من بينها جراحة الأورام والكسور.. معلومات عن الطب المصري القديم تصيبك بالذهول
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان نهار الدنيا ما طلعشى وهنا عز النهار" تلك الجملة التي وصفت الحضارة المصرية فلا عجب أن نكتشف كل يوم كم كان أجدادنا عظماء وربما وصلو لأبعد ما فيه العالم الآن من تقدم في كافة العلوم، فكلما وصلنا إلى اكتشاف جديد كانت هناك دلائل دامغة أن المصري القديم قد حاز هذا السبق منذ آلاف السنين، فلا يخفى على أحد أن الحضارة المصرية القديمة كانت من أكثر الحضارات تقدمًا وتطورًا في تاريخ البشرية.
امتدت الحضارة المصرية القديمة لأكثر من ثلاثة آلاف عام، بدءًا من عصر الأسرات المبكرة (حوالي 3100 قبل الميلاد) وحتى الفتح الروماني لمصر في 30 قبل الميلاد. كانت هذه الفترة زاخرة بالتطورات الكبيرة في مجالات متعددة، منها الطب. اعتبر المصريون القدماء الصحة والنظافة الشخصية جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية، وعملوا على تطوير تقنيات طبية متقدمة تتناسب مع احتياجاتهم.
ربط الطب بالدين والمعتقدات الفرعونيةكان الطب في مصر القديمة متأثرًا بشكل كبير بالدين والمعتقدات الروحية. كان يُنظر إلى الأطباء على أنهم كهنة، وكانت معارفهم الطبية تُعتبر هبات إلهية من الآلهة مثل تحوت، إله الحكمة، وسخمت، إلهة الحرب والشفاء. كانت المعابد بمثابة مراكز طبية حيث يُمارس الشفاء، وتُسجل الوصفات العلاجية على البرديات التي أصبحت فيما بعد مصادر قيمة لدراسة الطب المصري القديم.
2. نظام الطب الفرعوني:هيكل نظام الطب الفرعونيتكون النظام الطبي في مصر القديمة من مجموعة متنوعة من التخصصات. كان هناك أطباء متخصصون في مجالات مثل طب العيون، وطب الأسنان، والجراحة، والأمراض الداخلية. كان لكل منهم دوره المحدد ومسؤولياته. الأطباء كانوا يعملون في المعابد والمستشفيات المخصصة التي تُعرف باسم "بر عنخ" (بيت الحياة)، حيث يتلقون التدريب ويعالجون المرضى.
دور الأطباء والكهنةكانت العلاقة بين الأطباء والكهنة وثيقة للغاية. في كثير من الأحيان، كان الكهنة يتولون أدوارًا طبية نظرًا لمعرفتهم بالنصوص المقدسة والوصفات العلاجية. كانوا يعتبرون مسؤولين عن الصحة الروحية والجسدية للمرضى، ويستخدمون العلاجات الروحية مثل التعاويذ والطقوس الدينية إلى جانب العلاجات الطبية.
تدريب الأطباءكان تدريب الأطباء يتم في المعابد، حيث يتعلمون من نصوص طبية مثل بردية "إبيرس" و"إدوين سميث". تضمنت هذه النصوص تعليمات حول كيفية علاج مجموعة متنوعة من الأمراض والإصابات، بالإضافة إلى وصفات للأدوية والعلاجات المختلفة. كان التعليم يتم عبر مزيج من الدراسة النظرية والتطبيق العملي تحت إشراف أطباء متمرسين.
3. إنجازات الطب الفرعوني:جراحة الأورامالأدلة الأثرية على جراحة الأورامكشفت الدراسات الحديثة أن المصريين القدماء كانوا قادرين على إجراء جراحات لإزالة الأورام، تم العثور على جمجمة تعود لامرأة عمرها حوالي 4600 عام، تظهر عليها علامات قطع تدل على إجراء عملية جراحية لإزالة ورم دماغي، هذا الاكتشاف يدل على مدى تقدم المصريين القدماء في فهم وعلاج الأمراض المعقدة.
الأدوات الجراحية المستخدمةاستخدم المصريون القدماء أدوات جراحية متقدمة مثل المشارط والملاقط والمثاقب. كانت هذه الأدوات مصنوعة من المعادن مثل النحاس والبرونز، وكانت تُصمم بدقة عالية لتناسب العمليات الجراحية المختلفة.
