يستمر الحراك الطلابي في الجامعات العالمية عامة، وفي الأمريكية خاصة، من أجل دعم القضية الفلسطينية ومطالبة إدارات الجامعات بمقاطعة الاحتلال أكاديميا وسحب الاستثمارات من الشركات الضالعة في جرائم الجيش الإسرائيلي.

ورغم أن العديد من إدارات الجامعات الأمريكية عملت بنفسها على قمع هذا الحراك أو الحد من تأثيره من خليها نظامها الداخلي أو بتدخل واضح من الشرطة لفض الاعتصامات وفضها، إلا أنها حظيت بدعم ومساعدة كبيرة من منظمات يهودية وإسرائيلية عملت منذ سنوات على مواجهة أي حراك ينتقد "إسرائيل" وجرائمها.



وفي ذات سياق موقع "كناري ميشن"، الذي يقوم بالتشهير بمنتقدي الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ومن بينهم يهود، لتمنع بذلك تطور حياتهم المهنية وحصولهم على فرص عمل جيدة، تنتشر منظمات أخرى تعمل بطرق مشابهة أو مختلفة، ومنها:
"أمخا" 
كلمة عبرية تعني "شعبك" وتشير أيضا بشكل ضمني إلى "القاعدة الشعبية" أو"الجماهير"، وتعد مبادرة "أمخا - AMCHA" منظمة غير ربحية مكرسة لـ "التحقيق والتوثيق والتثقيف حول معاداة السامية ومكافحتها في مؤسسات التعليم العالي في أمريكا"، باعتبار أن تركيزها الأساسي ينصب على "الحد من السلوك المعادي للسامية".


وتؤكد المبادرة أن ذراعها البحثية تقوم بإجراء "بحث وتحليل منهجي ومتعمق للنشاط المعادي للسامية، وقد طورت طريقة شاملة لتحديد وتوثيق وتحليل مظاهر هذا السلوك في الحرم الجامعي، بالإضافة إلى الهياكل المؤسسية التي تضفي الشرعية عليه وتسمح له بالازدهار".

Radicalized faculty are the greater danger lurking behind campus protests - opinion https://t.co/OKLUfcprua — The AMCHA Initiative (@AMCHAInitiative) May 28, 2024

وتكشف بحسب موقعها الإلكرتوني أنها تستخدم نتائج أبحاثها وتحليلاتها لإبلاغ مديري الجامعات بالحوادث المعادية للسامية والأفراد والجماعات التي ترتكبها، وللضغط على قادة الجامعات للتحرك.

وتحث المبادرة الطلاب على التبليغ ضد أي نشاط داعم للقضية الفلسطينية أو مناهض لـ "إسرائيل"، مخصصة في موقعها مساحة لذلك، قائلة: "إذا كنت ترغب في الإبلاغ عن حادثة معادية للسامية وقعت في إحدى الكليات أو الحرم الجامعي بالولايات المتحدة، فيمكنك القيام بذلك، تواصل معنا".

وتتيح "خاصية التبليغ" لدى المبادرة الداعمة لـ "إسرائيل" إمكانية الحفاظ على سرية هوية من قام بالبلاغ على النشاط الداعم لفلسطين أو المناهض للاحتلال، وذلك سواء إن كان "حادث أو تنمر عبر الإنترنت معاد للسامية أو مناهض للصهيونية في كلية أو حرم جامعي أمريكي أو داخل فصل دراسي رقمي؟".

ويخلط تعريف IHRA، الصادر عن  منظمة "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، بين معاداة السامية التي تعني كراهية اليهود وعدائهم مثلما حدث في المحرقة النازية، وبين معاداة الصهيونية، باعتبار أن المصطلحين بمعنى واحد.

ويعني ذلك أنه لا يجوز انتقاد الصهيونية أو حتى السياسية الإسرائيلية على اعتبار أن ذلك سيكون معاداة للسامية في جرم يشبه ما فعله الشرطة العسكرية النازية.

وفي عام 2014، كشف موقع "فورورد" الداعم لـ "إسرائيل" أن "أمخا" جمعت 200 ألف دولار في عامها الأول فقط، وفي عام 2018، قامت الصحفية الإسرائيلية الأمريكية ميراف زونسزين، بمراجعة الإقرارات الضريبية للاتحاد اليهودي في سان فرانسيسكو. 


وفقًا لمراجعتها، قدم الاتحاد ومؤسسة عائلة هيلين ديلر مئات الآلاف من الدولارات إلى "أمخا" في السنوات الأخيرة. 

وأكدت مجلة "+972" أن مبادرة "أمخا" متطرفة ويمينية ومعادية للمسلمين، وتتلقة تمويلا كبيرا من اتحاد سان فرانسيسكو ومؤسسة ديلر في السنوات الأخيرة، بشكل مشابه لمبادرة كناري ميشون، باستثناء أنها تستهدف أعضاء هيئة التدريس في المقام الأول، وليس الطلاب".

يعود تأسيس موقع "كناري ميشن" الأمريكي لعام 2015، ولم يفصح عن هوية القائمين عليه وعلى عمليات رصد نشاطات الأكاديميين الداعمين للقضية الفلسطينية .

"[T]he vast majority of incidents involving the anti-Zionist motivated harassment of Jewish students were consistent with actions prescribed by the guidelines of the Palestinian Campaign for the Academic and Cultural Boycott of Israel (PACBI)." https://t.co/WpPER9U9As — The AMCHA Initiative (@AMCHAInitiative) May 16, 2024

ونشر "كناري ميشن" خلال أول ثلاث سنوات أكثر من ألف ملف شخصي عن طلاب ومحاضرين متضامنين مع الفلسطينيين، وشهّر بهم؛ بادعاء أنهم "ينشرون الكراهية ومعاداة السامية". كما رصد صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وراقب كتاباتهم، ونشاطاتهم ومشاركاتهم، وندد بها.

وفي أحدث نشاطاتها، أدانت المبادرة ما اسمته "استسلام جامعة ولاية سونوما لمطالب الطلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP)، بما في ذلك إلزام الجهة الحكومية بنظام أكاديمي كامل لمقاطعة إسرائيل".

وقالت في بيان لها "إننا نشعر بالفزع إزاء استسلام جامعة ولاية سونوما المستهجن أخلاقيا لحملة المقاطعة الأكاديمية المعادية للسامية لإسرائيل والتي نظمتها حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية الفلسطينية لإسرائيل (PACBI)، وهذا ليس جهدا طلابيا بل هذا مباشرة من حملة المقاطعة، وهو ما يتضمن تعليمات لاستهداف مؤيدي إسرائيل داخل الحرم الجامعي".

وأضافت أن "استسلام ولاية سونوما يضر بشكل مباشر بطلابها وأعضاء هيئة التدريس. والآن بعد أن تبنت الجامعة حركة مقاطعة إسرائيل يجب أن يتحول شعارها من: نور العقل.. نور العالم، إلى: "ظلام العقل.. ظلام العالم".

AMCHA Initiative Director Tammi Rossman-Benjamin issued the following statement today blasting Sonoma State University’s capitulation to the encampment demands of Students for Justice in Palestine (SJP), including committing the state school to a full academic boycott of Israel: pic.twitter.com/50YUSjWBdW — The AMCHA Initiative (@AMCHAInitiative) May 15, 2024

"هليل"
مؤسسة الحياة اليهودية في الحرم الجامعي، والمعروفة أيضًا باسم "هليل الدولية - Hillel International"، هي أكبر منظمة للحرم الجامعي اليهودي في العالم، وتعمل مع الآلاف من طلاب الجامعات على مستوى العالم. 

يتم تمثيل "هيليل" في أكثر من 850 كلية ومجتمعا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية والعالم، بما في ذلك 30 مجتمعا في الاتحاد السوفيتي السابق، وتسعة في "إسرائيل"، وخمسة في أمريكا الجنوبية.

وتقدم المنظمة نفسها على أنها "كانت وستظل دائما مكانا لجميع أنواع الطلاب اليهود، لتكون مكانا يشعرون فيه بالترحيب والاندماج، قائلة إن مهمتها هي إثراء حياة الطلاب اليهود حتى يتمكنوا من إثراء الشعب اليهودي والعالم".

وتعد هليل حاليا أكبر منظمة جامعية يهودية وأكثرها شمولا في العالم، حيث تخدم أكثر من 160 ألف طالب يهودي كل عام في 850 كلية وجامعة حول العالم. 


وتأسست المنظمة عام 1923، وبعدها بعامين تعهدت منظمة "بناي بريث" برعاية أنشطتها بميزانية تبلغ حوالي 12 ألف دولار دولار في ذلك الوقت، وكانت تضم 120 مؤسسة وفروعًا تابعة لها في 400 حرم جامعي.

