ظواهر فلكية في يونيو 2024.. بينها الانقلاب الصيفي وظهور النجم البرتقالي العملاق
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
كشف الدكتور أشرف تادرس، المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن أبرز الظواهر الفلكية في شهر يونيو، وبينها اقتران القمر مع كوكب المريخ في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في الثالث من يونيو.
أبرز الظواهر الفلكية في شهر يونيو 3 يونيو/ القمر والمريخيقترن القمر مع الكوكب الكوكب الأحمر (المريخ) في الصباح الباكر قبل شروق الشمس، ويمكن رؤيته بالعين المجردة السليمة، في تمام الـ 3:25 صباحا تقريبا إلى أن يختفي في شدة ضوء الشفق الصباحي جراء شروق الشمس.
لن يكون القمر مرئيًا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم، إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها، ويغرب معها، فلا يظهر أبدًا إذ يكون وجهه المضيئ مواجهًا للشمس ووجهه المظلم مواجهًا للأرض، إلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس، حينئذ يولد القمر الجديد، علما بأن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسًا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي (الغسق) بعد غروب الشمس مباشرة.
كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار تعتبر أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
9 يونيو.. القمر وبولوكسيظهر القمر مقترنا مع النجم بولوكس Pollux، ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم) حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، حتى يبدأ المشهد في الغروب بغضون الـ10:30 مساءً علما بأن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
10 يونيو.. خلية النحليظهر القمر في هذا اليوم مقترنًا مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان بعد غروب الشمس مباشرة، ودخول الليل، ولصعوبة رؤية هذا الحشد بالعين المجردة، ننصح بإستخدام تلسكوب صغير حيث نراه جوار القمر في السماء، حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 11:15 مساءً.
الجدير بالذكر أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض، ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها جاليليو لأول مرة، باستخدام التلسكوب عام 1609 حيث تمكن من رؤية 40 نجما فقط.
14 يونيو.. القمر في التربيع الأوليترائى القمر في هذا اليوم في طور التربيع الأول حيث يظهر فوق رؤوسنا تماما وقت غروب الشمس علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير إتجاهه إلى الشمس دائما حتى ولو كانت الشمس تحت الأفق يتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب بغضون الـ 1:20 بعد منتصف الليل ..
16 يونيو.. القمر وسبيكايظهر القمر مقترنا مع النجم سبيكا Spica - السماك الأعزل أو السنبلة - وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء) يمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة فنراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، ويظلا بالسماء إلى أن يبدأ المشهد بالغروب بحلول الـ 2:15 فجر اليوم التالي.
والنجم سبيكا من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
20 يونيو.. القمر وأنتاريس (قلب العقرب)يترائى القمر في ذلك اليوم مقترنا مع النجم العملاق Antares (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب بعد غروب الشمس مباشرة ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء طوال الليل إلى أن يبدأ المشهد بالغروب بغضون الـ 4:15 صباح اليوم التالي، وأنتاريس هو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ10 أضعاف، ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض.
20 يونيو.. الانقلاب الصيفييحدث الانقلاب الصيفي في هذا الوقت من العام، حيث يميل النصف الشمالي للكرة الأرضية نحو الشمس بأقصى درجة (23.5 درجة) إذ تكون الأرض قد وصلت إلى ذروة مسافتها بُعدا عن الشمس في النصف الأول من المدار، وعند هذه النقطة ينقلب مسار حركة الأرض إلى النصف الثاني من المدار، (وهو سبب تسميتها بنقطة الانقلاب)، فتكون أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان عند خط عرض 23.5 درجة شمالا ويعتبر هذا اليوم هو ذروة فصل الصيف فلكيا في نصف الكرة الشمالي حيث يبلغ النهار ذروته فيكون أطول نهار في السنة (حوالي 14 ساعة).
كما يبلغ ارتفاع الشمس ذروته فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال، ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أقصر ما يكون، وعندما نقول ذروة فصل الصيف فهذا لا يعنى أبدًا أنه أحر يوم في السنة، لأن سخونة الجو وبرودته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وكلها أمور تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في مدارها حول الشمس.
