مطالب إسرائيلية لإقامة حكومة ظل بدلا عن حكومة اليمين بقيادة نتنياهو
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
في الوقت الذي يتحضّر فيه زعماء المعارضة الحاليين في دولة الاحتلال الإسرائيلي لإعلان خطواتهم للإطاحة بحكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو، فإنها تبدو مطالبة بضمّ بيني غانتس إلى صفوفها كمرحلة أولى، والإصرار على اعتبار عودة جميع المختطفين ووقف القتال هي مصالح مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين، لأن مواصلة الحرب يخدم استمرار حكم اليمين والأجندة الدينية في قاعدتها الأيديولوجية.
ران إدليست الكاتب في صحيفة "معاريف" العبرية، ذكر أن "خطوات المعارضة الإسرائيلية تعني أن الخريطة السياسية ستبدو مختلفة كلما اقتربنا من الانتخابات العامة، بعد أن قدم معسكر الدولة مقترحاً لحل الكنيست الخامسة والعشرين، وإلى أن يحدث ذلك، سيبقى الإسرائيليون عالقين في واقع سياسي على وشك أن يتغير بعد خروج بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة، وبجانبه واقع عسكري يتمثل في حرب استنزاف دموية، مما يتطلب الإطاحة بالحكومة والجهاز الأمني والعسكري برمّته، والمطالبة بإجابات من المسؤولين عن ذلك الانهيار في أكتوبر".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "بعد الهزيمة العسكرية التي كلفتنا آلاف القتلى، فقد آن الأوان أن ندرك حدود القوة التي نملكها، لأننا فشلنا هذه المرة بالمواءمة بين القوة العسكرية والأحلام الكاذبة التي يغذيها السياسيون اليمينيون، لأننا بالفعل سنصل بطريقة مرعبة إلى حرب يوم الغفران الثانية، التي ستكون حرب الهلاك الأولى والأخيرة لدولة الاحتلال، مما يستدعي التفكير والتصرف خارج الصندوق، ويجب أن تكون عودة غانتس وآيزنكوت إلى المعارضة مصحوبة بنشاط إمكانية إجراء صراع أكثر تركيزًا من النشاط الحالي، وهو ضرب الرأس بالحائط، والقتال في الشوارع مع رجال الشرطة، وإنشاء وتشغيل حكومة ظل تتألف من ممثلي المعارضة".
وأشار إلى أن "حكومة الظل هي أداة فائقة الفعالية في محاولة وقف الحرب الحالية لصالح استعداد عسكري وأمني وسياسي أكثر فعالية، فالحرب الحالية تدار وكأنها فرضت علينا، ونحن بأيدينا وضعنا أنفسنا في موقف غبي يسمح للحكومة بشن حرب بدون هدف معلن، الهدف الخفي والحقيقي للحكومة هو أرض إسرائيل الدينية، وإنقاذ نتنياهو من أحكامه القضائية، وبالنسبة له، كل يوم إضافي في مكتب رئيس الحكومة يبعده عن السجن".
وأوضح أنه "إذا تمكنت المعارضة من تشكيل حكومة الظل نفسها، فستثبت وحدتها، على الأقل حالياً، لأن الائتلاف الحالي غير قادر على تقديم رد فوري ومتماسك في أي قضية أو مسألة، ويختزل كل حدث في شعار متذمر أو عدائي، وفي المقابل، فإن تشغيل حكومة الظل على أساس فوري يتطلب من الموظفين العمل على تنسيق الأحداث الجارية، ناهيك عن تصويرها، بعيدا عن "الغزوات" اليمينية المخطئة من حين لآخر، وبالتالي فليس لدى المعارضة أداة أكثر فعالية، على مستوى الصراع الإسرائيلي الداخلي من الدخول في المواجهة وجهاً لوجه، على أن يكون من الواضح تماماً من هو الرأس هنا، ومن هو الذيل".
ولفت أن "قادة المعارضة يائير لبيد وبيني غانتس ويائير غولان وأفيغدور ليبرمان، مطالبون بتفعيل الحكومة البديلة الموحدة في الفترة التي تسبق الانتخابات من أجل الحد من التدفق إلى المعسكر اليميني، لأنهم يفهمون أنه لا جدوى من الدخول في معارك زائفة حول تشكيلة الحكومة الثلاثية الأبعاد، مما يستدعي منهم الاتفاق بينهم على كيفية إعداد رأس حكومي متفق عليه، رغم أنهم سيبقوا مذهولين بمخاوف المستقبل، لكن ذلك يتطلب منهم القدرة على تقديم التنازلات".
تشير هذه التطورات إلى أن الشركاء الإسرائيليين في حكومة الظل المحتملة، باعتبارها الحكومة البديلة، يجب أن تكون جزءا من عملية البحث الحقيقي عن البديل المناسب ضد الجناح اليميني العنصري، رغم أن بعض رموزها عليهم مسؤولية فيما آلت إليه الظروف الحالية، لأنهم تعاونوا وعززوا خلال مسيرتهم الطويلة لعقود من الزمن سياسة مجنونة هدفها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية حتى إشعار آخر، ورغم ذلك فإن حكومة الظل، في حال انطلقت، ستطلق شرخا في الصراع الدائرة بين الاسرائيليين، مما سيزيد من الفجوة واتساعها حتى أثناء القتال الدائر في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة غزة نتنياهو الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الظل
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في إقالة غالانت.. 4 أسباب لقرار نتنياهو
سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأربعاء، الضوء على أسباب إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، وتعيين يسرائيل كاتس بديلا عنه.
وأشار المحلل رون بن يشاي في مقال نشرته الصحيفة، إلى أن هناك أربعة أسباب دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى قرار إقالة غالانت، موضحا أن السبب الأول يتعلق بمعارضته لقانون تمويل التهرب من الخدمة "قانون المعاهد".
وتابع بن يشاي: "السبب الثاني مرتبط بالخلافات المتزايدة مع نتنياهو، والثالث يتعلق بالانتخابات في الولايات المتحدة، والرابع مرتبط بالقضايا التي تواجه مكتب نتنياهو وما تم تسريبه مؤخرا من معلومات أمنية".
وبيّن أن السبب الأول هو معارضة غالانت قانون التهرب من الخدمة، والذي يعد بمثابة محور التفافي لترسيخ إعفاء الحريديم من التجنيد بالجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن "نتنياهو كان يخشى أنه إذا لم يُقر على الأقل أحد هذه القوانين، فسيقوم الحاخامات الحريديم، وعلى رأسهم الحاخام الأكبر من جماعة غور، بتنفيذ تهديداتهم والانسحاب من الائتلاف والتوجه إلى الانتخابات".
وذكر أن "نتنياهو شعر بضرورة إزالة هذا التهديد، ووقف غالانت في طريقه، لذا كان يجب أن يُقال"، منوها إلى أن "غالانت أمر الجيش قبيل إقالته بتجنيد 7 آلاف طالب حريدي، ما زاد من غضب الحريديم ومخاوفهم".
وأردف قائلا: "لذلك أدرك نتنياهو أنه يجب أن يتخذ خطوة، لذلك قرر إقالة غالانت بهدف الحفاظ على الائتلاف الحكومي"، مشددا على أن الإقالة غير مرتبط بالمطلق بإدارته للحرب.
ولفت إلى أن السبب الثاني في الأهمية هو الخلافات المتزايدة بين نتنياهو غالانت وكبار مسؤولي الأمن بشأن قضية الأسرى والقتال في غزة، موضحا أنه على مدار عام كانت هناك بالفعل خلافات عديدة بين الطرفين، لكنها كانت موضوعية وتم حلها.
واستشهد المحلل الإسرائيلي بأكثر من مقترح متناقض بين نتنياهو وغالانت، منها ما هو متعلق بمهاجمة لبنان منذ بداية الحرب على غزة، إلى جانب تأخير نتنياهو مسألة الحرب البرية على غزة، وكذلك اجتياح رفح.
وأكد أن الأمر المرتبط بقضية الأسرى مختلف ويعد من الخلافات الجوهرية بين نتنياهو وغالانت، مبينا أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب في غزة لتنفيذ صفقة تبادل أسرى، بينما يرى غالانت ورئيس الأركان ورئيس الشاباك ورئيس الموساد، أنه يمكن وقف الحرب مؤقتا مقابل تحرير كل الأسرى الأحياء، على أن يتم استئناف الحرب في غزة لاحقا.
وذكر أنه في الأوساط الأمنية الإسرائيلية كان هناك إجماع أن الفرصة سانحة لتنفيذ ذلك عاجلا أم آجلا، لكن نتنياهو لا يقبل هذا الرأي ويريد الاستمرار حتى تحقيق "النصر الكامل".
وفيما يتعلق بالسبب الثالث، تطرق بن يشاي إلى الانتخابات الأمريكية، معتقدا أن نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات، لتمرير هذه الخطوة دون إثارة احتجاج شعبي كبير كما حدث في المرة السابقة.
وختم بالسبب الرابع والمتعلق بالوثائق السرية والقضية الإضافية التي جرى الكشف عنها مؤخرا، والمرتبطة بمكتب رئيس الوزراء وتورط نتنياهو فيها، معتبرا أن إقالة غالانت تُحول الأنظار حاليا عن هذه القضايا التي تصدرت العناوين في الأيام الأخيرة.