بوابة الوفد:
2024-07-01@22:37:22 GMT

تعـريب العبـرية

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

إن منْ يتأمل التأثير العظيم للإسلام ينبهر أمام التأثير الذى حوّل العرب من قبائل وشيع إلى أمة ذات وجود عضوى متماسك صار عالميا، بعد أن أخرج العرب من جاهليتهم إلى التقدم، والقيم والمبادئ، والاتحاد، فنهضت الأمة العربية بسبب قيم الإسلام، وبما أرْستْه السنة النبوية من قيم، ومن أسس الخير، حتى أحصى عبد العزيز بن عبد الله فى مجلة الهلال، أغسطس 1978 ص 84، وما بعدها، فى عدد خاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم  أحصى من الأحاديت ذات الطابع الاجتماعى ما ينيف على أربعة أخماس الأحاديث ، وتتابع اهتمام المستشرقين وشغفهم بهذا الثراء اللغوي، من ذلك ما قام به « دى ساسي» فى اختيار مادة كتابه المختار من كتب أئمة التفسير والعربية فى كشف الغطاء عن غوامض الاصطلاحات النحوية واللغوية، راجعا لأمهات الكتب العربية ومصادرها، وراجعا إلى أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي، ودرة الغواص فى أوهام الخواص للحريري، والإعراب عن قواعد الأعراب لابن هشام كاملا، والمصباح فى النحو للمطرّزي، والأنموذج فى النحو والكشاف، وهما للزمخشري، وألفية ابن مالك، وملحة الإعراب للحريرى، والكتاب لسيبويه، ومقدمة ابن خلدون، وجعل كتابه هذا تكملة لكتاب آخر له هو الأنيس المفيد للطالب المستفيد، وطبعه فى باريس بدار الطباعة السلطانية سنة 1243 هـ/1827م جامعا النصين العربى والفرنسى فى 186 + 519 صفحة، وفى نهاية كل صفحة بداية الصفحة التالية.

وفى ذلك ما يدْفع ادّعاء طائفة من المستشرقين أن الإسلام انتشر بحدّ السيف، والردّ عليهم مبدأ « لا إكراه فى الدين»، وأن انتشار الإسلام كان بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى:» لا يضرّكم منْ ضلّ إذا اهتديتم» المائدة 105، و «لكم دينكم ولى دين» الكافرون 6، كما أن الفتح الإسلامى تمّ لحماية الدعوة والدعاة، ولدفع العدوان:» أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أنْ يقولوا ربّنا الله « الحج 39، و40، كما أنه لا قتال إلاّ بعد نكْث العهد ( 12، و13التوبة )، أو لردّ القتال ودفْعه (190 البقرة) .
وإذا ما عدْنا بالزمن إلى ما قبل ظهور الإسلام وجدْنا أنه لم يكن فى الشرق القديم فى المنطقة قبل ميلاد المسيح، عليه السلام، بنحو 2000ـ 2500ـ سوى حضارتين، مهمتين، هما: المصرية على ضفاف النيل، وحضارة الرافدين، فى ربوع دجلة والفرات، و لم يكن للتاريخ العبرى القديم أثر تاريخى واضح، فيما يقرر د. محمد خليفة حسن، ونوافقه عليه فى مقاله التاريخ العبرى القديم رؤية نقدية عامة، مجلة الفيصل العدد 80، نوفمبر 1983، ص 46، وما بعدها، فقد وقعوا، فيما بين النهرين، فى تبعية للنفوذ البابلي، وفى الجنوب، فى تبعية للنفوذ المصري، فتبعوا آشور أو بابل، فضلا عن الخلط فى أخبارهم، وامتزاج الدين بالتاريخ، وكانت الجزيرة العربية الأصل الأول لكل الشعوب السامية، وهذا سرّ وجود الحضارة الأدبية العربية، وبخاصة الشعر العربى ( ديوان العرب وسجلّمآثرهم) وحيدا فى الساحة الأدبية، وقد أثـّرتْ العربية فى العبرية من خلال عامية المغرب والأندلس، وفهم الكثيرون التلمود من خلال العربية، رجوعا إلى ما ذكره العقاد من أن النبطية والعبرية لهجتان من لهجات العرب القديمة، واستعمل اليهود العربية كتابة ومحاورة منذ القرن الثالث الهجري، واتخذوا كتاب سيبويه منطلقا لتجديد النحو العبرى بفاس منذ القرن الرابع، كما ذكر ماسينيون فى مجموعة بحوثه ومحاضراته، مؤتمر مجمع اللغة العربية 1959ـ1960، ص218، وظهر علماء منهم تحت هذا التأثر، وتحت مبدأ تعريب العبرية منهم :
«مناحم بن سوق» نحو349هـ/ 960م، تبعه أبو زكرياء يحيى بن داوود حيوج الفاسي»، واقتبس منه، وتبعه ووضع كتابه الأصول، محاكاة لخصائص ابن جنى (942ـ1002م)،أبو الوليد مروان بن جناح الرطبي،  وتصدى للدعوة الحبر الفاسي»دونش بن لبرات»، وترجمت أسرة «تبون» إلى العبرية عددا من كتب العربية المتنوعة، ولإسحق بن يعقوب الجوهن الملقب بالفاسى فتاوى عديدة بالعربية، وظل يهود المغرب، واليهود الفارون من اضطهاد رجال التفتيش المسيحيين بالأندلس يدرسون العربية ويكتبون بها، ويسهمون فى نهضة العلوم التطبيقية العربية، وما تزال محاولات الاستنباط والوضع، وإعادة قراءة تراثنا، مستمرة أمام انفتاح باب البحث المقارن. هذا غيض من فيض يؤكد أصالة اللغة العربية فى المنطقة فى أعماق التاريخ، وفى حاضره على حدّ سواء من موقع تأثيها فى العبرية. .  
عضو المجمع العلمى وأستاذ النقد بجامعة عين شمس
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة عين شمس لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: لم نعد نسمي حزب الله "منظمة إرهابية"  

 

القاهرة- قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، السبت29يونيو 2024، إن "الجامعة لم تعد تسمي حزب الله (اللبناني) منظمة إرهابية".

جاء ذلك وفق تصريح متلفز أدلى به الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي لقناة القاهرة الإخبارية المصرية، غداة اختتام زيارته إلى بيروت.

وقال السفير حسام زكي: "في قرارات الجامعة العربية، (سابقا) كان هناك تسمية لحزب الله أنه إرهابي وكان موجود ذلك في القرارات وكان التواصل معه منقطعا تأسيسا على هذه القرارات".

وأضاف: "الدول الاعضاء في الجامعة (لم يسمهم) توافقت أن هذه الصيغة (حزب الله منظمة إرهابية) لا تستخدم فهذا فتح الطريق أمامنا لأن نتواصل"، في إشارة للقاء مسؤولين بحزب الله خلال تلك الزيارة، دون كشف تفاصيل بشأن ذلك التوافق.

وأرجع ذلك إلى "اعتبار أن هذه التسمية (حزب الله منظمة إرهابية) لم تعد موجودة"، مؤكدا أن "الجامعة العربية ليس لديها قوائم إرهابية وليس هناك جهدا مبذولا منها لتسمية كيانات في هذا الاتجاه".

وكانت جامعة الدول العربية صنفت في 11 مارس/آذار 2016 حزب الله "منظمة إرهابية"، مع تحفظ لبناني عراقي، وطالبته بـ"التوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي".

وجاء التصنيف بعد أيام وقتها من تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي يوم 2 مارس 2016 حزب الله اللبناني منظمة إرهابية.

والجمعة، كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي زار بيروت والتقى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله، النائب محمد رعد، وهو الاتصال الأول بين الجامعة العربية و"حزب الله" منذ أكثر من 10 سنوات.

وبحسب بيان للجامعة العربية الجمعة، أجرى زكي في زيارة بدأها الثلاثاء "عددا من اللقاءات مع كل من رئيس مجلس النواب، نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش (العماد جوزاف عون) ومشاورات مع القيادات السياسية والبرلمانية شملت مختلف مكونات الطيف السياسي اللبناني"، دون تسمية باقي من التقاهم.

وبحث اللقاءات "احتواء التصعيد الدائر في جنوب لبنان مع إسرائيل، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة، وإنهاء الشغور الرئاسي اللبناني الممتد منذ أكثر من 19 شهرا".

وجاءت الزيارة وذلك الإعلان من زكي، وسط تصعيد احتمال نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل،

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان - أبرزها "حزب الله" - مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل خلف مئات بين قتل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

ويرهن "حزب الله" وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن قرابة 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • القدس إرثنا الديني والتاريخي
  • «الغرف السياحية»: مهرجان العلمين أحد أهم أسباب إقبال السياح العرب
  • تصريحات فُسّرت في غير سياقها.. زكي يوضح ما قصده بشأن حزب الله
  • رئيس اتحاد المعلمين العرب يواصل لقاءاته بقيادات التربية والتعليم في سوريا
  • إصابتان في شمال إسرائيل بعد هجوم لحزب الله
  • الكيلاني تدعو نظرائها العرب للمشاركة في مؤتمر العمل التطوعي في ليبيا
  • ليس إرهابياً.. خطوة ضمن مسار
  • قرار مفاجئ للجامعة العربية يمنح ”حزب الله” هدايا مجانية
  • الجامعة العربية: لم نعد نسمي حزب الله "منظمة إرهابية"  
  •  شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام