أكد العلامة السيد علي فضل الله في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، على "مسؤوليتنا تجاه وطننا الذي ينبغي أن يكون عزيزا حرا كريما، لا تناله يد الفاسدين والمفسدين من الداخل ولا يد الأعداء من الخارج". 

وقال: "نحن معنيون بالأرض التي استخلفنا الله عليها، بأن نعمرها بكل سبل العمران ونحسن استثمار مواردها، وأن لا نفسد فيها بأي مظهر من مظاهر الفساد".



اضاف: "في غزة يستمر العدو الصهيوني بارتكاب مجازره فيها، وقد لا يكون آخرها ما جرى من فظائع في رفح أصابت خيم النازحين، في مشهد يندى له جبين الإنسانية، وهي تتواصل مع الأسف رغم القرار الأخير الصادر عن محكمة العدل الدولية والذي دعا إلى إيقاف الهجوم على رفح، وطلب مدعي عام المحكمة الجنائية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء العدو ووزير حربه والدعوات التي صدرت من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإيقاف إطلاق النار، ورغم التظاهرات والمسيرات التي جابت ولا تزال عواصم العالم وهي تدعو إلى إيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وضرورة إيقاف نزيف الدم والدمار، ما يشير إلى عدم مبالاة هذا الكيان بكل القرارات الدولية، والرأي العام الدولي وحقوق الإنسان ويجعلنا نفكر مليا في كيفية التعامل مع هذا العدو".

أضاف: "ان العدو يستفيد من الدعم والتغطية الشاملة من الدول الداعمة له، ما يجعل هذا الكيان فوق أي حساب أو مسؤولية، وإذا كان من إدانات بتنا نسمعها فهي تبقى في حدود التصريحات وبيانات الشجب ولا تشكل أي ضغط على هذا الكيان يردعه عن جرائمه وارتكاباته".

وتابع: "في هذا الوقت يستمر الشعب الفلسطيني بالخيار الذي أخذه في مواجهة هذا العدو، والذي يعبر عنه صموده البطولي والأسطوري وبصبره غير المحدود على الأذى الذي يتعرض له وبمقاومته التي تقدم كل يوما أنموذجا في البطولة، والذي تشهد به العمليات الجهادية النوعية التي تقوم بها، والتي تجعل العدو وإن تقدم بآلياته غير قادر على الثبات والتحرك بحرية في الأرض التي يصل إليها، والتي باتت تربك مخططات هذا العدو وتجعله غير قادر على تحقيق الأهداف التي وضعها لحربه، وتجعل الكيان يعيش المأزق الداخلي إن على الصعيد السياسي أو الأمني".

وقال: "إننا إذ نحيي صمود هذا الشعب ومقاومته، نجدد دعوتنا للعالم العربي والإسلامي ومعهم كل أحرار العالم، إلى ضرورة مد يد العون لهذا الشعب وإسناده ومساعدته على الاستمرار في ثباته وصموده. وهنا ننوه بكل الجهود التي بذلت إن على الصعيد الرسمي أو الشعبي والتضحيات التي تقدم على هذا الطريق، والتي نشهدها اليوم في اليمن أو تلك التي تحصل في لبنان".

اضاف: "نتوقف هنا عند ما جرى في رفح على الحدود الفلسطينية المصرية من اشتباك أدى إلى استشهاد جندي مصري وجرح آخرين، والذي جاء تعبيرا عن مشاعر الشعب المصري وجيشه الرافض لممارسات الكيان الصهيوني، وهنا نعرب عن مواساتنا للشعب المصري وجيشه في مصابهم الأليم والدعاء للجرحى من المصابين بالشفاء".

وتابع: "بالانتقال إلى سوريا التي لا يزال العدو الصهيوني يمارس اعتداءاته عليها، والتي كان آخرها ما جرى اليوم في محافظة حمص وأودى بحياة عدد من المدنيين، فإننا ننوه بعودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وسوريا، والتي نأمل أن تتعمق وتتطور، وتساعد على إخراج سوريا مما لا تزال تعاني منه في الداخل أو الخارج".

وقال: "أما في لبنان، فتستمر المقاومة بأداء دورها في نصرة الشعب الفلسطيني وبالحدود التي رسمتها وفي التصدي لاعتداءات العدو الصهيوني التي تطاول القرى الآمنة والتي بلغت حد استهداف المدنيين أمام المستشفيات كالذي حصل في مستشفى صلاح غندور". 