وتعد  "بناي بريث" أقدم وأكبر منظمة خدمات صهيونية بفروع في أكثر من 45 بلدا، واسمها يعني "أبناء العهد"، تأسست عام 1843 في نيويورك، وأهدافها "توحيد اليهود قلبا وقالبا ونشر التراث والتقاليد اليهودية على أرض إسرائيل، وتقديم العون والمساعدة لليهود في شتى أنحاء العالم".

قدمت المنظمة خدمات كبيرة للحركة الصهيونية وأسهمت في المؤتمر الصهيوني عام 1935 وفي التأثير على السياسة الأمريكية لصالح الصهيونية، وخاصة في عهد الرئيس ترومان، وقدمت الدعم المالي لـ "كيرين كايمييت"، وهو الصندوق القومي اليهودي والممول الرئيسي للاستيطان.

“Jewish students, and all students, deserve to pursue their education and celebrate their graduations free from disruption, antisemitism, and hate.”
This reality is heartbreaking, but we’re doing everything we can to fight rising antisemitism. ⬇️https://t.co/3wxqtnWwzp — Hillel (@HillelIntl) May 21, 2024

وتتخذ بناي بريث واشنطن مقرا لها، وأعلى سلطة فيها هي المكتب الأعلى، الذي تتفرع عنه ثلاث مؤسسات هي: رابطة مكافحة التشهير (ADL)، مؤسسة هيلل لمساعدة الطلبة (Hillel)، ومنظمة شباب بناي بريث (BBYO).

وقال الرئيس والمدير التنفيذي لمظمة "هيليل" الدولية، آدم ليمان: إنه "يستطيع تقدير التعقيد الذي يواجهه مديرو الجامعات الذين يعملون على تهدئة الصراع الناجم عن الاحتجاجات"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".


وأضاف  ليمان "في الوقت نفسه، كان من الإهانة حقا أن تستسلم مؤسسات التعليم العالي حرفيا لمطالب الطلاب وغير الطلاب الذين انتهكوا بوقاحة كل قاعدة في الكتاب - وبطريقة وجهت على وجه التحديد المضايقات والترهيب وإسكات الكثير من الطلاب الآخرين".

Tabby Refael wrote in the @JewishJournal about the impact of her Hillel experience and why our work is so important for Jewish students everywhere.
We got emotional reading it...want to be in your feels? ⬇️https://t.co/cqw8W3BmGs — Hillel (@HillelIntl) May 10, 2024

وأشاد بتصريحات الرئيس الأمريكي التي قال فيها إن "معاداة السامية لا مكان لها في أمريكا"، على خلفية انتقاده لحراك الجامعات، قائلا: إن هذه التصرحات “تأتي في لحظة مهمة، حيث تواصل الجماعات المناهضة لإسرائيل والمعادية لليهود اتباع أعمال الكراهية والانقسام والمدمرة التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، والحقوق المدنية للطلاب اليهود وتقويض سلامة الحرم الجامعي لجميع الطلاب".

وعملت "هليل" على مواجهة حراك الجامعات من خلال استطلاع رأي قالت إنها أجرته 310 طلاب في جميع أنحاء البلاد ووجدت أن 4 من كل 10 اعترفوا بـ "إخفاء هوياتهم اليهودية في الحرم الجامعي، وأن 32 بالمئة  كانوا خائفين جدًا من حضور المناسبات الدينية".

وأضافت "الاستطلاع أكد أن 6 من كل 10 يقولون إن المعسكرات، التي بدأت بجامعة كولومبيا الشهر الماضي، جعلت التعلم أو الدراسة أو التركيز أكثر صعوبة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية كناري ميشن هليل حراك الجامعات الولايات المتحدة هليل كناري ميشن حراك الجامعات المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معاداة السامیة الحرم الجامعی أکثر من

إقرأ أيضاً:

جنوب الوادي: ختام دورة إعداد المعلم الجامعي الـ 44

شهد الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي، ختام فعاليات دورة اعداد المعلم الجامعي رقم "44" التي نظمتها كلية التربية بقنا لمعاوني أعضاء هيئة التدريس من مختلف كليات الجامعة خلال الفترة من 21 الى 26 سبتمبر 2024م .

