إدانة ترامب.. هل يعيش الأميركيون فيلم "الحرب الأهلية"؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
في ظل التوترات السياسية الحالية في الولايات المتحدة، تأتي إدانة الرئيس السابق دونالد ترامب بتهم جنائية لتزيد من تعقيد المشهد السياسي الأميركي.
ويحذر الباحث فرانك لنتز، في استطلاعات الرأي، من أن هذا الحكم قد يؤدي إلى اندلاع عنف غير مسبوق وتهديد الديمقراطية الأميركية.
ويعبر لنتز في حديث لموقع "سكاي نيوز" البريطاني عن مخاوف المشاركين في مجموعات الاستطلاع من أن ترامب قد يصبح بمتابة "ضحية" لأنصاره إذا ما تم الحكم عليه بالسجن، مما قد يدفع البلاد نحو احتجاجات وأعمال شغب واسعة.
ترامب: بطل أم ضحية؟
ويمثل الحكم على ترامب حسب لنتز لحظة فارقة في السياسة الأمريكية، حيث يمكن أن يصبح ترامب "ضحية" بنظر أنصاره، مما يعزز من احتمالات حدوث احتجاجات وأعمال شغب في الشوارع.
وقد يستخدم ترامب هذا الحكم لصالحه من خلال تصوير نفسه كضحية للنظام القضائي، وهو ما يمكن أن يجلب له المزيد من الدعم والتعاطف.
بايدن وترامب: المواجهة الكبرى
ويتوقع لنتز، أن تكون المناظرة التلفزيونية المرتقبة بين ترامب وجو بايدن في جورجيا يوم 27 يونيو من أكثر المناظرات أهمية في تاريخ أمريكا، وأن تحدد هذه المناظرة مصير الانتخابات القادمة.
ويرى أن هذه المناظرة ستكون حاسمة حتى للذين لا يهتمون بالسياسة عادة، مشيرا إلى أن الفائز في هذه المناظرة قد يكون الرئيس القادم للولايات المتحدة.
واتفق ترامب وبايدن على مناظرة بعضهما البعض في 27 يونيو على شبكة "سي إن إن" وفي 10 سبتمبر على قناة "إيه بي سي".
لحظة "خطيرة" في تاريخ أميركا
من جهته، وصف مراسل موقع "سكاي نيوز" البريطاني مارك ستون هجوم ترامب على النظام القضائي بأنه لحظة خطيرة في تاريخ الولايات المتحدة.
وتروج القنوات الإخبارية اليمينية لرسالة ترامب بـ"منتهى الحدة"، مما قد يؤدي إلى زيادة دعم قاعدته الشعبية.
ورغم أن الحكم قد لا يؤثر بشكل كبير على نوايا التصويت، إلا أنه سيعزز من حماس مؤيديه.
ويعبر ستون عن دهشته من أن جميع أعضاء هيئة المحلفين وجدوا ترامب مذنبا، حيث كان من المتوقع أن يعترض أحدهم على الأقل.
هل يتحقق فيلم "الحرب الأهلية"؟
ويتخوف عدد من الناخبين الأميركيين من أن يؤدي الانقسام السياسي إلى عنف واسع النطاق في البلاد، وهو ما تم تجسيده فعليا في فيلم "الحرب الأهلية" الذي يتصدر مبيعات شباك التذاكر.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فقد حاول الفيلم استغلال القلق الذي عبر عنه الأميركيون في استطلاعات الرأي والمقابلات، من أن تتحول الانقسامات في البلاد إلى معارك فعلية في أفق الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأوضحت أن نجاح الفيلم قد فاق التوقعات في دور العرض مستفيدا من مجموعة من المخاوف والنقاشات الساخنة بين الأميركيين خاصة بعد اقتحام مبنى الكابيتول في 2021.
مخاوف من حرب أهلية
وفي استطلاعات الرأي والمقابلات، قال عدد من الناخبين إنهم يخشون أن تصبح الانقسامات في البلاد عميقة للغاية لدرجة أنها قد لا تؤدي إلى معارك خطابية فحسب، بل إلى معارك فعلية.
وقد أثار هذا الخوف أعمال العنف والفوضى التي تسود السياسة الأميركية بشكل خفي وعلني، ووصلت التهديدات العنيفة ضد أعضاء الكونجرس إلى مستويات قياسية، وكذلك التقارير عن جرائم الكراهية في البلاد ومن بينها:
تعرض زوج نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، للضرب بمطرقة في منزله. إضرام رجل النار في نفسه في أثناء محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقال الرئيس السابق "لا أعرف”. "هناك مستوى من الشغف لم أره من قبل. هناك مستوى من الكراهية لم أره من قبل، وربما يكون هذا مزيجا سيئا". تحذير الرئيس جو بايدن في أول خطاب له خلال حملته الانتخابية هذا العام، من التهديدات التي تواجه ديمقراطية البلاد وأشار إلى أن الرئيس السابق يمكن أن يثير العنف السياسي في المستقبل. تمجيد ترامب مثيري الشغب في مبنى الكابيتول عام 2021 ووصفهم بالوطنيين وحافظ على رأيه بأن انتخابات 2020 سرقت منه. رفض الرئيس السابق الإجابة مباشرة عن سؤال حول ما إذا كانت البلاد تتجه نحو صراع مفتوح. لجوء الأمريكيين الواسع إلى التخزين الذاتي.فيلم "حرب أهلية"
الفيلم لم يشر إلى أطراف واضحة في الصراع ولم يقدم تفاصيل حول سبب الصراع أو الرؤى المختلفة لكل طرف لمستقبل البلاد، كما لم يتم ذكر الكونغرس أو المحاكم أو المؤسسات المدنية الأخرى بخلاف الرئاسة والإشارات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقد شكل عدم الإشارة إلى الأطراف أو أسماء المؤسسات اختيارا متعمدا من قبل الكاتب والمخرج البريطاني أليكس غارلاند، الذي بدأ العمل على الفيلم في عام 2020 قبل أعمال الشغب في مبنى الكابيتول عام 2021.
وقال غارلاند لصحيفة "نيويورك تايمز": "أود أن أقول إن هذا الفيلم يدور حول الضوابط والتوازنات: الاستقطاب، والانقسام، والطريقة التي تقود بها السياسات الشعبوية نحو التطرف، حيث سينتهي التطرف نفسه ودور الصحافة أيضا في كل ذلك".
وأكد الخبير الاستراتيجي الديمقراطي إريك شولتز، والذي التقى بغارلاند عام 2021، أن الهدف من هذا الفيلم يمكن أن يوضح مخاطر الاستقطاب ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن على مستوى العالم والوصول إلى أوسع جمهور ممكن.
استقطاب الجمهور
وقد ساعد الغموض في أحداث الفيلم على جذب جمهور يتخوف من أن تتحول الانقسامات السياسية إلى صراع أشمل.
وقال ديفيد ماندل، المنتج والكاتب في البرنامج التلفزيوني، إن الأفلام والبرامج الأكثر نجاحا عن الحياة السياسية الأميركية كانت لها علاقة متبادلة مع الرأي العام حول السياسة.
وتعتقد عالمة السياسة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والتي تدرس الحروب الأهلية، أن احتمال نشوب مثل هذا الصراع ليس مجرد أمر مجازي.
وترى أن البلاد تواجه عقدا أو عقدين من عدم الاستقرار السياسي والعنف الذي قد يشمل اغتيال السياسيين أو القضاة وصعود الميليشيات.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات السياسة الأمريكية مناظرة الولايات المتحدة الانقسام السياسي الكابيتول أميركا الانتخابات الأميركية دونالد ترامب جو بايدن حرب أهلية فيلم السياسة الأمريكية مناظرة الولايات المتحدة الانقسام السياسي الكابيتول أخبار أميركا الرئیس السابق فی البلاد یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الحرب الأهلية الأميركية.. هل هي فرضية ممكنة الحدوث؟
وقابل مبعوث قناة الجزيرة عثمان آي فرح الدكتورة باربرا والتر، باحثة سياسية في نظرية اندلاع الحرب الأهلية، وعملت سابقا مع وكالة الاستخبارات المركزية ( سي آي إيه)، حيث تحدثت بدورها عن موضوع الحرب الأهلية وعن المخاطر التي تهدد بلادها على ضوء ما تشهده من انقسامات خلال السنوات الأخيرة.
يذكر أن لولايات المتحدة شهدت بين عامي 1861 و1865 حربا أهلية دامية قتل فيها أكثر من 200 ألف، وانتصر فيها الاتحاديون بقيادة أبراهام لينكولن، الذي استطاع لم شمل الولايات التي طالبت بالانفصال وإلغاء العبودية.
بدأت باربرا دراسة العنف السياسي والحروب الأهلية عام 1990، وانضمت عام 2017 إلى فريق عمل تابع للاستخبارات الأميركية، في مهمة إيجاد طريقة للتنبؤ بالدول التي كانت على وشك الدخول في حرب أهلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"زيد مثل عبيد".. ترامب وهاريس بعيون تونسيةlist 2 of 2بالإنفو غراف.. الانتخابات الأميركية من صناديق الاقتراع إلى البيت الأبيضend of listوتقول إنه إذا اندلعت حرب أهلية في بلد ما، فالاحتمالات كبيرة أن تندلع مرة ثانية وثالثة.
وتوضح أن أي دولة تكون معرضة لعدم الاستقرار والحرب الأهلية عندما لا تكون ديمقراطية، وعندما ينظم الأفراد أنفسهم في أحزاب سياسية قائمة على العرق أو الدين أو الإثنية عوضا عن الأيديولوجية.
وفي حال اجتمع العاملان السابقان في دولة ما، فإنها تعتبر "عرضة بشكل كبير لعدم الاستقرار والعنف خلال العامين القادمين، وحينها توضع هذه الدولة على قائمة "تحت المراقبة".
أنصار ترامب خلال اقتحامهم مبنى الكونغرس (غيتي)وعن الطرف الذي يشعل الحرب الأهلية، توضح الباحثة الأميركية أن الحروب التي تندرج مسبباتها تحت الإثنية أو الدينية أو العرقية، فإن من يتسبببون في هذه الحروب ليسوا الفقراء، بل من يملكون الهيمنة السياسية أو الاقتصادية.
عوامل الخطروفيما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية مرشحة لأن تعيش الحرب الأهلية مرة أخرى، قالت باربرا "إن عوامل الخطر تتربص بشكل شديد بالولايات المتحدة"، لكنها استبعدت أن تكون بلادها على شفا حرب أهلية.
غير أنها أضافت: "لو أننا كنا درسنا الوضع في الولايات المتحدة فمن المحتمل أننا كنا وضعناها في قائمة تحت المراقبة". وذكرت أن الوضع اليوم أحسن بقليل، ولكن يمكن أن يسوء بسهولة، لأن المؤسسات الأميركية لا تزال اليوم بنفس ضعفها في عام 2020.
واستعرض برنامج " الطريق 66″ آراء بعض الأميركيين حول احتمالات اندلاع حرب أهلية في بلادهم، وكانت إجابتهم متفاوتة، بين من يرى أن الاحتمالات قائمة وبين من يستبعدها.
كما زار عثمان آي فرح بعض المقرات الانتخابية الخاصة بالحزبين الديمقراطي والجمهوري لاستطلاع آراء البعض حول احتمالية حدوث أعمال عنف في الانتخابات المقبلة، وكانت الإجابات أيضا مختلفة.
ويذكر أنه في 6 يناير/كانون الثاني 2021، أثار المئات من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب الفوضى وقاموا بأعمال عنف في مبنى الكونغرس (الكابيتول)، في وقت كان أعضاء الكونغرس يصادقون على فوز المرشح الديمقراطي حينها جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
4/11/2024