عبد الله آل حامد: الإنجاز الإعلامي يجسد رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز ريادة الإعلام الإماراتي إقليمياً وعالمياً

حصدت المؤسسات الإعلامية الإماراتية المشاركة في جوائز مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في نسخته الـ16 والذي اختتم أعماله أمس الخميس في العاصمة البحرينية المنامة، 17 جائزة متنوعةـ فضلاً عن تكريم ثلاثة من رواد العمل الإعلامي الإماراتي وهم حصة العسيلي ومحمد نجيب وأحمد سعيد المنصوري.


وشاركت دولة الإمارات في المهرجان من خلال جناح “إعلام دولة الإمارات العربية المتحدة” الذي أشرف على تنظيمه مجلس الإمارات للإعلام، حيث أبرز الجناح جهود المؤسسات الإعلامية الإماراتية في تقديم محتوى عصري تفاعلي يجمع بين الإبداع والأصالة والمصداقية ويصل إلى جميع شرائح المجتمع.

تنوع وابتكار
وحظي الجناح بإقبال كبير من المسؤولين والإعلاميين والجمهور، الذين أبدوا إعجابهم بما تقدمة المؤسسات الإعلامية الإماراتية من تنوع وابتكار يعكس التطور الذي يشهده قطاع الإعلام في الدولة، وقدرته على تقديم محتوى إبداعي يُثري المشهد الإعلامي المحلي والعربي.
وأعرب معالي الشيخ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز الإعلامي الإماراتي، الذي يؤكد المكانة الرائدة التي تتمتع بها دولة الإمارات في صناعة الإعلام على المستويين الخليجي والعربي.
وأكد معاليه أن هذا النجاح لم يكن مفاجئاً لأنه محصلة طبيعية للرؤية الثاقبة والتحضير الجيد والعمل الجاد والتعلم من التجارب والطموح المشروع والثقة بالنفس والبناء على ما أنجزه السابقون واليقين أن الابتكار طريق الامتياز في الإعلام الإماراتي.
وأوضح معاليه أن إعلام الإمارات صانع للنجاح لا ينتظر الفرص، بل يصنعها ويقتنصها، يستثمر في المواهب ويُصقل الموهوبين ويستقطب الملهمين ويوفر البيئة الملائمة للإبداع، منوهاً بأن قصة نجاح إعلام الإمارات هي ملحمة الحلم والرؤية والتخطيط والتقييم والتقويم والإصرار والتغيير والمرونة والتعلم، وأن سر نجاحنا هو جماعية العمل لأننا (معاً) يمكن أن نفعل الكثير.

نموذج ملهم
وقال معاليه: “إن هذا الإنجاز اللافت الذي حققته المؤسسات الإعلامية الإماراتية في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون هو تجسيد لرؤية القيادة الرشيدة في الارتقاء بقطاع الإعلام الوطني وتعزيز مكانة الإمارات كمركز إعلامي رائد إقليمياً وعالمياً”.
وأشاد معاليه بالنموذج الملهم الذي يقدمه “إعلام الإمارات” في تطوير قطاع الإعلام، وتقديم محتوى إبداعي ومبتكر يواكب التطورات العالمية، انطلاقاً من رؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى الريادة في قطاع الإعلام وخلق بيئة ممكنة ومتطورة وجاذبة تعكس قيم ومبادئ دولة الإمارات.
وأضاف معاليه نؤمن بأن الاستثمار في الكوادر الوطنية وتوفير بيئة محفزة للإبداع ورفدها بالمهارات والخبرات لضمان وجود صناعة إعلامية مزدهرة ومستدامة هو أساس التميز الإعلامي. وسنواصل العمل على تطوير استراتيجياتنا وبرامجنا بما يضمن استدامة هذا النجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل.
واختتم معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، بالتأكيد على أن مشاركة “إعلام الإمارات” في مثل هذه الفعاليات الإعلامية الكبرى تُسهم في تعزيز التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات الإعلامية على مستوى العالم، وتتيح الاطلاع على أحدث المستجدات في صناعة المحتوى وإنتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية.

17 جائزة متنوعة
شهد مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون هذا العام مشاركة واسعة من المؤسسات الإعلامية الخليجية والعربية، حيث تجاوز عدد الأعمال المقدمة 360 عملاً، منها 80 عملاً درامياً بتكلفة إنتاجية ضخمة تصل إلى 800 مليون درهم.
وتنافس المشاركون في 46 فرعاً من فئات الجوائز المختلفة، التي شملت البرامج التلفزيونية والإذاعية والأعمال الدرامية والإعلام الرقمي.
وفازت شبكة أبوظبي للإعلام بثمانية جوائز ضمن الفئات المختلفة، كما حصدت دبي للإعلام تسعة جوائز في ختام فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، وكرم المهرجان ثلاثة من رواد العمل الإذاعي والتلفزيوني والإعلام الرياضي في الإمارات ممن كان لهم دور بارز في تشكيل المشهد الإعلامي الإماراتي، وهم أحمد سعيد المنصوري عن فئة التلفزيون، والإذاعية القديرة حصة العسيلي، والإعلامي الرياضي القدير محمد نجيب. ويأتي هذا التكريم تقديراً لمساهماتهم القيمة وجهودهم البارزة في تطوير صناعة الإعلام في الإمارات.
يذكر أن مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون يعتبر منصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الإعلامية في المنطقة، وتعزيز التعاون المشترك في تطوير صناعة الإعلام. وقد شهدت الدورة السادسة عشرة تطوراً ملحوظاً في آليات التحكيم، حيث تم اعتماد نظام إلكتروني دقيق لاحتساب نتائج التقييم، بمشاركة محكمين من ذوي الخبرة من دول الخليج والدول العربية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مهرجان الخلیج للإذاعة والتلفزیون المؤسسات الإعلامیة الإماراتیة إعلام الإمارات دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

مؤسسات الإعلام أمام خيارين: إما أن تتغيّر أو تتبدد

في عام 2012، أعلنت كوداك إفلاسها بعد سيطرة على صناعة التصوير الفوتوغرافي استمرت 125 عاماً، لأنها فشلت في التحول إلى التصوير الرقمي.

ورغم أنها كانت من أوائل الشركات التي طورت كاميرا رقمية، إلا أن إدارتها لم تستثمر الجهد والمال الكافيين للاستمرار في هذا المجال.
عملاق الاتصالات ماركوني مثال آخر لشركة لم تستطع التكيف مع المتغيرات والانتقال إلى تقنيات الإنترنت ذات النطاق العريض والشبكات اللاسلكية، انتهت ببيع أصولها إلى شركة إريكسون عام 2005.
الأمثلة على عدم تكيف الشركات مع التغيرات الحاصلة من حولها كثيرة، ولكن نكتفي بذكر أسماء كبيرة في صناعة الهواتف المحمولة لم يتخيل أحد أن ينتهي أمرها لتبقى مجرد ذكرى، كما حدث لنوكيا التي تركز على تطوير تقنيات الجيل الخامس والبنية التحتية، وبلاكبيري التي تركز على حلول البرمجيات والأمن السيبراني.
وكانت بلوك باستر حتى وقت قريب أكبر سلسلة لتأجير الأفلام، لكنها لم تتكيف مع التحول إلى البث الرقمي وخدمات الاشتراك مثل نتفليكس، التأخر أجبرها على إعلان إفلاسها عام 2010.

تردد عمالقة بيع التجزئة في تبني فكرة التسوق عبر الإنترنت، فتح الباب أمام قادمين جدد مثل أمازون وعلي بابا للسيطرة على تجارة التجزئة.
بمقدار سرعة التغيرات الحاصلة ازدادت أعداد الضحايا وقدمت صناعة الإعلام أكبر عدد منهم.
بينما يتغير المشهد الإعلامي يومياً، نرى مؤسسات إعلامية ومن ضمنها الإعلام الحكومي الذي ينفق عليه من ضرائب تُجبى من جيوب المواطنين، تتمسك بالأساليب القديمة غير مدركة للتغيرات التي تحدث من حولها.
قد يصمد إعلام الحكومات ليبقى جثة محنطة يصرف عليها من ميزانيات الدول، إلا أن الإعلام الخاص الذي يحاول الصمود باستجداء الدعم من الحكومات، لن يصمد حتى النهاية.
خلال ثلاث سنوات فقط، فتح الذكاء الاصطناعي المجال أمام الإعلام ليقدم محتوىً حسب الطلب، مخصصا لكل فرد بناءً على تتبع اهتماماته وسلوكه.
لقد مكّن الذكاء الاصطناعي المؤسسات الإعلامية من سلاح خطير، وهو تحليل البيانات بسرعة، ودقة مذهلة، ما ساعد على فهم توجهات المتابعين وتقديم تقارير أكثر شمولية وفائدة لهم.
المواقع والتطبيقات الإعلامية توظف بشكل متزايد خدمة المقترحات والمساعدات الافتراضية الذكية، التي تشجع المتابعين على طرح الأسئلة والتعمق في البحث، واستخدام الواقع الافتراضي والمعزز، وتتيح للمتابع تجربة تفاعلية.
اليوم بإمكان المؤسسات الإعلامية استخدام الصحافة الآلية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في كتابة الأخبار والتقارير، وهو ما سيوفر الوقت للصحافيين للتركيز على التحقيقات المعمقة والتقارير التحليلية. وبدلاً من النظر إلى العلاقة بين الصحافيين والذكاء الاصطناعي بوصفها علاقة تنافسية عدائية، يصبح التعاون بين الجانبين أكثر تكاملاً. ويتيح الذكاء الاصطناعي فرصة للصحافيين لاستخدام أدوات ذكية لتحسين جودة عملهم وإنتاجيتهم.
احتجاجات أعداء التغير لن توقف استخدام المؤسسات الإعلامية التعلم الآلي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي المؤنسن بالكامل، لإنتاج مقالات مخصصة للقراء بناءً على اهتماماتهم الفردية، وفي الوقت نفسه تتيح للمستخدمين الوصول إلى مجموعة واسعة من الآراء السياسية.
لن يكون بوسع أي مؤسسة إعلامية تريد الاستمرار تجاهل الحلول الذكية، مثل التعرف التلقائي على الكلام، والترجمة من لغة إلى لغة، أو مجموعة لغات أخرى، في الوقت الفعلي، وهو ما يساعد على تقديم محتوى دولي بدقة وجودة عاليتين.

في عالم تنتشر فيه الأخبار المزيفة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي عبر التحقق من صحة المعلومات بسرعة، وهو ما يساهم في ترميم الثقة الضائعة بين الجمهور والمؤسسات الإعلامية، وتعزيز مصداقية الإعلام.
وعلى طريقة نتفليكس، تعمل المؤسسات الإعلامية على تطوير محافظ رقمية تتيح الدفع مقابل المحتوى المميز. وهذا يساعد الناشرين على تحقيق إيرادات من المحتوى الرقمي.
بعد أن أمضيت أكثر من 45 عاماً في العمل بمؤسسات إعلامية، وبعد علاقة مع البرامج التلفزيونية ومتابعة نشرات الأخبار التي تقرأها لنا وجوه لا تتغير، وانتظار موعد بث المسلسل المفضل، لا أنكر أنني أشتاق إلى ذلك الزمن الذي لا يمكن أن أصفه إلّا بالزمن الجميل،  كان جميلا بالنسبة إليّ ولمن هم من نفس الجيل الذي أنتمي إليه، رغم معرفتي الأكيدة، أن جمال تلك الفترة لا يعني أي شيء لجمهور شاب جديد، يريد كل شيء مفصل وفق رغباته.
الطريق واضح: "تغيّر أو تبدّد". أستعير هذا التعبير من صديق جزائري في قصيدة له عن الحزب الواحد ألقاها في العراق. لم يتغير حزب البعث، الذي تبدّد وتتبدّدت معه الدولة التي كانت يوماً في طليعة الدول العربية.
على العاملين في حقل الإعلام التوقف عن توجيه اللوم للحكومات، وانتظار حل لمشاكلهم عن طريق قرار تصدره مؤسسات رسمية. هذا لن يحدث، لسببين، الأول مادي بحت، والثاني لأن الإعلام التقليدي عاجز عن تقديم أيّ خدمات يمكن أن توظفها الدولة في خدمة الصالح العام.
أمام مؤسسات الإعلام التقليدي الخاص حيز صغير من الزمن للتغيّر أو التبدّد. بالطبع شرط ألاّ ينسينا التبدل جودة المحتوى.

مقالات مشابهة

  • المنتدى السعودي للإعلام يشارك في معرض هولندا
  • «الوطني للإعلام» يشارك في مؤتمر البث الفضائي الدولي
  • لتعزيز الابتكار.. المنتدى السعودي للإعلام يشارك في معرض IBC
  • هيئة محمية الإمام تركي تختتم مشاركتها في معرض "كتارا" للصيد والصقور
  • المنتدى السعودي للإعلام يشارك في معرض IBC لتعزيز الابتكار في صناعة الإعلام
  • محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تختتم مشاركتها الناجحة في معرض كتارا الدولي للصيد والصقور 2024
  • “الشارقة للإذاعة والتلفزيون” تزور مؤتمر “البث الفضائي الدولي” في أمستردام
  • وفد إماراتي يشارك في المنتدى الإعلامي لبريكس في موسكو
  • شرطة دبي تعزز مهارات موظفيها الإعلامية
  • مؤسسات الإعلام أمام خيارين: إما أن تتغيّر أو تتبدد