بغداد اليوم- متابعة

يهدد الجفاف أحد أبرز مصادر الطاقة الكهربائية في العراق لاعتماد غالبية محطات التوليد فيه على مصادر المياه.

وطيلة العقود الماضية نصبت الحكومات المتعاقبة في العراق كبرى محطات التوليد (الكهرومائية) على ضفاف الأنهر والسدود.

وتشهد قدرة الطاقة الكهرومائية انخفاضًا طويل المدى في الشرق الأوسط وبنيها، بما في ذلك على طول حوض نهري الفرات ودجلة الذي كان خصبًا وبات اليوم "واحداً من أسرع المناطق جفافًا على وجه الأرض"، وفقًا لبنجامين بول، رئيس برنامج دبلوماسية المناخ والأمن، في مركز الأبحاث الألماني أديلفي.

الأنهار التي تجري من تركيا عبر سوريا والعراق تغذي ذات يوم "مهد الحضارة الإنسانية"، لكن الجفاف المستمر - الذي يتسم بارتفاع معدل التبخر وانخفاض هطول الأمطار - وزيادة المنافسة على موارد المياه الضئيلة بفعل الاحتباس الحراري، يعني أن هذه الدول المشاطئة تكافح من أجل رعاية إنتاج الزراعة والطاقة الكهرومائية. 

وتقول الأمم المتحدة ان العراق واحد من أكثر خمسة بلدان في العراق تعاني الجفاف ومهددة بنزوح داخلي ونشوب نزاعات على مصادر المياه.

وشهدت ثلاثة سدود للطاقة الكهرومائية تم بناؤها على رأس نهري الفرات ودجلة في تركيا منذ حوالي 30 عامًا انخفاضًا بنسبة 25٪ في قدرة توليد الكهرباء خلال تلك الفترة، وفقًا لبحث أجراه دورسون يلدز، خبير الطاقة الكهرومائية المقيم في تركيا ورئيس منظمة غير حكومية محلية. ، جمعية السياسة المائية.

ويقول يلدز: "إن انخفاض توليد الطاقة الكهربائية له علاقة كبيرة بموجات الجفاف في المنطقة".

ويضيف أن تناقص هطول الأمطار وتساقط الثلوج يرتبط بتغير المناخ ، وسيؤدي في النهاية إلى انخفاض تدفقات نهر الفرات بنسبة 30-40%، بحلول نهاية هذا القرن.

كما يؤثر هذا الجفاف أيضًا على بلدان المصب والعراق واحد منها.

وباستخدام 12 نموذجًا مناخيًا لفهم التغيرات التي حدثت على مدى عدة عقود في تدفق مجاري المياه، يتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تسريع هذا الانخفاض ويمكن أن يؤدي إلى خسائر تتراوح بين 5% إلى 18% في الطاقة الكهرومائية بحلول عام 2050.

وقد يبدو هذا متواضعاً مقارنة بالانخفاض الذي لوحظ بالفعل بنسبة 25% في حوض الفرات العلوي في تركيا، ومع ذلك، فإن الانخفاض "سيشكل على الأرجح ضغطا كبيرا على نظام الطاقة في العراق"، 

وفي بلد يكافح بالفعل لتلبية احتياجاته من الطاقة، تعد الطاقة الكهرومائية مصدرًا مهمًا للطاقة المتجددة مما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري الذي يسخن الكوكب مثل النفط والغاز.

كما أدى تغير المناخ إلى احتمال حدوث الجفاف في حوض نهري دجلة والفرات مرة واحدة كل 10 سنوات، مقابل كل 250 عامًا قبل أن يبدأ متوسط درجات الحرارة في الارتفاع.

ويدرك العراق خطورة انحسار مصادر المياه في جانب توليد الكهرباء وبدأ أولى خطواته في التحول لمصادر أخرى مثل استثمار الغاز واستخدام الطاقة النظيفة بانشاء محطة للطاقة الشمسية لكنها تبقى خطوات بطيئة بحاجة الى خطط استراتيجية بعيدة المدى قبل فوات الأوان.


المصدر: دويتشه فيله

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الطاقة الکهرومائیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

5 ملايين شخص يعانون الجفاف فى موزمبيق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) من أن الجفاف المتفاقم الناجم عن ظاهرة النينيو فى موزمبيق أدى إلى ارتفاع غير مسبوق فى مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث يُتوقع أن يعانى ما يقرب من ٥ ملايين شخص من الجوع الحاد حتى مارس ٢٠٢٥، وفقًا للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي.

وقال أوتشا إن من بين هؤلاء، يواجه نحو ٩١٢ ألف شخص مرحلة "الطوارئ"، وهو ما يمثل زيادة حادة تعادل أربعة أضعاف العدد المُسجل فى الموسم السابق، بينما يقع حوالى أربعة ملايين شخص فى نطاق "الأزمة" الغذائية.

