حياتك أفضل بدون تدخين.. نصائح الأزهر للفتوى في يوم مكافحة تعاطي التبغ
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
حرم الإسلام كل ما يضر النفس البشرية، وجعل حفظها والحفاظ عليها واجب شرعي، وحد من حدود الله يأثم من يتجاوزة، فالنفس محفوظة من تعاطي التبغ بمختلف أنواعة ومن الخمر وكل ما يؤذيها ويُنذر بنهايتها، واليوم يُصادف اليوم العالمي لمكافحة تعاطي التبغ، وفيما يلي نصائح قدمها المركز العالمي للفتوى الإلكترونية لتكون حياتك أفضل بدون تدخين.
ومِن باب شُكر نعمة الصحِّة والعافية ألا يُلحق الإنسان ببدنه ما يؤذيه أو يؤدِّي إلى هلاكه بالتدخين؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ». [أخرجه أحمد في مسنده]
كما أنَّ في التدخين إهدارٌ للمال، وهو أمرٌ منهيٌ عنه؛ فَعَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ». [مُتَّفقٌ عليه]
إضافة إلى أن حرص المدخن على الإقلاع عن التدخين يعد مجاهدة لنفسه في الله سبحانه، ونجاحه في الإقلاع عنه يعود بالإيجاب على مجتمعه وأسرته، وسلامة حواسه، وصحته، والاستمتاع بنعم الله سبحانه.
الحكم الشرعي للتدخين
الحكم الشرعي للتدخين
قالت دار الإفتاء في فتواها رقم 718 لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق وعضو هيئة كبار العلماء أن الإسلام قد حرم الإسلام على المسلم كل ما يؤذي البدن حسيًا ومعنويًا، فقد قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأعراف: 157]، فالطيبات هي كل ما جاء على الإنسان بالنفع الحسي أو المعنوي أو لم يضره، والخبائث كل ما ضرَّ الإنسان حسيًّا أو معنويًّا. وقال عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة:195]، ولقد رُوِي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد في مسنده وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ورواه مالك في الموطأ عن يحيى المازني رضي الله تعالى عنه، ورواه ابن ماجه عن عبادة بن الصامت، وقد ثبت طبيًّا أن التدخين بكل أنواعه مضرٌّ بصحة وبدن الإنسان، لذا فيكون حكمه أنه محرمًا شرعًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العالمي للفتوى اليوم العالمي لمكافحة تعاطي التبغ المركز العالمي للفتوى الإلكترونية تدخين التدخين
إقرأ أيضاً:
الداعية جاد الرب: ظلمني الكثير ولم أدع يومًا على أحد في الكعبة
قال الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب إنه شاهد أحد الفيديوهات شخصًا يدعو على آخرين بدعوات قد تثير القلق، فاسترجع في ذهنه ما ورد في كتاب الله تعالى عن العدل والصبر في مواجهة الظلم، وأهمية ترويض النفس على التسامح في أكثر اللحظات روحانية وأثرًا، مثلما هو الحال في الحرمين الشريفين.
الدعاء في الإسلام: بين التضرع والتساميأوضح جاد الرب عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك، أن الدعاء على الظالم من المظلوم ليس محرمًا، بل هو أمر جائز في الإسلام، خاصة إذا كان المظلوم في حالة من الضيق والتعرض للظلم. ولكن، في نفس الوقت، أكد على ضرورة إدراك أن الدعوات التي ترفع إلى الله سبحانه وتعالى ليست دائمًا كما يتصورها الإنسان، فقد تظل بعض الدعوات بلا استجابة لأنها تحتاج إلى توقيت معين، أو لأن الله سبحانه وتعالى يعلم من وراء الستار ما لا نعلمه نحن.
واستدل الشيخ بالآية الكريمة من سورة النحل: "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمَّىٰ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" (النحل: 61)، وهي تذكير بأن الله سبحانه وتعالى يمهل الناس ويعطيهم الفرصة للتوبة والتراجع عن الظلم، وأنه حينما يأتي الأجل لا يمكن لأي مخلوق تأجيله أو تقديمه.
أهمية الدعاء في الأماكن الطاهرةوفي حديثه عن تجربته الشخصية، أشار الشيخ محمد أبو بكر إلى أنه رغم تعرضه للكثير من المظالم من قبل بعض الناس، إلا أنه لم يلجأ يومًا للدعاء على أحد في الأماكن الطاهرة مثل الكعبة أو المسجد النبوي. بل كان دائمًا يدعو الله قائلاً: "اللهم إني رفعت قضيتى إليك ووليتك أمرى فرضنى بقضائك وحكمك". هذه الكلمات تعكس تمامًا الروح التسامحية التي يلتزم بها الشيخ في تعاملاته مع الظلم، حيث يترك أمره لله تعالى ويقبل حكمه برضا وطواعية.
وتابع الشيخ قائلاً إنه في إحدى زياراته الأخيرة، شعر بفرحة غامرة عندما وجد نفسه يدعو الله تعالى ليس فقط لحوائجه الشخصية، ولكن أيضًا لأجل كل من ظلمه أو أساء إليه، قائلاً: "اللهم اغفر لكل من ظلمنى ولمن أساء إلى ولمن خاض فيَّ، واغفر لكل من ظلمته ولكل من أسأت إليه ولكل من خضت فيه". هذا الدعاء يعكس التطور الروحي العميق الذي وصل إليه الشيخ، حيث أصبح التسامح والتوبة والمغفرة هما البوصلة التي تحدد علاقته مع الآخرين، حتى في ظل الأذى الذي قد يتعرض له.
التسامح من أعظم القيم في الإسلامالشيخ محمد أبو بكر جاد الرب أضاف أن التسامح ليس فقط سمة شخصية، بل هو جزء من الرسالة التي يحملها المسلم في حياته. وقد أشار إلى قوله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ" (الحشر: 10). هذه الآية التي دعا بها الصحابة الأوائل، تعكس مدى أهمية التسامح في الإسلام، والتخلص من الغل والكراهية تجاه الآخرين. وقد أكد الشيخ أن التسامح مع الآخرين، خاصة في الحالات التي يكون فيها المسلم هو الضحية، يُعتبر من أسمى درجات الأخلاق في الإسلام.