مراهنات كرة القدم.. فيروس إلكترونى يصيب الشباب
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
ظهرت فكرة المراهنة منذ مئات السنين وهى أن يقوم عدد من الأشخاص بالرهان على مسابقة أو أمر ما، وتضع جزء من المال مع شخص آخر أو عدة أشخاص، وفى حالة الفوز يحصل الفائز على جميع المبالغ المالية التى تم الرهان عيها، أما الخاسر فلا يحصل على شىء، ورغم أن هذه المراهنات محرمة شرعاً، إلا أنها منتشرة فى كل مكان حتى فى بلداننا الإسلامية، بل إنها أصبحت أخطر مما نتخيل، وأقرب إلينا بشكل لا نتصوره، حتى تحولت إلى إدمان لدى عدد كبير من الشباب فى ظل تراجع الوعى الدينى والأخلاقى، وانشغال الأسر عن أبنائهم، وزادت مواقع وتطبيقات المراهنات على شبكة الإنترنت حتى أصبحت مقصداً لكثير من الشباب الذين أدمنوا مثل هذه المراهنات، خاصة فيما يتعلق بالرياضات المختلفة.
فمؤخراً زادت أعداد مواقع المراهنات بشكل كبير وأصبحت أحد أحدث أفات الشباب والمجتمع، وتقوم فكرة مواقع المراهنات على توقع نتائج مباريات رياضية سواء فى كرة القدم، أو الألعاب الأخرى مثل التنس وكرة السلة، وكرة اليد، للحصول على الأموال نتيجة التوقع الصحيح للنتيجة، وللاشتراك يقوم الشاب بدفع مبلغ مالى، وإذا حالفه الحظ وكان توقعه صحيحا يحصل على مبلغ مالى كبير يشمل ما قام بدفعه هو وغيره من المتسابقين، ورغم أن المراهنة والمقامرة ممنوعة بجميع اتحادات الألعاب الرياضية بما فيها الفيفا (الاتحاد الدولى لكرة القدم)، إلا أن هذه المراهنات تقام على قدم وساق وتنتشر فى جميع أنحاء العالم بما فيها مصر عبر شبكة الإنترنت.
يبدأ الموقع الشهير بالمراهنات بإعطائك مبلغاً بقيمة معينة واسمه المبلغ الترحيبى لكى يقوم بجذبك، هكذا بدأ إسلام حسن 25 عاماً فى حكى تجربته مع موقع المراهنات الأشهر فى مصر الذى كان سبباً فى خسارته لمبلغ 15 ألف جنيه، وقال إسلام إن الأمر يبدأ بتسجيل حساب بالبريد الإلكترونى وتنتظر رسالة التأكيد، وتبدأ فى شحن رصيدك عبر خدمة «الكاش» بأى شبكة محمول أوبفيزا البنك، ويمنحك مهلة نحو 24 ساعة لتصلك رسالة عبر البريد الإلكترونى تؤكد أنه تم إضافتك كلاعب فى المراهنات.
وأضاف: هناك عدة خيارات للمراهنة سواء مراهنة أحادية على مباريات محددة، أو أحداث معينة أو مراهنة بالقسيمة أى عدة مباريات تكون فى قسيمة واحدة، وعليك ان تختار نظام المراهنة وتدفع المبلغ المتفق عليه للموقع، وفى حالة توقع نتائج 7 مباريات صحيحة من إجمالى 10 مباريات يكسب المراهن نحو ثلاثة أضعاف المبلغ كمتوسط وفى حالات أخرى يصل المكسب إلى 15 ضعفاً، وللأسف الموقع متاح للجميع وله تطبيق شهير وهو منتشر فى كل الدوريات ومعظم دول العالم، ويمكن لأى شخص أن يقوم التسجيل عليه.
وأوضح أنك قد تحقق أرباحا فى البداية ولكن مع الوقت تبدأ فى خسارة رهاناتك لأنها مقامرة، ومع ذلك تجد نفسك تقوم بالمقامرة مرة أخرى وتخسر، وهنا يبدأ حلم التعويض بالمقامرة بمبلغ كبير لتعويض الخسائر، ولكن تكون النتيجة فى النهاية خسارة لأموالك بشكل كبير.
وأشار إسلام إلى أن سبب دخوله لهذا الموقع هو مجموعة من أصدقائه الذين يلعبون بشكل جماعى واقنعوه بالمراهنة بمبلغ صغير فى البداية نحو 500 جنيه، ولكن بعد فترة وجدت نفسى أراهن بمبالغ كبيرة بعدما ربحت نحو 3 آلاف جنيه فى 10 أيام، قائلاً: «كانت أكبر مكاسبى من الدورى المصرى والإنجليزى اللذين أتابعهما بشكل جيد»، وأضاف: بعد ذلك بدأت فى الرهان بمبلغ أكبر حتى خسرت نحو 15 ألف جنيه، وقررت التوقف عن المراهنة بعد 3 أشهر من اللعب عبر التطبيق.
وبمجرد الدخول لبعض الجروبات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعى بتطبيقات ألعاب المراهنات وجدنا كثيرين يشكون من خسارتهم الكبيرة من تطبيق المراهنات خاصة أن الأرباح التى يعرضها أصحاب مواقع المراهنات فى البداية تكون كبيرة جداً، وهو ما يرغب به المقامرون الراغبون فى الربح السريع، ولكن الخسارة بعد ذلك تكون أكبر.
وعبر هذه الجروبات أيضا وجدنا عدداً كبيراً من الشباب يتناقشون فى تكوين فرق مختلفة وتجميع الأموال بعضهم من بعض من أجل المراهنة على فرق وأحداث معينة، ويقومون بتقسيم بعضهم إلى مجموعات لتحقيق أرباح مشتركة، وفى هذه الحالات تكون المراهنات بمبالغ كبيرة لتحقيق أكبر مكسب، وتتم المراهنة فى معظم الدوريات وأهمها الدورى الإنجليزى والإسبانى والمصرى أيضاً، الذى يتميز بسهولة المراهنة عليه، ويؤكد عدد كبير من لاعبى المراهنات أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة تصل إلى آلاف الجنيهات.
إقبال كبير
ويؤكد المهندس محمود نصر خبير تكنولوجيا المعلومات، أن تطبيقات وألعاب المراهنات أصبحت منتشرة بشكل كبير وأحد المواقع العالمية، أعلن عن أن مصر تحتل المركز الخامس فى أحد أشهر تطبيق للمراهنات الرياضية على مستوى العالم، وفى الفترة الأخيرة زاد إقبال الشباب خاصة متابعى الدوريات الأوروبية على تلك المواقع والتطبيقات.
وأضاف أن التسجيل فى التطبيق يتم من خلال رقم الهاتف ثم يقوم المستخدم بشحن محفظته للعب، ويتم وضع مبلغ الرهان ويقوم باستخدام وسائل الدفع عبر خدمة المحمول أوعبر بطاقته البنكية، مشيراً إلى أن الألعاب كلها تعتمد على التخمين فمنها على سبيل المثال توقع نتائج مباريات كأس العالم ودورى أبطال أوروبا والدورى الإنجليزى وهناك شباب كثيرون يقوم بالرهان على الدورى المصرى وهو متاح على منصات المراهنات المتاحة فى مصر، بالإضافة إلى ألعاب التنس وبطولات كرة السلة الأمريكية، وتقوم المنصة بعرض مكاسب مغرية على القسائم المجمعة للرهانات، والتى تضم مجموعة مباريات والتوقع الأكثر يكسب قسيمة بمبلغ كبيرويصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات.
وأوضح خبير المعلومات أن هذه المواقع والتطبيقات تعمل بشكل عادى وغير ممنوعة فى مصر، ولا توجد قوانين تمنع المراهنات أونلاين حتى هذه اللحظة، لذلك فهى متاحة للجميع.
عقوبة المتورطين
وأكد إيهاب الكومى عضو مجلس إدارةاتحاد كرة القدم فى تصريح خاص لـ«الوفد» أنه يجب ألا نسبق الأحداث، فحتى الآن لا توجد أدلة مادية على تورط أو تواجد لاعبين أو مسئولين فى هذه المراهنات، ولكن فى حالة ثبوت هذا وتورط أحد اللاعبين أو المسئولين أو المدربين فى مثل هذه المراهنات سنقوم بإيقافه عن ممارسة نشاط كرة القدم على الفور، ومن الممكن أن تصل العقوبة فى قضايا المراهنات إلى الشطب من اللعبة نهائياً، وهذا ليس قراراً من اتحاد الكرة المصرى فقط ولكنه قرار عالمى لأن عقوبات الفيفا تكون مشددة بشكل كبير فى تلك النقطة.
ويتفق مع هذا الرأى محمد بيومى خبير اللوائح والقوانين الرياضية، مشيراً إلى أن المراهنات محظور على لاعبى كرة القدم المشاركة فيها، وينطبق نفس الأمر على المسئولين والإداريين، لذلك لا يمكن لهؤلاء المشاركة فى هذه المراهنات خوفاً من العقوبات القاسية التى يفرضها الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) عليهم، باعتبارهم عناصر مسئولة وحاسمة فى اللعبة، ويمكنهم التحكم فى نتائج ومصير المباريات ولا يمكن للاعب أو مسئول أن يدخل فى مراهنة تخص مباراة أو بطولة يشارك بها، منعا لحدوث أى تأثير غير قانونى على نتيجة المباراة، موضحاً أن هذا الأمر حدث فى عدة دول شهيرة مثل إيطاليا والتى تعد أكثر دولة أوروبية مشهور بفضائح المراهنات.
وأضاف خبير اللوائح الرياضية أن العقوبات تشمل الحرمان من ممارسة اللعبة لفترات طويلة تبدأ من 6 أشهر، وتصل إلى الحرمان من ممارسة اللعبة نهائياً والشطب إذا تم ثبوت ذلك، وبالنسبة لعقوبات الأندية فمن الممكن أن تصل إلى هبوط النادى إلى الدرجة الأدنى وهو ما حدث فى فضيحة «الكالتشيو بولى» عام 2006 فى إيطاليا.
جريمة
وأكد محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن القانون يمنع المقامرة نهائياً ولكن ألعاب المراهنات التى تكون عبر التطبيقات أو الإنترنت من الممكن تندرج تحت فكرة الجرائم الإلكترونية خاصة مع انتشارها فى الفترة الأخيرة وهى ظاهرة سلبية إلى حد كبير، وانتشرت بين الشباب ومعظمهم فى سن صغير وبالتأكيد هذه الظاهرة، سوف نحاول أن نقوم بإدراجها فى توصيات مناقشات لجنة الشباب والرياضة، ومن الممكن مناقشتها مع لجان أخرى مثل الاتصالات واللجنة الدينية والتشريعية، للتصدى لتلك الظاهرة خاصة أنها تستهدف عدداً كبيراً من المواطنين ومعظمهم شباب صغير يبحث عن المكسب السهل السريع، ولكنها فى النهاية تؤدى إلى الخسارة.
المرض والعلاج
وأوضح جمال فرويز استشارى الطب النفسى، أن انتشار ظاهرة المراهنات والألعاب بإيداع أموال يعود بشكل كبير إلى غياب الوازع الأخلاقى وغياب القيم فى الفترة الأخيرة، ويعود ذلك إلى تراجع دور الأسرة، وانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم ما يضطرهم إلى البحث عن الكسب والثراء السريع عبر المراهنات، خاصة أن معظم الشباب فى سن صغير تبحثون عن أنشطة يقومون بها فى أوقات الفراغ، ومن هنا يبدأ التنافس سواء مع الأصدقاء أومع الآخرين عبر الإنترنت، وتأتى فكرة المراهنة بغرض الدعابة أوالتسلية ولكنها تقودهم إلى مساوئ خطيرة.
وأشار استشارى الطب النفسى إلى أن كثيراً من الأطفال يشاركون فى هذه المراهنات رغم أن القوانين تمنع من هم أقل من 18 عاماً فى التسجيل، ولكنهم يتحايلون لتسجيل الدخول إلى هذه المنصات، خاصة مع سهولتها، ولكن التورط فى مثل هذه المراهنات يترك لديهم أثر نفسى ويعرضهم لضغط عصبى كبير خاصة مع خسارتهم للأموال المرتهن بها، مما قد يضطرهم إلى الاستدانة من أصدقائهم أوأهلهم لتعويض الخسارة، وقد تصل الظروف بالشاب إلى السرقة أوارتكاب الجرائم للقيام بالمراهنة وتعويض خسارتهم رغم أنها محرمة شرعاً.
ويطالب فرويز بضرورة وجود متابعة من الآباء لأبنائهم بشكل دورى والتحدث معهم بشكل ودى ودون عنف، حتى فى حالة اكتشافهم للمشاركة فى مثل هذه الألعاب، حيث يجب التحدث معهم وعدم الانفعال والعصبية، حتى يقتنعوا بأنها ضرر لهم وفى الحالات القصوى يجب عرضهم على طبيب نفسى لمساعدتهم على ترك تلك العادة السيئة التى انتشرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، وأصبحت آفة كبيرة فى مجتمعنا بسبب تأثيرها السلبى على الشباب.
قمار
من ناحية أخرى أكد الدكتور أحمد كريمة استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن القرآن الكريم تصدى بشكل واضح وصريح لفكرة المراهنات وهى شكل من أشكال القمار وهى محرمة تحريم بيٍن، وذلك لما جاء بقول الله تعالى فى القرآن الكريم: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} (المائدة:90)، وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} (النساء: 29).
وهنا نص الآيات صريح ولذلك فالمراهنة والمقامرة حرام شرعا حتى لو على سبيل الدعابة أو الفراغ أوالتجربة، لأنه حتى لو ربحت منها فى البداية فستكون النهاية سيئة ولذلك تم تحريمها نهائياً.
ومن الناحية القانونية يعاقب القانون المصرى على ألعاب القمار والمراهنات حيث تنص المادة 352 من قانون العقوبات على أن كلاً من أعد مكاناً لألعاب القمار وهيأه لدخول الناس فيه يعاقب هو وصيارف المحل المذكور بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه وتضبط جميع النقود والأمتعة فى المحلات الجارى فيها الألعاب المذكورة ويحكم بمصادرتها.
كما نصت المادة 353 من الفصل الخاص بأحكام ألعاب القمار واليانصيب بقانون العقوبات رقم 73 لسنة 1957 على أن «يعاقب بهذه العقوبات أيضا كل من وضع للبيع شيئاً فى النمرة المعروفة باللوتيرى دون إذن الحكومة وتضبط أيضاً لجانب الحكومة جميع النقود والأمتعة الموضوعة فى النمرة.
ومؤخراً أجرى المجلس الوطنى الأمريكى مراجعة لأكثر من 180 دراسة وتقريراً حول الصلة بين المراهنات الرياضية وإدمان القمار، وخلصت المراجعة إلى أن «الأبحاث الحديثة تشير إلى أن مشاكل المقامرة قد تزداد مع نمو المقامرة فى الرياضة، فى نفس الوقت الذى تتطور فيه تقنيات الأجهزة المحمولة والإنترنت لخلق أنواع غير محدودة، وبين عامى 2007 و2017، تضاعفت المراهنات الرياضية الخيالية أربع مرات فى الولايات المتحدة وهو ما دفع المحكمة العليا الأمريكية للحظر الفيدرالى على المراهنات الرياضية فى معظم الولايات الأمريكية عام 2018.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يصيب الشباب أمريكا تجتاح مصر هذه المراهنات فى البدایة بشکل کبیر کرة القدم من الممکن فى الفترة مثل هذه فى حالة فى هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس «اتصالات النواب»: تعديلات قانون تقنية المعلومات تتضمن عقوبات مشددة لمروجي الشائعات ومواجهة المراهنات
كشف النائب أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، عن إجراء الحكومة تعديلات مستحدثة على قانون تقنية المعلومات، وذلك لمواجهة الشائعات، التى تستهدف زعزعة الاستقرار داخل المجتمع، وكذلك الابتزاز الإلكترونى، موضحاً أن هذه التعديلات ستتضمن عقوبات رادعة لمروجى ومستخدمى تطبيقات المراهنات الرياضية والمعروفة بـ«القمار الإلكترونى»، وذلك بعد انتشاره بين الشباب فى المرحلة العمرية من 20 إلى 30 عاماً لتحقيق أموال غير مشروعة.
المصريون لديهم أمية في استخدام السوشيال ميديا.. و«القمار الإلكتروني» خطر يهدد الشبابوأوضح «بدوى»، فى حواره لـ«الوطن»، الدور الذى تقوم به وزارة الاتصالات والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بالتعاون مع اللجنة البرلمانية لمتابعة التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم بشكل متسارع، لا سيما فى ظل انتشار التطبيقات الإلكترونية بين الشباب المصرى.. وإلى نص الحوار.
حذرنا منصة «تيك توك» من بث محتويات غير أخلاقية واتفقنا على مراجعة محتواه وحجب الأكونتات الخادشة للحياءهل ترى أن أزمة المراهنات الرياضية التى برزت مؤخراً كشفت عن مخاطر استخدام التطبيقات الإلكترونية بدون رقابة؟
- فى الآونة الأخيرة برزت أزمة المراهنات الإلكترونية الرياضية التى تعتبر شكلاً من أشكال «القمار الإلكترونى»، وبرزت بشكل كبير فى لعبة كرة القدم وبعض الألعاب الأخرى، هذه التطبيقات والبرامج متاحة على وسائل التواصل ولها وكلاء فى جميع الدول، وكون هذا النشاط غير قانونى يتم فى البداية بيع الوهم للعميل، ثم يحدث ما لا تحمد عقباه، خاصة أن الفئة العمرية التى تلجأ لهذه التطبيقات تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً.