وأشار أوتشا إلى أن الاستجابة الإنسانية تواجه تحديات كبيرة، حيث لم يتمكن سوى ٣٩١ ألف شخص من الحصول على شكل من أشكال الدعم، خاصة فى المناطق الأكثر تضررًا مثل مانيكا وسوفالا. وأكد المكتب أن نقص التمويل يمثل عقبة رئيسية أمام الجهود المبذولة، إذ لم يتم تأمين سوى ٢٨.٧ مليون دولار، أى ما يعادل ١٣٪ فقط من المبلغ المطلوب والبالغ ٢٢٢ مليون دولار، مما يحد بشكل خطير من قدرة الشركاء الإنسانيين على تقديم المساعدات الضرورية فى الوقت المناسب وبما يتناسب مع حجم الأزمة.

وأوضح أوتشا أن تحليل الأمن الغذائى بعد الحصاد فى أكتوبر ٢٠٢٤، إلى جانب تحليل ما بعد الصدمة فى يوليو ٢٠٢٤، كشف عن وصول معدلات الجوع إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء عمليات التقييم فى موزمبيق عام ٢٠١٧. وأكد المكتب أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير نتيجة للصدمات المناخية، والصراعات المستمرة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث تسببت ظاهرة النينيو فى إلحاق أضرار جسيمة بالموسم الزراعى ٢٠٢٣/٢٠٢٤، مما أدى إلى تضرر أكثر من ٦٠ مقاطعة بسبب الأعاصير والعواصف المدارية، بينما تعرضت ٣٧ مقاطعة للجفاف الشديد، مما أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.

وشدد أوتشا على أن الأوضاع الأمنية فى بعض المناطق ساهمت فى تعقيد الأزمة، حيث تسببت الهجمات المسلحة فى تراجع الإنتاجية الزراعية وزيادة معاناة السكان. كما لفت إلى أن أسعار الحبوب الأساسية، مثل الذرة والدخن، ارتفعت بشكل حاد فى الأسواق الجنوبية والوسطى مقارنة بعام ٢٠٢٣، متجاوزة متوسط الأسعار خلال السنوات الخمس الماضية، مما زاد من صعوبة حصول الأسر على الغذاء.

وأكد أوتشا أن البيانات المتاحة تعكس وضعًا إنسانيًا مقلقًا، حيث أظهر تحليل الأمن الغذائى أن ٣٣٪ من الأسر، خاصة فى مانيكا وسوفالا وإنهامبان، لا تمتلك احتياطيات من الذرة، بينما يفتقر ٧٠٪ من السكان إلى كميات كافية من الغذاء لتغطية احتياجاتهم حتى نهاية موسم العجاف.

وأضاف أن ٤٣٪ من السكان يعانون من استهلاك غذائى غير كافٍ، حيث يصنف ٩٪ ضمن الفئة "الرديئة"، بينما يعيش ٣٤٪ على الحد الأدنى من الغذاء.

وأشار المكتب إلى أن الأسر المتضررة تلجأ بشكل متزايد إلى استراتيجيات تكيّفية قاسية، مثل اقتراض الطعام، أو تقليل عدد الوجبات، أو حتى تخطى البالغين وجباتهم لإطعام الأطفال. كما أفاد بأن ٢٩٪ من الأسر تعتمد على استراتيجيات مواجهة سلبية متكررة تؤثر على سبل عيشها، مثل بيع الممتلكات أو تقليل الإنفاق الضروري، مما يجعلها أكثر هشاشة أمام أى أزمات مستقبلية.

ولفت أوتشا إلى أن مقاطعات تيتى (٢٣٪)، ومانيكا (١٧٪)، وكابو ديلجادو، وصوفالا (١٥٪ لكل منهما) من بين المناطق الأكثر تضررًا، حيث تعتمد نسبة كبيرة من الأسر فيها على استراتيجيات مواجهة متطرفة. كما حذر من أن الوضع فى تيتى وكابو ديلجادو يثير قلقًا خاصًا، حيث أفادت ٢٦٪ من الأسر باستخدام استراتيجيات مواجهة الأزمات والطوارئ، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تدخلات إنسانية عاجلة وشاملة لتخفيف تداعيات الأزمة.
 

مقالات مشابهة

  • الصحة السودانية: 58 وفاة و1351 إصابة بالكوليرا فى كوستى خلال 3 أيام
  • مرض مرعب يفتك بـ كوستي .. إليك الأعراض وعلامات الخطر
  • طقس العراق.. أمطار وثلوج وضباب يحدّ من الرؤية مع انخفاض درجات الحرارة
  • طقس العراق: فرص لهطول الامطار والثلوج مع انخفاض بدرجات الحرارة
  • برج العقرب| حظك اليوم الجمعة 21 فبراير 2025..انخفاض مستويات الطاقة
  • 5 ملايين شخص يعانون الجفاف فى موزمبيق
  • وكالة الطاقة الدولية تحذر من انخفاض مستويات تخزين الغاز بالاتحاد الأوروبي
  • توقف الغاز الإيراني يهدد بانهيار الكهرباء في العراق
  • توقف الغاز الإيراني يهدد بانهيار الكهرباء في العراق - عاجل
  • وزيرة البيئة: مصادر الطاقة المتجددة حلول أساسية لتقليل آثار التغيرات المناخية