يُعد الألماس الطبيعي أقصى المعادن على وجه الأرض، ويتكوّن في باطن الأرض تحت ضغط شديد ودرجات حرارة عالية على مدار مليارات السنين، إلا أنّ الألماس الصناعي يختصر تلك المدّة الزمنية الهائلة إلى وقتٍ قياسي ضمن حدود 15 دقيقة فقط باستخدام تقنيات وأساليب متقدمة، وفقا لبحث كوري حديث.
وفي الحالة الطبيعية قد يصل الضغط إلى عدة غيغاباسكالات، وترتفع درجة الحرارة إلى ما يفوق 1500 درجة مئوية في المنطقة الواقعة تحت القشرة الأرضية بمئات الكيلومترات حيث يتكوّن الألماس.
وتمكن العلماء من إنتاج الألماس الصناعي في ظروف مشابهة، وتُعرف هذه العملية باسم "النمو تحت الضغط الحالي ودرجة الحرارة العالية"، وتتضمن العملية إعدادات قصوى لإذابة الكربون في محلول معدني منصهر مثل الحديد، ومن ثَم وضع بذرة ألماس صغيرة داخل المحلول والتي تعمل بدورها كقالب أو نواة تتشكل حولها الألماسة الجديدة. وعندما يذوب الكربون فإنّه يأخذ بالترسب والتبلور حول النواة تحت ضغط ودرجة حرارة عالية.
إلا أنّ هذه العملية تستغرق وقتا طويلا قد يصل إلى أسبوعين، وتُنتج ألماسات صغيرة لا يزيد حجمها عن حبّة التوت الأزرق. وفي اكتشاف حديث اقترح مَخبريون طريقة بديلة وثورية لإنتاج الألماس الصناعي وفق تقنية "الترسيب الكيميائي للبخار".
فريق بحثي في كوريا الجنوبية طوّر تقنية جديدة ثورية لإنتاج الألماس الصناعي (شترستوك) ألماس صناعي في وقت قياسيفقد طور فريق بحثي من معهد العلوم الأساسية في كوريا الجنوبية تقنية جديدة ثورية نُشِرت في بحث لهم بعنوان "نمو الألماس في المعدن المنصهر عند الضغط الجوي الطبيعي".
واستخدم الفريق بوتقة من الغرافيت تحتوي على غاليوم مسخَّن كهربائيا مع كمية صغيرة من السيليكون، ويرجع اختيار عنصر الغاليوم لأنّه قادر على تحفيز تكوين الغرافين من الميثان وفقًا لدراسة سابقة.
والغرافين هو مادة متأصلة من الكربون، حيث يكونان متشابهين في التركيب الكيميائي ومختلفين في التركيب البلوري. وأما الميثان فهو مركب كيميائي يحتوي على ذرة كربون واحدة مرتبطة بأربع ذرات من الهيدروجين.
ووُضعت البوتقة داخل حجرة تتسع لـ9 لترات مهيأة خصيصا لهذا الغرض بحيث يتدفق غاز الميثان الغني بالكربون في عملية تستغرق 15 دقيقة فقط، ومثل هذه الحجرات تسمح للباحثين بإجراء تجاربهم بسرعة عالية ضمن تركيزات مختلفة من المعادن والغازات.
واكتشف الباحثون أنّ خليط الغاليوم والنيكل والحديد الممزوج بقليل من السيليكون؛ هو الخليط الأمثل لتحفيز نمو الألماس، في حين أدّى انخفاض درجة الحرارة إلى دفع ذرات الكربون من الميثان نحو قاع البوتقة حيث تتحد لتكوين الألماس حول السيليكون الذي يعمل عمل البذرة لتبلور الكربون.
وأشار التحليل الطيفي أنّ الألماس الناتج بهذه التقنية نقي إلى حدٍ كبير، وذلك رغم وجود عدد قليل من ذرّات السيليكون، ولا يعلم الباحثون بعد التفاصيل الغامضة التي أدّت إلى إنتاج الألماس الصناعي على هذا النحو.
