بوابة الوفد:
2024-11-05@09:23:21 GMT

استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

تتجه الحرب فى غزة نحو شهرها التاسع، وخلال تلك الفترة صرحت حكومة نتنياهو مراراً وتكراراً بأن إسرائيل تستخدم القوة ضد حماس، وليس ضد المدنيين، لكن هذا يتعارض مع السلوك الفعلى لهذه الحرب وطريقة القتال الإسرائيلية برمتها.. ومنذ البداية، كان جيش الدفاع الإسرائيلى يوسع نطاق هجماته إلى ما هو أبعد من وحدات حماس شبه العسكرية.

وكانت المدارس والمستشفيات ومحطات معالجة المياه وما شابه ذلك من الأهداف المبكرة، وكذلك الصحفيون وعمال الإغاثة والطاقم الطبي.
بموجب عقيدة الضحية، يتم استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد ضد السكان المدنيين بشكل عام لتحقيق هدفين محددين: الأول قصير المدى – تقويض الدعم المقدم للتمرد، والهدف فى غزة هو جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لحركة حماس. أما الخيار الثانى فهو طويل الأمد، وهو العمل كرادع للحركات شبه العسكرية فى المستقبل من أى نوع، سواء فى غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو جنوب لبنان. وبصراحة، ما حدث لغزة هو نفس ما سيحدث لأى حركة تتحدى الأمن الإسرائيلى هناك أو فى أى مكان آخر.
ولكى نفهم ذلك، ولماذا يحتفظ نتنياهو بالدعم الكافى لمواصلة الحرب، فلابد من الاعتراف بعنصرين آخرين. الأول هو التأثير الدائم لهجوم حماس العام الماضي. وحتى مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين منذ ذلك الحين، فإن الخسائر الإسرائيلية فى 7 أكتوبر ما زالت تهز المجتمع الإسرائيلى حتى النخاع لعقود من الزمن ظلت إسرائيل تعيش فى حالة من التناقض الأمني: حيث تبدو إسرائيل منيعة ولكنها غير آمنة على الدوام، وذلك بسبب الصراع الأساسى حول الأرض والشعوب. وسوف يستمر «فخ انعدام الأمن» هذا إلى أجل غير مسمى ما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة مع الفلسطينيين. علاوة على ذلك، قد تعتبر إسرائيل نفسها دولة ديمقراطية، ولكن إذا أخذنا فى الاعتبار كل الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل، فإن السكان غير اليهود فى «إسرائيل الكبرى» هم الذين يتمتعون الآن بأغلبية إجمالية صغيرة .
والعنصر الثانى هو أن الحرب تسير بشكل سيئ بالنسبة للإسرائيليين. وعلى الرغم من استخدام الجيش الإسرائيلى للقوة على نطاق واسع وتدمير جزء كبير من قطاع غزة، إلا أن حماس ما زالت باقية وتواصل إعادة تشكيل نفسها. لقد أصبح فشل الجيش الإسرائيلى واضحًا منذ عدة أشهر ، لكن حكومة نتنياهو ليس لديها مكان آخر تذهب إليه، ولن يتخذ بايدن بعد الخطوة الرئيسية الوحيدة المتمثلة فى قطع جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وما دامت الولايات المتحدة، وبريطانيا، ترفض قبول قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، فإن نتنياهو قادر على البقاء.
هناك علامة واحدة تبعث على الأمل: وهى أن المزاج العام فى إسرائيل يتغير ببطء ولكن بثبات، كما أفاد مراسلا صحيفة الجارديان بيثان ماكيرنان وكيكى كيرزينباوم. فبعد الهجوم الذى شنته حماس فى أكتوبر الماضي، تصور 70% من الإسرائيليين أن الحرب لابد أن تستمر إلى أن يتم القضاء على حماس، ولكن استطلاعاً للرأى أجرى مؤخراً أظهر أن 62% من الإسرائيليين يعتقدون أن هذا الأمر أصبح مستحيلاً الآن. ولا تزال إسرائيل مجتمعاً يعانى من استقطاب عميق، لكن هذا يعنى أنه من الممكن أن تأتى نهاية الحرب من الداخل 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود قطاع غزة الجيش الإسرائيلي الحرب في غزة

إقرأ أيضاً:

الجنجويد ينحل – شعار تجاوزه الزمن.!!

فشل النخبة السودانية يتجسد في امساكها بحبال الخيال، أكثر من انخراطها في العمل الواقعي المفضي لتغيير الواقع المؤلم والمستمر، لقد هتف أحد الصفويين المركزيين داخل بهو القاعة المستقبلة لرئيس الوزراء السابق بلندن، بشعار "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل"، في دوغمائية متحجرة رافضة لحقيقة أن قوات الدعم السريع قد لعبت الدور الأول في إسقاط الطاغية، ولولاها لما استطاع هذا الرافع لعقيرته بالصياح أن ينفس ببنت شفة في وجه الطغاة السابقين، ففضل هذه القوة العسكرية الوطنية في إزاحة رأس المنظومة الاخوانية من مشهد السلطة، لا ينكره إلّا صاحب غرض، فلولا كلمة "لا" التي قالها قائد الدعم السريع في وجه السلطان الجائر ومفتي دياره، لاكتملت رغبة الطاغية في سفك دماء ثلثي الشعب المغيّب، فالذين يطالبون بحل هذه القوات من رموز تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، عليهم أن يعترفوا بفضل جنود وضباط وضباط صف هذه القوات، الذين سهّلوا لهم مهمة الخروج الآمن من العاصمة الخرطوم، عندما غدر جيش الفلول بقوات الدعم السريع وهاجمها في مقارها المعلومة، إذ أنّه لا يمكن لشريف من شرفاء العمل العام، أن يعض اليد التي انقذته من براثن الموت، فحتى قادة القوات المشتركة "المرتزقة" التي خرجت عن الحياد وناصرت مليشيا الاخوان المسلمين المختطفة لقيادة الجيش السوداني، أمّنتهم هذه القوات عندما أطبق عليهم الأخشبين، هذه الحقائق يجب أن تكون ماثلة في ذهنية كل الساسة العاملين في منظمة "تقدم"، فما عاد الاستهبال القديم للدولة القديمة يجدي نفعاً في تسلق كتف الآخر للوصول لكرسي السلطة، وما تقوم به قوات الدعم السريع اليوم في ميدان الحرب شعاره استعادة الحكم المدني، فكيف لرمز مدني أن يعادي القوة الوحيدة التي تقاتل من أجل اعادته لوضعه الطبيعي؟.
لقد مضى عهد الاستغلال وجاء زمان (الاستقلال)، بفضل أداء أشاوس قوات الدعم السريع وصمودهم، في ميدان معركة الحرية والديمقراطية والعدالة، وسوف تلعب دوراً أعظماً بعد أن تضع الحرب أوزارها، ومن ظن أن هذه القوة الوطنية الثائرة ستتبخر في أثير الفضاء هكذا، عليه أن يتهيأ لصدمة كبرى قادمة، فالوطنيون الأوفياء لأوطانهم والذائدين عن حوضها يجب أن يكرموا، فهؤلاء الأشاوس الذين فدوا الوطن بدمائهم الغالية، يجب أن تنصب لهم النصب التذكارية بعد اكتمال مشروع التحرير الشامل، فما قدموه من تضحية مشهودة لا يجب أن يقابل بالنكران والرفض والاقصاء والامتهان، وفتية بهذه العزيمة وقوة الشكيمة حري بهم أن يكونوا أساس بنية الجيش الوطني الحقيقي للدولة المدنية القادمة، لا أن يقوم التقدميون بالإعلان عن رغبتهم الأكيدة في وأدهم على قارعة طرقات عاصمة الضباب، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وسوف يشهد سفر التاريخ بأن هنالك قوة بشرية صعبة المراس، طهّرت أرض السودان من دنس الفاسدين والمخربين يوما ما، فقد كتبوا تاريخهم بدمائهم الساقية لأرض الوطن العزيز بالدماء، ولن يسمحوا لكائن من كان أن يبت في أمر بالحل، فكما شقوا طريق الحرية والانعتاق بسواعدهم الخضراء، إنّهم قادرين على مجابهة التقدميين غير المعترفين بحسن صنيعهم، مثلما واجهوا جنود المرتزقة "المشتركة" حينما حلموا بمواجهتهم وتمنوا على أنفسهم الأماني، وأي مشروع سياسي يسعى للحكم بعد إنهاء الحرب، لابد وأن يمر ببوابة حرّاس الدولة والدستور – هؤلاء الأشاوس الذين لقنوا العملاء والخونة والمتآمرين أبلغ الدروس، فهذه القوة الوطنية العسكرية المسماة بقوات الدعم السريع، هي حامية حمى الشعب ومؤسسات الدولة، وسيكون اسمها "الحرس السيادي"، وهي الضامن الأوحد لاستدامة الحكم المدني الديمقراطي، وابعادها عن المشهد يعني عودة عهد الظلام والانتكاس الحضاري.
في مسيرتها الوطنية الباذخة حققت قوات الدعم السريع انجازاً وطنياً مفصلياً في عمر الدولة السودانية، ألا وهو كسر بندقية العسكر المدجنين بواسطة الأيدلوجيات الحزبية، وكنسها لأوساخ آخر أيدلوجية حزبية وافدة – تنظيم الاخوان المسلمين القادم من مصر– حزب المؤتمر الوطني المحلول، ولو كانت هناك أجهزة ومنظمات ومؤسسات جديرة بالحل، تكون جميع منظمات ومليشيات الاخوان المسلمين، الدفاع الشعبي، هيئة العمليات، منظمة الشهيد، منظمة السلامة، الهيئة الخيرية، الشرطة الشعبية، الأمن الشعبي، وغيرها من المنظمات الاخوانية الموازية لمؤسسات الدولة، والتي أوردت البلاد موارد الهلاك، هذا هو الحل الذي كان من واجب ذلك "التقدمي" أن يهتف بحله، وليس حل القوة العسكرية الوحيدة في الساحة، المعلنة عن برنامجها الواضح الصريح الهادف إلى تمكين الحكم المدني، فهب أن حلم هذا التقدمي الحقود قد تحقق، كيف يتسنى له تحقيق شعار المدنية التي هي خيار الشعب؟، في ظل وجود المنظمات الاخوانية آنفة الذكر؟، ألم يقرأ هذا الرجل الغريب مستجدات ساحة الحرب في مدينة بحري؟، ألم يعلم بأول نموذج لدولة ما بعد حل (الجنجويد)؟، تلك الدولة التي أعدمت أكثر من مائة مدني رمياً بالرصاص، في ميادين الخرطوم بحري؟، على رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك أن لا يسمح لهؤلاء التقدميين الذين لا ينظرون ابعد من أرانب أنوفهم، لأن يكونوا قابعين داخل سفينته المبحرة والماخرة لعباب البحر، من أجل الرسو في موانئ الدولة المدنية المنشودة، فمثل هؤلاء يخصمون من أرصدة دعاة المدنية، لأن بفعلهم هذا يكسرون أكبر عمود ترتكز عليه الدولة المدنية المنشودة، أجلسوهم على مقاعد المتفرجين تفلحوا.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • مباشر. الحرب بيومها الـ395: إسرائيل تقطع علاقاتها بالأونروا وحزب الله يقصف ميرون ومستشار نتنياهو يتحسس رأسه
  • "تسريبات وثائق حماس.. المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو باستغلال الأسرار الأمنية".. ما القصة؟
  • تقارير عبرية تكشف: هذا ما يفعله مكتب نتنياهو لتعطيل الصفقة مع حماس
  • خرق أمني وتسريب معلومات| فضيحة داخل حكومة الاحتلال تهز عرش نتنياهو.. وعلاقتها بـ يحيى السنوار
  • حزب الجيل: لجنة الإسناد الفلسطينية قد تجبر إسرائيل على السلام وإنهاء الحرب
  • جدل واسع لعبور سفينة اسرائيلية قناة السويس ترفع العلم المصري
  • عضو المجلس الثوري بحركة فتح: وقف الحرب في غزة ضد مصلحة نتنياهو
  • باحثة: نتنياهو يسعى إلى بناء شرق أوسط جديد وتكون إسرائيل القوة المسيطرة
  • مطالب بتقنين استخدام الحشيش كدواء في مصر.. تفاعل واسع (شاهد)
  • الجنجويد ينحل – شعار تجاوزه الزمن.!!