رئيس سابق للموساد: تهديد مدعية الجنائية فعل مافياوي لا أفضّل تصديقه
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
يشعر الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) تامير باردو بالذهول من التحقيق الذي نشرته صحيفة الغارديان هذا الأسبوع بأن خليفته يوسي كوهين هدّد المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا لإثنائها عن التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل.
ويقول باردو في مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية "لا أعتقد أن شيئاً كهذا قد حدث، ولا أعتقد أن رئيس وزراء في إسرائيل يستطيع أن يصدر مثل هذا الأمر، ولا أعتقد أن رئيس الموساد يمكن أن يوافق على تنفيذ شيء كهذا".
ويضيف باردو الذي شغل منصب رئيس الموساد لفترة خمس سنوات من عام 2011 حتى عام 2016 عندما حل محله كوهين حتى عام 2021 "لا أعتقد أن أي موظف في الموساد قد يفعل أشياء من النوع الذي تم وصفه في مقال الغارديان. يبدو الأمر وكأنه ابتزاز على طراز مافيا كوزا نوسترا..".
باردو يقول إنه يفضل أن يعيش في حالة إنكار على أن يصدق أن رئيس الموساد هدد بالفعل المدعية العامة للجنائية الدولية (رويترز) فعل محرّموعن سؤال بأن وكالات التجسس ترتكب أعمالاً غامضة من أجل جمع المعلومات الاستخبارية وتشويه سمعة الأعداء، وأنها كثيراً ما تستخدم التهديدات. أجاب باردو "هناك أشياء لا تفعلها وكالات التجسس، أشياء لن يفعلوها، ويحرم عليهم فعلها وهذه واحدة منها".
وعن السبب برأيه يقول "لأن هذه محكمة وليس هناك سبب للقيام بذلك. لا أعرف إذا كان شخص ما خائفًا من شيء ما، وما زلت آمل بشدة أن يكون هذا تشهيرًا كاذبًا. لا أريد أن أعتقد أن أي شخص الذي يعمل في المنظمة التي عملت فيها 36 عاما، ناهيك عن شخص يرأسها، كان متورطا في الحدث الذي تم وصفه في وسائل الإعلام".
وحول فيما إذا كان يعيش حالة إنكار ولا يصدق تقرير الغارديان خاصة أن لها مصداقية ومصادر موثوقة بحسب ما يقول له المحاور من هآرتس يجيب باردو "ربما أكون أفضل حالًا بهذه الطريقة، وإلا فسيكون الأمر مجرد خيبة أمل كبيرة أن يحدث شيء مثل هذا في بلدي. لقد رأيت بعض الأشياء الغريبة في حياتي، لكنني أرفض تصديق أن المنظمة التي أخدمها وقيمها يمكن أن تفعل شيئا كهذا".
وحول احتمال أن يكون ما نشر بخصوص ابتزاز وتهديد المدعية العامة للجنائية الدولية، يختم الرئيس الأسبق للموساد "إذا حدث شيء من هذا القبيل، فإننا لا نقطع فقط الفرع الذي نجلس عليه، بل جذع الشجرة بأكمله. لا توجد محكمة – سواء كانت محكمة صلح أو محكمة جزئية أو محكمة عليا في إن إسرائيل، أو في أي دولة أو منتدى دولي، ستتسامح مع التعرض للابتزاز والترهيب".
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية أفادت في تحقيق نشرته هذا الأسبوع -نقلا عن مصادر- بأن الرئيس السابق لجهاز (الموساد) يوسي كوهين متورط شخصيا في مؤامرة سرية للضغط على بنسودا.
وكشف الصحفي الاستقصائي هاري ديفيز، في تقرير من القدس، عن أن كوهين هدد بنسودا في سلسلة من الاجتماعات السرية، حاول خلالها الضغط عليها وابتزازها للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء نشر تقرير الغادريان الذي اعتبر فضيحة لإسرائيل بعد أسبوع من قيام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي حل محل بنسودا، بطلب إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لا أعتقد أن
إقرأ أيضاً:
"العربية لحقوق الإنسان" تدين مشروع القانون الأمريكي ضد المحكمة الجنائية الدولية
أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب الأمريكي لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية لنهوضها بمسئولياتها في ملاحقة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الإسرائيليين، اتصالًا بالفظاعات التي ارتكبوها ضد المدنيين في قطاع غزة المحتل منذ أكتوبر٢٠٢٣، وأدت لمقتل وإصابة نحو ١٦٠ ألفا، ثلثيهم على الأقل من الأطفال والنساء.
وأكّدت المنظمة أن هذا التحرك شكل إمعانًا أمريكيًا في التواطوء مع العدوان والاحتلال الإسرائيلي والفظاعات المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين غير المنخرطين في النزاع، سيما وأن إمدادات الأسلحة الأمريكية ساهمت على نحو مخزي ومثير للعار في سقوط الضحايا، كما أن الإدارة الأمريكية هي من وفرت ولا تزال توفر الحماية السياسية للبربرية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
صفقتي سلاح جديدتين لإسرائيل
وكانت الإدارة الأمريكية أقرت صفقتي سلاح جديدتين لإسرائيل في أغسطس٢٠٢٤ ويناير٢٠٢٥ بقيمة ٢٨ مليار دولار، وفشلت بشكل ذريع في اتخاذ أية تدابير بعدما تعاملت إسرائيل بازدراء يثير الخجل للتعليمات الأمريكية بمنع استخدام أنواع من الأسلحة بحق المدنيين والأعيان المدنية الفلسطينية، وفشلت في إنفاذ قوانينها التي تفرض عقوبات على الحلفاء المخالفين.
وتدعو المنظمة الأمم الحرة لتوفير كافة أشكال الدعم للمحكمة حماية لمنجزات النضال المشترك للأسرة البشرية نحو الالتزام بالقانون وتحقيق العدالة.
واتصالًا بما قدمته المنظمة من معلومات وأسانيد قانونية خلال زيارتها ولقاءاتها بمقر المحكمة الجنائية الدولية في نهاية سبتمبر٢٠٢٤، تطالب المنظمة الإدعاء العام للمحكمة بسرعة النظر في إضافة تهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة إلى الاتهامات السبعة التي كان الإدعاء وجهها لرئيس وزراء الاحتلال ووزير دفاعه السابق في ٢٠ مايو٢٠٢٤، فضلًا عن الإسراع بضم القادة العسكريين والأمنيين للاحتلال لقائمة المتهمين المطلوب جلبهم.