يوافق 31 مايو من كل عام اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2024، وفي هذه المناسبة نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا بعنوان "ربط الجيل القادم"، والذي حذر من مخاطر انتشار السجائر الإلكترونية "الفيب" بين الشباب وتحديدا الأطفال، ما يخلق موجة جديدة من الإدمان.

ووفقا للتقرير، رتبت شركات التبغ الكبرى رسائلها ومنتجاتها لاستهداف الأطفال في محاولة لاستبدال ملايين العملاء الذين يموتون بسبب منتجاتها كل عام.

وتُظهر أحدث البيانات أن الأطفال يستخدمون السجائر الإلكترونية بمعدلات أعلى من البالغين في العديد من البلدان وعلى مستوى العالم، ما يقدر بنحو 37 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا يستخدمون التبغ، بحسب منظمة الصحة.

وقال التقرير إن الأطفال يعدون أهدافا ممتازة لهذه الشركات لأنه إذا بدأت في إدمان النيكوتين قبل سن 21 عاما، فهناك احتمال كبير أن تظل مدمنًا مدى الحياة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الصناعة تستهدف الأطفال من خلال بيع منتجات بنكهات الفواكه والحلوى وتصميمات كرتونية. وفي الوقت نفسه، تنفي الشركات أنها تستهدف الأطفال بشكل صريح.

وذكر التقرير أنه في الفترة 2018-2019، اعترف مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة بوجود "أزمة صحية عامة بسبب تدخين السجائر الإلكترونية".

ما هي "الفيب"؟

صُممت السجائر الإلكترونية أو "الفيب" لتشبه السجائر العادية، لكنها تستخدم النيكوتين "ذو القاعدة الحرة".

والنيكوتين ذو القاعدة الحرة ويعني أن النيكوتين في أنقى الحالات مقارنة بمشتقات النيكوتين الأخرى. وبدوره، يكون النيكوتين أكثر فعالية عند تسخينه، ويتم امتصاصه بسرعة أكبر في الرئتين والدماغ.

والنيكوتين ذو القاعدة الحرة موجود منذ الستينيات عندما أدركت شركات التبغ أنه من خلال إضافة الأمونيا إلى النيكوتين، يمكنهم تجريد النيكوتين من بروتوناته لجعله أكثر كثافة عند تسخينه واستنشاقه. ويتم استخراج هذا النوع من النيكوتين مباشرة من نبات التبغ، بحسب المنظمة.

وتحتوي الإصدارات المبكرة من السجائر الإلكترونية عادةً على ما بين 3 إلى 12 ملليغرام من النيكوتين.

وفي عام 2016، قدمت شركة Juul جهازًا إلكترونيًا يتميز بنوع جديد من توصيل النيكوتين، وهي أملاح النيكوتين التي تحتوي على محلول ذو درجة حموضة أقل، ما يؤدي بشكل أساسي إلى القضاء على حرقة الحلق الناتجة عن النيكوتين الحر، حتى عند مستويات التركيز العالية جدًا.

ووصلت هذه الأجهزة إلى السوق الأمريكية بتركيز شديد الإدمان يبلغ 50 ملليغرام. وفي أوروبا، لا يمكن بيع هذه السجائر الإلكترونية بتركيز أعلى من 20 ملليغرام.

ما مخاطر "الفيب"؟

وعندما يتعلق الأمر بجذب الأطفال، فإن هذه السجائر الإلكترونية أخطر من العادية، لأنها سهلة الاستخدام، ويمكن حملها وتدخينها في أي وقت ومكان، وتبقى رائحة الفاكهة في الغرفة لبضع دقائق فقط. وعلى عكس السجائر، التي تتميز برائحتها النفاذة، يمكن إخفاء السجائر الإلكترونية بسهولة عن الآباء.

لكن الآثار الصحية طويلة المدى للتدخين الإلكتروني غير معروفة بالتحديد. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه إلى جانب وضع أيديهم وملايين الدولارات في سياسة الصحة العامة بشأن التدخين الإلكتروني، تحاول شركات صناعة التبغ أيضًا التأثير على البحث العلمي الذي يتم إجراؤه لقياس الآثار الصحية لأجهزة التدخين الإلكتروني.

وأشار المؤلفون إلى أنه في عام 2024، قامت شركة التبغ فيليب موريس إنترناشيونال بتمويل سلسلة من الدورات التدريبية حول الإقلاع عن التدخين على Medscape، وهو موقع إخباري طبي مقره الولايات المتحدة، والذي صور "منتجات النيكوتين على أنها غير ضارة نسبيًا"، وتم إلغاء هذه الدورات بعد الشكاوى.

ويعد التواصل العلمي حول السجائر الإلكترونية أمرًا مربكًا، بما في ذلك النصائح حول التدخين الإلكتروني أثناء الحمل أو للإقلاع عن السجائر العادية، وما إذا كان التدخين الإلكتروني يسبب السرطانات.

