الجزيرة:
2025-03-04@20:46:41 GMT

ألماس صناعي في 15 دقيقة فقط

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

ألماس صناعي في 15 دقيقة فقط

يُعد الألماس الطبيعي أقصى المعادن على وجه الأرض، ويتكوّن في باطن الأرض تحت ضغط شديد ودرجات حرارة عالية على مدار مليارات السنين، إلا أنّ الألماس الصناعي يختصر تلك المدّة الزمنية الهائلة إلى وقتٍ قياسي ضمن حدود 15 دقيقة فقط باستخدام تقنيات وأساليب متقدمة، وفقا لبحث كوري حديث.

وفي الحالة الطبيعية قد يصل الضغط إلى عدة غيغاباسكالات، وترتفع درجة الحرارة إلى ما يفوق 1500 درجة مئوية في المنطقة الواقعة تحت القشرة الأرضية بمئات الكيلومترات حيث يتكوّن الألماس.

وتمكن العلماء من إنتاج الألماس الصناعي في ظروف مشابهة، وتُعرف هذه العملية باسم "النمو تحت الضغط الحالي ودرجة الحرارة العالية"، وتتضمن العملية إعدادات قصوى لإذابة الكربون في محلول معدني منصهر مثل الحديد، ومن ثَم وضع بذرة ألماس صغيرة داخل المحلول والتي تعمل بدورها كقالب أو نواة تتشكل حولها الألماسة الجديدة. وعندما يذوب الكربون فإنّه يأخذ بالترسب والتبلور حول النواة تحت ضغط ودرجة حرارة عالية.

إلا أنّ هذه العملية تستغرق وقتا طويلا قد يصل إلى أسبوعين، وتُنتج ألماسات صغيرة لا يزيد حجمها عن حبّة التوت الأزرق. وفي اكتشاف حديث اقترح مَخبريون طريقة بديلة وثورية لإنتاج الألماس الصناعي وفق تقنية "الترسيب الكيميائي للبخار".

فريق بحثي في كوريا الجنوبية طوّر تقنية جديدة ثورية لإنتاج الألماس الصناعي (شترستوك) ألماس صناعي في وقت قياسي

فقد طور فريق بحثي من معهد العلوم الأساسية في كوريا الجنوبية تقنية جديدة ثورية نُشِرت في بحث لهم بعنوان "نمو الألماس في المعدن المنصهر عند الضغط الجوي الطبيعي".

واستخدم الفريق بوتقة من الغرافيت تحتوي على غاليوم مسخَّن كهربائيا مع كمية صغيرة من السيليكون، ويرجع اختيار عنصر الغاليوم لأنّه قادر على تحفيز تكوين الغرافين من الميثان وفقًا لدراسة سابقة.

والغرافين هو مادة متأصلة من الكربون، حيث يكونان متشابهين في التركيب الكيميائي ومختلفين في التركيب البلوري. وأما الميثان فهو مركب كيميائي يحتوي على ذرة كربون واحدة مرتبطة بأربع ذرات من الهيدروجين.

ووُضعت البوتقة داخل حجرة تتسع لـ9 لترات مهيأة خصيصا لهذا الغرض بحيث يتدفق غاز الميثان الغني بالكربون في عملية تستغرق 15 دقيقة فقط، ومثل هذه الحجرات تسمح للباحثين بإجراء تجاربهم بسرعة عالية ضمن تركيزات مختلفة من المعادن والغازات.

واكتشف الباحثون أنّ خليط الغاليوم والنيكل والحديد الممزوج بقليل من السيليكون؛ هو الخليط الأمثل لتحفيز نمو الألماس، في حين أدّى انخفاض درجة الحرارة إلى دفع ذرات الكربون من الميثان نحو قاع البوتقة حيث تتحد لتكوين الألماس حول السيليكون الذي يعمل عمل البذرة لتبلور الكربون.

وأشار التحليل الطيفي أنّ الألماس الناتج بهذه التقنية نقي إلى حدٍ كبير، وذلك رغم وجود عدد قليل من ذرّات السيليكون، ولا يعلم الباحثون بعد التفاصيل الغامضة التي أدّت إلى إنتاج الألماس الصناعي على هذا النحو.

وعلى نقيض الطريقة التقليدية في إنتاج الألماس الصناعي، فإنّ هذه الطريقة ما زالت بعيدة كل البعد عن تكوين الألماس بأحجام كبيرة، ولا ترقى إلى أن تدخل في صناعة الجواهر وغيرها من الحُلي. لذا يسعى الباحثون إلى تخطي مثل هذه العقبات للحصول على جواهر ثمينة وقيّمة في وقت قياسي، لا سيما وأنّها لا تتطلب ضغطا كبيرا ودرجة حرارة عالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

15 دقيقة لا تكفي!

 

 

 

يوسف عوض العازمي

 

"إذا فعلت نفس الشيء كل يوم ستحصل على نفس النتائج كل يوم أيضًا" توني روبنز.

********

جاء شهر البركات والإيمانيات، شهر الرحمة والمغفرة بإذن الله لنا جميعا، وهو الشهر الذي قال عنه جل في علاه: "شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" (البقرة: 185)، وكعادة المسلمين يهتمون به وبمقدمه الكريم أشد الاهتمام؛ فهو الضيف الكريم العزيز الذي ينتظر هلاله المسلمون في كل سنه، وهو الشهر الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما قال تعالى، جعلنا الله من أهل هذا الشهر ومن صيامه وقيامه ومن المقبولين.

وهذا الشهر الكريم كريم أيضا بطرائف يتندر بها الناس، وكذلك باختلافات سنوية لا يكاد يمر رمضان إلّا وهي حاصلة، مثال ذلك أنه في أحد بلاد المسلمين اختلف أهل الحارة (الفريج باللهجة الكويتية) حول موعد إقامة الصلاة بعد أذان المغرب في مسجد الحارة، وقام أحد المجتهدين بعمل استبيان بجروب واتساب يجمع رواد المسجد، الذين هم أساسا سكان الحارة، واتفق الجميع على أن تكون الإقامة بعد خمس عشرة دقيقة بعد الأذان، وتم الاتفاق، ومبارك عليكم الشهر وتقبل الله طاعتكم، وكل عام وأنتم بخير.

ما الذي حدث؟ إذ عندما بدأ أول يوم ظهر للبعض وليس الكل طبعًا بأن الربع ساعة لا تكفي حتى لفنجان قهوة مع فذة تمرة التي تتخللها أحاديث تصف الجو البارد الذي أشغل الناس هذه الأيام، مع فذة وفنجانين وإلّا صوت المؤذن يقيم الصلاة، وكل مفطر ينظر لصاحبه بغرابة خاصة أحدهم الذي صوت على الخمس عشرة دقيقة واكتشف بعدها فداحة الأمر.

ما الحل إذن، الحل واضح وكعادة بني يعرب المتفوقين في الجدالات والنقاشات حصلت اقتراحات بأن تكون الإقامة بعد خمس دقائق حتى يتفرغ بعدها المصلون للإفطار دون الانشغال بموعد الإقامة، أو كما عادة الكثير من المساجد بجعل الإقامة بعد 20 دقيقة، وما زالت النقاشات والحوارات والجدل قائمة حول الخمس عشرة دقيقة، رغم سهولة الحل، لكن صدق عز من قائل: "وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا" (الكهف: 54)، ثمة يطرأ سؤال مهم: أين دور وسلطة إمام المسجد وهو المعني الأساسي بهذا الترتيب، ولماذا لم يفعِّل صلاحياته القانونية الدارجة في مثل هذه الأمور، وهو الذي بإمكانه قتل كل النقاشات والجدل، بوضع ورقة تعلق على أحد جدران المسجد وبأن توقيت إقامة الصلوات هو الوقت الفلاني في كل صلاة، بعدها لينظم كل وقته وفق هذا الترتيب الموضوع، ولتنتهي قصة فذة التمرة وفنجان القهوة لا يكفي الوقت لها، أو قصة هل نبدأ بالشوربة أم بالطبق الرئيسي، إن تفعيل دور كل جهة هو الذي يجعل زمام الأمور متزنا وفق الأنظمة واللوائح التي لن يختلف حولها عاقل كونها من جهة مختصة بذلك، أما وإن وكل الأمر للناس، ستكون الجدالات بادية وصعبة الانتهاء، وأستغفر الله لي ولكم.

 

طباع بني يعرب وغير بني يعرب كذلك ولماذا نظلم العرب في كل مقارنة، لو قرأت تاريخ أوروبا في العصور المظلمة أو بالعصور الوسطى لوجدت العجب، إلى أن وسد الأمر لأهله، ورأينا أوروبا التي نراها الآن، من الأهمية بمكان ألا نخشى القانون، وألا نتوجس من تطبيقه، فأساس المسألة أن القانون للناس وليس عليهم، ولولا الإشارات الضوئية لوجدت حوادث السيارات لا تغطيها أوراق وتحقيقات.

انتهى المقال، لا لم ينتهِ لكني تركته لفكرك وتفكيرك وكيف تسقط قصة توقيتات الإقامة في رمضان، وعدم الاتفاق حولها، بغياب تفعيل الإمام لصلاحياته لتحديد التوقيت المناسب الذي يراه هو وليس هم، وبالتأكيد سيضع التوقيتات وفقًا للمصلحة العامة.

ترتيب أمور الحياة إن لم يكن وفق ترتيبات مناسبة ستفلت بعدها الأمور، رئيس الدولة مسؤول عن الدولة، والوزير مسؤول عن وزارته، ومدير الشركة مسؤول عن شركته، ومدير المدرسة مسؤول عن الطلبة، وصاحب المصنع مسؤول عن منتجاته، ورب الأسرة مسؤول عن الأسرة، وحتى إمام المسجد مسؤول عن المسجد، ولنتذكر المثل الشعبي الدارج: "إذا أنت قائد وأنا قائد من الذي يقود الجنود؟".

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • 15 دقيقة لا تكفي!
  • محافظ مطروح يوافق على فتح فصل ثانوي صناعي تخصص تحكم مصاعد
  • رئيسة المفوضية الأوروبية تقترح تخفيف أهداف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للسيارات الجديدة
  • اليمن يودع الفقر.. اكتشاف كميات كبيرة من الألماس والمناطق الغنية بالكنوز والثروات
  • الميثانول الإلكتروني.. كيف يتم إنتاجه وهل يساعد في خفض الكربون؟
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم منح شركات السيارات 3 سنوات للالتزام بخفض ثاني أكسيد الكربون
  • الكربون الأسود يهدد صحة الناس والبيئة.. يتسبب في تردي نوعية الهواء والاحتباس الحراري العالمي
  • وزير الكهرباء ردا على طلب المناقشة أمام الشيوخ: صناعة السيليكون تمر بمراحل كثيرة
  • نائب بـالشيوخ: وادي السيليكون فرصة ذهبية جاذبة للاستثمارات -تفاصيل
  • أقصر حرب في التاريخ.. 38 دقيقة 500 قتيل وجريح