زنقة 20:
2025-03-20@03:46:53 GMT

التوجيهات الملكية التي لم تُحترم في مدونة 2004

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

بقلم : أحمد عصيد

الذين يقولون اليوم بأنه ينبغي “احترام التوجيهات الملكية” في مراجعة مدونة الأسرة، وهم يعتقدون بأنهم بذلك سيمنعون من إجراء التعديلات الضرورية على نص متجاوز دستوريا وواقعيا، إنما يقومون بعملية انتقاء في تلك التوجيهات، إذ  يركزون على جملة تقع عندهم موقع الاستحسان، مع بترها من سياقها العام، بينما يغضّون الطرف عن التوجيهات الأكثر أهمية في مراجعة النص وإصلاحه، وبهذا الصدد نذكرهم بأن التوجيهات الملكية في مجملها لم تُحترم سنة 2004 في المدونة الحالية التي تخضع للتعديل، وإليكم التوجيهات التي جاءت في الرسالة الملكية آنذاك والتي تم تضمينها في ديباجة مدونة الأسرة من طرف اللجنة دون أن تتم مراعاتها في الصياغة النهائية لمواد المدونة:

ـ جاء في ديباجة المدونة أنّ “النهوض بحقوق الإنسان في صلب المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، الذي يقوده جلالته حفظه الله، ومن ذلك إنصاف المرأة وحماية حقوق الطفل، وصيانة كرامة الرجل، في تشبث بمقاصد الإسلام السمحة، في العدل والمساواة والتضامن، واجتهاد وانفتاح على روح العصر، ومتطلبات التطور والتقدم“.

حيث لم تتم مراعاة هذا التوجيه الهام في مراعاة الأوضاع الجديدة للمرأة المغربية وجهودها التي تبذلها في كل المجالات، كما لم تتم مراعاة مفهوم الطفولة الحديث حيث استمر تزويج طفلات لم يبلغن سنّ النضج النفسي والعقلي لتحمل أعباء الأسرة، ولم تتم مراعاة “مقاصد الإسلام السمحة” بقدر ما تم تكريس التشدد الفقهي للعصور الوسطى، إضافة إلى أن نظام العلاقات الأسرية الذي تم الإبقاء عليه في مواد المدونة يكرس الوصاية والقوامة وهيمنة الذكورة وهو ما يتعارض كليا مع عبارة المجتمع الحداثي الديمقراطي.

ـ كما جاء في الديباجة المذكورة أيضا أنّ “الأسرة المغربية القائمة على المسؤولية المشتركة، والمودة والمساواة والعدل، والمعاشرة بالمعروف، والتنشئة السلمية للأطفال، لبنة جوهرية في دمقرطة المجتمع”.

وهو ما لم تستجب له موادّ المدونة آنذاك عندما أبقت على التدبير الأحادي الذكوري داخل الأسرة، ولم تقم بإقرار الولاية المشتركة على الأطفال وفقا لمبدأ “المسؤولية المشتركة”، حيث بقيت المرأة المغربية تناضل باستماتة من أجل أطفالها في غياب الرجل، دون أي اعتراف بوجودها بوصفها الأم المسؤولة عن أولائك الأطفال. ولهذا لم تتحقق “دمقرطة المجتمع” بل على العكس تم تكريس الظلم المضاعف ضد النساء والأطفال، فتضاعف العنف ضد المرأة كما تضاعف تزويج الطفلات.

ـ وجاء في المدونة “تكريس حقوق الإنسان والمواطنة للمغاربة نساء ورجالا على حد سواء”، بينما ظلت مواد المدونة بعيدة كل البعد عن مفهوم المواطنة وعن منظومة حقوق الإنسان كما تتبناها الدولة المغربية وتلتزم بها.

بل إن هناك توجيهات ملكية واضحة وصريحة لم تؤخذ بعين الاعتبار فظلت حبرا على ورق ومنها:

ـ “تبني صياغة حديثة بدل المفاهيم التي تمس بكرامة وإنسانية المرأة”، حيث أبقت اللجنة آنذاك على ترسانة لمفاهيم الفقهية المتخلفة التي تُهين المرأة وتعكس نظرة فقهاء العصور القديمة في زمن “الحريم”، وذلك مثل مفهوم “المتعة” و”الوطء” و”اللعان” و”القوامة” و”الهجر” و”الفراش” و”ابن الزنى”، واعتماد معجم قانوني حديث يُخرج نص المدونة من المنطق الذكوري القديم.

