الماضى والحاضر.. دخول السيد المسيح مصر ما بين رحلة مقدسة ونبوءة مُتحققة
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل المسيحيون في مصر بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر، حيث يُعدّ هذا العيد من أهم الأعياد السيدية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويُخلّد ذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر هروبًا من اضطهاد الملك هيرودس. وتغوص في اغماق رحلة إيمانية عميقة ذات أبعاد رمزية ودلالات تاريخية هامة وتكمن في طياته الاسرار.
بارك وجود السيد المسيح أرض مصر، ممّا جعلها أرضًا مقدسة وحضنًا للحضارة المسيحية، وتحققت نبوءة أشعياء النبي (إصحاح 19: 1) بقوله: "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخومها"، وأيضا لنبوءة النبي هوشع: “من مصر دعوت ابني” (هوشع 11:1).وربطت هذه الرحلة بين تاريخ مصر القديم وتاريخ المسيحية، ممّا يدلّ على وحدة الخطة الإلهية عبر العصور، وتُجسّد رحلة العائلة المقدسة هروب الإنسان من الظلم والاضطهاد، باحثًا عن الأمان والخلاص، وتُظهر أصعب الظروف.
وتُجسّد رحلة العائلة المقدسة مدي تواضع السيد المسيح الذي اختار أن يولد في مذود ويعيش حياة بسيطة، ليمثل أول لاجيء إلى مصرنا كما قال قداسه البابا تواضروس الثاني في أحد تعبيراته الجميله، وتبشّر رحلة السيد المسيح إلى مصر برسالة حب وسلام للجميع، مُؤكّدةً على وحدة البشرية تحت مظلة الله، فالنفس البشريه التي تباركت مثل مصر ليحل فيها اخلاق السيد المسيح، وكي يُظهر الحدث أن الدين لا يقتصر على شعب واحد أو ثقافة واحدة، بل يمتد لجميع البشر وليس مقتصرًا على شعب إسرائيل فقط.
تركت رحلة العائلة المقدسة بصمة إيمانية عميقة على مصر، حيث انتشرت المسيحية في ربوعها وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويتها، وأُقيمت العديد من الكنائس والأديرة في الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة، ممّا جعلها مزارات مقدسة تجذب المؤمنين من جميع أنحاء العالم، فلا عجب أن يتواجد علي ارضها بعض من منغلق العقول الذين يريدون اليوم حرمان اقباطها من حق العبادة المكفول للجميع والذي كان بإرادة الاهيه، وتوصيه عميقه، كما ساهمت المسيحية في إثراء الثقافة المصرية وتنوعها، من خلال الفنون والآداب والعلوم، ولعبت الكنيسة دورًا هامًا في حفظ التراث المصري وتاريخه، ومساعدة المحتاجين، ونشر مبادئ المحبة والتسامح.
ويُعدّ عيد دخول السيد المسيح أرض مصر المباركة مناسبةً للتأمل في عظمة الله وحبه للبشرية، كما يُذكّرنا هذا العيد بأهمية الإيمان والتمسك بالقيم المسيحية، ويساعدنا على تجديد إيماننا وترسيخ قيم المحبة والتسامح والسلام في قلوبنا، وربما نشعر هذة الايام بالاحتياج لقدومه إلى مصر مرة أخرى في ظل ظروف التوترات الحدوديه عند معبر رفح، ليعكس الحب الإلهي والرحمة التي تمتد لجميع الشعوب، وكأن الحدث يتكرر استغاثه من جحيم حرب غزة ومحرقه الخيام وقتل الاطفال بين القتل والتشريد. ليظهر الإيمان والصمود معا، وكأن نتنياهو يبعث من جديد من أحفاد الملك هيرودس، ونرى دور الأم في كلتا الحالتين، ففي هروب السيد المسيح، نرى دور السيدة العذراء مريم في حماية ابنها، بينما في حرب غزة، نرى دور الأمهات الفلسطينيات في حماية أطفالهن من مخاطر الحرب. وفي كلتا الحالتين رمزًا للأمل في النجاة من الظلم والوصول إلى حياة أفضل، ففي هروب السيد المسيح، نرى وعدًا بالخلاص من الخطيئة والموت، بينما في حرب غزة، نرى أملًا في نيل الحرية والعدالة، بلا قيم للديمقراطية والعدالة أو حقوق الإنسان، فلم يختلف كثيرا عن الماضي، لكن في نفس الوقت، تُذكّرنا بقوة الإيمان والأمل في النجاة من الظلم والوصول إلى حياة أفضل.
ويعيد التاريخ نفسه، ويرسخ أوجه التشابه بين نتنياهو والملك هيرودس، حيث تميز كل منهما بالسعي الشديد للسلطة والتمسك بها بكل الوسائل، حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة المفرطة والقمع، فقد سعى هيرودس للوصول إلى عرش مملكة اليهود من خلال تحالفات مع الرومان وقتل العديد من خصومه، بينما سعى نتنياهو للبقاء في منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي لأطول فترة ممكنة من خلال استغلال الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي وتصعيد التوتر مع الفلسطينيين، والقسوة على معارضيه.
فقد أمر هيرودس بقتل العديد من الأشخاص الذين اعتبرهم تهديدًا لسلطته، بما في ذلك الأطفال الرضع، بينما اتّهم نتنياهو باستخدام نفس القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، الذين اغلبيتهم من الاطفال، واستخدم كل منهما الخطاب الشعبوي لتجييش الجماهير ولعب هيرودس على مشاعر اليهود القومية الدينية من أجل تعزيز سلطته، بينما يلعب نتنياهو على مشاعر الخوف من الإرهاب من أجل حشد الدعم لسياساته، واتهم كل منهما بالفساد، فقد واجه هيرودس تهمة سوء استغلال السلطة، بينما يواجه نتنياهو حاليًا اتهامات بالفساد تتعلق بتلقي رشاوى واختلاس أموال عامة. وعلي الرغم من الاختلاف الكبير في التوقيت إلا انه تُظهر لنا هاتان الشخصيتان وجهًا من وجوه الطموح السياسي المُفرط والرغبة في السلطة بالدماء. وعلى الرغم من الاختلاف الكبير في السياق التاريخي والثقافي، تُظهر لنا هاتان الحالتان وجهًا من وجوه القسوة الإنسانية ومعاناة الأبرياء.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دخول السيد المسيح مصر رحلة العائلة المقدسة هيرودس نتنياهو رحلة العائلة المقدسة السید المسیح إلى مصر أرض مصر هروب ا
إقرأ أيضاً:
«قيود جديدة» على دخول السودانيين إلى مصر
في خطوة تعكس رغبة السلطات المصرية في تنظيم حركة دخول السودانيين إلى البلاد، قررت السلطات المصرية، “تعليق الموافقة الأمنية للسودانيين الراغبين في السفر إلى مطار القاهرة الدولي، مع زيادة في الرسوم عليهم”.
وقال موقع “أخبار السودان”، إن “القرار يأتي في إطار جهود الحكومة المصرية لتعزيز الأمن وتقليل المخاطر المرتبطة بالهجرة غير الشرعية”.
وكشفت مصادر، عن “استئناف انتقال السودانيين إلى مصر اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل، فيما حددت السلطات رسوم الانتقال بـ 3300 دولار لكل جواز سفر، وذلك لجميع الفئات العمرية”.
وأوضحت مصادر للموقع، أن “سبب هذا الإيقاف يعود إلى الحاجة لتقنين دخول الأفراد وتعزيز الإجراءات الأمنية، مشيرة إلى أنه لا صحة لما يتردد حول إلغاء التأشيرات للنساء والأطفال”.
يذكر أنه في نوفمبر الماضي، أعلن وزير النقل المصري، كامل الوزير، عن “خطة لإنشاء محطة قطارات وموانئ برية جديدة على الحدود مع السودان، لتعزيز شبكات النقل والتجارة بين البلدين”.
وأوضح الوزير، أن “مصر ترتبط بالسودان عبر ثلاثة محاور برية رئيسية: توشكي- أرقين (100 كيلو متر غرب النيل)، قسطل- وادي حلفا (35 كيلو متر شرق النيل)، ومحور ساحل البحر الأحمر من حلايب إلى بورسودان (280 كيلو متر)”، وفقا لبيان من وزارة النقل المصرية.
أشار إلى “التخطيط لإنشاء محطة سكك حديدية تبادلية عند أبو سمبل لتبادل الخدمة بين الخط الأول للقطار الكهربائي السريع عند أبو سمبل، وخط سكة حديد جديد مخطط إنشاؤه من أبو سمبل حتى وادي حلفا”.
وبحسب البيان المصري، لفت إلى “وجود ثلاثة موانئ برية قائمة الحدود المصرية السودانية هي (قسطل، أرقين، رأس حدربة)، مع التخطيط لإنشاء إنشاء مناطق لوجستية في قسطل وأرقين لخدمة حركة التجارة بين البلدين، إلى جانب الطريق الملاحي (أسوان – وادي حلفا) عبر بحيرة ناصر”.
آخر تحديث: 14 ديسمبر 2024 - 16:02