أفاد الدفاع المدني في جنوب لبنان أن مسعفا قُتل، وأصيب آخر، في استهداف مسيرة إسرائيلية سيارة إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة الناقورة، بينما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن معركة "طوفان الأقصى" هي معركة وجودية لفلسطين ولبنان أيضا.

ويأتي هذا الاستهداف بعد أيام من ضربة إسرائيلية استهدفت مستشفى تديره الهيئة الصحية الاسلامية في بلدة بنت جبيل، أدت إلى مقتل مدنيين اثنين وفق إدارة المستشفى.

وسبق للأمم المتحدة أن نددت في 28 مارس/آذار بالهجمات المتكررة و"غير المقبولة" على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان، بعد مقتل عشرة مسعفين في يوم واحد.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على بلدتي الناقورة وعيترون.

هجمات حزب الله

وقد أعلن حزب الله عن تنفيذه هجمات عدة ضد أهداف إسرائيلية؛ وقال إنه استهدف بمسيرات انقضاضية منصات القبة الحديدية في مربض "الزاعورة" بالجولان المحتل، ما أدى الى تضررها واشتعال النيران فيها.

كما قصف الحزب بصواريخ "بركان" ثكنة "برانيت" وموقع "البغدادي"، واستهدف موقع "معيان باروخ" ومستوطنة "راموت نفتالي" بالجليل الأعلى، واستهدف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستوطنة "شوميرا".

وأفادت مراسلة الجزيرة بإطلاق صاروخين باتجاه موقع زبدين الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة جنوبي لبنان.

من جهته، ذكر إعلام عبري أن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان نحو مناطق في شمال البلاد، اليوم الجمعة، ما تسبب في اندلاع حريق.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن الجيش رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان نحو منطقتي باروخ وكفار يوفال في الجليل الأعلى (شمال).

ونقلت الصحيفة عن مجلس إقليمي الجليل الأعلى، أن الصواريخ تسببت في حريق بأحد المواقع بالجليل الأعلى، دون أن يتسبب ذلك بوقوع إصابات أو أضرار.

نصر الله: نفذنا عملية على بعد أمتار قليلة من موقع إسرائيلي ولو أراد مقاتلونا اقتحامه لدخلوا إليه (الجزيرة) معركة وجود

في السياق ذاته، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن عملية "طوفان الأقصى" تهم الجميع، وأن المعركة كما تعني فلسطين تعني كذلك مستقبل لبنان وثرواته المائية والنفطية.

وفي كلمة متلفزة، اعتبر نصر الله أن "معركة طوفان الأقصى (التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في غزة ضد إسرائيل) هي معركة وجود ومصير، وانتصار إسرائيل فيها سوف يترك آثار خطيرة جدا على كل شعوب المنطقة، وهزيمتها سيكون لها الكثير من الآثار العظيمة على المنطقة وشعوبها".

وأشار إلى أن "جبهة الجنوب (لبنان) تواصل عملها وهي جزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة".

ولفت نصر الله إلى أن "رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومجانينه يستمرون في حرب الإبادة في غزة وفلسطين، أمام صمت الدول والحكام، لكن بحمد الله هذه الجرائم توقظ العالم".

وأعلن نصر الله تنفيذ عملية على بعد أمتار قليلة من موقع إسرائيلي، قائلا "لو أراد مقاتلونا اقتحامه لدخلوا إليه".

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.

وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 118 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.

ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل نحو 446 شخصا في لبنان، بينهم 87 مدنيا على الأقل و289 مقاتلا من حزب الله، وفق حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية، ومن بينهم عدد من المسعفين التابعين للهيئة الصحية الاسلامية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكريا و11 مدنيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات طوفان الأقصى جنوب لبنان حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

محللون: إسرائيل تعيد إنتاج معادلة جديدة مع حزب الله

في منحى تصعيدي جديد يهدف لإرساء قواعد اشتباك جديدة تتيح لها حرية شن غارات أو القيام بعمليات استهداف متى شاءت، عادت إسرائيل لقصف الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف المسؤول في الوحدة 3900 لحزب الله وفيلق القدس حسن بدير، وأكد أن "المستهدف يشكل تهديدا حقيقيا وفوريا لأنه كان يوجّه نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويساعدهم على تنفيذ هجوم وصفه بالخطير والوشيك ضد مدنيين إسرائيليين".

ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. فقد واصلت إسرائيل شنّ غارات على جنوب لبنان وشرقه، بذريعة استهداف مواقع عسكرية لحزب الله.