22 يونيو.. اكتمال القمر (بدر ذو الحجة)يكتمل قرص القمر ويصبح بدرًا كامل الاستدارة في ذلك اليوم حيث تبلغ نسبة لمعانه 100% يشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، وحيث أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 21 إلى 23 يونيو، يُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء منها قمر الفراولة حيث يتزامن مع موسم حصاد الفراولة في هذا الوقت من كل عام، كما يُعرف أيضا بالقمر الوردي وقمر العسل علما بأن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر، باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة .
28 يونيو.. القمر وزحليشرق القمر في ذلك اليوم في طور التربيع الثاني مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) بغضون الـ0:25 بعد منتصف الليل .. مع ملاحظة أن نصف قرص القمر المضيئ يكون متجها ناحية الشمس باتجاة الشرق، ثم يتحرك القمر في السماء باتجاة الغرب إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
28 يونيو.. عطارد وبولوكسيقترن كوكب عطارد (أصغر كواكب المجموعة الشمسية والمسمى مرسال الآلهة) مع النجم بولوكس Pollux، ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم) حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاوران في السماء باتجاة الغرب بعد غروب الشمس مباشرة حتى يبدأ المشهد في الغروب بغضون الـ 9:00 مساءا .. علما بأن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
اقترانات مع الشمسنهتم دائما بالظواهر الفلكية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو التلسكوبات الصغيرة ولكن يجب أن ننوه أيضا بأن هناك اقترانات تحدث مع الشمس، وهي اقترانات لا يمكن رؤيتها بطبيعة الحال، لأن أي اقتران لأي جرم سماوي مع الشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس، ومثال لذلك اقتران القمر بالشمس نهاية كل شهر عربي فالشمس هي أقرب نجم لنا على الإطلاق، وهي النجم الأم الذي ندور حوله، وبالتالي هو النجم الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه ولذلك تُهيمن إضاءة الشمس على الأرض عندما تكون فوق الأفق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الظواهر الفلكية القمر الكواكب الكوكب فی هذا الوقت فی ذلک الیوم شروق الشمس سنة ضوئیة المشهد فی فی السماء القمر فی الشمس فی عن الأرض مع النجم مع الشمس علما بأن إلى أن
إقرأ أيضاً:
نجم الإكليل
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم "الإكليل" وهذا النجم الأبيض هو ألمع نجم في كوكبة الإكليل الشمالي، وقد أطلق عليه العرب هذا الاسم لأن هذه الكوكبة الصغيرة تأتي على شكل نصف دائرة، وبهذا فهو يشبه التاج والإكليل، وهذا النجم كان حاضرًا في الثقافة العمانية والعربية، فقد ذكروه في منظوماتهم الفلكية، وتغنوا به في قصائدهم، وكان جزءًا من مجموعة نجمية تُسمى "المنازل القمرية"، وهي 28 منزلة استخدمها العرب قديمًا لتحديد الفصول، كما أنه جزءًا من "الأنواء"، وهي النجوم التي استخدمها العرب قديمًا في تحديد المواسم، وقد ارتبط ظهوره بمواسم الحر والجفاف، وهو علامة على دخول الصيف الحار.
وقد أظهرت الدراسات العلمية أن هذا النجم يبعد عن الأرض حوالي 75 سنة ضوئية، وهذا يعني أن الضوء الذي نراه اليوم من هذا النجم قد انطلق منذ 75 عامًا، وهو ليس نجمًا مفردًا وإنما نجم ثنائي يتكون من نجم رئيسي ونجم قزمي خافت، ويكمل دورته حول النجم الرئيسي كل 17 يومًا، وإذا أتينا إلى حجمه فإن قطر نجم الإكليل يبلغ حوالي 2.7 مرة ضعف قطر الشمس، وتبلغ درجة حرارته السطحية حوالي 9300 كلفن، وهي أعلى من حرارة الشمس التي تبلغ 5778 كلفن.
