مرشحو المعارضة للرئاسيات في موريتانيا يلوحون بمقاطعة الإعلام الرسمي
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
لوح مرشحو المعارضة لانتخابات الرئاسة في موريتانيا -اليوم الجمعة- بمقاطعة وسائل الإعلام العمومية (الرسمية)، بحجة تحيزها لمرشح الأغلبية الحاكمة محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يحكم البلاد منذ 2019، ويترشح لمأمورية ثانية.
جاء ذلك في بيان مشترك لـ5 مرشحين محسوبين على المعارضة هم: حمادي ولد سيدي المختار، وبيرام الداه أعبيدي، والعيد ولد محمد، وأتوما أنتوان سليمان سومارى، ومامادو بوكاري.
واتهم المرشحون الخمسة، وسائل الإعلام الرسمية في البلاد، بأنها تحولت إلى منصات دعاية لمرشح بعينه في إشارة لولد الغزواني.
ولفت البيان إلى أن التلفزيون والإذاعة الحكوميين قاما ببث تقارير مرئية ومسموعة عن أنشطة ومبادرات داعمة لمرشح السلطة، وتتبّع ما تصفه هذه المؤسسات (الرسمية) بحصيلة الإنجازات خلال المأمورية المنقضية، وتسويقها تسويقا دعائيا فجا وصريحا.
وأكد المرشحون أنه في حال لم تتم معالجة هذه القضية فإن سيضطرون لمقاطعة وسائل الإعلام الرسمية.
ولم يصدر على الفور تعليق من الحكومة أو المؤسسات الرسمية المعنية حتى الساعة.
وتبدأ الحملة الانتخابية في 14 من يونيو/حزيران، وتنتهي في 27 منه، على أن تجرى الجولة الأولى من الانتخابات في 29 من الشهر نفسه، وفي حال وجود جولة ثانية ستكون في 13 يوليو/تموز المقبل.
والأسبوع الماضي، أعلن المجلس الدستوري اللائحة النهائية للمرشحين وتضم بالإضافة إلى الـ5 المذكورين، المرشح الأمين المرتجي الوافي (مفتش مالية) والرئيس الحالي ولد الغزواني، بينما استبعد ملف ترشح الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي حكم البلاد بين عامي 2009، و2019 بداعي عدم اكتماله.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفقت أحزاب الأغلبية الرئاسية في موريتانيا وفي مقدمتها حزب الإنصاف الحاكم، على ترشيح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية ثانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
المعارضة الأردنية وأسئلة الوعي الوطني
#سواليف
#المعارضة_الأردنية وأسئلة #الوعي_الوطني
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في زمن تزدحم فيه الأوطان بالتحديات، وتتسارع فيه التحولات من حولنا، يصبح السؤال عن موقعنا من معادلة الإصلاح والوعي السياسي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ليس من قبيل الترف الفكري أن نعيد اليوم قراءة مسيرة المعارضة السياسية الأردنية الممتدة على مدى قرن من الزمن، بل هي ضرورة وطنية ملحّة، إذا أردنا أن نرسم لأنفسنا طريقًا إلى المستقبل، بعيدًا عن التكرار العقيم والاجترار البائس لخيبات الماضي.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه علينا بإلحاح لا يحتمل التأجيل:
ما الدور الذي اضطلع به المثقفون الأردنيون في تشكيل الوعي السياسي الوطني؟
وهل استطاعت النخب الفكرية أن ترتقي بدور المعارضة فتقودها إلى خدمة المشروع الوطني، أم أنها وقعت – كما وقع غيرها – في شراك المعارك الجانبية، وتاهت وسط الحسابات الفئوية والإقليمية الضيقة؟
لقد كان الرهان على المثقفين كبيرًا. كانوا يؤمل منهم أن يكونوا صوت العقل الوطني، والحصن الأخير في وجه تكلس النظام السياسي وانغلاقه. ولكن التجربة، للأسف، كانت متباينة، وتكشفت عن مواقف مترددة، وأحيانًا متناقضة، عجزت عن تقديم بديل وطني جامع وقادر على إحداث الفارق.
من جهة أخرى، فإن سؤال جدوى المعارضة ذاته يحتاج إلى مراجعة شجاعة:
هل كانت المعارضة، عبر مئة عام، أداة فاعلة في دفع الإصلاح الوطني إلى الأمام، أم أنها تحولت – في كثير من محطاتها – إلى مجرد صدى للاحتجاج، دون أن تقدم مشروعًا وطنيًا متكاملاً ومؤسسًا؟
وهل استطاعت أن تؤسس جبهة وطنية موحدة قادرة على حمل هموم الوطن والمواطن، أم أن الخلافات الأيديولوجية، والانقسامات الفئوية، والطموحات الشخصية كانت أقوى من أي حلم بالإصلاح الحقيقي؟
أسئلة موجعة، ولكنها ضرورية، تلامس جرح الوعي الوطني، وتدق ناقوس الخطر أمام كل من يؤمن بأن الأردن يستحق أكثر مما هو عليه الآن.
نطرحها لا بغرض جلد الذات، ولا استحضار الأسى، بل بحثًا عن بصيص أمل في أن يكون هناك طريق ثالث، طريق وطني صادق، يعيد للحياة السياسية معناها، ويجعل من المعارضة شريكًا مسؤولًا لا خصمًا مبتورًا.
إن هذه المرحلة من تاريخنا السياسي تفرض علينا جميعًا، مثقفين وناشطين وأصحاب رأي، أن نراجع أنفسنا بصدق، بعيدًا عن الانفعال أو التبرير أو الاتكاء على الماضي.
فالتحولات الإقليمية والدولية لا تنتظر المترددين، والفرص الوطنية الحقيقية تحتاج إلى شجاعة الاعتراف بالخطأ، والتفكير الجاد في كيفية تجاوز حالة الاستنزاف السياسي والاجتماعي التي نعاني منها.
وإيمانًا مني بأهمية فتح هذا النقاش الوطني العميق والمسؤول، سأخصص سلسلة من المقالات التحليلية النقدية خلال الفترة القادمة، أتناول فيها بتفصيل المحطات المفصلية في مسيرة المعارضة الأردنية: نجاحاتها، إخفاقاتها، وملامح الطريق الذي ينبغي أن يُرسم إن أردنا أن نصنع إصلاحًا حقيقيًا لا يضيع وسط الضجيج أو التسويات السطحية.
لكن، ومع هذا الالتزام، يظل السؤال المرير معلقًا في الأفق:
هل لما نكتب اليوم من جدوى؟
وهل ستجد كلماتنا الصادقة صدى في وطن أرهقته الأزمات والانتظار الطويل؟
سنكتب… لأن الكلمة كانت دائمًا البذرة الأولى لكل تغيير، ولأن الأمل في الإصلاح، مهما تراجع، سيظل أمانة في عنق كل من آمن أن الأوطان لا تبنى إلا بالصدق، والشجاعة، والتضحية.