أعرب علماء المصريات عن إعجابهم بمهارات المصريين القدماء في جراحة الأورام. أظهرت الدراسات أن هذه العمليات كانت تُجرى بحرفية ودقة، مما يعكس فهمًا عميقًا للتشريح البشري وقدرات متقدمة في الجراحة.
جراحة الأسنانالأدلة الأثرية على جراحة الأسنانأظهرت الأدلة الأثرية أن المصريين القدماء كانوا يهتمون بصحة الفم والأسنان. تم العثور على مومياوات تحتوي على حشوات أسنان مصنوعة من مواد مثل الذهب والصمغ. كانت هناك أيضًا أدلة على عمليات خلع الأسنان وعلاج التسوس.
التقنيات المستخدمة في جراحة الأسناناستخدم المصريون القدماء أدوات مثل المثاقب والأزاميل لإجراء عمليات جراحية في الأسنان. كانت هذه الأدوات تُستخدم بحذر ودقة لعلاج المشاكل الشائعة مثل تسوس الأسنان والتهابات اللثة.
يعتبر علماء المصريات أن المصريين القدماء كانوا من بين أول الشعوب التي طورت تقنيات متقدمة في جراحة الأسنان. كانت مهاراتهم في هذا المجال تعكس اهتمامًا كبيرًا بالصحة العامة ووعيًا بأهمية الحفاظ على صحة الفم.
جراحة الكسورالأدلة الأثرية على علاج الكسورأظهرت الفحوصات الأثرية على المومياوات والهياكل العظمية أن المصريين القدماء كانوا يمتلكون معرفة متقدمة في علاج الكسور. تم العثور على أدلة تثبت أنهم كانوا يستخدمون الشرائح والمسامير لتثبيت العظام المكسورة.
استخدام الجبائر والشرائحاستخدم المصريون القدماء مواد مثل الخشب والكتان لصنع الجبائر والشرائح لتثبيت العظام المكسورة. كانت هذه الأدوات تُصمم بحيث تحافظ على استقامة العظام وتساعد في التئامها بشكل صحيح.
آراء علماء المصرياتيشيد علماء المصريات بمهارات المصريين القدماء في علاج الكسور، مؤكدين أن تقنياتهم في هذا المجال كانت متقدمة للغاية وتُظهر فهمًا عميقًا للتشريح البشري وآليات التئام العظام.
التخديرالأدلة الأثرية على استخدام التخديرتشير النصوص الطبية الفرعونية إلى أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون مواد مخدرة لتخفيف الألم أثناء العمليات الجراحية. من بين هذه المواد الأفيون والماندراجورا، التي كانت تُستخدم لتخدير المرضى وتخفيف آلامهم.
المواد المخدرة المستخدمةالأفيون: كان يستخدم كمخدر قوي لتخفيف الألم.الماندراجورا: كانت تُستخدم كمسكن ومخدر نظرًا لخصائصها المخدرة القوية.الكتان: كان يستخدم لتغليف الجروح والحد من الألم.يعتقد علماء المصريات أن استخدام المصريين القدماء للتخدير كان متقدمًا بشكل ملحوظ. كانت هذه الممارسات تعكس فهمًا جيدًا لتأثيرات المواد المخدرة وكيفية استخدامها لتخفيف الألم أثناء العمليات الجراحية.
الأدوية والمواد الطبيعيةمعرفة المصريين القدماء بالنباتات والأعشابكان المصريون القدماء يمتلكون معرفة واسعة بالنباتات والأعشاب ذات الخصائص العلاجية. استخدموا هذه المعرفة في صنع الأدوية لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض. تضمنت هذه الأدوية مستخلصات من النباتات والزيوت الحيوانية والمعادن.
وصفات طبية من البرديات الفرعونيةتحتوي بردية "إبيرس" على أكثر من 700 وصفة طبية، تشمل علاجات لأمراض مختلفة مثل الالتهابات والحمى وأمراض الجهاز الهضمي. كانت هذه الوصفات تُعتمد على المزج بين العلاجات النباتية والتعاويذ الدينية.
يشيد علماء المصريات بمهارات المصريين القدماء في صنع الأدوية، مؤكدين أن معرفتهم بالنباتات الطبية واستخدامها كانت متقدمة بشكل كبير. كانت هذه الممارسات تعكس نظامًا دوائيًا معقدًا يعتمد على العلم والتجربة.
الحفاظ على جثث الموتىعملية التحنيطكان التحنيط من أبرز الممارسات التي أظهرت تقدم المصريين القدماء في الطب. كانت عملية التحنيط تتطلب معرفة دقيقة بالتشريح البشري واستخدام مواد كيميائية للحفاظ على الجثث. كانت هذه العملية تستغرق حوالي 70 يومًا وتتضمن إزالة الأعضاء الداخلية ومعالجتها بالمواد الحافظة.
