سلطان عمان يوجِّه بحزمة من القرارات فى المجالات الصناعية والاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية وتوفير سبل الحياة الكريمة
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
وجه السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، بإنشاء (المؤسسة العمانية الوقفية) لاستثمار أموال الأوقاف وبيت المال، وفقاً لأفضل الممارسات فى هذا الشأن، ورفدها بالكفاءات المؤهلة فى مجال الاستثمار والإدارة المالية من القطاعين العام والخاص، لتتمكن من القيام بدورها المأمول، جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء بقصر البركة العامر.
يأتى هذا التوجيه فى الإطار الاهتمام الذى يوليه السلطان هيثم بن طارق، بالشأن الاجتماعى، وفى ضوء ما توليه الحكومة أيضاً من أولوية لتطوير نظام الوقف فى سلطنة عمان بالنظر لأهميته وإسهاماته فى تعزيز مبادئ التكافل والتراحم لدى أفراد المجتمع، وبهدف تقديم رؤية جديدة للأوقاف، ولاستدامة أموال الوقف وأصولها وتهيئتها للاستثمار.
المزج بين مساعى النهوض الاقتصادى والالتزام الاجتماعى
كما وجه سلطان عمان بإطلاق برنامج تحفيزى يتضمن عدداً من المبادرات لتحويل عدد من الشركات الراغبة فى الاستفادة من البرنامج المشار إليه، إلى شركات مساهمة عامة وإدراجها فى أسواق رأس المال، وتأسيس سوق فرعية فى بورصة مسقط بمسمى (سوق الشركات الواعدة) تستهدف الشركات الخاصة والعائلية والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، إضافة إلى مبادرة لتحول الشركات محدودة المسئولية إلى شركات مساهمة مقفلة وذلك من خلال تقديم حزمة من الحوافز للشركات المذكورة.
يأتى ذلك فى إطار الحرص على تطوير قطاع سوق رأس المال فى سلطنة عمان، ولتفعيل دوره كخيار تمويلى، تعزيزاً لإسهام الشركات التجارية فى الاقتصاد المحلى، وزيادة القيمة السوقية لبورصة مسقط، إلى جانب زيادة عدد الشركات المدرجة فيها.
ونظراً لأهمية القطاع الصناعى باعتباره أحد أهم قطاعات التنويع الاقتصادى الرئيسية، وقاطرة النمو فى رؤية «عمان 2040»، ولبناء ثقافة الابتكار الصناعى فى سلطنة عمان، اعتمد مجلس الوزراء «الاستراتيجية الصناعية 2040» بهدف الدفع بالتنويع الاقتصادى، وتحسين مستوى منتجات الصناعات العمانية، وتكوين قاعدة صناعات تحويلية حديثة قائمة على التكنولوجيا.
وشكل اعتماد (الاستراتيجية الصناعية 2040) خطوة مهمة، فالقطاع الصناعى بلا شك هو أحد أهم قطاعات التنويع الاقتصادى الرئيسة، ويشكل قاطرة النمو فى رؤية «عمان 2040»، لذا جاء اعتماد الاستراتيجية الجديدة نقلةً فى سبيل بناء ثقافة الابتكار الصناعى فى سلطنة عمان، التى تمثل جوهر تجديد النهضة العمانية.
الجانب الاجتماعى حاضراً فى التوجيهات السامية
واستكمالاً لسعى الحكومة المستمر فى توفير سبل الحياة الكريمة، وتهيئة المساكن الملائمة للمواطنين بما ينسجم مع الخطط الإنمائية.. أقر مجلس الوزراء اعتماد مبلغ إضافى قدره (70) مليون ريال عمانى لتعزيز برنامج المساعدات السكنية بوزارة الإسكان والتخطيط العمرانى لعامى 2024م و2025م، بحيث يخصص جزء من المبلغ لشراء مساكن جاهزة للمستحقين فى المشروعات الحديثة ضمن المبادرات الوطنية للأحياء السكنية التى تشرف عليها الوزارة.
وفى ضوء الاهتمام السامى المتواصل بقطاع التعليم، ولتقليل التحديات المعيشية التى تواجه بعض الطلبة المبتعثين الدارسين بمؤسسات التعليم العالى الخاصة.. وجه السلطان هيثم بن طارق، الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم لمنح طلبة الابتعاث الداخلى الدارسين بمؤسسات التعليم العالى الخاصة المستحقين- وفقاً للأسس المعمول بها من قبل لجنة نظام الدعم الوطنى- مخصصات شهرية بدءاً من العام الدراسى القادم.
وفى إطار استعراض سلطان عمان، القضايا الإقليمية والدولية.. تناول الأوضاع فى المنطقة والحرب الجائرة على قطاع غزة، وإلى العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة، وما حفلت به الفترة الأخيرة من زيارات ولقاءات للدول الشقيقة أسفرت عن نتائج طيبة، مؤكداً حرص سلطنة عمان على تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة كافة، وتعاونها البناء بما يخدم المصالح المتبادلة بين الشعوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سلطان عمان
إقرأ أيضاً:
خطوات عملية لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين سلطنة عمان وروسيا
مسقط - العُمانية
اتخذت سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية خطوات طموحة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي عبر توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون في مختلف المجالات؛ وذلك خلال زيارة "دولة" قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية يومي 21 و22 من شهر أبريل الجاري.
وقد شهدت الزيارةُ توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، من بينها بروتوكول التعاون الاقتصادي والفني، واتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات، ومشروع إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، ومذكرات تعاون في مجال النّقل والعبور، والتّعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتّعاون في المجال السّمكي، ومذكرة تفاهم لتعزيز الإطار المؤسسي للتعاون وتوفير منصات حقيقية للقطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين.
وأكد معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على أهمية البناء على الإرث الحضاري المشترك بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية من خلال ترجمة التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم -أيده الله- إلى شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية متقدمة، تستند إلى مبادئ المصالح المتبادلة ورؤية "عُمان 2040".
وقال معاليه: "إن الزيارة تُوِّجت بجهود متواصلة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص، خاصة أن العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية علاقات نموذجية للتفاهم العميق والانفتاح البنّاء على المستقبل، ونتطلّع من خلالها إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، وتنمية سلاسل التوريد، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، كالتحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، بما يتماشى مع تطلعات البلدين للتنمية المستدامة".
وأكد معاليه حرص سلطنة عُمان على إيجاد بيئة استثمارية جاذبة وآمنة، تدعم ريادة الأعمال وتُسهم في تعزيز التبادل التجاري وتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة، معربًا عن ثقته بأنّ زيارة "دولة" لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- لروسيا الاتحادية تُشكّل منطلقًا لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق، وتُعزز من حضور سلطنة عُمان كوجهة استثمارية واعدة، وشريك موثوق به على المستوى الدولي.
من جانبه أوضح سعادة فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن مذكرة التفاهم الموقّعة بين الغرفة ومؤسّسة "روسكونغرس" الروسية التي جاءت بالتزامن مع زيارة "دولة" لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية، تأتي كخطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات التجارية بين القطاعين العام والخاص في البلدين الصديقين وتطوير سبل التعاون في مجالات متعددة وتسهم في توسيع نطاق الشراكة بين الجانبين وفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري بين أصحاب الأعمال من كلا البلدين.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن المذكرة تمثِّل فرصة كبيرة لتبادل الخبرات وتنظيم الأنشطة المشتركة؛ مما سيعزز العلاقات التجارية ويسهم في جذب الاستثمارات المتبادلة وتسريع وتيرة التعاون الاقتصادي بين الجانبين، وفتح مزيد من الفرص لتعميق الروابط التجارية والاستثمارية وتحقيق استفادة مشتركة لاقتصاد البلدين الصديقين.
وأضاف سعادته أن المذكرة تمثِّل خطوة استراتيجية مهمة نحو توسيع أطر التعاون بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، وتؤسس لمرحلة جديدة من الشراكات الاقتصادية المبنية على المصالح المتبادلة، وتفعيل التعاون في مجالات متعددة تشمل التبادل التجاري، وتبادل الخبرات والتجارب، وتحفيز المشروعات الاستثمارية المشتركة.
وبيّن سعادة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن هذه الخطوة ستعزز مكانة سلطنة عُمان على خريطة التعاون التجاري الدولي، كما تسهم في دعم التوجهات الاقتصادية نحو توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي.
وحول أهمية اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، أكد هيثم بن محمد الغساني مدير عام الترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة أن هذه الاتفاقية ستعزز قطاع السياحة بين البلدين خاصة أن الوزارة تعاقدت مع مكتب تمثيل سياحي في السوق الروسي والذي بدأ خطته الترويجية لسلطنة عُمان والالتقاء مع الشركات السياحية الروسية.
وقال مدير عام الترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن هذه الاتفاقية ستسهم في زيادة التدفق السياحي من السوق الروسي إلى سلطنة عُمان، مبينًا أن هذا الإعفاء المتبادل سيمنح مددًا أطول للسائح الروسي للبقاء في سلطنة عُمان وحرية التخطيط لزيارته دون الحاجة إلى طلب التأشيرة أو غيرها.
وأشار إلى أنه بحسب إحصاءات وزارة التراث والسياحة بلغ عدد السياح الروس الذين زاروا سلطنة عُمان خلال عام ٢٠٢٤ أكثر من 44 ألف سائح، متوقعًا أن تشهد المرحلة القادمة زيادة حركة الزوار إلى سلطنة عُمان من السوق الروسي؛ نتيجة هذه التسهيلات، بالإضافة إلى إعلان الطيران العُماني عن تسيير رحلاته المباشرة إلى موسكو خلال مدار العام.
من جهته قال الدكتور مسعود بن سليمان العزري مدير عام التسويق الزراعي والسمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: إن مذكرة التفاهم الموقّعة بين الوزارة والوكالة الفدرالية لصيد الأسماك في روسيا الاتحادية، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الثروة السمكية وتطوير الاستفادة من الموارد البحرية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، وتأتي في إطار سعي سلطنة عُمان إلى تعزيز شراكاتها الدولية في قطاع الصيد البحري والاستزراع السمكي، الذي يُعد من القطاعات الحيوية للاقتصاد الوطني.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن مذكرة التفاهم تهدف إلى تبادل الخبرات والمعلومات العلمية والتقنية وتشجيع الاستثمارات المشتركة في مشروعات الصيد والاستزراع السمكي بالإضافة إلى التعاون في مجالات البحث العلمي وتطوير تقنيات الصيد المستدام، وتشمل تنظيم برامج تدريبية مشتركة وتبادل الزيارات بين المختصين والباحثين في كلا البلدين.
وأكد على أهمية هذه الشراكة في دعم الأمن الغذائي وتعزيز الاستفادة من الموارد البحرية بطريقة مسؤولة، مشيرًا إلى أن التعاون مع الجانب الروسي سيسهم في نقل المعرفة وتطوير القدرات المحلية وخاصة أن روسيا الاتحادية تُعد من الدول الرائدة في قطاع الصيد البحري.
وأعرب مدير عام التسويق الزراعي والسمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه عن أمله في أن تفتح هذه المذكرة آفاقًا جديدة للتعاون في الأسواق الدولية، وتُسهم في رفع جودة المنتجات السمكية العُمانية، بما يدعم حضورها التنافسي على المستوى العالمي.