ـ “جعل مسؤولية الأسرة تحت رعاية الزوجين” وهو ما لا تسمح به مدونة 2004 التي ظلت دون هذا التوجيه، في انتظار ما ستسفر عنه المراجعة الحالية.

ـ “إيجاد قضاء أسري عادل وعصري وفعال”، وهو ما لم يتحقق أيضا حيث ما زال القضاء يظل القطاع الأكثر محافظة وممانعة ضد قيم العصر ومبادئ المساواة والعدل واحترام النساء والأطفال.

ـ “الاجتهاد المستنير المنفتح على روح العصر، ومتطلبات التطور والتقدم

بينما أعطاب مدونة 2004 تعكس ما يخالف هذا الاجتهاد المستنير، مما تسبب في استمرار الظلم الذي يطال النساء والفتيات سواء في الزواج المبكر أو في احتكار الولاية من طرف الرجال، أو حرمان المرأة من الحضانة عند زواجها، أو تعدد الزوجات، أو حظر زواج المسلمة من غير المسلم، أو إثبات النسب بالوسائل العلمية المختبرية، أو عدم اقتسام الأموال المكتسبة، أو هضم حقوق الفتيات في التعصيب ونظام الإرث.

لقد تكررت نفس التوجيهات الملكية خلال خطاب العرش لسنة 2022، كما تكررت في الرسالة التي وجهها الملك لرئيس الحكومة الحالي، فهل ستقوم المؤسسات الوصية على عملية المراجعة باحترام هذه التوجيهات الهامة، أم أنها ستقف عند “ويلٌ للمصلين” ؟.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: التوجیهات الملکیة وهو ما

إقرأ أيضاً:

الخطوط الملكية المغربية تروج لخط الدارالبيضاء ساوباولو لجلب مزيد من السياح لوجهة المملكة

زنقة 20. الرباط

وسط صخب مطار ساو باولو المتواصل، حيث يتعاقب القادمون والمغادرون، تحط طائرة الخطوط الملكية المغربية القادمة من الدار البيضاء في أبهى حلة، لتعيد صدى وعد إعادة الإطلاق الطموح للربط بين المغرب، والبرازيل، ومناطق أخرى.

بعد ثلاثة أشهر من استئناف تشغيل هذا الخط المباشر، الذي حقق نجاحا تجاريا بمعدل ملئ فاق 80 في المائة، تطلق الخطوط الملكية المغربية حملة جديدة في استراتيجيتها التنموية تروم من خلالها تحفيز التدفقات السياحية عبر زيادة الجولات الترويجية الموجهة لمهنيي السفر.

وتراهن الخطوط الملكية المغربية على هذه الرحلات التعريفية لجذب منظمي الرحلات السياحية، في إطار ترويج متبادل يشجع المهنيين الأوروبيين على بيع وجهة البرازيل وحث الفاعلين بأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية للترويج للوجهة المغربية.

ولتحقيق هذه الغاية، تعتمد على شراكتها مع “إمبراتور”، وكالة الترويج السياحي البرازيلية، التي أبرمت في متم يناير في إطار برنامج تسريع نشاط السياحة الدولية الرامي إلى تعزيز السفر الجوي إلى هذه الوجهة اللاتينية.

وقال رئيس “إمبراتور”، مارسيلو فريكسو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “استئناف هذا الربط خيار استراتيجي لتعزيز اتصال البرازيل بإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وكذا توطيد فرص الأعمال الجديدة وتحفيز السياحة الدولية على نحو أكبر”.

وأكد أن “البرازيل، الغنية بتنوعها البيولوجي وطبيعتها الخلابة وثقافتها وحسن ضيافتها، مستعدة للترحيب بتدفق مزيد من الزوار الدوليين”، مشيرا إلى أن “السوق المغربية تتمتع بإمكانات نمو قوية”.

وهناك الكثير مما يثير الإعجاب في هذه الوجهة؛ لاسيما ساو باولو التي تعد نقطة ولوج رئيسية وتوفر إمكانية الوصول إلى مجموعة من الوجهات الأخرى، ومدينة ريو دي جانيرو المشهورة بشواطئها الذهبية في الشمال الشرقي، مرورا بأرخبيل فرناندو دي نورونها، ولينكويس مارانهينسيس، وسالفادور، والثقافة الأفرو-برازيلية، ومنطقة بانتانال، وأرض السفاري، فضلا عن الأمازون؛ أكبر منطقة حيوية على الكوكب.

