«عاطف بشاى.. 50 مسلسلا.. 20 فيلما.. ورحلة عطاء رائعة .. لم يحصد جائزة!.. عيب!!»
هكذا كتبت في إيجاز وبلاغة مقصد الكاتبة الكبيرة والناقدة الأكاديمية الدكتورة عزة هيكل مربعها النقدي الملون الملفت للانتباه، وقد سبق للكاتبة تناول أعمال السيناريست عاطف بشاي بالنقد والتحليل وعرض جوانب الإبداع الدرامية عبر مقالاتها النقدية، وأيضًا من خلال دراساتها النقدية ولعل أبرزها ما جاء في كتابها إلهام «الدراما التليفزيونية رحلة نقدية».
وكتبت وكتب غيري ونسأل : لماذا يسقط كل عام اسم الكاتب المبدع «عاطف بشاي «من قوائم منح الجوائز بكافة درجاتها ونوعياتها؟ .. وأسأل:
جاء في أحد مقالاته :
«لابد أن يصفعك هذا السؤال الاستنكارى الساخط من المتلقين للأعمال الفنية - خاصة الدراما السينمائية والتليفزيونية - وذلك حين تُبدي نفورك من شيوع العنف والبلطجة، والقتل واستخدام السيوف والخناجر في معارك دامية ، والتحرش والاغتصاب والخيانات الزوجية ، والخروج على القانون ، والاعتداء الجسدي من قبل الأزواج على زوجاتهن بالضرب والركل ، ناهيك عن انتشار لغة جديدة متدنية تحوى عبارات منحطة، وتعبيرات مسفة ومفردات لفظية غليظة وسبابًا قبيحًا ، اجتاحت الشارع المصري في السنوات الأخيرة ، وانتقلت إلى الشاشات فأصبحت وباءً يهدد هويتنا .. ويمثل ردة حضارية وقبحًا يزدري الجمال « ..
وأتوقف هنا عند حوار عائلي بين شاعر مبدع وزوجة نكدية ضد أي إبداع كوني توقفت عند إشاراته لطبيعة أحوال البيت المصري ..
– سيبك من الكلام اللي لا يودي ولا يجيب ده وانزل اقعد عالقهوة شوية.. علشان هنضف الأوضة وأزعّفها وأمسح البلاط ...
= بقى تقطعي حبل أفكاري وتمنعي استرسالي في القصيدة علشان تنضفي الأوضة!
– ابقى أوصل أفكارك دي بعدين .. متعطلنيش بقى يا «رستم»
= يعني خلاص حبكت تنضفي يوم أجازتى!
– ويعني خلاص حبكت تكتب النهارده .. على رأي المثل « الندب بالتار ولا قعدة الراجل في الدار «
= طيب أنا خارج رايح أقعد عالقهوة .. أكتب قصيدة رثاء في الحب الذي كان.. مش هيّ دي نور .. مش هيّ نور»
– رستم .. متنساش تجيب معاك وإنت راجع ليفة سِلك وبودرة مواعين وفرشة بلاط .. و٢ كيلو عنب .. نقّيه كويس إوعى تخلّي البياع يستعبطك .. وكرنبتين حلوين
= يا قهرتى!
مشهد من مسلسل : اللقاء الثانى، حلقة : لقاء متأخر
تأليف: نهى حقي ، سيناريو: عاطف بشاي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية
إقرأ أيضاً:
«مدرسة متكاملة من الإبداع».. كيف أثر صلاح جاهين في مسيرة سعاد حسني؟
ترك الشاعر الراحل صلاح جاهين بصمة فريدة في تاريخ الفن، فهو شاعر البسطاء الذي تحل اليوم الموافق 25 ديسمبر ذكرى ميلاده، إذ ولد في مثل هذا اليوم من عام 1930، واستطاع بكلماته وأشعاره أن يحفر لنفسه تاريخا كبيرا في عالم الفن والشعر العامي وأن يصبح جزءا أصيلا من أعمال سينمائية لا زالت تعيش بيننا حتى اليوم.
ثنائي ناجح مع سعاد حسنيشكّل الشاعر الراحل صلاح جاهين ثنائيا مميزا مع السندريلا سعاد حسني، هو بكلماته وتأليفه وهي بأدائها التمثيلي والاستعراضي الجذاب، إذ نجحا سويًا في تقديم عدد من الأعمال الفنية التي لا تزال محفورة في قلوب الجمهور، أبرزها فيلم «خلي بالك من زوزو» و«أميرة حبي أنا»، كما كتب لها كلمات عدد من الاستعراضات الغنائية التي نقلت السعادة والفرحة للكثيرين مثل «الدنيا ربيع» و«الحياة بقى لونها بمبى»، حتى نشأت علاقة صداقة وطيدة بينهما، وفق حوار تليفزيوني نادر مع الفنانة سعاد حسني.
كان صلاح جاهين بمثابة المدرسة المتكاملة من الإبداع والإنسانية والإلهام لسعاد حسني وللكثير من أبناء جيله، حسب ما أضافته في لقاء تليفزيوني: «كان هو لسان حالي.. كان بيعبر عن كل حاجة بحسها عن الحياة أو المرأة أو الظلم فهو بالنسبة لي ولأي حد أتعامل معاه مدرسة كبيرة أوي».
نصيحة صلاح جاهين للسندريلاعندما حقق الثنائي الناجح جماهيرية عالية بعد نجاح فيلمي خلي بالك من زوزو أميرة حبي أنا، رفضت سعاد حسني التعاون مع كُتاب سيناريو آخرين، إلا أن جاهين لم يوافقها على ذلك وأكد لها أن موهبتها تستحق الانطلاق والتعاون مع أكثر من مؤلف وسيناريست ووجه لها نصيحة بألا تسمح لأحد أن يحتكر موهبتها: «قالي أوعي تكون نجمة السيناريست الواحد».
يُذكر أن الاسم الحقيقي للشاعر والمؤلف صلاح جاهين، محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، وهو ولد في حي شبرا بالقاهرة، ودرس الحقوق بجامعة القاهرة وفي عام 1955 بدأ العمل في مجلة روز اليوسف الأسبوعية المصرية كرسام كاريكاتير، واشتهر جاهين كشاعر الغلابة، وارتبط فى أذهان الكثيرين برباعياته التي ما زالت تترد حتى الآن.