تم الكشف مستوى من المعلومات من خلال البحث الجديد الذي يشير إلى أن تأثير فيروس كوفيد-19 يتجاوز بكثير العدوى الأولية، مما يدل على التأثير الطويل الأمد للوباء على الصحة العالمية. 

وفقًا لتحقيق نُشر في مجلة Nature Medicine، لا يزال من الممكن أن يعاني الأشخاص من مشاكل صحية خطيرة بعد ثلاث سنوات من الإصابة بـ Covid-19.

ما هي المخاطر المتبقية لمرض كوفيد الطويل؟

كشف باحثون في جامعة واشنطن في سانت لويس، بقيادة الدكتور زياد العلي، عن بيانات تظهر أن المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى مصابين بكوفيد-19 يظلون في خطر متزايد بشكل كبير للوفاة وغيرها من المضاعفات الصحية الشديدة بعد ثلاث سنوات من الإصابة. 

وحللت هذه الدراسة، وهي الأكبر من نوعها، أكثر من 130 ألف مريض، ووجدت أن كوفيد الطويل يستمر في التأثير على أجهزة الأعضاء المختلفة، مما يتحدى فكرة أن تأثير الفيروس قصير الأجل.

ماذا تقول النتائج؟

ونتائج الدراسة هي مزيج من الأخبار المثيرة للقلق بالنسبة لأولئك الذين دخلوا المستشفى أثناء إصابتهم الأولية، ظل خطر الإصابة بحالات خطيرة مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية وفشل القلب وحتى مرض الزهايمر مرتفعًا في 7 أجهزة أعضاء مختلفة. 

وأظهر هؤلاء المرضى زيادة في المخاطر الصحية بنسبة 34% بعد ثلاث سنوات مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا قط بكوفيد-19.

وحتى بين أولئك الذين يعانون من حالات أولية خفيفة، كانت تأثيرات كوفيد على المدى الطويل لا تزال كبيرة، وتؤثر في المقام الأول على الأجهزة العصبية والجهاز الهضمي والرئوي. 

وواجه هؤلاء المرضى الذين لم يدخلوا المستشفى زيادة بنسبة 5% في خطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد، وهو ما يترجم إلى 41 مشكلة صحية إضافية لكل 1000 شخص بعد ثلاث سنوات من الإصابة.

ما هي سنوات الحياة المعدلة حسب الإعاقة (DALYs)؟

قامت الدراسة أيضًا بقياس عبء كوفيد الطويل من حيث سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة (DALYs)، وهو مقياس يمثل السنوات المفقودة بسبب سوء الحالة الصحية أو الوفاة المبكرة. 

وبالنسبة للمرضى في المستشفى، أدى فيروس كورونا الطويل إلى نحو 90 سنة من سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة لكل 1000 شخص، وهو عبئ أكبر من أمراض القلب أو السرطان، والتي تسبب ما يقرب من 50 سنة من سنوات العمر المصححة للعجز لكل 1000 شخص. 

ويواجه المرضى خارج المستشفى نحو 10 سنوات من سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة لكل 1000 شخص، مما يسلط الضوء على التأثير الكبير والأقل مقارنة بنظرائهم في المستشفى.

يسلط البحث الضوء على أن كوفيد-19 ليس فيروسًا قائمًا بذاته ويتوقف عن التأثير على الأفراد بعد المرحلة الحادة. 

وبدلا من ذلك، يمكن أن تؤدي آثاره المتبقية إلى مشاكل صحية جديدة بعد سنوات، ويصاب الناس بمرض جديد نتيجة للعدوى التي أصيبوا بها قبل ثلاث سنوات. 

ويشير هذا إلى أهمية دراسات المتابعة طويلة المدى لفهم التأثير الممتد للفيروس على الصحة بشكل كامل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بعد ثلاث سنوات سنوات العمر سنوات من کوفید 19

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف أحد عوامل ارتفاع حالات سرطان الأمعاء.. ما علاقة مرحلة الطفولة؟

شدد باحثون من جامعة كاليفورنيا على أن التعرض للسموم التي تنتجها بكتيريا الأمعاء في مرحلة الطفولة قد يُسهم في ارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم لدى من هم دون سن الخمسين حول العالم. 

شهدت دول، بما في ذلك بعض دول أوروبا وأوقيانوسيا، زيادة في عدد البالغين الشباب المصابين بسرطان الأمعاء في العقود الأخيرة، مع تسجيل بعض أشد الزيادات في إنجلترا ونيوزيلندا وبورتوريكو وتشيلي، حسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21".

وأشار الأطباء إلى ارتفاع معدلات السمنة وانتشار الوجبات السريعة وقلة النشاط البدني كعوامل محتملة للمرض، لكن الدراسة الجديدة وجدت أن السلالات الضارة من ميكروب الأمعاء الشائع "الإشريكية القولونية" قد تكون مسؤولة. 

وقال البروفيسور لودميل ألكساندروف من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، "نعتقد أن ما نراه هو عدوى في مرحلة مبكرة من الحياة تزيد لاحقا من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في المستقبل". 


ولفت التقرير إلى أنه في محاولة لفهم هذا الاتجاه، قام فريق دولي بقيادة جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، بتحليل الحمض النووي لـ 981 ورما في القولون والمستقيم من مرضى في 11 دولة في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا. كانت غالبية الأورام من كبار السن، ولكن 132 منها كانت سرطانات معوية مبكرة. 

وجد العلماء أن الطفرات الجينية المميزة التي يسببها الكوليبكتين، وهو سُمّ تفرزه بعض السلالات الضارة من الإشريكية القولونية، كانت أكثر شيوعا بأكثر من ثلاثة أضعاف في الأورام التي أُزيلت من مرضى تقل أعمارهم عن 40 عاما مقارنة بتلك الموجودة لدى مرضى تزيد أعمارهم عن 70 عاما. ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، كانت الطفرات المميزة نفسها أكثر شيوعا أيضا في البلدان ذات أعلى معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء المبكر.  

يُعتقد أن أنماط الطفرات تنشأ عندما يتعرض الأطفال للكوليباكتين قبل سن العاشرة. تُعطل هذه الطفرات الحمض النووي في خلايا القولون، وقد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء قبل سن الخمسين. 

تُظهر السجلات الصحية العالمية ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء لدى البالغين دون سن الخمسين في 27 دولة على الأقل، مع تضاعف معدل الإصابة تقريبا كل عقد على مدار العشرين عاما الماضية. إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يصبح سرطان الأمعاء السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في تلك الفئة العمرية بحلول عام 2030. 

لا تُثبت الدراسة أن الكوليباكتين يُسبب سرطان الأمعاء المُبكر، ولكن إذا كانت سلالات الإشريكية القولونية الضارة مُتورطة، فإنها تُثير المزيد من التساؤلات حول كيفية نشوئها، وكيفية تعرض الأطفال لها، وما إذا كانت التدخلات، مثل البروبيوتيك، يُمكن أن تُحل محل الميكروبات المُسببة.

قال ألكسندروف إنه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كان لدى حوالي 30 إلى 40% من الأطفال الإشريكية القولونية المُنتجة للكوليباكتين في أمعائهم. 

بحسب التقرير، فإن أحد الاحتمالات هو أن السلالات الضارة من الإشريكية القولونية تطورت واكتسبت ميزة في الأمعاء من خلال إنتاج الكوليبكتين. في حين أن السم يتلف الحمض النووي للشخص، إلا أنه قد يساعد الميكروبات على التفوق على جيرانها.

وأوضح ألكسندروف أن "هذا النوع من الحرب الكيميائية الميكروبية شائع جدا في التطور، حيث يساعد إنتاج السم في تشكيل المكان المناسب أو قمع المنافسين الميكروبيين". 

ووفقا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، التي مولت البحث في إطار شراكة تحديات السرطان الكبرى، فإن أكثر من نصف حالات سرطان الأمعاء يمكن الوقاية منها، حيث يرتبط ربعها بتناول القليل جدا من الألياف، ويرتبط 13% بتناول اللحوم المصنعة، و11% بسبب السمنة، و6% بسبب الكحول. ويُعزى 5% أخرى إلى الخمول. 


وقال الدكتور ديفيد سكوت، مدير تحديات السرطان الكبرى في مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "يبدو أن العديد من مرضى سرطان القولون والمستقيم في مرحلة مبكرة من حياتهم قد تعرضوا لسم يسمى الكوليبكتين، تنتجه بعض سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية في مرحلة مبكرة من حياتهم. ليس من الواضح كيف ينشأ هذا التعرض، لكننا نشتبه في أن مجموعة من العوامل، بما في ذلك النظام الغذائي، قد تتقاطع خلال مرحلة حاسمة في تطور ميكروبيوم الأمعاء". 

وأضاف "تُضيف هذه الدراسة جزءا مهما من لغز السرطانات المبكرة، لكنها ليست قاطعة، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات وجود صلة قاطعة بين الكوليبكتين وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر. وتُجري فرق أخرى من مجموعة تحديات السرطان الكبرى أبحاثا متعمقة في ميكروبيوم الأمعاء وعوامل بيئية أخرى للكشف عن سبب الارتفاع العالمي".

مقالات مشابهة

  • بعد غياب ثلاث سنوات.. محمد عبده يعود إلى دار الأوبرا المصرية
  • دراسة تكشف أحد عوامل ارتفاع حالات سرطان الأمعاء.. ما علاقة مرحلة الطفولة؟
  • دراسة: الهيربس يزيد من احتمال الإصابة بالخرف المؤقت
  • دراسة تدقّ ناقوس الخطر.. فيروس شائع يسبب مرض خطير
  • هل يتفشي فيروس الحصبة بإسرائيل؟.. الصحة ترصد حالة إصابة جديدة في تل أبيب
  • دراسة: المراهقون الذين يعتادون على النوم مبكرا يتمتعون بمهارات إدراكية وعقلية أفضل
  • يعزز ذكاء المراهقين.. دراسة ترصد تأثير النوم المبكر على تطور الدماغ
  • دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
  • فوائد بالجملة وآثار جانبية قاتلة.. الجوز البرازيلي سلاح ذو حدين
  • دراسة صادمة: “كوفيد-19” الخفيف قد يهدد خصوبة الرجال