في المرحلة الأولى، يدعو الناقل الوطني شركاءه من ثلاثة أسواق مصدرة رئيسية -إسبانيا والبرتغال وفرنسا- لاكتشاف الإمكانات السياحية لعملاق أمريكا الجنوبية من خلال شبكتها الجوية.

وبدأت المرحلة الأولى من الترويج، الاثنين، وتستمر طوال الأسبوع، وتستفيد منها تسع شركات ووكالات أسفار إسبانية. ويتضمن البرنامج ورشة عمل حول المنتجات السياحية البرازيلية. وستتاح لهم الفرصة للتعرف على البنية التحتية الموسعة لمطار غوارولوس الدولي والتعرف أكثر على الأنشطة المحلية لشركة الخطوط الملكية المغربية.

وعلاوة على الزيارات إلى قلب ساو باولو، يشمل المسار رحلة إلى شاطئ ماريسياس في ساو سيباستياو، لؤلؤة ساحل ساو باولو، بالإضافة إلى جولة في محمية غواراني الأصلية في ريو سيلفيرا، لتعزيز التواصل وإنشاء دوائر سياحية مبتكرة.

وسيتم تنفيذ البرنامج نفسه خلال الأسبوع التالي للسوق البرتغالية، قبل تنظيم رحلة صحفية أواخر أبريل، موجهة للصحفيين الفرنسيين المتخصصين في السياحة.

وتكمن إحدى نقاط قوة هذه الحملة في تحسين الربط الجوي بين مدريد، ولشبونة، وباريس من جهة، وساو باولو من جهة أخرى، عبر مركز الدار البيضاء. ويؤكد الممثل الإقليمي للخطوط الملكية المغربية في البرازيل، عثمان بابا، أنه “مع فترة توقف تتراوح بين ساعة وساعتين، ستستغرق الرحلة يوما واحدا فقط”.

وبالموازاة مع ذلك، ستستضيف الخطوط الملكية المغربية، من 1 إلى 7 أبريل القادم، جولة ترويجية عكسية إلى وجهة المغرب، تستهدف هذه المرة منظمي الرحلات السياحية البرازيليين. وسيمكنهم هذا المسار، الذي يشمل أربع مدن عريقة وهي الدار البيضاء، والرباط، وفاس، ومراكش، من استكشاف الغنى الثقافي وتراث المملكة.

وأوضح السيد بابا أن “الأمر يتعلق بأول جولة موجهة إلى سوق برازيلي واعد. وستتيح لشركائنا، الذين بدأوا بالفعل تسويق منتجاتنا منذ استئناف الخط الجوي في الثامن من دجنبر الماضي، فرصة لاكتشاف المغرب عن قرب، والاستمتاع بعروضه الفندقية، وتجربة السفر على متن طائراتنا”.

كما يجري التخطيط لدورة قادمة في الداخلة، الوجهة التي تتميز بمزيجها الفريد من نوعه بين الصحراء والسياحة الشاطئية.

مقالات مشابهة

  • تنمية الأسرة المصرية.. ختام البرنامج التدريبي لقومي المرأة بالإسكندرية
  • قومي المرأة: نسعى لدعم الأسرة المصرية وتعزيز بيئة آمنة للمرأة ومناهضة العنف ضدها
  • متحف المركبات الملكية ينظم أمسية فنية وتثقيفية.. الأحد
  • الخطوط الملكية المغربية تواكب التحول البيئي بأسطول كهربائي كامل
  • «الملكية الفكرية» : ضبط 30 ألف موقع إلكتروني مخالف
  • الإطاحة بمواطن لارتكابه مخالفة رعي في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • دليل على التطور.. قصة مقابر جبل أنوبيس الملكية بسوهاج
  • الخطوط الملكية المغربية تروج لخط الدارالبيضاء ساوباولو لجلب مزيد من السياح لوجهة المملكة
  • المرأة .. توازن مثالي بين الصيام والأعمال المنزلية
  • الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يقوم بزيارة عمل إلى المملكة العربية السعودية