ويظهر هذا النجم في نصف الكرة الشمالي خلال فصل الربيع وفصل الصيف، ويكون في أوج ظهوره خلال شهر يونيو، ويمكن رؤيته في المساء بعد غروب الشمس ابتداءً من أبريل إلى سبتمبر.
وأما حضوره في الثقافة العربية فنجد أن صاحب كتاب "تاج العروس من جواهر القاموس"مرتضى الزبيدي" يقول عنه وهو يتحدث عن النقيب وأن هنالك نجوم: "كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهَا وَاحِدٌ سَقَطَ آخَرُ مثْلُ الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا الإِكْلِيلُ إِذَا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشَاءً غَابَ الإِكْلِيلُ، وإِذا طَلَعَ الإِكليلُ عِشَاءً غَابَتِ الثُّرَيَّا".
ونجد الملاح العماني الشهير أحمد بن ماجد يذكر هذا النجم في منظومته الفلكية في مواضع مختلفة فيقول:
وطالِعُ الفجرِ هُوَ الإِكليلُ
والمستقِلُّ الأَسدُ النبيلُ
ويطلع الإكليلُ تاسع عَشر
من ذلك الشهر يُرَى بالجَهَر
وفي منظومة أخرى بلغت 60 بيتًا وذكر فيها الإكليل، ويقول في مواضع مختلفة منها:
والغَفرُ والزُّبَانُ والإِكليلُ
أُولى اليَمَانِيَّةِ يا خليلُ
وخَلفَهَا الجوزاءُ ثُمَّ الشعرَى
وبَعدَهَا الإِكليلَ والعقرب تَرَى
وأما الشاعر العماني ابن رزيق فقد ذكره في قصائده، فهو يقول في إحداها:
وبمهجتي قمرٌ يلوحُ بتَاجِهِ
ووشاحُهُ الإكليلُ والجوزاءُ
ما ماسَ غصنُ قَوَامِهِ إلا انْبَرتْ
تترنَّمُ الورقاءُ والشعَراءُ
ويقول ابن زريق في قصيدة أخرى له يصف امرأة حسناء ويذكر نجم الإكليل وكأنه على رأسها إكليل، فيقول:
غزالٌ وجهُهُ الوضا
حُ نورُ الشمسِ منحولُ
له الجوزاءُ نجمُ الثَّدْ
يِ والإكليلُ إِكليلُ
ومن الشعراء العمانيين الذين أوردوا نجم الإكليل في قصائدهم الشاعر الشهير ابن شيخان السالمي الذي يقول في إحدى قصائده في المدح:
عمدتُ عمدة عُقبانِ مُعمّمة
بالسحب أجبلُها تغتال أجدلَها
نعالها الصخرة العُظمى وهامتها
الشعّري وإكليلُها بالتاج كلَّلَها
وإذا أتينا إلى الشعر العربي فسنجد الكثير من الأبيات التي تذكر هذا النجم، فالشاعر الأموي أعشى همدان يقول في إحدى قصائده:
تَدافَعُ بِالرُحبَينِ مِن ذَمَراتِهِ
فَيا عَجَبًا مِن سَيرِها المُتَجاسِرِ
تَفَرَّعَت الإِكليلَ ثُمَّ تَعَرَّضت
تُريدُ المَساني أَو مِياهَ الأَكادِرِ
كما أن القاضي التنوخي الذي عاش في العصر العباسي ذكر هذا النجم فقال:
كأنما الإكليل إكليل على
رأس عروسٍ يوم عرسٍ تُجتلى
تتبعه نعائم كأنّها
نعائم ترتع في أرض فلا
ونجد أن الشاعر الأندلسي ذكر هذا النجم في إحدى قصائده التي يصف فيها محبوبته فيقول:
خَوْدٌ تَجَلَّتْ فِي مِنَصةِ شاهِقٍ
مُخْتَالَةً إِكْلِيلُهُا الإكْلِيلُ
وَمَصامِ عِزًّ للنُّجُومِ مُزَاحِمٍ
مَا لاِستِبَاحةِ مَا حَوَاهُ سبِيلُ