قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ناجين من عمليات إبادة جماعية سابقة في دارفور غربي السودان باتوا عالقين في معركة وحشية أخرى تهدد بسقوط المزيد من الضحايا.

وتستمر المعارك العنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور على الرغم من دعوات أممية متكررة للطرفين المتحاربين إلى تجنيبها القتال.

تضم المدينة مخيم أبو شوك الذي يؤوي أكثر من 100 ألف ناجٍ من الفظائع الجماعية التي ارتكبت ضد مجتمعات السكان الأصليين في منطقة دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 

والآن تقول الصحيفة إن سكانها يتعرضون للهجوم مرة أخرى حيث يحذر الناشطون المحليون والمسؤولون الدوليون من تكرار أعمال العنف السابقة، والتي اعترفت بها الولايات المتحدة باعتبارها أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين.

يقول سكان أبو شوك والناشطون المحليون والخبراء الذين يراقبون الصراع إن قوات الدعم السريع تستهدف المخيم بقذائف المدفعية.

وعلى مدى العام الماضي، شنت قوات الدعم السريع حربا ضد الجيش السوداني للسيطرة على البلاد، وهي تحاول الآن الاستيلاء على الفاشر، آخر مركز سكاني رئيسي في دارفور لا تسيطر عليه بالفعل. 

ونفت قوات الدعم السريع، في بيان نشرته على منصة "إكس" الأحد استهداف النازحين في الفاشر وألقت باللوم في أعمال العنف على الجيش وحلفائه.

وشهدت الفاشر استقرارا نسبيا حتى تحالفت ميليشيتان محليتان مع الجيش في أبريل الماضي لمواجهة الهجمات المتصاعدة على مستوطنات السكان الأصليين في أماكن أخرى من المنطقة. 

كما وردت تقارير عن عمليات قتل واعتقال لمدنيين من أصل عربي في الفاشر، مما أدى إلى تأجيج أعمال العنف.

وأدى التنافس على الأراضي في دارفور، وهي منطقة غنية بالمعادن وتعادل مساحتها مساحة إسبانيا تقريبا، إلى خلق توترات منذ فترة طويلة بين المجتمعات العربية البدوية التقليدية والسكان الأصليين. 

ومنذ بداية الحرب، تحالفت قوات الدعم السريع مع الميليشيات العربية لتشديد قبضتها على دارفور، وغالبا ما استهدفت النازحين من جراء أعمال العنف التي شهدتها المنطقة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ولم يستجب الجيش لطلبات التعليق التي أرسلتها الصحيفة، لكنه نفى سابقا استهداف المدنيين عمدا. 

وقال زعيم إحدى ميليشيات الفاشر المتحالفة مع الجيش للصحيفة إن مقاتليه يدافعون عن السكان ضد الهجمات ذات الدوافع العرقية.

وقال نشطاء محليون إن حوالي ثلثي سكان أبو شوك فروا من المخيم منذ اشتداد القتال حول الفاشر هذا الشهر. 

وذكر نشطاء وسكان إن بعض مقاتلي قوات الدعم السريع دخلوا المخيم وقاموا بضرب واحتجاز المدنيين ونهب المنازل. 

وبحسب منظمة "Practical Action"، ومقرها المملكة المتحدة وتعد من المنظمات الإنسانية القليلة المستمرة في العمل في المنطقة، فقد أطلقت قوات الدعم السريع، الجمعة الماضية، ما لا يقل عن 80 قذيفة مدفعية على المناطق السكنية ومخيمات النازحين في الفاشر وما حولها، مما أسفر عن مقتل 32 شخصا على الأقل.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، إنها استقبلت أكثر من 1000 جريح منذ 10 مايو في مستشفى الفاشر، وأن 145 توفوا متأثرين بجراحهم.

وذكرت المنظمة أن المستشفى، وهو واحد من اثنين فقط في الفاشر لا يزالان يعملان جزئيا، تعرض للقصف مرتين أثناء القتال، بما في ذلك بقذيفة هاون سقطت على وحدة رعاية خاصة بالحوامل يوم السبت. 

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن هذا الهجوم أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثمانية مرضى وأفراد من عائلاتهم.