البعض يتحدث عن مشروعية هذه التطبيقات من الناحية القانونية.. كيف ترى ذلك؟
- تعد هذه التطبيقات غير قانونية فى مصر، والدليل على ذلك هو قيام الأجهزة الأمنية المعنية بالقبض على عدد كبير من وكلاء القمار الرياضى خلال الفترة الأخيرة، ويُعتبر نشاط المراهنات غير قانونى ومخالفاً، ولم يصدر الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أى تصاريح تتعلق بهذا الملف.
هل يوجد حصر بالمبالغ التى تمت المراهنة عليها فى المباريات بمصر؟
- تم إهدار مبالغ ضخمة فى المراهنات الرياضية، حيث تجاوزت المليار جنيه. هذا الأمر خطير وما زالت التحقيقات مستمرة، وهناك ملايين الدولارات الأخرى متداولة فى هذه السوق الواسعة.
ما الإجراءات التى ستتخذها الدولة لمواجهة القمار الإلكترونى؟
- تعد الحكومة حالياً تعديلات جديدة على قانون تقنية المعلومات لمواجهة ظاهرة المراهنات الرياضية التى باتت منتشرة بين الشباب، وتم إصدار قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية فى عام 2016، ومع التطور السريع فى مجال التكنولوجيا كانت هناك حاجة لإجراء بعض التعديلات عليه لمواكبة هذه السرعة.
هل تحتاج قوانين الاتصالات والسوشيال ميديا إلى مراجعة دورية؟
- بالطبع، يجب مراجعة قوانين السوشيال ميديا والاتصالات بشكل دورى، لأن مجال التطبيقات التكنولوجية والذكاء الاصطناعى متطور وسريع، ويفضل مراجعتها كل 6 أشهر لمتابعة الأثر التطبيقى لها على أرض الواقع.
هل التعديلات المستحدثة على قانون تقنية المعلومات ستشمل الابتزاز الإلكترونى للفتيات؟
- جريمة الابتزاز الإلكترونى تعد الأكثر انتشاراً فى الوقت الحالى، حيث يقوم الهاكرز بتهديد الفتيات باستخدام صورهن الموجودة عبر مواقع التواصل لجنى الأموال، لذلك، فإن التعديلات المستحدثة ستتضمن عقوبات رادعة على هذا الفعل وتشمل الحبس والغرامة.
هل تندرج الشائعة ضمن التعديلات؟
- انتشار الشائعات يهدد الأمن القومى، لذلك كانت هناك حاجة لوضع عقوبات مغلظة على مروجى الشائعات فى القانون، بهدف مواجهة الظاهرة وحماية الدولة المصرية.
ما الأسباب التى تساعد على انتشار الشائعة؟
- لدينا أمية فى استخدام السوشيال ميديا على عكس كثير من الدول الأخرى، التى نجحت فى تحقيق الاستفادة من هذه التطبيقات، سواء فى مجال العلم أو العمل أو الثقافة أو التسويق، على عكس المصريين، وهذا السر وراء نجاح مروجى الشائعات فى مصر، الذين يسعون إلى التدمير والخراب وزعزعة الثقة داخل المجتمع، خاصة أن بعض الشائعات تمس الأمن القومى.
هل ترى أن السوشيال ميديا باتت سلاحاً للحرب على الدول؟
- نعم، السوشيال ميديا يمكن أن تكون سلاحاً للحرب على الدول، لذلك، البرلمان مستعد لمناقشة جميع التعديلات التى ستقدمها الحكومة على قانون تقنية المعلومات لحماية المواطنين من التضليل والشائعات.
ما موقف لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من المحتوى المنشور عبر تطبيق الـ«تيك توك»؟
- القيم والأخلاق أمر مهم لأى مجتمع، ولدينا تحفظات كثيرة على المحتوى المقدم، وهناك عدة لقاءات جمعت اللجنة البرلمانية بمسئولى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، والرئيس التنفيذى، ومدير السياسات العامة لتطبيق تيك توك بمنطقة شمال أفريقيا، وتم الاتفاق على ضرورة مراجعة المحتوى وحجب الأكونتات الخادشة للحياء والتى تخالف قيم المجتمع، فنحن ندعم التكنولوجيا، ولكن فى الوقت ذاته يجب علينا حماية الأمن القومى.
ماذا عن رد القائمين على تطبيق الـ«تيك توك»؟
- طلبوا فرصة 3 شهور لتحسين وتنقيح المحتوى، وسنتابع الموقف قريباً، وأبلغناهم بأنه لا تهاون فى حجب هذا التطبيق حال استمرار المخالفات، لأنه لا يجوز تحقيق الأرباح، وجنى الأموال على حساب الدول، ومصر دولة كبيرة، ولن نسمح باستمرار نشر محتويات مخالفة.
هل يمكن حجب المنصة؟
- بالتأكيد المنصات المخالفة للقانون يتم حجبها، وهذا ما حدث فى تطبيقات المراهنات الرياضية، والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات يقوم بدور كبير فى هذه المسألة.
هل هناك رصد لأبرز التطبيقات الإلكترونية التى يستخدمها المصريون؟
- هناك عدد من الدراسات التى تم إجراؤها على شرائح عمرية مختلفة، فضلاً عن دراسة اللجنة، والواقع أن مصر تحتل المرتبة الثامنة من بين عشر دول فى العالم استخداماً للفيس بوك، وتم تحليل الشرائح العمرية وتبين أن ما بعد الأربعين عاماً هم الأكثر استخداماً لهذه المنصة، أما الـ«تيك توك» فأصبحت تتربع الآن على العرش بين الفئة العمرية 20 و30 عاماً.
ماذا عن التطبيقات الأخرى مثل «إنستجرام»؟
- هذا التطبيق «طبقى وليس شعبوياً»، وأكثر مستخدميه هم أبناء المجتمعات الحضرية، وفى مقدمتها «القاهرة الكبرى»، أما الصعيد والدلتا فلا يتعدى نسبة استخدامهم لهذه المنصة أكثر من 20%.
هل يستخدم جيل z التكنولوجيا بشكل خاطئ؟
- يجب تدريس مادة للتواصل الاجتماعى فى المدارس لحماية النشء من مخاطر التطبيقات الإلكترونية.
ما الذى حققته مصر فى منظومة الرقمنة؟
- الحكومة تعمل على تطوير البنية التحتية والأساسية للاتصالات، بما فى ذلك تركيب كابلات الألياف الضوئية ودعم جميع الطرق الجديدة بشبكات تقوية المحمول.
ماذا عن ملف النقل الذكى «أوبر وكريم»؟
- هناك قرارات واجبة النفاذ اتخذتها لجنة الاتصالات تتضمن تسجيل الرحلة، وبالفعل تم ربط عدد كبير من السيارات بالسيستم، ونأمل فى تحقيق الربط ببن الشركات العاملة فى النقل الذكى بوزارة النقل، كما طالبنا بتنفيذ توصية مهمة تتضمن تركيب الكاميرات داخل السيارة لمتابعة سير الرحلة، وكذلك صحيفة الحالة الجنائية والكشف الطبى للسائق، وهو ما سيبدأ العمل به.
متى يناقش مجلس النواب مشروع قانون الذكاء الاصطناعى؟
- البرلمان والحكومة يعملان بجهد فى الملف، خاصة أن هناك طفرة سيشهدها هذا القطاع فى عام 2025، وبالتالى يجب أن نستعد لهذا الأمر، خاصة مع دخول منظومة الجيل الخامس، وقريباً سيشهد مجلس النواب مناقشة مشروع قانون الذكاء الاصطناعى قبل نهاية الفصل التشريعى الثانى.
هل ترى أننا بحاجة إلى إعداد تدريبات للشباب والراغبين فى تعلم برامج الذكاء الاصطناعى؟
- بكل تأكيد والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات يقوم حالياً بعمل تدريبات فى مركز التدريب التابع له، ولا أخفى أن لجنة الاتصالات بصدد إصدار توصية للجهاز القومى بزيادة عدد التدريبات فى هذا المجال لمواكبة العصر.
المدارس التكنولوجيةالدولة تُولى اهتماماً كبيراً بالمدارس التكنولوجية، ونأمل خلال المرحلة المقبلة زيادة عددها بواقع مدرسة تكنولوجية تطبيقية بكل محافظة، ويجب تشجيع المواطنين على إلحاق أبنائهم بها عقب الانتهاء من المرحلة الإعدادية، لا سيما أن المستقبل القادم فى العمل للوظائف التكنولوجية، وأنصح الأسر المصرية بالالتحاق بها، وللعلم فقد تم الاتفاق على إنشاء 7 مدارس جديدة فى 2025.