«الممثل بين المسرح والتلفزيون».. محور حديث المقهى
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
ناصر الرقيشي: على المخرج أن يكون مرنًا ومستعدًا للاستماع لاقتراحات الممثلين إذا كانت تضيف قيمة للعمل
سامي البوصافي: الممثل الذي لا يكتفي بتنفيذ ما يطلب منه فقط ويحاول فرض شخصيته يصنع طريقة فريدة
استضافت الجمعية العمانية للمسرح في ثالث جلساتها الشهرية "مقهى المسرح" كلا من ناصر الرقيشي الرئيس التنفيذي لشركة القدس للإنتاج الفني، والممثل والمخرج المسرحي سامي البوصافي، وحملت الجلسة التي أقيمت مساء الأربعاء الماضي في مقهى "حلوى" في مبنى جمعية الفنون عنوان "الممثل بين المسرح والتلفزيون" وأدارها الإعلامي أحمد الكلباني الذي انتقل بأسئلته بين الضيفين في موضوعات متعددة حول فنون التمثيل.
عوامل مؤثرة
وتحدث ناصر الرقيشي عن أهمية التعامل مع فريق العمل، سواء أكان التمثيل مسرحيا أم تلفزيونيا، مؤكدا أنه من خلال تعامله مع العديد من الفرق المسرحية والممثلين وجد أن نوعية التعامل مع فريق العمل وفهم المخرج واستثمار خبرته من أهم عوامل بناء عمل متكامل، وأشار إلى أن الممثل يحتاج أحيانًا إلى أسلوب تعامل وتقدير مختلفين، وهو ما تحدده طبيعة العمل نفسه. فبعض الأعمال تتطلب من الممثل أن يكون منفذًا دقيقًا للشخصية، بينما يمكن في أعمال أخرى أن يضيف الممثل شيئًا من إبداعه الشخصي.
وبحديثه عن النص قال: يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك نصوصًا تاريخية يجب الالتزام بها بدقة، إلا إذا كان هناك توجه لإعادة صياغتها بأسلوب ساخر أو مبتكر، دور الممثل هنا هو تجسيد الشخصية بدقة كما تم تصورها في النص الأصلي.
وفيما يخص العمل الجماعي، قال الرقيشي: التعامل مع فريق العمل من مخرجين وفنيين هو جزء أساسي من نجاح أي عمل درامي، يجب أن يكون هناك توافق وتفاهم بين جميع أعضاء الفريق لضمان تحقيق رؤية العمل بشكل كامل.
وتطرق الرقيشي إلى خبرة الممثل، مشيرا إلى أن الممثل أحيانًا يقترح تغييرات أو إضافات على النص أو الأداء بناءً على الخبرة، وأكد أنه وفي هذه الحالية يجب على المخرج أن يكون مرنًا ويستمع إلى هذه الاقتراحات إذا كانت تضيف قيمة للعمل.
وعن كتابة النصوص، أوضح ناصر الرقيشي أن هناك العديد من العوامل المؤثرة في بناء النص، قائلا: "أعتقد أنه خلال كتابة النصوص لأي شركة كبيرة، يتم مراجعة النصوص من جميع الجوانب، بما في ذلك الجوانب التسويقية والمواسم وحتى العلامات التجارية. قد يصبح العمل في المستقبل علامة تجارية تُستخدم في مجالات متعددة، مثل الملابس أو الأزياء، أو حتى تُعرض في متاحف أو معارض، كما هو الحال في العديد من الأعمال العالمية.
وبالحديث عن الدراما والمسرح، قال: يمكنني القول إن المسرح كان دائمًا أساسًا لتعلم الفنون الأدائية. المسرح يتطلب من الجمهور تفاعلًا أكبر ووعيًا بالحدث الجاري على الخشبة. في المقابل، الدراما التلفزيونية أو السينمائية قد لا تتطلب هذا المستوى من التفاعل المباشر، لكنها تظل بحاجة إلى انضباط كبير من جميع العاملين فيها.
وتابع: تجربتي الشخصية في الإنتاج والتعاون مع المخرجين والفنيين كانت مليئة بالتحديات والتعلم. مثلًا، في أحد المشروعات، كان عليّ التعامل مع تفاصيل معقدة تتعلق بالتصوير والمونتاج لضمان إيصال الرسالة بشكل صحيح. كان هذا يتطلب تواصلًا مستمرًا وفهمًا عميقًا للمتطلبات الفنية والتقنية.
واتجه الحديث عن الأخطاء التمثيلية، ليقول الرقيشي: نجد أحيانًا أن تلك الأخطاء ليست بالضرورة ناجمة عن عدم كفاءة الممثلين، بل قد تكون ناتجة عن عدم توفر البيئة المثالية للإنتاج، مثل غياب الراحة أو عدم وجود الدعم الكافي، الموضوع ليس فقط في التفرغ التام، بل يتعلق بتوفير البيئة الداعمة والأدوات اللازمة للممثلين للقيام بأدوارهم بفعالية. هناك ممثلون يملكون كل الأدوات اللازمة، ولكنهم بحاجة إلى بيئة مناسبة لإظهار إمكانياتهم الكاملة.
وتابع مؤكدًا: إذا كان هناك خطأ في أحد المشاهد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات كبيرة في الاستمرارية والراكور، مما يؤثر على جودة الإنتاج بشكل عام، ولهذا، من المهم أن يكون هناك نظام فعال للتنسيق بين جميع أعضاء الفريق لضمان تنفيذ المشاهد بشكل صحيح ومن دون أخطاء.
واختتم قائلا: في النهاية، نجاح العمل الفني يعتمد بشكل كبير على التعاون والتنسيق بين جميع أفراد الفريق، وتوفير البيئة المناسبة والدعم اللازم لهم للقيام بأدوارهم بفعالية. وهذا يتطلب مستوى عاليًا من الاحترافية والالتزام من الجميع.
نوعان من الممثلين
أما سامي البوصافي فتحدث بداية بقوله: عندما يتعلق الأمر بالتمثيل، يتساءل الممثلون عن كيفية تقديم أداء مميز يتوافق مع رؤية المخرج ويتلاءم مع الدور، أحد الأسئلة الشائعة التي يواجهها الممثلون هي: كيف يمكنني تجسيد هذا الدور بأفضل طريقة؟ هذا السؤال يتكرر في كل عمل يقومون به، حيث يحاولون فهم توقعات المخرج وكيفية تحقيقها.
وأشار البوصافي إلى أن هناك نوعين من الممثلين، البعض يتعامل مع التمثيل كأنه عملية آلية، يتبعون التعليمات بحذافيرها، بينما آخرون يفرضون شخصيتهم وإبداعهم على الدور، هؤلاء الأخيرون قد يبدون وكأنهم يجلبون الحياة إلى النص، يجعلون الشخصيات تبدو وكأنها حقيقية وليست مجرد كلمات مكتوبة.
واسترسل البوصافي قائلا: إن بعض الممثلين يمتازون بقدرتهم الفائقة على الاندماج في الدور، لدرجة أنك قد تشعر بأنهم يعيشون الشخصية التي يؤدونها، مثل هؤلاء الممثلين يذهبون إلى أبعد الحدود للتحضير لأدوارهم، وقد يقضون وقتًا طويلًا في دراسة الشخصية وظروفها ليقدموا أداءً متقنًا.
في أحد المواقف، ذكر مخرج أن هناك ممثلًا اعتزل التمثيل بعد فوزه بثلاث جوائز أوسكار، وفضل العيش في الغابة لشهور دون تواصل مع العالم الخارجي، ليحافظ على تركيزه وتفانيه في الفن، هذا يعكس مدى الجدية التي يمكن أن يصل إليها بعض الممثلين في عملهم.
وحول التعاون الممثل والمخرج قال البوصافي: التعاون بين الممثل والمخرج يعد أمرًا أساسيًا لتحقيق أداء ناجح، على المخرج أن يكون لديه رؤية واضحة للشخصية، لكنه أيضًا يحتاج إلى إعطاء الممثل مساحة للإبداع والتعبير عن الشخصية بطريقته الخاصة، في أحد الأمثلة، كان هناك تحدٍ في مسرحية حيث كان يجب على الممثلين الخروج من أدوارهم التقليدية وتجربة شيء جديد تمامًا، على الرغم من الشكوك الأولية، أظهر الممثلون في النهاية قدرتهم على التكيف وإبداعهم في تجسيد الشخصيات بطريقة غير متوقعة.
وقال البوصافي: "في النهاية، سواء كان الممثل يعمل في الدراما أو المسرح، فإن التحدي يكمن في إيجاد التوازن بين الالتزام بالنص وتوجيهات المخرج وبين الإبداع الشخصي، النجاح في هذا المجال يتطلب الكثير من الجهد والاجتهاد، وفوق كل ذلك، شغف حقيقي بالفن والتمثيل.