وحسب الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور مهند مصطفى، فإن قيام إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت هدفه إيصال رسالة للبنان مفادها أنها قادرة على فعل ما تريد، تغتال وتدمر، لاعتقادها أن الحرب مع حزب الله لم تنته مع اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال إن إسرائيل تتعاطى من الاتفاق الذي وقعته مع لبنان من منطلق أنها المنتصرة، وبالتالي هي تفسره كما تشاء وتعطي تفصيلاته كما تشاء، وهي تعلم أنها استطاعت أن تعيد إنتاج معادلة جديدة في التعامل مع حزب الله، كما يقول الدكتور مصطفى، والذي لم يستبعد أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لبقاء طويل الأمد في سوريا وفي لبنان.

إعلان

ومن جهته، يرى الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي أن القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية له أهداف إستراتيجية، وأبرزها تغيير قواعد العمل وقواعد التعامل السياسي في المنطقة، بما يضمن هيمنة مطلقة لإسرائيل من دون مساءلة.

وبشأن الأجندة الأميركية، أكد مكي أن الإدارة الأميركية تتماهى تماما مع الاحتلال الإسرائيلي في موضوع لبنان، ولكنه نبّه إلى أن إسرائيل مرتاحة في عدوانها على لبنان وغزة، لكنها ليست كذلك مع سوريا، وأشار في هذا السياق إلى أن واشنطن ربما توقفها في حالة سوريا، وأيضا لن تتمكن من قصف إيران مثلا من دون فيتو أميركي.

خيارات لبنان وحزب الله

وعن خيارات لبنان، يرى الدكتور مكي أن لا خيار لديه سوى إقناع الولايات المتحدة الأميركية بأن ما يقوم به هو لصالح العلاقات المشتركة، وأيضا إقناعها بشأن موضوع سلاح حزب الله. وأشار مكي إلى ضرورة إدراج لبنان في السياق الدولي من أجل حمايته، وقال إن "دخول لبنان في صراع عسكري مع إسرائيل ليس في صالحه".

أما الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، فأوضح أنه منذ وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، هناك 1500 انتهاك وخرق للاتفاق، بالإضافة إلى مقتل 200 لبناني بنيران الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن بندا سريا كان في الاتفاق يقضي بالهيمنة الجوية الإسرائيلية، أي عندما تكتشف إسرائيل تحركا معينا تذهب إلى اللجنة الخماسية، وإذا لم تتصرف بسرعة تقوم هي بالأمر، بدليل الدعم والموافقة الأميركية على قصف الضاحية.

وعن خيارات حزب الله مع المعادلات التي تحاول إسرائيل فرضها، قال العميد حنا إن الحزب كان من ضمن منظومة إقليمية كبيرة تداعت أغلبها، وفي ظل غياب القيادة الكاريزماتية وغياب الدعم والتمويل الإيراني، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي مني بها على صعيد القيادة والدمار الذي لحق ببيئته الحاضنة، فإن الحزب ليس جاهزا لإعادة تنظيم نفسه والدخول في مواجهة مع إسرائيل.

إعلان

وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني حدا للحرب، إلا أن إسرائيل واصلت شنّ غارات في لبنان، حيث تقصف ما تقول إنها أهداف عسكرية لحزب الله.

وعن الغارات التي تنفذها إسرائيل في سوريا، قال الدكتور مصطفى إن إسرائيل تريد أن تأمن حدودها مع سوريا لأنها لا تعلم ما هي هوية النظام السوري الجديد والتحديات الأمنية الآنية التي سوف تقع عليها جراء التغيير السياسي داخل سوريا، مؤكدا أن "إسرائيل لا تريد دولة قوية في سوريا".

مقالات مشابهة

  • إصابة لبناني برصاص الجيش الإسرائيلي جنوب البلاد
  • محللون: إسرائيل تعيد إنتاج معادلة جديدة مع حزب الله
  • «مصطفى بكري» لـ «الحدث»: إسرائيل تخرق معاهدة السلام مع مصر.. ونتنياهو يعتبر سيناء عاصمة الدين اليهودي
  • اعتداءات إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان.. هذا ما حصل مساء اليوم
  • كيف علق مغردون على تجدد الاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت؟
  • من هو حسن علي بدير الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي في غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت؟
  • حسن بدير.. من هو القيادي في حزب الله الذي استهدفته إسرائيل؟
  • الخارجية الأمريكية تصف غارات إسرائيل على لبنان: دفاع عن النفس
  • وسط رايات حزب الله : "عيد حزين" في جنوب لبنان قرب قبور أحباء قضوا في الحرب
  • الاحتلال ينشر نتائج صادمة للتحقيق في اختراق منطقة إيرز خلال طوفان الأقصى