اضاف: "إننا في الوقت الذي نحيي فيه المقاومة على أداء دورها في نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن أهلها، وفي منع العدو من التمادي في عدوانه، ندعو الشعب اللبناني إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة تهديدات العدو المتكررة للبنان، وهنا نأسف للأصوات التي ارتفعت في مواجهة القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بالمساعدة العاجلة للنازحين من القرى الحدودية ولمن تهدمت بيوتهم من دون الأخذ في الاعتبار تداعيات ما يجري على النازحين، وإن من مسؤولية الدولة اللبنانية الوقوف مع مواطنيها ومد يد العون إليهم عندما تعصف بهم الأزمات". 

وتابع: "في هذا الوقت، نؤكد على ضرورة التجاوب مع كل الدعوات التي تريد إنهاء الشغور الرئاسي، للوصول إلى رئيس يتوحد عليه اللبنانيون وقادر على النهوض بهذا البلد، وعدم إبقاء هذا الاستحقاق في إطار التجاذبات الداخلية أو انتظارا لما يحدث إن على صعيد غزة أو تطورات الخارج، واللبنانيون قادرون على ذلك بالتزامهم الحوار الجاد الذي يزيل الهواجس المتبادلة، ويحدد كيفية التعامل مع الأخطار التي تحدق بالبلد على كل الصعد".
 

وختم: "نبقى في لبنان لنؤكد على أهمية الموقف اللبناني الموحد الذي تجلّى في مؤتمر بروكسل حول أزمة النازحين، والذي نأمل أن يستمر ويتواصل عبر متابعة هذا الملف مع الحكومة السورية، حتى لا يبقى أسير الموقف الأوروبي الذي يتعامل مع هذه القضية على المستوى المالي فحسب، والذي بات غير كاف لتلبية احتياجات هذا النزوح من دون الأخذ في الاعتبار المضاعفات المترتبة على إبقاء هذا الملف مفتوحا بدون علاج، والتي قد تشكل خطرا وجوديا على لبنان".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني

يمانيون../
انتكاسة أمريكية جديدة جنتها إدارة الرئيس المجرم ترمب من خلال العدوان على اليمن واستهداف الأحياء السكنية وقتل عشرات المدنيين بالعاصمة صنعاء وبعض المحافظات، والذي تحول في نظر الجميع إلى مؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالعدو الصهيوني، وعجز القوات الأمريكية عن منع اليمن من مساندة الشعب الفلسطيني.

التصعيد الأمريكي الإجرامي على اليمن اعتبره المراقبون والمحللون ووسائل الإعلام والعديد من السياسيين، والأنظمة والكيانات الحرة خطيئة كبرى ودليلا على حماقة وغباء المجرم ترمب الذي لم يفهم حتى الآن طبيعة الشعب اليمني وما يتميز به من شدة وبأس وصلابة تجعل من المستحيل تطويعه وثنيه عن أي موقف قد يتخذه خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمساندة أبناء غزة وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني على خلفية ما يفرضه من حصار وتجويع بحق سكان غزة.

الجميع يسخرون من حماقة وجهل المعتوه ترمب الذي لم يأخذ العبرة من المآل والمصير المخزي والفشل الذريع الذي انتهي إليه تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي لعبت فيه الإدارة الأمريكية وإلى جانبها العديد من كبريات الدول دورا بارزا بالدعم اللوجستي والعسكري وشحنات الأسلحة وقطعان المرتزقة وفرض الحصار والحرب الاقتصادية على الشعب اليمني دون أن يحقق أي نتيجة.

خرج الشعب اليمني من ذلك العدوان أكثر قوة وعنفوانا واستعدادا لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، وهو ما حدث وتجسد بالفعل خلال انخراط اليمن في معركة “طوفان الأقصى” إسنادا ونصرة للشعب الفلسطيني الشقيق وما لعبه اليمن من دور محوري في هذه المعركة والذي جعل جنود وضباط البحرية الأمريكية وكذا قطعان الصهاينة يعيشون الأهوال ويعجزون عن مواجهة هذا التهديد المتعاظم القادم من اليمن.

في المقابل انتهى المطاف بالأنظمة التي شاركت في تحالف العدوان وتورطت في قتل اليمنيين وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي إلى تلك الهزيمة المذلة والموقف المخجل بعد عجزهم عن إخضاع الشعب اليمني وقيادته الحرة رغم كل ما تكبدوه من خسائر باهظة شكلت تهديدا حقيقيا لاقتصادات دول العدوان، خصوصا بعد أن أصبحت في مرمى ونطاق الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي استطاع الجيش اليمني تطويرها طيلة سنوات العدوان.

لم يعد يخفى على أحد أن العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن وما اقترفه من مجازر في صنعاء وصعدة وغيرها من المحافظات هو امتداد للدور الأمريكي البريطاني المستمر في دعم جرائم الإبادة والتجويع التي يقوم بها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

يحاول العدو الأمريكي الصهيوني البريطاني عبر وسائل الإعلام التابعة لهم ولأدواتهم في المنطقة تصوير هذا العدوان الأرعن على اليمن بأنه يهدف إلى حماية الملاحة الدولية، إلا أن الحقيقية بدت أكثر وضوحا للقاصي والداني بأن هذا العدوان الغاشم والاستمرار في المساندة العسكرية للعدو الإسرائيلي وما يرافق ذلك من عسكرة للبحر الأحمر هو مصدر التهديد الحقيقي للملاحة والأمن في المنطقة.

لم تعد الأكاذيب التي يسوقها الإعلام الأمريكي الإسرائيلي بشأن حماية الملاحة تنطلي على أحد، خصوصا والجميع يشاهدون ويسمعون بشكل يومي تأكيدات القيادة في صنعاء بأن قرار الحظر والحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية لا يستهدف سوى السفن الإسرائيلية، ردا على العربدة الصهيونية والحصار الظالم الذي يفرضه الكيان على سكان غزة، ورفضه إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع والذي شكل انقلابا واضحا ومباشرا لاتفاق إطلاق النار.

وبقدر ما يمثله العدوان الأمريكي البريطاني من انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، فإنه يمثل اختبارا جديدا للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظومة الدولية بشكل عام تجاه انتهاكات وجرائم العدوان بحق المدنيين في اليمن وما يمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين، رغم قناعة الشعب اليمني وكل الشعوب الحرة بأن هذه المنظومة إنما وجدت لتخدم الأجندة والمصالح الأمريكية.

وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني على مدى سنوات العدوان الأمريكي السعودي وصولا إلى العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن، إلا أن النتيجة الحتمية لكل هذا الإجرام لن تكون سوى لعنة ووصمة عار جديدة لأمريكا التي عرفت بغطرستها وبرصيدها الدموي والإجرامي بحق الشعوب منذ نشأتها.

كما أن الهزائم المتلاحقة لأمريكا وقواتها باتت تمثل تأكيدا على أن حقبة الهيمنة الأمريكية شارفت على الأفول، وستطوى صفحتها عما قريب على أيدي الشعوب التواقة للحرية والتي يقع يمن الإيمان والحكمة في طليعتها خصوصا وقد غير اليمنيون معادلات المنطقة وكان لهم الدور الأبرز في دعم فلسطين ويقفون اليوم في طليعة الدول المواجهة للاستكبار والصهاينة.

أما الشعب اليمني فقد زاده هذا العدوان وهذا الموقف البطولي باستئناف الحصار على العدو الصهيوني، احتراما وتقديرا واعتبارا في نظر شعوب وأحرار الأمة والعالم، بعدما أثبت أنه البلد والشعب الوحيد القادر على دعم فلسطين بشكل فعلي، وليس فقط بالبيانات والشعارات والبيانات الخاوية حال الأنظمة المتخاذلة، التي تكتفي بالكلام والتواطؤ إزاء الحصار والتجويع لسكان غزة.

سبأ- يحيى جار الله

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • ريمة تشهد 35 مسيرة تأكيدا على الثبات في نصرة غزة ومواجهة التصعيد الأمريكي
  • غزة ولبنان وايقاف العدوان .. ردع منابع الخطر في قطر .. هل يفعلها انصار الله
  • العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني
  • الحوثي يرد على ترامب : سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه
  • قائد الثورة: سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه
  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • كلمة لرئيس الجمهوريّة اليوم وميقاتي يتحرك لحماية أمن الشمال واغاثة النازحين والحكومة منشغلة بالتعيينات