تقنيات التحنيطاستخدم المصريون القدماء مواد مثل النطرون (ملح طبيعي) والزيوت العطرية للحفاظ على الجثث. كانت هذه المواد تُستخدم لتجفيف الجثة ومنع التحلل، مما يسمح بالحفاظ عليها لآلاف السنين.
الأهداف الدينية والعلمية للتحنيطكان للتحنيط أهداف دينية تتمثل في الاعتقاد بالحياة بعد الموت وضرورة الحفاظ على الجثة لتكون جاهزة للبعث. بالإضافة إلى ذلك، كانت عملية التحنيط تتيح للمصريين القدماء دراسة التشريح البشري واكتساب معرفة أعمق بالجسم ووظائفه.
يؤكد علماء المصريات أن عملية التحنيط كانت تعكس معرفة عميقة بالتشريح والطب. كانت هذه الممارسات تدل على التقدم الكبير الذي حققه المصريون القدماء في فهم جسم الإنسان وكيفية الحفاظ عليه بعد الموت.
4. التأثير على الطب الحديث:تأثير إنجازات الطب الفرعوني على تطور الطب الحديثكانت إنجازات المصريين القدماء في الطب أساسًا لتطور الطب في الحضارات اللاحقة، بما في ذلك الطب اليوناني والروماني. كانت النصوص الطبية الفرعونية تُترجم وتُدرس في مدارس الطب القديمة، مما ساهم في نشر المعرفة الطبية المصرية.
مساهمات المصريين القدماء في مجالات التشريح والجراحة والصيدلةقدم المصريون القدماء مساهمات كبيرة في مجالات التشريح والجراحة والصيدلة. كانت معرفتهم بتشريح الجسم البشري متقدمة للغاية، مما سمح لهم بإجراء عمليات جراحية معقدة واستخدام الأدوية بفعالية.
أهمية الاكتشافات الأثرية والنصوص الطبية الفرعونيةكانت الاكتشافات الأثرية والنصوص الطبية الفرعونية مصدرًا قيمًا لفهم تطور الطب. تساعد هذه الاكتشافات العلماء على دراسة تاريخ الطب وفهم كيف تمكن المصريون القدماء من تحقيق هذا التقدم الطبي الكبير.
يشيد علماء الطب الحديث بقيمة الطب الفرعوني، مؤكدين أن المصريين القدماء وضعوا أساسات مهمة لتطور الطب. كانت ممارساتهم المتقدمة في الجراحة، والتخدير، وصنع الأدوية تعكس فهمًا عميقًا للطب والعلاج، مما يجعلها مصدر إلهام للطب الحديث.
لقد كانت الحضارة المصرية القديمة بحق واحدة من أكثر الحضارات تقدمًا في تاريخ البشرية. لقد حقق المصريون القدماء إنجازات طبية مذهلة تُعد اليوم حجر الزاوية لتطور الطب الحديث. من جراحة الأورام وجراحة الأسنان إلى استخدام التخدير وصنع الأدوية، كانت معرفتهم وممارساتهم الطبية تعكس فهمًا عميقًا ودقيقًا لجسم الإنسان وكيفية علاجه. اليوم، تظل إنجازاتهم مصدر إلهام للعلماء والأطباء، مما يؤكد على أهمية دراسة وفهم تاريخ الطب لتطوير ممارسات طبية أفضل في المستقبل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحضارة المصرية المصريات الحضارة المصرية القديمة علاج الاورام الحضارة المصریة القدیمة المصریین القدماء فی المصریون القدماء جراحة الأورام جراحة الأسنان الطب الحدیث الأثریة على فهم ا عمیق ا فی مجالات متقدمة فی کانت هذه ت ستخدم فی هذا تقدم ا کانت ت
إقرأ أيضاً:
تواضروس الثانى.. البابا الذى أحبه المصريون
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم ١٨ نوفمبر الماضى بمرور ١٢ عامًا على تجليس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على كرسى مارمرقس الرسول ليصبح البابا ١١٨، حيث أقيم قداس احتفالى فى مركز لوجوس البابوى بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، كما احتفلت إيبارشية حلوان بعيد تجليس قداسته وذلك خلال اجتماع الأربعاء الأسبوعى الذى أقيم هناك، والحقيقة أنه منذ تنصيبه حتى الآن عمل قداسته الكثير من الإنجازات والتى كانت لها أثر كبير ليس فى نفوس الأقباط فقط ولكن لدى جميع المصريين، فاستحق بذلك حب فئات الشعب المختلفة وتقديرها له.
عن ذلك قال الكاتب والمفكر القبطى كمال زاخر: فى علاقة البابا بالدولة ثمة ملاحظة مهمة، وهى التزامن بين اختيار البابا البطريرك ورئيس الدولة، فبينما يشهد البابا يوساب الثانى مواجهات كنسية تنتهى بتحديد إقامته حتى وفاته يشهد رئيس الدولة محمد نجيب مواجهات من رفقائه تنتهى بعزله وتحديد إقامته حتى وفاته، فيما يأتى البابا كيرلس السادس فى مقابل الرئيس جمال عبدالناصر وبينهما ود وقبول على أرضية مصرية ويرحلان فى تزامن لافت، الرئيس ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠، والبابا فى مارس ١٩٧١، ويتكرر التزامن بين البابا شنودة والرئيسين السادات ومبارك، وتشهد العلاقات بينهم وفاقا وصداما فى مرحلة شديدة الحساسية والارتباك، ويرحل الرئيس مبارك عزلًا ويلحقه رحيل البابا شنودة بالوفاة، خلال فترة وجيزة، واللافت أن تمر الكنيسة والدولة كلتاهما بفترتين انتقاليتين متزامنين، ففى الأولى يتولى قيادتها المطران الأنبا باخوميوس (بشكل مؤقت لحين انتخاب بابا جديد) وفى المقابل يتولى المجلس العسكرى ثم جماعة الإخوان إدارة الحكم سنة لكل منهما، ثم الرئيس الانتقالى المستشار عدلى منصور، وينتهى الأمر فى الكنيسة والوطن بشكل متقارب زمنيًا، ليستقر الأمر فى كليهما بمجىء البابا تواضروس الثانى ومجىء الرئيس السيسى، لتشهد العلاقة بين الكنيسة والدولة مرحلة توافق وسلام ممتدة تضع نقطة فى نهاية سطر كان الإرهاب فيه صاحب الحضور الدامى.
وأضاف زاخر: ويتعاون كلا من البابا الجديد والرئيس، الجديد أيضا، فى إرساء قواعد علاقات سوية وقوية وبنّاءة بين الكنيسة والدولة، فبينما يؤكد الرئيس على مفهوم المواطنة، وينهى صداع أزمات بناء الكنائس بإصدار قانون تنظيم ترميم وبناء الكنائس لأول مرة، فى إزاحة لكل العراقيل المزمنة التى كانت تتصدر المشهد، نرى البابا يعلن بجسارة. فى مواجهة الأعمال التخريبية التى افتعلتها الجماعات المظلمة «أن وطنا بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، فى انحياز وطنى تام، وقد استن الرئيس سنة وطنية رائعة لها تداعياتها الإيجابية ومردودها فى تعميق المواطنة وهى زيارة الكاتدرائية فى قداسها الاحتفالى بعيد الميلاد بشكل دورى لم ينقطع، وفى الوقت ذاته لم يفقد البابا إصراره على الحفاظ على وحدة الكنيسة وسلامها برباطة جأش وهدوء يحسد عليهما، فى مواجهة المتاعب والقلاقل التى واجهته من داخل وخارج الكنيسة خلال الاثنى عشر عامًا من حبريته، وكان أبرزها اعتداء المتطرفين على الكاتدرائية، المكان والرمز، وأزمات المناوئين له بالداخل وما أثاروه من زوابع كان ابرزها ما عرف بأزمة الميرون، وهو شأن كنسى قفز فيه البابا قفزة علمية واعية بحكم تكوينه الثقافى والعلمى لم يقبل به الحرس القديم، ثم أزمة التقارب مع الكنائس الأخرى وأزمة البيان المشترك مع الكنيسة الكاثوليكية والتوافق على عدم إعادة المعمودية حال انضمام رعاياها للكنيسة القبطية، وسحب البابا فتيل الأزمة بإرجاء الفصل فيها، ثم الأزمة الأخيرة فيما عرف بأزمة السيمينار، والتى انتهت باعتذار أبرز مثيريها، ليعود البابا أكثر قوة بدعم جارف من الرعية.