ووفقا لموقع كليفلاند الطبي، فأظهرت العديد من الدراسات أن النيكوتين له تأثير سلبي على نمو الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ويؤثر على القلب.

كما أوضحت أن تدخين النيكوتين يؤثر على الصحة الإنجابية، ويسبب انخفاض الاستجابة المناعية، ويؤثر على تكاثر الخلايا والأورام ويسبب مقاومة لعوامل العلاج الكيميائي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السجائر الإلکترونیة التدخین الإلکترونی منظمة الصحة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف تركيزات عالية من المعادن السامة في السجائر الإلكترونية وحيدة الاستخدام

الولايات المتحدة – اكتشف كيميائيون أن السائل المحتوي على النيكوتين في سبع علامات تجارية للسجائر الإلكترونية وحيدة الاستخدام، يتضمن تركيزات عالية جدا من الرصاص والنيكل وعدد من المعادن الثقيلة الأخرى.

ويُعتقد أن هذه المعادن تتراكم في السائل نتيجة ملامسته لملف التسخين، أفادت بذلك دائرة الإعلام بجامعة كاليفورنيا في ديفيس.

وأوضح البروفيسور المساعد في الجامعة بريت بولين الذي نقلت دائرة الإعلام تصريحاته: “كشف بحثنا عن عامل خطر غير معروف سابقا مرتبط باستخدام السجائر الإلكترونية الجديدة وحيدة الاستخدام التي تتمتع بشعبية متزايدة. فبعد فترة من التعاطي، يظهر في بخارها تركيزات خطيرة من الرصاص والأنتيمون والنيكل، وهي معادن تشكل خطرا على صحة الدماغ وتساهم في تطور السرطان. ومن هذه الناحية، ليست هذه المنتجات أسوأ من أنواع السجائر الإلكترونية (الفيب) الأخرى فحسب، بل وأسوأ حتى من منتجات التبغ التقليدية.”

وقد توصل الكيميائيون إلى هذا الاستنتاج في أثناء دراسة كمية المعادن الثقيلة الضارة بالصحة التي تنتجها سبع علامات تجارية شهيرة في الولايات المتحدة للسجائر الإلكترونية وحيدة الاستخدام. وتم تصميم هذه الأجهزة بحيث يظل عنصر التسخين فيها على اتصال دائم بالسائل النيكوتيني، مما قد يؤدي، حسب العلماء، إلى تسرب كميات متزايدة من أيونات المعادن في كل مرة يتم فيها تشغيل الجهاز.

وانطلاقا من هذه الفكرة، درس العلماء بنية وتركيب ملف التسخين والعناصر المرتبطة به في السيجارة الإلكترونية، وفحصوا التغيرات في نسب المعادن الموجودة في السائل النيكوتيني وفي بخار السجائر الإلكترونية بعد 500 و1500 نفخة (سحبة). وأظهرت هذه التجارب أن تركيز أيونات الرصاص والأنتيمون والنيكل ارتفع بسرعة في السائل في جميع الأجهزة المدروسة بعد كل نفخة جديدة.

ونتيجة لذلك، وصل تركيز هذه المعادن إلى مستويات خطرة على الصحة بعد بضع مئات من النفخات فقط. وفي بعض الحالات قد يحصل المدخن على كمية من الرصاص في يوم واحد من تعاطي السجائر الإلكترونية وحيدة الاستخدام تعادل الكمية الموجودة في 20 علبة من السجائر التقليدية. وفي هذا السياق تبين أن السجائر الإلكترونية وحيدة الاستخدام أكثر خطورة بشكل ملحوظ من الإصدارات السابقة القابلة لإعادة التعبئة.

ويعتقد الكيميائيون أن نتائج هذه القياسات تدعم الحاجة إلى فرض قيود عاجلة على تداول السجائر الإلكترونية، وكذلك تطوير أطر قانونية تنظم إنتاج هذه الأجهزة وتساعد على إعلام المستهلكين بالمخاطر الصحية المرتبطة باستخدامها.

المصدر: تاس

مقالات مشابهة

  • فرنسا تحظر التدخين في الشواطئ والحدائق العامة
  • صحة الشرقية تحصد المركز الأول في احتفالية اليوم العالمي للتبرع بالدم
  • فرنسا تبدأ بتطبيق حظر التدخين على الشواطئ وفي المتنزهات العامة
  • لغز مطفأة السجائر في حمام الطائرة.. ولافتة "ممنوع التدخين"
  • وفاة 66 طفلاً نتيجة سوء التغذية في قطاع غزة
  • فرنسا تُصعّد حملتها ضد التدخين.. وتعلن تدابير جديدة
  • محافظ سوهاج:يشارك في فعاليات اليوم العالمي للتبرع بالدم ويشيد بالمشاركة المجتمعية
  • في اليوم العالمي للتبرع بالدم..محافظ المنيا "تبرعك حياة"
  • انطلاق حملة التبرع بالدم بمناسبة اليوم العالمي بالمحافظات
  • اكتشاف تركيزات عالية من المعادن السامة في السجائر الإلكترونية وحيدة الاستخدام