وتُظهر صور أقمار اصطناعية حللها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية المرموقة أن ما لا يقل عن 32 مجتمعا خارج الفاشر تعرض للهجوم خلال الشهرين الماضيين، كذلك شهدت عمليات إحراق منازل وغيرها من المباني على نطاق واسع.

وقال المختبر في تقرير نشر الأسبوع الماضي إن الهجوم على معسكر أبو شوك هو أول هجوم واسع النطاق معروف لقوات الدعم السريع على معسكر للنازحين حول الفاشر.

وأدت الاشتباكات في الفاشر إلى نزوح أكثر من 500 ألف من سكان المدينة الذين يتراوح عددهم بين 1.6 مليون ومليوني نسمة منذ أوائل مايو، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. 

وأشار تقرير حديث أعده باحثون في منصة مرصد النزاع في السودان إلى أن قوات الدعم السريع حشدت ما يصل إلى 28 ألف مقاتل حول الفاشر.

وقال سكان محليون للصحيفة إن الجيش السوداني وحلفائه أقاموا حواجز وحفروا خنادق للدفاع عن المدينة. 

وقالت الصحيفة إنه وعلى عكس عواصم الولايات الأخرى في دارفور، حيث انسحب الجيش بسرعة، عزز الجيش السوداني مواقعه بمزيد من القوات والأسلحة الثقيلة وغيرها من الإمدادات.

والفاشر، تعتبر مركزا رئيسيا للمساعدات في إقليم دارفور الذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة.

وتعد الفاشر المدينة الوحيدة بين عواصم ولايات إقليم دارفور الخمس التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع أعمال العنف فی دارفور فی الفاشر أبو شوک

إقرأ أيضاً:

مجزرة الصالحة صدمة سودانية جديدة واتهامات للدعم السريع بارتكابها

تصدر وسم "مجزرة_الصالحة" منصات التواصل الاجتماعي السودانية، بعد انتشار مقاطع فيديو تُظهر ما قيل إنها جرائم ارتكبها مقاتلون ينتمون إلى قوات الدعم السريع بحق مدنيين من أهالي منطقة الصالحة، جنوبي مدينة أم درمان.

فقد أظهرت مقاطع الفيديو اعتقال مجموعة من المدنيين في منطقة الصالحة من قبل عناصر مسلحة، بزعم أنهم يتعاونون مع الجيش ويرسلون إحداثيات له.

وأوضحت المقاطع مشاهد مروعة، حيث أُعدم عدد من المعتقلين أثناء احتجازهم، بينما أُجبر آخرون على السير عُراة ومعصوبي الأعين في طوابير، حيث جرى استعراضهم في شوارع الصالحة بهدف إرهاب السكان.

⛔⛔⛔
قامت مليشيا الجنجويد نهار اليوم الأحد بتصفية مواطنين عزل إقتادتهم من منازلهم بمنطقة الصالحة جنوب أم درمان، بحسب شبكة أطباء السودان بلغ عدد المواطنين المغدور بهم 31 مواطن من بينهم أطفال.
تواصل المليشيا إستهدافها الممنهج ضد المدنيين دون أي جرم إغترفوه. pic.twitter.com/YnL7CwoUCj

— أخبار شرق كردفان (@EastKordofan) April 27, 2025

كما أظهرت مشاهد أخرى قيام المسلحين بحرق بعض الجثث، وهي صور تمتنع الجزيرة نت عن نشرها نظرا لبشاعتها الشديدة.

وأشارت شبكة أطباء السودان إلى أن قوات الدعم السريع قتلت 31 شخصا، بينهم أطفال، في منطقة الصالحة جنوبي أم درمان، ووصفت الحادثة بأنها واحدة من أبشع المجازر التي شهدتها البلاد مؤخرا.

شبكة أطباء السودان: الدعم السريع ينفذ مجزرة بمدينة "الصالحة" بأمدرمان ويصفي 31 شخصا بينهم أطفال قصر.

ارتكبت قوى من الدعم السريع مجزرة جماعية بتنفيذها عملية تصفية ميدانية لعدد 31 شخصا من أبناء منطقة صالحة بينهم أطفال قصر في أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة صالحة بتهمة… pic.twitter.com/9A8z5zQKVi

— Sudan Doctors Network – شبكة أطباء السودان (@SDN154) April 27, 2025

إعلان

ولاقى التسجيل المصور، الذي يوثق الجريمة، صدمة عميقة في الأوساط السودانية. وعلّق مغردون ومستخدمو وسائل التواصل على المشهد المروع، معتبرين أن هذه الجرائم تجسد الانحدار البشري الخطير الذي تعيشه البلاد مع استمرار الحرب.