كما قدم القس رفعت فكرى الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، التهنئة لقداسة البابا وقال: الحقيقة قداسته شخصية متفتحة وصاحب عقل مستنير ويؤمن بالعمل المسكونى، ونراه دائما فى الأعياد المختلفة يزور رؤساء المذاهب والطوائف ويقدم لهم التهنئة بالأعياد وفى مجلس كنائس مصر، كلنا رأيناه عندما ذهب إلى روما والتقى البابا فرنسيس وألقى كلمته فى ساحة الفاتيكان.
وقال الكاتب والمورخ الأستاذ ماجد كامل: ورث قداسة البابا تواضروس الثانى أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية– العشق الشديد لمصر وللوطن مثل كل البطاركة السابقين على الكرسى المرقسى وإن كان قداسته قد تولى المسئولية فى سنة صعبة مليئة بالأحداث المؤسفة واستمرت بعض هذه الأحداث خلال السنوات التى تلتها نذكر منها (حرق الكنائس فى ١٤ أغسطس ٢٠١٣- حادثة الخصوص ٦ إبريل ٢٠١٣- الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية فى اليوم التالى مباشرة- الاعتداء على كنيسة الوراق فى ٢٠ أكتوبر ٢٠١٣– شهداء ليبيا فى ١٥ فبراير ٢٠١٥- شهداء الكنيسة البطرسية فى ١١ ديسمبر ٢٠١٦– شهداء كنيسة مار جرجس طنطا فى ٩ إبريل ٢٠١٧، وفى نفس اليوم الكنيسة المرقسية بالإسكندرية– شهداء القلمون فى ٢٦ مايو ٢٠١٧.. إلخ) إلا أن قداسته تمكن من استيعاب هذا بالمحبة والصدر الرحب.
وعند أداء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية فى ٨ يونيه ٢٠١٤، حضر قداسة البابا الحفل، وأرسل لسيادته برقية تهنئة قال فيها: «يسرنى بالأصالة عن نفسى وباسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن أهنئكم على ثقة الشعب المصرى بكم فى انتخابكم رئيسًا، والذى جاء تعبيرًا عن إرادة شعبية خالصة والكنيسة الوطنية تشد على أيديكم، وجاء الحدث التاريخى الضخم الذى عاشته مصر بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، يوم ١١ يونيه ٢٠١٥، ولقد شارك فى الاحتفال بالحدث بوفد كنسى ضخم يضم ١٥ شخصًا من الآباء الأساقفة وعشرة من الآباء الكهنة لزيارة مشروع قناة السويس الجديدة، وعبر قداسته عن سعادته بالمشروع وقال: «إن هذا المشروع فخر لكل المصريين والأجيال القادمة، ويصل إلى حد الإعجاز، ولرغبة قداسته الشديدة فى الحوار والتقارب الإسلامي– المسيحى، عبر قداسته عن تقديره الشديد لدور الأزهر الشريف فى دعم قيم المحبة والحوار والتسامح، وعند أول لقاء لقداسته مع شيخ الأزهر قال له: «نحن سعداء لهذه الروح الوطنية، ونشيد بمؤسسة الأزهر التى تحمل الفكر المعتدل الوسطى على أرض مصر».
كما شارك قداسته فى المؤتمر العام الـ٢٣ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والمنعقد بوزارة الأوقاف بعنوان «خطورة الفكر التكفيرى والفتوى دون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية».
وأضاف كامل: كما شارك قداسته فى المؤتمر الذى نظمه الأزهر بعنوان «مواجهة الإرهاب والتطرف» ألقى فيه قداسته كلمة عن «الكنيسة المصرية والمواطنة». وفى ٤ ديسمبر ٢٠١٤ استقبل قداسته فى المقر البابوى السيد فيصل بن معمر، رئيس مركز «كايسيد» العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالنمسا.
وفى جميع المناسبات الوطنية المختلفة كنا نشاهد مشاركات قداسته، حيث شارك قداسته فى الاستفتاء على الدستور فى ١٤ يناير ٢٠١٤. واحتفالات عيد تحرير سيناء. كما شارك فى المؤتمر الدولى الثانى لتاريخ مصر فى العصر المسيحى، والذى عُقد فى كلية الآداب جامعة عين شمس خلال الفترة من (٥- ٧ مايو سنة ٢٠١٥م) بكلمة مسجلة عن أهمية العصر القبطى، واهتمام الأقباط بالتدوين التاريخى. «، كما قام قداسته بتوقيع بروتوكول تعاون بين الكنيسة القبطية ووزارة الموارد المائية والرى بهدف حماية نهر النيل من التعديات والتلوث وترشيد استهلاك المياه.