رغم بقاء بعض الأصوات المعارضة، يتجه عدد متزايد من الدول الغربية، ولا سيما "الكبار" منها، نحو "السماح" للجيش الأوكراني باستخدام الأسلحة التي تقدمها لها، لضرب مواقع بالأراضي الروسية.

إقرأ المزيد ستولتنبرغ يدعو إلى رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا الأسلحة الغربية لشن هجمات داخل روسيا

وتصاعدت الدعوات في الغرب لمنح أوكرانيا الحق في استهداف أراضي روسيا "القديمة"، فضلا عن شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع التي انضمت إليها في 2022، بالأسلحة الغربية، في الأسبيع الأخيرة على خلفية نجاحات الجيش الروسي على محور خاركوف.

وبعد أن اشتكت القيادة الأوكرانية من أن أيدي جنودها "مقيدة" بالشروط المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية، أصبحت دول غربية واحدة تلو الأخرى تتحدث عن ضرورة رفع القيود، قبل أن أطلق الأمين العام لحلف الناتو هذه الدعوة صراحة الأسبوع الماضي.

ومن الدول التي تصدرت "مخيم المؤيدين" دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا التي دعا قادتها إلى رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية، والعضوان الجديدان في "الناتو" فنلندا والسويد إضافة إلى بولندا وتشيكيا وفرنسا والدنمارك وهولندا وبريطانيا وكندا، هكذا صاغت موقفها:

فنلندا

رئيس فنلندا ألكسندر ستوب: يمكن لأوكرانيا تنفيذ قصف أراضي روسيا بأسلحة تلقتها من دول غربية "طالما أن هذه الضربات تتم في إطار القانون الدولي".

النرويج

وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي: لا نعارض استخدام كييف للأسلحة الغربية "ضد المنشآت العسكرية في روسيا"، وأوكرانيا لديها حق في ذلك وفقا للقانون الدولي.

بريطانيا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: القوات المسلحة الأوكرانية تحدد بنفسها الأهداف التي تضربها باستخدام الأسلحة التي قدمتها بريطانيا لها

بولندا

نائب وزير الدفاع البولندي سيزاري تومتشيك: وارسو لا تقيّد أوكرانيا باستخدام الأسلحة البولندية لضرب الأراضي الروسية

كندا

وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي: لا تفرض كندا شروطا على المستخدم النهائي للأسلحة في أوكرانيا ولا بد من اتخاذ "موقف متقدم" في هذا الاتجاه لأن روسيا "لا تلتزم بالخطوط الحمراء".

تشيكيا

رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالامعربا عن تأييده لاقتراح ستولتنبرغ: هذا موقف منطقي تماما وباعتبارها دولة تتعرض للهجوم، فإن أوكرانيا لديها بالتأكيد كل الحق في استخدام جميع وسائل الدفاع

الدنمارك

وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن: السماح لأوكرانيا باستخدام مقاتلات "إف-16" بعد تسليمها إلى كييف لضرب أهداف في روسيا "ليس موقفا جديدا"، إذ نوقش الموضوع مع البرلمان الدنماركي و"أوضحنا منذ البداية أن الهجمات المحتملة على أهداف عسكرية على أراضي المعتدي هي جزء من الدفاع عن النفس"

إقرأ المزيد بوريل يشرعن ضربات كييف بالأسلحة الغربية على الأراضي الروسية عادّاً إياها "قانونية"

رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن: "يمكن لأوكرانيا استخدام ما نقدمه، خارج حدودها أيضا، أي في أراضي روسيا إذا كانت تلتزم بالقانون الدولي".

السويد

وزير الدفاع السويدي بول جونسون: يحق لأوكرانيا قصف الأراضي الروسية، كجزء من الدفاع عن النفس، مع "الامتثال لقوانين الحرب".

هولندا

وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونغرين: الهجمات التي تشنها أوكرانيا على أهداف في روسيا لا ينبغي أن تكون موضوعا للمناقشة في الاتحاد الأوروبي، بل ينبغي لكييف أن تتمتع بالحق في القيام بذلك دفاعا عن نفسها. نأمل بأن الدول ذات المواقف المختلفة ستعيد النظر في مواقفها.

فرنسا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: نعتقد أنه ينبغي لنا أن نسمح لهم (قوات كييف) بتحييد المنشآت العسكرية التي تطلق منها الصواريخ، وخاصة المنشآت العسكرية التي يتم شن الهجمات منها على أوكرانيا. لكن لا ينبغي أن يكون لهم الحق في ضرب أهداف أخرى في روسيا، سواء كانت أهدافا مدنية أو أهدافا عسكرية أخرى.

