بوابة الوفد:
2024-07-05@12:57:19 GMT

استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

تتجه الحرب فى غزة نحو شهرها التاسع، وخلال تلك الفترة صرحت حكومة نتنياهو مراراً وتكراراً بأن إسرائيل تستخدم القوة ضد حماس، وليس ضد المدنيين، لكن هذا يتعارض مع السلوك الفعلى لهذه الحرب وطريقة القتال الإسرائيلية برمتها.. ومنذ البداية، كان جيش الدفاع الإسرائيلى يوسع نطاق هجماته إلى ما هو أبعد من وحدات حماس شبه العسكرية.

وكانت المدارس والمستشفيات ومحطات معالجة المياه وما شابه ذلك من الأهداف المبكرة، وكذلك الصحفيون وعمال الإغاثة والطاقم الطبي.
بموجب عقيدة الضحية، يتم استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد ضد السكان المدنيين بشكل عام لتحقيق هدفين محددين: الأول قصير المدى – تقويض الدعم المقدم للتمرد، والهدف فى غزة هو جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لحركة حماس. أما الخيار الثانى فهو طويل الأمد، وهو العمل كرادع للحركات شبه العسكرية فى المستقبل من أى نوع، سواء فى غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو جنوب لبنان. وبصراحة، ما حدث لغزة هو نفس ما سيحدث لأى حركة تتحدى الأمن الإسرائيلى هناك أو فى أى مكان آخر.
ولكى نفهم ذلك، ولماذا يحتفظ نتنياهو بالدعم الكافى لمواصلة الحرب، فلابد من الاعتراف بعنصرين آخرين. الأول هو التأثير الدائم لهجوم حماس العام الماضي. وحتى مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين منذ ذلك الحين، فإن الخسائر الإسرائيلية فى 7 أكتوبر ما زالت تهز المجتمع الإسرائيلى حتى النخاع لعقود من الزمن ظلت إسرائيل تعيش فى حالة من التناقض الأمني: حيث تبدو إسرائيل منيعة ولكنها غير آمنة على الدوام، وذلك بسبب الصراع الأساسى حول الأرض والشعوب. وسوف يستمر «فخ انعدام الأمن» هذا إلى أجل غير مسمى ما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة مع الفلسطينيين. علاوة على ذلك، قد تعتبر إسرائيل نفسها دولة ديمقراطية، ولكن إذا أخذنا فى الاعتبار كل الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل، فإن السكان غير اليهود فى «إسرائيل الكبرى» هم الذين يتمتعون الآن بأغلبية إجمالية صغيرة .
والعنصر الثانى هو أن الحرب تسير بشكل سيئ بالنسبة للإسرائيليين. وعلى الرغم من استخدام الجيش الإسرائيلى للقوة على نطاق واسع وتدمير جزء كبير من قطاع غزة، إلا أن حماس ما زالت باقية وتواصل إعادة تشكيل نفسها. لقد أصبح فشل الجيش الإسرائيلى واضحًا منذ عدة أشهر ، لكن حكومة نتنياهو ليس لديها مكان آخر تذهب إليه، ولن يتخذ بايدن بعد الخطوة الرئيسية الوحيدة المتمثلة فى قطع جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وما دامت الولايات المتحدة، وبريطانيا، ترفض قبول قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، فإن نتنياهو قادر على البقاء.
هناك علامة واحدة تبعث على الأمل: وهى أن المزاج العام فى إسرائيل يتغير ببطء ولكن بثبات، كما أفاد مراسلا صحيفة الجارديان بيثان ماكيرنان وكيكى كيرزينباوم. فبعد الهجوم الذى شنته حماس فى أكتوبر الماضي، تصور 70% من الإسرائيليين أن الحرب لابد أن تستمر إلى أن يتم القضاء على حماس، ولكن استطلاعاً للرأى أجرى مؤخراً أظهر أن 62% من الإسرائيليين يعتقدون أن هذا الأمر أصبح مستحيلاً الآن. ولا تزال إسرائيل مجتمعاً يعانى من استقطاب عميق، لكن هذا يعنى أنه من الممكن أن تأتى نهاية الحرب من الداخل 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود قطاع غزة الجيش الإسرائيلي الحرب في غزة

إقرأ أيضاً:

جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟

رأى محللون سياسيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده من يمتلك القدرة على حسم ملف صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل ضعف الرئيس الأميركي جو بايدن حاليا.

ووفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فإن الشغف الإسرائيلي الحالي نابع من 3 عوامل، الأول شغف المؤسسة الأمنية والعسكرية لوقف الحرب، والثاني شغف سياسي في ظل رغبة نتنياهو بإبقاء الوضع الحالي، إضافة إلى مرونة حماس بشأن صياغات الانتقال من المرحلة الأولى للثانية في المقترح الأميركي الإسرائيلي.

ويوضح مصطفى أن نتنياهو يتبع إستراتيجية كسب الوقت، وهي مبنية على "التفاوض من أجل التفاوض"، وإطلاق تصريحات من طرفه بأنه لن يوقف الحرب حتى تحقيق أهدافها، فضلا عن اتهام حماس بالتعطيل بمساعدة أميركية.

ويعتقد أن نتنياهو حاليا في وضع قوي ومريح لرفض الصفقة، لأن الضغط الأميركي ليس كالسابق في ظل ضعف بايدن، إلى جانب أن الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل لم تتحول إلى ثورة شعبية كبيرة.

واليوم الخميس، أبلغ نتنياهو هاتفيا الرئيس الأميركي بقراره إرسال وفد لمواصلة المفاوضات من أجل إطلاق سراح المحتجزين، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) ديفيد برنيع سيرأس الوفد الإسرائيلي في محادثات الدوحة.

وفي السياق ذاته، شدد مصطفى على أن الكابينت المصغر في إسرائيل لن يقبل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى معضلة بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا على طول حدود القطاع مع مصر.

ولذلك، قد يلجأ نتنياهو إلى تسوية مع اليمين المتطرف ترتكز على منح الأخير الضفة الغربية مقابل إدارته ملف غزة باستقلالية وانتهاج سياسة المماطلة والتسويف، وفق مصطفى الذي لم يستبعد إقدام الأول على حل الكنيست والذهاب إلى حكومة انتقالية تنتهي بانتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفيما يتعلق بالخلاف مع المؤسسة الأمنية والعسكرية، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي إن قوة الجيش تكمن في التأثير على المزاج الشعبي الإسرائيلي، وهو أمر ممكن أن يضغط أكثر على الحكومة.

"مرونة وليس تنازلا"

من جانبه، يعتقد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن طرح حماس أفكارا مع الوسطاء لإيقاف الحرب "لا يمكن اعتباره تنازلا وإنما براغماتية لكسر الجمود".

وأشار زياد إلى أن الحركة تتمسك بخطوطها الحمراء بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي وتبادل الأسرى وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

ولفت إلى أن مرونة حماس تتسق مع جهود فصائل المقاومة بضرورة إنهاء الحرب وإمساك زمام المبادرة، في حين يتشبث نتنياهو برؤيته باستمرار الحرب رغم تصدع جبهته الداخلية.

ورأى أن هناك 4 بيئات تتشكل خلال الحرب الحالية، معظمها في صالح المقاومة، وهي مؤسسة الجيش الإسرائيلي التي قال إن رأيها سيكون حاسما مع الانتقال إلى المرحلة الثالثة، والبيئة الإقليمية المتشكلة، فضلا عن البيئة الميدانية بتكيف المقاومة ومرونتها، إضافة إلى العلاقة الأميركية الإسرائيلية في ظل ضعف إدارة بايدن.

موقف واشنطن

بدوره، قال مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط إن إسرائيل تريد وقفا لإطلاق النار في مصلحتها، في حين تريد الولايات المتحدة وقفا فوريا يخفض احتمالية نشوب نزاع بين حزب الله وتل أبيب.

وشدد مولروي على أن إدارة بايدن تريد وقفا لإطلاق النار في غزة لأمرين، الأول يتعلق بالسياسة العامة للولايات المتحدة، إضافة إلى السياسة الداخلية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، خاصة أن الولايات المتأرجحة -ومن بينها ميشيغان- هي من ستقرر.

لكنه أوضح أن من يتخذ قرار وقف إطلاق النار هما إسرائيل وحماس، وكلتاهما لديهما مصلحة بالتوصل إلى صفقة.

وخلص إلى أن النقاش جدي بخصوص وقف إطلاق النار، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن ستنتبه لما يقال، خاصة التصريحات التي قد تربك المشهد في ظل رغبة نتنياهو الانتظار حتى الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

مقالات مشابهة

  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • آيزنكوت : نحن في أقرب نقطة من إبرام صفقة تبادل
  • الكابينت يجتمع مساءً - نتنياهو يوافق على سفر وفد المفاوضات
  • عضو سابق بمجلس الحرب: نتنياهو سيعرقل اتفاق غزة
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين
  • صحيفة تكشف مستجدات مسار التفاوض بشأن وقف الحرب على غزة
  • لماذا أعلنت واشنطن لاءاتها بشأن ترتيبات ما بعد حرب غزة وما مدى واقعيتها؟
  • جيش الاحتلال يشتكي من نقص الذخائر ويريد هدنة في غزة
  • إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.. وكبار الجنرالات يطالبون بالتوقف
  • نتنياهو يشدّد على رفض الاستسلام لالرياح الانهزامية ووجوب تحقيق أهداف الحرب