وعلى نقيض الطريقة التقليدية في إنتاج الألماس الصناعي، فإنّ هذه الطريقة ما زالت بعيدة كل البعد عن تكوين الألماس بأحجام كبيرة، ولا ترقى إلى أن تدخل في صناعة الجواهر وغيرها من الحُلي. لذا يسعى الباحثون إلى تخطي مثل هذه العقبات للحصول على جواهر ثمينة وقيّمة في وقت قياسي، لا سيما وأنّها لا تتطلب ضغطا كبيرا ودرجة حرارة عالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ميقاتي في الجنوب للمرة الثانية: معنويات الجيش عالية ونقدر تعاون اليونيفيل معه
للمرة الثانية خلال أسبوعين، زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جنوب لبنان حيث قام بجولة في القطاع الشرقي منه وتحديداً قضاء مرجعيون. المرة الأولى التي أتى فيها ميقاتي إلى الجنوب كانت يوم 7 كانون الأول الجاري حيث ترأس جلسة لمجلس الوزراء في ثكنة بنوا بركات، وخلال أعلن رئيس الحكومة إطلاق عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. أما اليوم، فكانت لميقاتي جولة ميدانية في قضاء مرجعيون مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، فيما كانت له زيارة لمدينة الخيام التي تعرضت لدمارٍ كبير جراء العدوان الإسرائيلي وقد قال ميقاتي إن المشهد هناك "يُؤلم القلب". خلال جولته، أثنى ميقاتي على دور الجيش مؤكداً أن معنويات العسكريين عالية، واضعاً ثقته في المؤسسة العسكرية التي ستكون مسؤولة عن تطبيق القرار الدولي 1701 الذي يضمن وقف الحرب بين لبنان وإسرائيل. المحطة الأولى في الجولة: ثكنة مرجعيون المحطة الأولى لجولة ميقاتي كانت في كثنة الجيش بمنطقة مرجعيون، وقد قال من هناك إنه "لا بد بداية من توجيه التحية لارواح شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعاً عن الارض"، وأضاف: "اتطلع في وجوهكم واشعر بالفخر لانني اشعر بمعنوياتكم العالية واصراركم على الدفاع عن الارض رغم كل الصعوبات". وتابع: "سنعقد اجتماعا مع اللجنة التي تشرف على وقف اطلاق النار و امامنا مهام كثيرة أبرزها انسحاب العدو من كل الاراضي التي توغل فيها خلال عدوانه الاخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة". وأكد أنّ "الجيش لم يتقاعس يوماً عن مهماته ونحن امام امتحان صعب وسيثبت الجيش انه قادر على القيام بكل المهام المطلوبة منه وانا على ثقة كاملة بهذا الأمر"، مشيراً إلى أنَّ "الجيش اثبت على الدوام انه يمثل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته، وجميع اللبنانيين إلى جانب الجيش ويدعمونه". وختم: "حماكم الله وحمى هذا الوطن". وفي كلمته حيا قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيس الحكومة شاكراً له دعمه الكامل للجيش، وقال: "رغم كل الامكانات الضئيلة بقي الجيش صامداً في مراكزه وحافظ على المدنيين، وسنكمل مهمتنا لاننا مؤمنون بما نقوم به". المحطة الثانية: مقر "اليونيفيل" في إبل السقي ومن ثكنة مرجعيون، انتقل ميقاتي إلى مقر قيادة القطاع الشرقي في "اليونيفيل" في بلدة ابل السقي، وهي المحطة الثانية في جولته في الجنوب. وقد وصل رئيس الحكومة وقائد الجيش إلى المقر حيث كان في استقبالهما قائد اليونيفيل الجنرال ارولدو لاثارو وقائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال فرناندو رويث، ثم عقد اجتماع نوّه خلاله الرئيس ميقاتي بدور اليونيفيل وتعاونها الوثيق مع الجيش. وشدد على أن الأولوية لدينا هي تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 كاملاً، وانسحاب اسرائيل من الاراضي التي توغلت فيها ووقف التدمير الممنهج للقرى ووقف خروقاتها. وقال: "اننا نتطلع إلى استقرار طويل الأمد في الجنوب من خلال قيام الجيش بمهامه كاملا بالتعاون مع اليونيفيل". بدوره، شرح الجنرال لاثارو المهام التي تقوم بها اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش، مشيراً الى أن استمرار اجتماعات لجنة مراقبة وقف اطلاق النار لتنفيذ المهام المطلوبة منها. من ناحيته، قال قائد الجيش العماد جوزيف عون: "إن الجيش يقوم بمهامه وسيستمر بذلك لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع اليونيفيل، والمطلوب ان يلتزم العدو بتفاهم وقف اطلاق النار، وهذه هي مهمة اللجنة المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار". بعد ذلك، انتقل الجميع الى غرفة عمليات القطاع الشرقي في اليونيفيل حيث استمعوا الى شرح عن الوضع الميداني. وفي ختام الزيارة تسلم رئيس الحكومة درع اليونيفيل. المحطة الثالثة: مدينة الخيام وبعد إبل السقي، انتقل ميقاتي وعون إلى مدينة الخيام حيث جال فيها وسط الدمار الذي طال منازلها بسبب القصف الإسرائيلي. وفي تصريح له من هناك، قال ميقاتي: نشعر بألمٍ كبير لهذا الدمار الحاصل في الجنوب وهناك أمل بالجيش ومعنوياته. علينا أن نكون صريحين وواضحين إنه لكي يقوم الجيش بمهامه كاملاً، على لجنة المُراقبة التي أنشأت لتنفيذ القرار 1701 أن تقوم بدورها الكامل والضغط على العدوّ الإسرائيليّ لوقف كل الخروقات الحاصلة ووقف الدمار الذي نراهُ هنا ومن ثم أيضاً حصول الانسحاب الإسرائيلي الفوري من الأراضي اللبنانية التي توغل بها الجيش الإسرائيلي في الفترة الماضية. هذه أمورٌ أساسية من أجل أن يكون الجيش حاضراً للقيام بمهامه كاملة". أضاف: "التدابير المعمولة بشأن القرار 1701 ستأخذُ مجراها الطبيعي وسينفذها الجيش بشكل كامل وهذا بضمانة أميركية فرنسية. طلبت اجتماعاً يوم غد في السرايا مع اللجنة المعنية بتنفيذ وقف إطلاق النار وتحديداً مع الضابط الفرنسي والضابط الأميركي والضباط اللبنانيين، وممنوع أن يكون هناك أي عائق أمام الجيش اللبناني للقيام بواجباته".أكمل: "التأخير والمماطلة لتنفيذ القرار الدولي لم تأت من جهة الجيش اللبناني بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيلي وهناك مماطلة من قبله ويجب أن نراجع أطراف إتفاق وقف إطلاق النار أي الفرنسيين والأميركيين لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها في إتفاق وقف إطلاق النار لحصول انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية".
وتابع: "أصرّ على حل كل الخلافات بما يتعلق بالخط الأزرق لكي لا يكون هناك أيُّ مبرر لوجود أي احتلال اسرائيلي على أرضنا. الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تنفيذ ما توصلنا اليه من اجراءات بما يتعلق بالقوانين الدولية، كما أنها مُلتزمة كاملاً بقرارات مجلس الأمن الدولي وهذا ما نقوم به، وأقولُ لمن يُشكّك تفاءلوا بالخير تجدوه".
وختم: "الدمار في بلدة الخيام يؤلم القلب وهناك دمار كبيرٌ جداً وحتما ستكون هناك خطة لإعادة الإعمار وندرس هذا الموضوع ضمن السرعة والشفافية الكاملة لتنفيذه. كذلك، نسعى مع البنك الدولي والإتحاد الأوروبي والدول العربية خاصة والدول الصديقة للقيام بإنشاء صندوق ائتمان يُشارك فيه الجميع من أجل القيام بإعادة إعمار كل ما تدمّر في الجنوب اللبناني".