونتائج معركة الجنوب أكبر وأعلى من أي مكاسب داخلية وبحسب نصرالله فإن هذه المعركة تعني مستقبل لبنان وسيادته وثرواته وأبعد من ذلك فإن معركة غزة هي معركة وجود وبالتالي فإن هزيمة إسرائيل في هذه المعركة سيكون لها الكثير من الآثار العظيمة على كل المنطقة والضغط على جبهة الشمال دفع بسلطات الكيان من عاليها إلى واطيها للقيام بجولات تهدئة للمستوطنين وإيهامهم بأنه جرى إبعاد المقاومين. 

لكن المقاومة لم تتأخر في الرد وبحسب معلقين إسرائيليين لم ينقصها سوى أن تدخل إلى أحد المواقع وترفع علمها عليه   جمع نصرالله إنجازات المقاومة على جبهتي الجنوب وغزة  وإذ وصف  إسرائيل بأنها تعيش أسوأ  حال منذ خمسة وسبعين عاما أكد أنها دخلت في عزلة ومعها تجر الولايات المتحدة وعلى الآمال الواقعية ختم نصرالله بالقول إن التاريخ يصنع الآن.  

ولتأكيد المؤكد نقلت يديعوت أحرونوت عن ضابط رفيع في جيش الاحتلال أن الشعور بالفشل يطارد الضباط ولا يريدون الخدمة في جهاز فاشل ومن علامات الهزيمةقال حاييم رامون الوزير السابق لما يسمى بالعدل الإسرائيلي إن حماس صامدة بكل مناطق قطاع غزة ونحن على شفا هزيمة استراتيجية. وبمفعول رجعي عن زيارة "ابن بطوطة" الفرنسي جان إيف لودريان فإن الموفد الفرنسي غنى على الليل اللبناني وأسمع كل طرف مواله السياسي وغادر تاركا  الدف ..والفخ .  

وبحسب معلومات الجديد فإن لودريان منح رئيس تكتل اللقاء الديمقراطي النائب  تيمور جنبلاط وسام الوسطي وأوكل إليه مهمة التواصل مع كل الأفرقاء السياسيين وبالتكافل مع تكتل الاعتدالوتضامن المجتمع الدولي للوصول إلى تشاور غير مشروط وجلسات لا يعرقلها فض النصاب

والفرنسي الساعي إلى حجز دور في الإقليم من على المقعد اللبناني دونه الفيتو الأميركي المرفوع على كف آموس هوكشتاين الذي سحب باقي الأوراق من يد لودريان وفي مقابلة مع معهد كارنيغي تحدث هوكشتاين عن اتفاق للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل تبدأ بتعزيز القوات اللبنانية المسلحة من دون توضيح كيف سيتم ذلك والاستثمار الدولي في الشعب اللبناني من خلال حزمة اقتصادية وحل أزمة الكهرباء أما المرحلة الأخيرة فستكون باتفاق الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. 

وبين تهديد لودريان ووعود هوكشتاين تحول لبنان إلى صندوقة بريد يتبادل فيها الفرنسي والأميركي الرسائل. 

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العام لحزب الله السید حسن فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين

عندما كانت إسرائيل تغزو بيروت عام 1982، تابعت المجموعات الثورية الفلسطينية والعربية نهجها في ملاحقة العدو خارج حدود المواجهة، ناقلة المعركة إلى قلب أوروبا. من بين تلك العمليات، اغتيل "رجل موساد ودبلوماسي" أميركي في باريس، ووُجّهت أصابع الاتهام إلى اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، الذي يقبع في السجون الفرنسية منذ 4 عقود بتهمة قيادة الفصائل الثورية اللبنانية المدافعة عن فلسطين، وبذلك يكون أقدم سجين سياسي في أوروبا.

كانت العملية امتدادا لمرحلة "وراء العدو في كل مكان" التي اختصرتها روايات الأديب الفلسطيني غسان كنفاني (عكا 1936، بيروت 1972) وجسّدتها المجموعات الثورية بقيادة المناضل وديع حداد (صفد 1927، ألمانيا الشرقية 1978)، فحوّلت العالم إلى ميدان مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، واستقطبت مقاتلين عربا، ورفاقا من اليابان وأوروبا وأميركا اللاتينية، واضعة فلسطين على خريطة النضال الأممي.

