لماذا عدّلت الولايات المتحدة سياستها وأولوياتها في السودان؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
واشنطن- اعتبر بعض المراقبين أن الإدارة الأميركية بدأت فصلا جديدا في اهتمامها بالشأن السوداني، والذي دشنه تعيين توم بيريلو مبعوثا أميركيا جديدا للسودان في نهاية فبراير/شباط الماضي.
وقبل 3 أيام، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على مدار 30 دقيقة، مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان عن ضرورة إنهاء الصراع في السودان بشكل عاجل، وأضاف بيان للوزارة أن المسؤولين بحثا أيضا سُبل "إتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط المواجهة، لتخفيف معاناة الشعب السوداني".
وجاءت المكالمة بعد أيام من تصريح ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، أن روسيا طلبت إقامة محطة للوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة، وإن قائد الجيش السوداني البرهان "سيوقع على اتفاقيات مع روسيا قريبا".
وأسفر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد حوالي 9 ملايين منذ أبريل/نيسان 2023، واتهمت الولايات المتحدة كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب وفظائع، وخلصت إلى أن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت تطهيرا عرقيا.
دبلوماسية نشطةتقليديا، يبرز دور العمل الدبلوماسي الأميركي في الأزمات التي لا تتعرض فيها مصالح واشنطن للخطر، ومن هنا يركز المبعوث الأميركي الجديد للسودان على دعم إعادة إطلاق محادثات تفاوضية بين الأطراف الفاعلة.
ورحّب معظم المراقبين بمساعي بيرييلو الجديدة لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار، وبإشراك المشرعين الأميركيين في جهوده لجلب المزيد من أدوات القوة والتمويل للتأثير على السودان.
وغرّد بيرييلو الثلاثاء الماضي على منصة "إكس" قائلا إنه متحمس بسبب شعور الإلحاح الذي تم التعبير عنه، وبمستوى التقدم المحرز نحو المحادثات، خلال اجتماعاته مع المدنيين والشركاء الإقليميين في كل من أوغندا وكينيا ومصر والسعودية والإمارات، والاجتماعات المباشرة والافتراضية مع مئات المدنيين السودانيين داخل السودان وخارجه.
وأضاف المبعوث "نواصل دفع شركائنا الإقليميين والدوليين للمطالبة بشكل عاجل بإنهاء هذه الحرب، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وانتقال السلطة للقوى المدنية".
من ناحية أخرى، ومن القاهرة، أعلن متحدث باسم الخارجية المصرية مساء الثلاثاء عن استضافة القاهرة الشهر المقبل مؤتمرا يضم كافة القوى السياسية المدنية السودانية، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، من أجل التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان.
وخلال قمة جمعت الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس الكيني وليام روتو الأسبوع الماضي في واشنطن، دعا الرئيسان الأطراف المتحاربة في السودان إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والالتزام الفوري بوقف إطلاق النار.
وقبل ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، منتصف مايو/أيار هذا العام، عقوبات على قائدين في قوات الدعم السريع، وهما علي يعقوب جبريل وعثمان محمد حميد محمد، لدورهما في قيادة عمليات قوات الدعم السريع في دارفور.
ويأمل المعلقون الأميركيون أن يؤدي الاهتمام النسبي الذي حصل عليه السودان مؤخرا من المستويات العليا في البيت الأبيض والكونغرس إلى تأثير إيجابي، من خلال الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان للجلوس لإجراء محادثات سلام توقف الحرب الحالية التي طال أمدها.
شكّل عنوان مكافحة الإرهاب أحد أهم الأهداف لواشنطن في السودان خلال العقود الماضية، لكن أولويته تراجعت في أجندة الولايات المتحدة الخارجية خلال السنوات القليلة الماضية، لتتراجع معه أهمية السودان في سلم الأولويات الأميركية.
ويرى السفير ديفيد شين، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق للشؤون الأفريقية والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن أهداف الولايات المتحدة في السودان تتمثل بإنهاء القتال المستمر، ومنع انتهاكات حقوق الإنسان، والحصول على وصول غير مقيد لتقديم المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.
وفي حديث للجزيرة نت، أشار السفير شين إلى أن الولايات المتحدة هي بالفعل أكبر مزود منفرد للمساعدات الإنسانية في السودان، وأضاف أن التركيز الأميركي سيتحول إلى تشجيع عملية سياسية تؤدي في نهاية المطاف إلى سيادة القانون، والتحول إلى شكل ديمقراطي للحكم.
بدوره، يقول الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي إنه لا توجد للولايات المتحدة مصالح حيوية في السودان، لكن استقرار منطقة البحر الأحمر يُعد مصلحة أميركية مهمة، وهذا مرتبط بشكل مباشر بالوضع في الخرطوم.
ويضيف، في حديث للجزيرة نت، أن عدم الاستقرار الدائم في السودان سيكون له تأثير سلبي على مصر، الحليف الرئيسي لواشنطن في المنطقة، كتعرض الأمن المائي المصري للتهديد، بسبب اعتمادها بشكل شبه كامل على تدفق مياه نهر النيل.
هدف وقف القتالومع بدء قوات الدعم السريع مؤخرا تقدمها في منطقة الفاشر، واضطرار ما يقدر بنحو مليوني إلى 2.8 مليون مدني للفرار من ساحة جديدة للقتال، حذرت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة لمنع الإبادة الجماعية أليس نديريتو في اجتماع لمجلس الأمن الدولي من خطر الإبادة الجماعية الموجود في السودان، وقالت "إنه حقيقي، وينمو كل يوم".
وأشار الخبير بوستزتاي، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن احتواء الأزمة الإنسانية في السودان هو عنصر دافع للسياسة الأميركية أيضا، وأن الهدف الأميركي يتمثل أولا وقبل كل شيء بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والسماح بإيصال كمية كافية من المساعدات الإنسانية، وإعادة البلاد إلى حكومة مدنية بعد أن تكون البلاد مستقرة بما فيه الكفاية.
ويقول "بدافع من السياسة الواقعية، فإن سياسة الولايات المتحدة في السودان تدور حاليا حول دعم الاستقرار، وليس حول تعزيز الديمقراطية كما كان من قبل".
إلا أن السفير شين أكد على أن واشنطن لا تملك نفوذا كبيرا لتحقيق هذه الأهداف، باستثناء دورها كمصدر رئيسي للمساعدات الإنسانية، وربما مساعدات التنمية الدولية، حيث إن لديها بعض النفوذ من خلال عضويتها في المنظمات الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بالإضافة لقدرتها على تشجيع الآخرين، مثل الاتحاد الأوروبي، على المشاركة بنشاط أكبر.
وبالحديث عن العقوبات الأميركية التي فرضتها وزارة الخزانة على اثنين من قادة قوات الدعم السريع، لدورهما في تهديد السلام والأمن وشن هجمات قرب الفاشر في دارفور، قال السفير شين "لقد طبقت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات، لكن لم يكن لها تأثير يُذكر".
من جهة أخرى، تتردد واشنطن فيما يتعلق بفرض عقوبات على قادة الجيش السوداني، حيث يرى بوستزتاي أن هذه العقوبات من شأنها فقط إبعاد النظام العسكري في الخرطوم عن الولايات المتحدة، مما سيعقد أي أنشطة مستقبلية، ويقول "ومع ذلك، فإنني أعتبر هذا النوع من العقوبات في حالة السودان أكثر رمزية على أي حال".
عرقلة المساعي الروسيةوتحاول روسيا لعب دور مع كلا الطرفين في الأزمة السودانية، فبينما تحافظ من ناحية رسمية على اتصالاتها مع الحكومة في الخرطوم، تدعم قوات "فاغنر" الروسية قوات الدعم السريع.
وكانت تقارير قد أشارت إلى سعي الحكومة الروسية إلى الحصول على قاعدة عسكرية بحرية في الأراضي السودانية المطلة على البحر الأحمر، مقابل إمداد الجيش السوداني بأسلحة وذخيرة هو في أشد الحاجة إليها.
إلا أن السفير ديفيد شين قلل من أهمية مثل هذه التقارير، وقال للجزيرة نت إن واشنطن تسعى لثني الحكومة في الخرطوم عن الموافقة على قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، وقال "هذه مسألة طويلة الأمد ومعقدة".
واسترجع المسؤول الأميركي السابق ما تم تداوله من تقارير قبل اندلاع القتال في السودان، من حصول موسكو على موافقة على إقامة نوع من المنشآت العسكرية على البحر الأحمر، وقال للجزيرة نت "يبدو أن حقيقةً أن مجموعة فاغنر الروسية كانت -ولا تزال- تدعم قوات الدعم السريع أدت إلى إنهاء موافقة القوات المسلحة السودانية على مثل هذه القاعدة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة قوات الدعم السریع الولایات المتحدة الجیش السودانی البحر الأحمر للجزیرة نت فی السودان فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع
يوسف عزت مستشار حميدتي السابق..
????
*تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع*
*إعداد: يوسف عزت*
⸻
*مقدمة:*
يواجه السودان مرحلة دقيقة من تاريخه الحديث، حيث تعكس المواجهة المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني صراعًا أكثر تعقيدًا من كونه نزاعًا عسكريًا. فعلى الرغم من النجاحات الميدانية التي حققتها قوات الدعم السريع في بداية النزاع، إلا أنها تعاني حاليًا من تراجع ملحوظ على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعسكرية.
يهدف هذا التحليل إلى دراسة الأسباب الجوهرية لهذا التراجع، مع التركيز على العوامل البنيوية، والسياسية، والقيادية. كما يسعى للإجابة على السؤال المركزي:
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات وضمان بقائها وسط هذا التصعيد؟
*أولاً: غياب الانضباط والانفلات الأمني*
تعدّ السيطرة على الأمن والنظام أحد العناصر الأساسية للحفاظ على الشرعية والقبول الشعبي. غير أن الواقع في مناطق نفوذ قوات الدعم السريع يُظهر اختلالًا أمنيًا خطيرًا انعكس في انتشار أعمال النهب، وانتهاكات حقوق المدنيين. ويمكن تحليل آثار هذا الانفلات من خلال بعدين أساسيين:
1. فقدان التأييد الشعبي:
• أسهمت الانتهاكات الميدانية في تقويض الثقة الشعبية بقوات الدعم السريع، خاصةً في المناطق الحضرية التي كانت أكثر تضررًا من عمليات النهب والاعتداءات.
• انعكست هذه الانتهاكات على صورة القيادة باعتبارها غير قادرة على السيطرة على عناصرها، مما أدى إلى عزلة متزايدة في الأوساط المجتمعية.
2. تعزيز الفوضى وانعدام السيطرة:
• أدى غياب المحاسبة الداخلية إلى بروز مجموعات منفلتة تعمل خارج السيطرة المباشرة للقيادة، مما كرّس بيئة من الفوضى وصعوبة استعادة النظام.
*الخلاصة:*
أضعف الانفلات الأمني قدرة الدعم السريع على تقديم نفسه كفاعل منظم ومشروع، وخلق حالة من الاستقطاب السلبي ضده داخل المجتمعات المحلية.
⸻
*ثانياً: تراجع الرؤية السياسية وانعدام المصداقية*
بدأت قوات الدعم السريع مسارها السياسي بعد اندلاع الحرب عبر طرح رؤية الحل الشامل دات النقاط العشر، والتي لاقت قبولًا داخليًا وخارجيًا باعتبارها محاولة لصياغة مشروع سياسي مدني. إلا أن هذا الزخم تلاشى بسبب تضارب الخطاب السياسي مع الواقع الميداني.
1. التناقض في الخطاب السياسي:
• اعتمدت القيادة خطابًا يركز على مواجهة الإسلاميين (“الكيزان”)، مما أكسبها دعمًا مؤقتًا من القوى المدنية المناهضة للنظام السابق.
• غير أن وجود عناصر محسوبة على الإسلاميين داخل صفوف الدعم السريع قوّض مصداقية هذا الخطاب، وكشف عن تناقض جوهري بين الشعارات والممارسات.
2. تأثير الحرب على الأولويات السياسية:
• فرضت الحرب أولويات جديدة على قيادة الدعم السريع، حيث أصبح الحشد القبلي والاجتماعي أولوية تفوق الالتزام بالمشروع المدني، مما أدى إلى تراجع الرؤية السياسية إلى مجرد أداة تكتيكية.
*الخلاصة:*
غياب خطاب سياسي متماسك يعكس رؤية مستقبلية واضحة أدى إلى فقدان الدعم الشعبي والانكشاف أمام المجتمع الدولي كفاعل غير قادر على الالتزام بمبادئ التحول المدني.
⸻
*ثالثاً: ضعف القيادة وتعدد مراكز القرار*
تعاني قوات الدعم السريع من أزمة قيادية بنيوية تتجلى في غياب مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتظهر هذه الإشكالية في النقاط التالية:
1. تعدد دوائر صنع القرار:
• يشكل التداخل بين القائد الأول (محمد حمدان دقلو – حميدتي) ونائبه (عبد الرحيم دقلو) مصدرًا لتضارب القرارات وتباطؤ الاستجابة للأحداث.
• تسهم تأثيرات المحيطين بالقيادة من أفراد الأسرة والمقربين في خلق ديناميكيات معقدة تُعيق اتخاذ قرارات حاسمة.
2. غياب التخطيط طويل الأمد:
• تفتقر القيادة إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى، حيث يعتمد اتخاذ القرارات على ردود الفعل الآنية دون تحليل معمق للعواقب المستقبلية.
*الخلاصة:*
انعكس غياب القيادة المركزية الموحدة على كفاءة إدارة الحرب، وتسبب في قرارات متضاربة، مما أضعف الموقف السياسي والعسكري للدعم السريع.
⸻
*رابعاً: أزمة التحالفات السياسية والعسكرية*
تورطت قيادة الدعم السريع في تحالفات متباينة مع قوى سياسية وعسكرية، خلال السنوات الماضية آخرها تبني مشروع “السودان الجديد”. لكن هذه التحالفات تعاني من تناقضات بنيوية واضحة:
1. التناقض مع التركيبة الاسرية والاجتماعية للدعم السريع:
• يتطلب مشروع السودان الجديد إعادة هيكلة الدعم السريع كمؤسسة قومية ديمقراطية، في حين أن بنيته القائمة تعتمد على قيادة الأسرة والولاءات القبلية.
2. الطابع التكتيكي للتحالفات:
• تتعامل قيادة الدعم السريع مع التحالفات كأدوات مرحلية فرضتها ظروف الحرب، دون التزام فكري أو سياسي حقيقي بالمبادئ التي تقوم عليها هذه التحالفات.
*الخلاصة:*
غياب رؤية استراتيجية للتحالفات والثبات عليها جعل الدعم السريع يبدو كفاعل انتهازي، مما يهدد استمرارية هذه التحالفات ويؤدي إلى عزلة سياسية متزايدة.
*خامساً: الصدام مع الدولة المركزية وتأثيره على الاصطفاف القبلي*
أدى الصدام المباشر بين قوات الدعم السريع والدولة المركزية إلى إعادة تشكيل الاصطفافات القبلية في السودان بصورة غير مسبوقة فللمرة الأولى في تاريخ السودان الحديث، أصبحت المجتمعات العربية منقسمة بين دعم الجيش أو الدعم السريع، مما أدى إلى حالة استقطاب حاد والدخول في حرب اهلية مباشرة.
• دفع هذا الاستقطاب المجتمعات إلى تسليح نفسها بشكل مستقل، مما حول الحرب لحرب أهلية واسعة النطاق ذات قوى متعددة.
*الخلاصة:*
ساهم الصدام مع الدولة المركزية في تفكيك التحالفات القبلية التقليدية وأدى إلى تعميق الانقسامات المجتمعية واعاد المكونات العربية في غرب السودان إلى محيطها التقليدي والتحالف مع قوى الهامش التي كانت تستخدم هذه المجتمعات لقمعها ،كأداة لسلطة المركز .
يمكن تطوير هذا التحول لحل صراع المركز والهامش بتبني مشروع دولة خدمية بدلا من التعريف التقليدي للصراع بأن المركز هو عروبي إسلامي والهامش إفريقي زنجي وهو تعريف غير صحيح كرست له سلطة الحركة الإسلامية وعمقتها وتبنتها كسياسات حتى الان ، وكنتيجة لذلك انفجر الصراع بهذه الصورة التي نشهدها الان ، ولكن يمكن وفق المعادلات الراهنة الوصول لحلول لصالح جميع السودانيين من خلال التفكير الواقعي والاعتراف بالأزمة وحلها حلا جذريا وذلك يحتاج لعقول تنظر إلى ابعد من مصالحها.
*الإجابة على السؤال الجوهري:*
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات التي تقع في مناطق سيطرتها وضمان بقائها؟
بناءً على التحليل السابق، لا تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية متكاملة لتحقيق هذا الهدف، وذلك للأسباب التالية:
1. الارتجالية بدل التخطيط الاستراتيجي.
2. التناقض في الخطاب السياسي والممارسات.
3. غياب قيادة موحدة لاتخاذ القرارات.
4. الاعتماد على تحالفات ظرفية غير مستدامة.
5-عدم القدرة هلى التخلص من ارث الماضي والتكيف مع التحولات التي تستدعي اعادة تشكيل القيادة وصياغة مشروع وطني يمثل مصالح قطاعات واسعة تتبناه وتشارك في تنفيذه.
*توصيات*
1. إعادة هيكلة القيادة: إنشاء مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.
2. ضبط الأمن: فرض انضباط صارم على القوات ومحاسبة المتجاوزين.
3. صياغة رؤية سياسية متماسكة: تطوير مشروع وطني يعكس المصالح الحقيقية لجميع الفئات.
4. تعزيز المشاركة المجتمعية: إشراك الكفاءات المحلية في صنع القرار.
5. تبني استراتيجية طويلة الأمد: التركيز على حلول مستدامة تربط بين الأمن والسياسة والتنمية.
*خاتمة*
يتضح أن قيادة الدعم السريع تواجه تحديات بنيوية تهدد بقاءها كفاعل سياسي وعسكري مؤثر. إن غياب التفكير الاستراتيجي والارتباك في الخطاب والممارسة يجعل مستقبلها مرهوناً بقدرتها على إصلاح هذه الاختلالات واعتماد رؤية متماسكة ومستدامة.