ومما أشار إليه البوصافي، الذي يعد ممثلا مسرحيا بشكل أساسي، تحديات الفرق المسرحية، حيث قال: إن الفرق المسرحية تواجه تحديات متعددة، بدءًا من القيود المالية وانعدام الموارد، وصولًا إلى ضغوط الجدول الزمني والتوازن بين العروض المختلفة، ومع ذلك، فإن المسرح يظل مكانًا للابتكار والتجريب، حيث يمكن للمخرجين والممثلين التعبير عن أنفسهم بحرية وتقديم أعمال فنية فريدة.
وأضاف: "تعتبر مسألة توفير الفرص للمواهب الجديدة في المسرح أمرًا بالغ الأهمية؛ فالممثلون الجدد يجلبون معهم طاقات إبداعية جديدة ورؤى متجددة، مما يسهم في تنويع وإثراء المشهد المسرحي. لذا، ينبغي على الفرق المسرحية أن تكرس جهودها لاكتشاف المواهب الجديدة وتقديم الدعم والتشجيع لها، وفي نهاية المطاف، يجب أن نتذكر أن المسرح ليس فقط مكانًا لتقديم العروض الفنية، بل هو أيضًا مساحة للتواصل والتفاعل مع الجمهور، حيث يمكن للأعمال المسرحية أن تلقي الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية مهمة، وتلهم وتثير النقاش والتفكير في المجتمع.
وعن تجربته في عالم الدراما قال: من أوائل تجاربي في الدراما التلفزيونية تجربة كانت سيئة، كانت كفيلة بأن أركز توجهي نحو المسرح، قمت بتصوير أولى الحلقات ثم حدث أمر ليتم استبعادي من العمل، هنا كنت أتساءل كيف يتم بناء هذا العمل، شخصية ولو كانت ثانوية كيف لها أن تختفي فجأة! وقد سبق ذلك تجارب عديدة في صناعة الأفلام القصيرة والأفلام الطويلة، ولكن وجدت نفسي في المسرح، المسرح ما وضعته أمام كالتحدي الحقيقي كان عندما قمت بتجربة صناعة المسرحيات، حيث كان عليّ تقمص شخصية مختلفة تمامًا عن ذاتي.
وأعن أدواره قال: من خلال هذه التجارب، تعلمت الكثير. كانت هناك تحديات كثيرة، خاصة عندما قمت بتجارب مثل العمل دون سيناريو محدد، وهو ما اعتبره ارتجالًا بحتًا. كنت دائمًا ملتزمًا بالنص، ولكن في بعض الأحيان كان عليّ التكيف مع التغييرات في اللحظة.
واختتم: في النهاية، تعلمت أن كل تجربة جديدة في مجال الفن تجلب معها دروسًا جديدة وفرصًا للنمو والتطور كمبدع. وأنا متحمس دائمًا لاستكشاف ما هو جديد وأتحدى نفسي في هذا المجال.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الفرق المسرحیة التعامل مع فی النهایة إذا کان أن یکون أن هناک فی أحد
إقرأ أيضاً:
الموت يُغيب الممثل المصري نبيل الحلفاوي أحد أبطال "رأفت الهجان"
القاهرة- رويترز
قالت عائلة الممثل المصري نبيل الحلفاوي إنه توفي اليوم الأحد عن عمر ناهز 77 عاما.
وجاء في تدوينة بحساب الحلفاوي على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "مش القبطان اللي كاتب التويته ديه للأسف.. احنا ولاده وليد وخالد الحلفاوي.. الوالد ربنا استجاب لدعاه ولم يمر بعذاب طويل مع مرض وألم طويل، كان دائما بيدعي بكده وربنا ما خذلوش".
وكان الحلفاوي قد تعرض لوعكة صحية الأسبوع الماضي دخل بسببها إلى المستشفى.
ولد الحلفاوي في القاهرة عام 1947 وتخرج في كلية التجارة قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
حقق نجاحا كبيرا في الدراما التلفزيونية عبر محطات متقطعة من خلال مسلسل (غوايش) ومن بعده (رأفت الهجان) ثم (الزيني بركات) و(زيزينيا) و(ونوس) و(لأعلى سعر) و(القاهرة كابول).
وقدم في المسرح (عفريت لكل مواطن) و(طقوس الإشارات والتحولات) و(رجل في القلعة) و(الزير سالم) و(بيت في الهوا) و(اضحك لما تموت).
وفي السينما شارك في أفلام (الطريق إلى إيلات) و(اغتيال مدرسة) و(السفاح) و(العميل رقم 13) و(الهروب إلى القمة) و(ثمن الغربة).
تزوج الحلفاوي من الممثلة فردوس عبد الحميد وأنجب منها المخرج خالد الحلفاوي قبل أن ينفصلا ويتزوج مرة ثانية.