مقاطع الفيديو حول المجزرة التي ارتكبتها المليشيا الإجرامية بالصالحة مؤلمة وصادمة.
جريمة إبادة جماعية ضد مواطنين عزل.
ينبغي على الجهات العملية ملاحقة هؤلاء القتلة!#جنجويد_قحاطة #قحاطة_ياكوم_الرماد pic.twitter.com/QpJgQVFlkI

— ماهر احمد المبارك (@mahir0912411) April 27, 2025

وكتب أحد المغردين: "التسجيل الذي يظهر عناصر من قوات الدعم السريع وهم ينفذون تصفيات بدم بارد بحق أشخاص عزل، ويقفزون فوق جثثهم، يجسد الانحدار البشع الذي تجر إليه بلادنا يوما بعد يوم".

وأشار آخرون إلى أن هذه الجرائم لا ينبغي لها أن تصبح مشهدا عاديا نعتاد وجوده. يجب محاسبة مرتكبيها دون تهاون.

واعترف مصطفى محمد إبراهيم مستشار قائد قوات الدعم السريع على الهواء بالعملية التي وصفها بالنوعية.

اعتراف على الهواء مباشرة من مستشار مليشيا #الدعم_السريع الإرهابية :
الجنجويدي مصطفى محمد ابراهيم يعترف على الهواء مباشرة بتصفية المواطنيين في منطقة الصالحة في أمدرمان صباح اليوم وأوضح أنهم لا يريدون اي عبء إداري بمعنى( سنقتل الجميع اسرى او مدنيين مختطفين لدينا ) وأوضح انهم بصدد… pic.twitter.com/MMRZuVwUwe

— Mahmoud Hassan (@AL_70o0T_) April 27, 2025

 

وتعيش منطقة الصالحة أوضاعا إنسانية مأساوية، حيث فرضت مليشيا قوات الدعم السريع حصارا خانقا على السكان الذين أصبحوا محرومين من أبسط مقومات الحياة. وأفادت مصادر محلية بأن مليشيات الدعم السريع حولت الأحياء السكنية إلى مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة، واستخدمت المدنيين دروعا بشرية، وأضاف السكان أن عدد المعتقلين بلغ 154 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وسط تفاقم الجرائم الممنهجة من قتل، ونهب، وابتزاز.

إعلان

وأصدرت قوات الدعم السريع بيانا تنفي فيه أي صلة لها بالعناصر التي ظهرت في مقاطع الفيديو.

ودعا بعض المغردين لجان المقاومة في المنطقة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة.

وعبروا عن خوفهم من أن تصبح مثل هذه المشاهد جزءا من الحياة اليومية، في ظل الصمت الرسمي والتخاذل الدولي.

الإرهابي المدعو " جار النبي" وهو أحد القادة الميدانيين لمليشيا الدعم السريع في قطاع جنوب أم درمان، والذي أشرف بالأمس على تصفية عدد من المواطنيين العزل في غرب أم درمان بدم بارد.#السودان #جرائم_الدعم_السريع #مجزرة_صالحة pic.twitter.com/9nlgSf5eNj

— Sudan News (@Sudan_tweet) April 28, 2025

مقالات مشابهة

  • مع احتدام معارك الفاشر.. الدعم السريع تعرض ممرات آمنة للجيش
  • السودان.. الدعم السريع يشن قصفا عنيفا على الفاشر
  • قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر
  • الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية
  • مجزرة الصالحة صدمة سودانية جديدة واتهامات للدعم السريع بارتكابها
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 7 من أسرة واحدة بقصف الدعم السريع على الفاشر
  • الجيش السوداني: مقتل 7 أشخاص بقصف للدعم السريع على الفاشر  
  • قتلى وجرحى بقصف نفذته الدعم السريع على الفاشر السودانية
  • الجيش السوداني: مقتل 7 أشخاص بقصف للدعم السريع على الفاشر
  • الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها