كثيراً ما نعتقد أن هناك تناقضات فى بعض الأمثال الشعبية التى اختصرت على مدار السنين حواديت أساسية لدى الإنسان المصرى، والتى أصبحت مع الوقت قوانين حياة، من تلك الأمثال التى يعتقد البعض تناقضها.. «لا يضيع حق وراءه مُطالب» و«المسامح كريم» وأصبحنا بين المثلين فى لغط عظيم.. نُطالب أو نُسامح.. ولعلى لا أجد أى تعارض بينهما إذا عرفنا مفهوم كل مثل والغاية التى يرمى إليها، فالأول يُطالب الإنسان السوى بعدم ترك أى من حقوقه وأن يسعى إلى المطالبة بها بالقانون أو التقدم بها فى شكوى إلى صاحب الأمر ليرد له حقه، كما فعل الفلاح المصرى القديم المعروف بالفلاح الفصيح الذى ظل يُطالب بقيمة بضاعته عشر سنوات حتى حصل على قيمتها، وقال عبارته الخالدة «إن فضيلة الرجل أثره» أما التسامح يأتى عندما يخطئ أحد ويعتدى على حقك ثم يرده إليك ويعتذر فنقبل اعتذاره ونقول هذه العبارة الجميلة التى تتفق مع الأخلاق والدين «المسامح كريم» لترسيخ قيمة الاعتذار التى تغيب عن هذا الزمان وللأسف أكثرهم يُناضلون لسلب حقوق الناس بكل بجاحة.
لم نقصد أحدا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى قيمة التسامح الإنسان المصرى المسامح كريم
إقرأ أيضاً:
من القرآن إلى الحياة.. كيف نحيي قيم التسامح؟
ويفتح برنامج "حكم وحكمة" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360" ويقدمه الشيخ عمر عبد الكافي- في حلقة 2025/1/27 نافذة على قيمة التسامح في الإسلام، مستعرضا نماذج قرآنية ونبوية تؤسس لثقافة العفو والصفح في المجتمع.
ويستهل البرنامج حديثه بقصة سيدنا يوسف عليه السلام كنموذج فريد للتسامح في أقسى الظروف، فرغم ما تعرض له من إخوته من مؤامرة للقتل والإلقاء في غيابة الجب والبيع بثمن بخس ثم المؤامرات في مصر والسجن فإن موقفه عند لقاء إخوته بعد سنوات طوال كان ﴿لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين﴾.
وينتقل البرنامج إلى نموذج آخر للتسامح في السيرة النبوية متمثلا في موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة، فعندما وقف صلوات الله عليه أمام من آذوه وآذوا أصحابه لسنوات سألهم "ما تظنون أني فاعل بكم؟" فقالوا "خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم"، فقال "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وتطرح الحلقة تساؤلا مهما بشأن حدود التسامح في واقعنا المعاصر، مشيرة إلى الفهم الخاطئ الذي يربط التسامح بالضعف، وتؤكد أن قوة الإنسان تتجلى في قدرته على العفو والصفح والمغفرة وليس في الانتقام والثأر.
ويلفت الشيخ عبد الكافي إلى إحياء قيم التسامح في العلاقات الاجتماعية المختلفة، سواء بين الزوجين أو الإخوة أو الجيران أو في علاقات العمل، مؤكدا أن هذه القيم النبيلة التي وردت في القرآن الكريم يجب أن تنعكس على سلوكياتنا اليومية وتعاملاتنا مع الآخرين.
إعلان 27/1/2025