"مناضل ولست مجرما"

وعادت قضية المناضل الأممي جورج عبد الله إلى الواجهة مجددا مثلما كانت عام 2013، مع توالي الأخبار عن قرب الإفراج عنه بعد قرار محكمة فرنسية بذلك. إلا أن الادعاء الفرنسي، أعلن قبل أيام عزمه استئناف القرار. وفي حال أفرج عنه، يكون عبد الله قد أمضى أكثر من 20 عاما في السجون الفرنسية بعد انتهاء محكوميته، وسط رفض السلطات القضائية المتكرر إخلاء سبيله.

وأمام القضاة، وقف الرجل ذو اللحية الكثّة والنظرة الواثقة مطالبا بحريته للمرة الـ11، قائلا بثبات: "أنا مناضل ولست مجرما"، مؤكدا أن اختياره هذا الطريق كان "ردا على انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين"، وبأن ما فعله: مقاومة.

فهو المولود في الثاني من أبريل/نيسان 1951 في قرية القبيات شمال لبنان لعائلة مسيحية مارونية، وقد شهد في مطلع شبابه "نكسة" 1967، حيث ساهمت "هزيمة حزيران" في تشكيل وعي جيل بأكمله تجاه قضايا التحرر والمقاومة.

عبد الله اشتهر بعبارة "أنا مناضل ولست مجرما" وأكمل عقوبة السجن المؤبد عام 1999 (غيتي)

وفي سن مبكرة، انضم إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، واختار طريق النضال والمقاومة. وبعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن (1970)، أصبحت بيروت معقلا للثوار والمقاومين، فكانت نقطة تحول حاسمة في مسار حياته، حيث كانت العاصمة اللبنانية مركزا يعجّ بالحركات الثورية، مما كان له الأثر الكبير في تشكيل قناعاته السياسية.

انضم عبد الله لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الراحل جورج حبش، بعد إصابته في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978 (عملية الليطاني). ومع أفراد من عائلته ورفاقه، أسس الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وبين عامي 1981 و1982، نفذت المجموعة هجمات في أوروبا، أسفرت بعضها عن سقوط قتلى في فرنسا، في إطار دعم القضية الفلسطينية والكفاح ضد الاحتلال.

موت المعلم وولادة المقاتل

وبدأ جورج حياته المهنية معلما في مدرسة بمنطقة أكروم بعكار، وفي مقالة وردت بموقع يتبع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، تروي بدايات جورج وتكشف عن ارتباطه المبكر بالفدائيين الفلسطينيين، يقول كاتبها إن "ابن القبيات" كان يعرّف نفسه بأنه "كادح وليس من البَكَوات"، مستنكرا الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وتستعرض المقالة المراحل الأولى لجورج عبد الله ضمن الثورة الفلسطينية، مبينة تأثره بحياة "المخيمات" في لبنان، وكيف كان يجول أزقة مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، مستخدما دراجته النارية، ليوزع مجلة "الآداب" على المهتمين.

وبعد إنهائه الدورات التثقيفية، انضم عبد الله إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رسميا، ثم انتقل من الشمال إلى منطقة "الجبل" في "مهمة جهادية"، وكان من المفترض أن يعود بعد شهر إلى الشمال، لكنه اختار البقاء، معلنا بذلك نهاية مرحلة "جورج المعلم" وولادة "جورج المقاتل". ومن ثم، أصبح جزءا من الجناح العسكري للجبهة الشعبية، لتصبح الأراضي اللبنانية كلها ساحة قتاله.

جورج عبد الله أمام المحكمة الفرنسية عام 1986 (غيتي)

وخدم عبد الله في الجنوب، والبقاع، والجبل، وبيروت -بحسب المقالة- لكن بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي عقدته منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي قبيل اجتياح بيروت عام 1982، انفصل عبد الله عن الجبهة، رافضا التهدئة مع العدو، واتخذ مسارا خاصا به، متأثرا بوديع حداد، وخصوصا بمقولته الشهيرة "وراء العدو في كل مكان"، وانقطعت أخباره إلى حين سماع خبر اعتقاله في فرنسا.

جوازات سفر واعتقال

يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 1984، دخل جورج عبد لله مركزا للشرطة في ليون الفرنسية، طالبا الحماية من ملاحقة الموساد الإسرائيلي له. حينها كان يحمل جواز سفر جزائري، بعد أن استخدم جوازات سفر أخرى من مالطا والمغرب واليمن للعبور إلى يوغوسلافيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا وقبرص.

لكن الأجهزة الأمنية الفرنسية سرعان ما أدركت أن الرجل الذي يجيد اللغة الفرنسية ليس سائحا وإنما هو عبد القادر السعدي، وهو الاسم الحركي لجورج عبد الله.

وعثر في إحدى شققه في باريس على أسلحة بينها بنادق رشاشة وأجهزة إرسال واستقبال.

وافقت محكمة فرنسية الأسبوع الماضي على طلب الإفراج عن جورج عبد الله (غيتي)

وفي حوار مع صحيفة "لاديباش" الفرنسية، تحدث إيف بوني، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الفرنسي، عن تفاصيل اعتقال جورج إبراهيم عبد الله عام 1984، قائلا: "لم نكن نعلم هويته"، وخلال التحقيق "زعم انتماءه إلى جهاز أمن منظمة التحرير الفلسطينية ووجّه تهديدات للمحققين".

وأضاف بوني أنه لجأ إلى الإسرائيليين للحصول على المساعدة، مما قاد إلى اكتشاف هوية قائد الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي مجموعة ماركسية مدافعة عن فلسطين. ومع ذلك، أكد بوني أن الأدلة ضد عبد الله لم تكن قوية، إذ اقتصرت تهم بتزوير الوثائق وحيازة أسلحة ومواد متفجرة.

كان جورج على صلة بسوريا آنذاك، بحسب التحقيق، كذلك على تواصل مع حركات وشخصيات صُنّفت "إرهابية"، مثل تنظيم "العمل المباشر" في فرنسا، و"الألوية الحمراء" في إيطاليا، إضافة إلى علاقته بكارلوس الفنزويلي وفصيل الجيش الأحمر في ألمانيا.

مقاتل عربي لا يندم

في عام 1986، أصدرت محكمة ليون حكما بالسجن لمدة 4 سنوات على جورج عبد الله بتهم "التآمر الإجرامي وحيازة أسلحة ومواد متفجرة". وفي العام التالي، مثل أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس، إذ وُجهت إليه تهم بالتواطؤ في اغتيال الأميركي تشارلز راي "ورجل الموساد" ياكوف بارسيمينتوف في 1982، بالإضافة إلى محاولة اغتيال ثالثة في 1984.

وبينما تمسك عبد الله بنفي التهم، قال إنه "مجرد مقاتل عربي"، أصدر القضاء حكما بالسجن المؤبد رغم أن النائب العام كان قد طالب بعقوبة أقل، تصل إلى 10 سنوات.

عبد الله اتهم بقيادة "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية" المناصرة لفلسطين (الفرنسية)

في مذكراته، أشار المحامي جورج كيجمان إلى أن عبد الله "أهان الجميع" في المحكمة، ووصفهم بـ"الخنازير والإمبرياليين القذرين"، مما استدعى طرده من القاعة. ورأى محاميه السابق جاك فيرجيس في الحكم "إعلان حرب"، مما دفع إلى تشكيل لجنة دعم فورية تطالب بالإفراج عنه فورا.

ومنذ عام 1999، عندما أصبح مؤهلا لإطلاق سراحه، وتم رفض جميع طلبات عبد الله للإفراج عنه، باستثناء طلب واحد، كان مشروطا بترحيله، وهو ما لم ينفذه وزير الفرنسي الداخلية آنذاك، مانويل فالس.

في عام 2022، قال محاميه جان لويس شالانسيه في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: "إنه في حالة فكرية جيدة. لا يزال متمسكا بمواقفه، ويواصل القراءة بشكل مكثف، ويبقى مطلعا على الأحداث في الشرق الأوسط".

ويرى محامو ومؤيدو جورج عبد الله أن استمرار احتجازه هو نتيجة لتأثيرات سياسية ودولية خارجية. في عام 2013، صادقت المحكمة الفرنسية على إطلاق سراحه بشروط، كان من بينها ترحيله إلى لبنان. لكن، رغم هذا القرار، "تدخلت سفارتا الولايات المتحدة وإسرائيل في مجريات القضية"، مما أثّر بشكل كبير على سير المحاكمة وأدى إلى تراجع السلطات الفرنسية عن قرارها. هذه التدخلات، وفقا لمحاميه، تُعتبر جزءا من حملة سياسية منسقة تهدف إلى إبقاء عبد الله في السجون الفرنسية.

أنصار جورج عبد الله يتظاهرون خارج سجن لانيميزان الفرنسي  (الفرنسية) خيانة فرنسية

ردت الفصائل الثورية اللبنانية على اعتقال جورج عبد الله بخطف مدير المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس، جيل سيدني بيرول، مطالبة بصفقة تبادل، وتم التوصل إلى اتفاق لتحرير بيرول وعبد الله، إلا أن فرنسا أخلفت وعدها وأبقته في السجن.

يروي إيف بوني، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الفرنسي لصحيفة "لا ديباش" تلك اللحظة، قائلا: "كنت خارج البلاد حين طلبت باريس مني العودة بسرعة للتفاوض على تبادل الأسرى. في ذلك الوقت، كان عبد الله متهما بمخالفات بسيطة، ولم يكن هناك ما يثبت تورطه في أي جريمة كبيرة. فوافقت على الصفقة دون أي اعتراض من وزارة الداخلية".

جورج عبد الله أمضى 15 عاما من حياته في ميادين المقاومة و40 عاما في السجون الفرنسية دفاعا عن فلسطين (رويترز)

يضيف بوني، "ما لبثت الأمور أن تغيرت فجأة. ففي الوقت الذي تم فيه تحرير بيرول، أخبروني أنهم اكتشفوا في أحد مخابئ الفصائل الثورية اللبنانية السلاح الذي استخدم في قتل تشارلز راي وياكوف بارسيمينتوف. هذا الاكتشاف غيّر مسار القضية تماما، وتجاهلت العدالة الاتفاق الذي أبرمته. قالوا لي ببساطة: حكمه قد صدر".

ويختتم بوني حديثه: "شعرت بخيبة أمل شديدة. لقد قدمت وعدا إلى الذين بذلوا جهودا في هذه القضية، ولكن السلطات السياسية تركتني أواجه الموقف وحدي".

غزة لن ترفع راية الاستسلام

"لن تحمل غزة أبدا راية الاستسلام… ولن تتمكن الصهيونية أو أي قوة إجرامية أخرى من كسر إرادة المقاومة فيها"، بهذه الكلمات عبر المعتقل جورج عبد الله في رسالته التضامنية مع الشعب الفلسطيني، الذي يواجه حرب إبادة في غزة والضفة الغربية. البيان أُلقي خلال مظاهرة نظمت في مرسيليا الفرنسية بتاريخ 25 فبراير/شباط الماضي، حيث عبّر المحتجون عن دعمهم لصمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال.

وأشار عبد الله في رسالته إلى أنه "لا ينبغي أن ننسى أبدا أن جذور النضال الفلسطيني انبثقت من أعماق مخيمات اللاجئين في غزة، والضفة الغربية، والأردن، ولبنان.. هذه المقاومة تحمل وعد التحرر وتصون إرث الفدائيين".

يرى أنصاره في العالم أنه رمز حي للنضال والمقاومة، فهو الذي اعتبرته الكاتبة الفرنسية آني إرنو، الحائزة جائزة نوبل للآداب عام 2022، "ضحية قضاء الدولة الذي يلحق العار بفرنسا". كما يعتقد إيف بوني أن الاستمرار باعتقاله يعد "انتقاما سياسيا"، وأنه قد يكون له الحق في اعتبار ما فعلته الفصائل الثورية اللبنانية "مقاومة"، لأنها جاءت في أعقاب مجزرة صبرا وشتيلا، داعيا إلى إنصافه.

جورج لا يزال في سجون فرنسا رغم مرور 20 عاما على انتهاء مدة محكوميته (وسائل التواصل)

خلال 73 عاما من حياته، أمضى جورج عبد الله 15 عاما في ميادين المقاومة و40 عاما في السجون، ثابتا على قناعاته. وفي زنزانته، يعلّق صورة مكتوب عليها "اقترب اللقاء يا فلسطين"، متمسكا بالقضية التي كانت وستظل بوصلة نضاله دون اعتذار أو ندم، بل ويرى أن إطلاق سراحه "أمام الإبادة التي يرتكبها الإسرائيليون والأميركيون" في غزة، "مجرد تفصيل".

تجسد قضية جورج عبد الله الذي حمل رقم (N° 2388/A221) في سجن لانيميزان رمزا لظلم فرنسا ضد مناضل تعتقله منذ 40 عاما، وقد يبقى حتى وفاته ما لم يطلق سراحه في ديسمبر/كانون الأول المقبل كما أمرت المحكمة، رغم استحقاقه الحرية منذ عام 1999.

مقالات مشابهة

  • قبل وقف إطلاق النار ما الذي يقوم به حزب الله؟.. معاريف تُجيب
  • من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
  • عن التوغل البريّ في لبنان واتّفاق وقف إطلاق النار.. ما الذي قاله لواء إسرائيليّ؟
  • مقدمات النشرات المسائية
  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران
  • حكم الشرع في الدين الذي تم التنازل عنه بسبب الوفاة.. دار الإفتاء ترد
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • بلاسخارت لمناسبة الاستقلال: أحيي الشعب اللبناني الذي يستحق الأمن والاستقرار
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين