لجريدة عمان:
2025-04-26@03:08:39 GMT

سلطة مقيدة

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

في حسابات الربح والخسارة؛ قد يفكر أحدنا؛ أن سلطته الذاتية؛ الإباحة فيها مشرعة عبر الاتجاهات الأربعة؛ وبلا حدود، وهو ما يسمى بـ«الحرية المطلقة» ولذلك يحلو للبعض أن يسور نفسه بهذا الطوق «أنا حر» والخوف هنا؛ إن قالها بقناعة؛ لا مواراة فقط لأجل نكتة عابرة، وبالتالي فمتى تعمق هذا المعنى في نفس قائلها أودت به إلى مهالك الردى، وهي مهالك لا أول لها ولا آخر، وهذا المعنى لا يقع بين براثنه إلا إحدى الفئات: إما الجهلة من الناس، وإما اللادينيون، وإما اللاواعيون، وإما من يتلبسهم العناد، ويستحسنونه لأنه يحقق لهم شيئا من هذه الحرية الذاتية؛ وقد يستمرئون ذلك ظنا منهم أن هذا هو الطريق الصحيح لنيل ما يستصعب الحصول عليه في الحالات العادية، لكن المشكلة التي سوف تواجه هذه الفئات من أبناء المجتمع أنهم لن يجدوا الطريق معبدا أمامهم، فسوف يدخلون في قضايا لا أول لها ولا آخر، فالفهم العام لدى أبناء المجتمع - على الرغم من توقهم إلى الحرية الذاتية المطلقة - إلا أنهم لن يتحملوا انعكاساتها من الآخر، وسوف يواجهون هذا الآخر بكل الوسائل للحد من حريته الذاتية التي يزعم أنها من حقه، وأن الآخرين لا دخل لهم بها فهو «حر» في نظر نفسه.

أما الوجه الآخر لهذه الصورة؛ هي مجموعة النظم والقوانين، والتشريعات المختلفة، سواء المشرعة من لدن رب العزة والجلال، أو تلك التي أنشأنها البشر لتنظيم حياتهم اليومية، فكلا التشريعين لن يسمحا بمرور ممارسات وسلوكيات الحرية الذاتية للأفراد، وذلك كله خوفا على أمن الفرد والمجتمع على حد سواء، وبالتالي فعندما تستقوي بعض الفئات على الأخرى، فإن مرد ذلك إلى عدم قدرة الأطراف المغلوبة على أمرها من توظيف هذه التشريعات؛ في بعديها الشرعي والقانوني؛ لحماية نفسها، ويحدث ذلك إما لخذلان من حولها على مساعدتها، وإما لعدم قدرتها على مجابهة الطرف المعتدي عليها وعلى هذه التشريعات سواء بسواء.

وهنا يمكن طرح التساؤل التالي: كيف يمكن تنظيم هذه الحرية الذاتية وتحويلها إلى سلطة مقيدة، والتقييد هنا معناه التنظيم الراشد لها؛ بحيث لا تلغي المساحة الآمنة لأن يمارس الفرد حريته الذاتية، حتى لا يفقد استقلاليته مع نفسه، ليجد نفسه مكبلا حتى عن قول الحقيقة، وفي الوقت نفسه لا يتعدى على حدود الآخرين من حوله؟ والجواب على هذا التساؤل؛ تقودنا الإجابة هنا إلى العودة إلى محاضن التربية المعروفة: الأسرة، المدرسة، المسجد، والحاضنة الكبيرة «المجتمع» فكل محضن من هذه المحاضن رسالة، ويقينا؛ أن هذه الرسالة هي رسالة راشدة، وحكيمة، مخضبة بالقيم السامية، وأهمية هذه الرسالة ليس في وجودها فقط - عبر مناهج هذه المحاضن - ولكن في وضوحها لدى الناشئة، وفي متابعة تنفيذها من قبل القائمين عليها، فهذا الطفل الذي للتو تتسع رؤيته لزوايا المجتمع لن يكون قادرا على استيعاب مسائل الحقوق والواجبات التي له وعليه بين أحضان المجتمع، وأن المساحة المتاحة له لممارسة حريته الذاتية تقف عندما تبدأ حرية الآخرين من حوله، وأن حرصه على عدم التطاول على غيره، هو حماية له من عدم تطاول الآخرين عليه فـ«لكل فعل رد فعل...» حسب القاعدة الفيزيائية، وبالتالي فمتى استوعب الطفل هذه الرسالة، وفر لعموم المجتمع مساحة آمنة من الرضى والاطمئنان، إما أن تترك مسألة الممارسات السلوكية مشاعة وفق الفهم المغلوط للحرية، فهذا أمر له تداعيات خطيرة على المستويين الجمعي والفردي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“دييز” تحتضن 700 شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي

 

أعلنت سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة “دييز”، تجاوز عدد الشركات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته داخل مناطقها الثلاث، المنطقة الحرة بمطار دبي، وواحة دبي للسيليكون، ودبي كوميرسيتي، حاجز 700 شركة، ما يعكس نجاح إستراتيجيتها للذكاء الاصطناعي في تعزيز بيئة الابتكار وجاهزيتها لمتطلبات المستقبل.
جاء هذا الإعلان خلال “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”، الذي ينظّمه مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي التابع لمؤسسة دبي للمستقبل.
وتشمل هذه الشركات مزيجاً من المؤسسات الناشئة، والصغيرة والمتوسطة، والشركات العالمية، العاملة في تطوير حلول وخدمات الذكاء الاصطناعي، ما يعزز مساهمة “دييز” في تحقيق أهداف “إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031″ و”خطة دبي” لتسريع اعتماد هذه التقنيات في القطاعات المختلفة.
وأكد سعادة الدكتور محمد الزرعوني، الرئيس التنفيذي لـ”دييز”، أن هذا النمو يعكس التزام سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة بترسيخ ريادة دبي في هذا المجال، وقال إن السلطة تتبنى نهجاً استباقياً يستثمر في التقنيات المتقدمة لضمان الاستدامة والنمو الاقتصادي، وإن الذكاء الاصطناعي يعد ركناً أساسياً في هذا التحول.
وأضاف أن إستراتيجية “دييز” تستند إلى ثلاثة محاور رئيسية هي تمكين الموظفين عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، وتحسين تجربة المتعاملين، وتطوير بنية تحتية رقمية متقدمة تدعم استدامة هذه التحولات، وتتضمن 12 مبادرة نوعية تشمل تطوير أدوات ذكية للتدقيق، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، والتدريب والتوظيف، وتقديم الخدمات الذكية، بما يعزز من كفاءة العمليات، ويدعم جاهزية دبي للتحول الرقمي الشامل، ويكرّس مكانتها مركزاً عالمياً في تبني الذكاء الاصطناعي.وام


مقالات مشابهة

  • 5 أفكار لتحويل علبة التونة لغداء أو عشاء لذيذ
  • ننشر السيرة الذاتية.. لـ الدكتور محمد حلمى عقب تعينة سكرتير عام مساعد لمحافظة سوهاج
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
  • تفاصيل السيطرة على الحرائق في إسرائيل
  • ننشر السيرة الذاتية للعميد عمر الأكرت بعد قرار التنمية المحلية بتكليفه سكرتيرًا عامًا مساعدًا لبورسعيد
  • ننشر السيرة الذاتية للواء عمرو فكري بعد قرار التنمية المحلية بتكليفه سكرتيرًا عامًا لبورسعيد
  • «جمعية المناعة الذاتية».. الأولى في الوطن العربي والرابعة عالمياً
  • “دييز” تحتضن 700 شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • التفريط في السيادة