جاء ذلك بحضور الدكتور عصام الطيب عميد كلية التربية بقنا و الدكتور عبد الرحمن ابو المجد وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب ولفيف من اعضاء هيئة التدريس بكلية التربية . 

وأكد رئيس الجامعة، على اهمية التدريب على التعليم والتعلم وبناء القدرات وتطوير الذات والتعرف على كيفية نقل المعارف والخبرات للآخرين مشيرا إلى اهمية دورات اعداد المعلم الجامعي في منح و إكساب المهارات اللازمة للمعيدين و اعدادهم للمرحلة الجديدة في التعليم التي تشهدها مختلف مؤسسات التعليم والى الدور الهام لكلية التربية بقنا كبيت خبرة في طرق التدريس وكل ما يتعلق بالعملية التعليمية مؤكدا اهمية بناء قدرات اعضاء هيئة التدريس و استثمار الطاقة البشرية بصورة فعالة لتحقيق استدامة وتأثير ايجابي . 

وقدم رئيس الجامعة، محاضرة ضمن فعاليات البرنامج التدريبي عن الادارة الجامعية تناول خلالها بالشرح التفصيلي المكون الاداري ، التعليمي ، البحثي ، المجتمعي للجامعة والهيكل التنظيمي بالجامعة من حيث الصلاحيات والمسؤوليات .

وفى كلمته رحب الدكتور عصام الطيب عميد كلية التربية برئيس الجامعة مشيدا بجهوده في دعم العملية التعليمية و تبنى العديد من المشروعات التطويرية في مختلف القطاعات بالجامعة ورعاية الافكار الابداعية 

وفي ختام الدورة التدريبية قام رئيس الجامعة وعميد كلية التربية بتسليم الشهادات على المتدربين من مختلف كليات الجامعة وعلى السادة المدربين .

بدء الدراسة

قام الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي بجولة تفقدية بكليات الجامعة لمتابعة انتظام الدراسة، اليوم الأحد،  بحضور عمداء كليات الحقوق والتجاره واعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم

وتابع عكاوي تواجد أعضاء هيئة التدريس والعاملين وانتظام المحاضرات وفقا للجداول المعلنة على مواقع الكليات وهنأ رئيس الجامعة الطلاب ببدء العام الجامعي الجديد وحثهم على تحقيق الاستفادة القصوى من العملية التعليمية والانشطة الطلابية.

واطمأن رئيس الجامعة على جاهزية قاعات المحاضرات والمعامل و المكتبات وقاعات الأنشطة الطلابية، مؤكدًا حرص الجامعة على تطوير مصادر التعلم ومخرجات العملية التعليمية وتوفير بيئة جاذبة لطلاب الجامعة في اطار دور الجامعة في إتاحة فرص التعليم العالي بجودة وتميز.

وتابع الدكتور بدوي شحات نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب معسكرات استقبال الطلاب الجدد بمشاركة الادارة العامة لرعاية الطلاب.

وأكد توفير مختلف سبل الدعم للطلاب واضاف ان الجامعة لديها خطة انشطة طلابية متنوعة على مدار العام لتنمية مهارات الطلاب وزيادة حصيلتهم المعرفية.

 

مقالات مشابهة

  • فلسطين: 21 اقتحاما للأقصى ومنع رفع الأذان 69 مرة بالحرم الإبراهيمى خلال سبتمبر
  • جامعة المنوفية تمنع دخول مرتدي السلاسل والشروال داخل الحرم الجامعي
  • وزير التعليم والسفيرة الأمريكية بالقاهرة يبحثان تعزيز التعاون والتنسيق في مجال تطوير التعليم قبل الجامعي
  • جامعة جنوب الوادى الأهلية تقرر غلق باب القبول للعام الجامعي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥
  • عبد اللطيف يبحث مع السفيرة الأمريكية تعزيز سبل التعاون بمجال تطوير التعليم قبل الجامعي
  • جامعة المنصورة الأهلية تستقبل طلابها للعام الجامعي 2024-2025م
  • عربي21 تحاور الأكاديمي الفلسطيني كمالين شعث حول واقع التعليم الجامعي في غزة
  • حماية الرقعة الزراعية أبرزها.. تعرف على أهم اختصاصات لجنة الزراعة بـ "النواب" قبل تشكيلها
  • جامعة الفيوم: بدء العام الجامعي بتحية العلم
  • جنوب الوادي: ختام دورة إعداد المعلم الجامعي الـ 44