و"صمدت" ألمانيا والولايات المتحدة، وهما من أكبر موردي الأسلحة إلى أوكرانيا، حتى الأيام الأخيرة، مؤكدة رفضها لاستخدام أسلحتها داخل روسيا "القديمة".

لكن وسائل إعلام أمريكية بدأت الخميس تتحدث عن أن الرئيس جو بايدن وافق و"سمح سرا" لكييف باستخدام الأسلحة الأمريكية في ضربات على الأراضي الروسية للدفاع عن خاركوف، قبل أن أكد ذلك البنتاغون رسميا.

واليوم أعلنت ألمانيا أيضا، على لسان المتحدث باسم المستشار أولاف شولتس، عن منحها أوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة زودتها بها برلين لضرب أهداف داخل روسيا، معتبرة أن "كييف لديها الحق بالدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي ضد الهجمات من مناطق داخل روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا".

رغم انضمام واشنطن وبرلين إلى مخيم "الصقور"، ولو كانت موافقتهما محدودة جغرافيا بالمناطق الروسية المتاخمة لخاركوف، تبقى هناك أصوات معارضة بشدة لإطلاق عنان كييف في استخدام الأسلحة الغربية ضد أراضي روسيا من حيث المبدا، وذلك تفاديا لتصعيد خطير للنزاع يهدد بالانزلاق إلى حرب شاملة قد تتحول إلى نووية.

وفي إيطاليا، أعرب وزير خارجيتها أنطونيو تاجاني عن رفض بلاده التام والقاطع للسماح لكييف باستخدام الأسلحة الإيطالية في استهداف الأراضي الروسية، لأن إيطاليا "ليست في حالة حرب مع روسيا"، مؤكدا أن "كل الأسلحة التي تخرج من إيطاليا إلى (أوكرانيا) يجب أن تستخدم فقط داخل أوكرانيا".

بدوره، وصف وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو خطط "الناتو" للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لقصف عمق روسيا بأنها "فكرة مجنونة" يمكن أن تؤدي إلى "كارثة لا يمكن إصلاحها"، لأن روسيا "سترد على ذلك بقوة تزيد عدة مرات".

وإضافة إلى إيطاليا وهنغاريا، هناك عدد من الأعضاء الآخرين في الناتو والاتحاد الأوروبي، منها إسبانيا وبلجيكا، تعارض أو لا تؤيد على الأقل استخدام الأسلحة الغربية ضد أراضي روسيا، لكن تلك الدول إما لا تورد أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، أو لا تعتبر من كبار الموردين لها.

ووصفت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الجدل في الغرب حول "السماح" لأوكرانيا باستخدام أسلحته ضد روسيا، بأنها مناقشة "مخترعة" وكاذبة، إذا من الواضح أن الأوكرانيين عاجزون عن استخدام الصواريخ بعيدة المدى الفرنسية والأمريكية والبريطانية بأنفسهم، أن "الناتو" هو الذي يقف وراء عمليات إطلاقها التي لا تحتاج إلى أي "سماح" لكييف.

إقرأ المزيد مدفيديف لدول الناتو: هذه ليست خدعة نووية وتصرفاتكم قد تصبح سببا للحرب

ومن سخرية القدر أن ستولتنبرغ نفسه كشف اليوم الجمعة أن جانبا كبيرا من الحديث عن "منح كييف الإذن" ليس سوى "ستار من الدخان" حسب تعبير زاخاروفا، عندما قال إن بريطانيا وعددا من دول الناتو الأخرى "لم تقيد أبدا استخدام أسلحتها ضد أهداف عسكرية على الأراضي الروسية، بشرط أن يتم ذلك بمسؤولية ووفقا للمعايير الدولية".

تجدر الإشارة إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم منذ أشهر راجمات الصواريخ Vampire تشيكية الصنع لاستهداف مقاطعة بيلغورود الروسية، وأدى سقوط حطامها على المناطق السكنية إلى ضحايا بين المدنيين.

وحث نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الدول الغربية التي "وافقت على استخدام" أسلحتها بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية (بغض النظر إذا كان الحديث يدور عن الأراضي القديمة أو المنضمة حديثا) على أن "تفهم بوضوح" العواقب الخطير لتصرفاتها، محذرا من أن الصراع العسكري الراهن مع الغرب "يتطور وفق أسوأ السيناريوهات الممكنة".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو دميتري مدفيديف صواريخ طائرات حربية كييف ماريا زاخاروفا وزارة الخارجية الروسية استخدام الأسلحة الغربیة أوکرانیا باستخدام باستخدام الأسلحة الأراضی الروسیة على استخدام أراضی روسیا داخل روسیا فی روسیا الحق فی

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تنسحب من كورسك الروسية وزيلينسكي يقيل رئيس أركان الجيش

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن جنود أوكرانيين أن القوات الأوكرانية انسحبت من جميع أراضي منطقة كورسك الروسية التي كانت دخلتها قبل 7 أشهر، وأكد مسؤولون روس أن قواتهم خاضت اليوم معركة لطرد آخر الجنود الأوكرانيين من المنطقة، في الأثناء قرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقالة رئيس أركان القوات المسلحة، وفق مرسوم صدر الأحد.

وكانت القوات القوات الأوكرانية شقت طريقها عبر الحدود الغربية لروسيا إلى كورسك في أغسطس/آب في واحدة من أبرز المعارك في الحرب المستمرة منذ 3 سنوات بهدف تشتيت انتباه قوات موسكو والحصول على ورقة مساومة في أي مفاوضات محتملة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لكن هجوما مضادا خاطفا شنته روسيا هذا الشهر أدى إلى تقليص المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في غرب روسيا إلى حوالي 110 كيلومترات مربعة مقارنة مع أكثر من 1368 كيلومترا مربعا سيطرت عليها كييف العام الماضي، وفقا لخرائط مفتوحة المصدر.

وقال يوري بودولياكا، أحد أبرز المدونين المؤيدين لروسيا، إن روسيا صدت القوات الأوكرانية إلى الحدود في بعض المواقع لكن معارك شرسة تدور وتحاول القوات الأوكرانية الرد وهي تتقهقر.

وذكر مدون بارز مؤيد لروسيا يعرف نفسه باسم تو ميجورز أن المكاسب التي حققتها القوات الروسية في ساحة المعركة سمحت لروسيا بتهديد منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا على الحدود مع كورسك، لكنه حذر من أن القوات الأوكرانية تعمل على تعزيز دفاعاتها هناك منذ فترة.

إعلان إقالة رئيس أركان القوات الأوكرانية

على صعيد متصل أقال الرئيس الأوكراني رئيس أركان القوات المسلحة في ظل معاناة الجنود الأوكرانيين من صعوبات في منطقة كورسك التي احتلوها في أغسطس/آب وتشهد تقدما متواصلات للجيش الروسي، واقترح قائد الجيش في كييف أولكسندر سيرسكي الأربعاء الماضي انسحاب قواته.

ومذاك، أكّدت هيئة أركان الجيش الأوكراني تراجعا كبيرا لعناصرها في هذه المنطقة. ونشرت في نهاية الأسبوع خرائط تظهر أن القوّات الأوكرانية لم تعد خصوصا منتشرة في مدينة سودجا التي كانت أهمّ موقع احتلّته في المنطقة.

وجاء في المرسوم الرئاسي أن رئيس أركان الجيش أناتولي بارغيليفيتش أقيل من منصبه وعُيّن محلّه أندرييه غناتوف الذي تم تكليفه زيادة "فعالية الإدارة العمودية" للقوّات، لا سيّما في ما يتعلّق بـ"إعادة تنظيم وحدات الجيش".

وعهد إليه أيضا بتعزيز "تطبيق" قرارات القائد الأعلى للجيش الرئيس فولوديمير زيلينسكي وإضفاء "خبرة قتالية" على القيادة.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف عبر صفحته على "فيسبوك" الأحد أنه اقترح تعيين الجنرال غناتوف الذي تمتد خبرته في الجيش "أكثر من 27 عاما"، مضيفا أنه يتم إجراء "تغييرات جذرية في أوساط القوّات الأوكرانية المسلّحة لتعزيز فعالية القتال".

دميتري ميدفيديف (يسار) هدد بالدخول في حرب ضد حلف الناتو إذا أرسل الحلف قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا (رويترز) قوات حفظ سلام في أوكراني

على صعيد آخر هدد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الأحد، بالدخول في حرب ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا تمسكت الدول الأوروبية بخططها لنشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا.

وقال ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في منشور على موقع "إكس" إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "يلعبان لعبة غبية".

وأضاف في منشوره: "لطالما قيل لهما إن قوات حفظ السلام يجب أن تكون من دول غير أعضاء في الناتو". وتابع قائلا: "أنتما تريدان تقديم المساعدة العسكرية للنازيين الجدد في كييف، وهذا يعني الحرب مع الناتو. استشيرا (رئيس الولايات المتحدة دونالد) ترامب، أيها الوغدان."

إعلان

وكان ستارمر قد اقترح إنشاء "ائتلاف من الراغبين" لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا لتأمين وقف إطلاق نار نهائي.

وردا على ذلك قال ماكرون في مقابلة صحفية إن نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا كما اقترحت بريطانيا وفرنسا في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا هو مسألة تقررها كييف وليس موسكو.

وقال في حديث مشترك لعدد من الصحف المحلية الفرنسية نشر في وقت متأخر من مساء أمس السبت "أوكرانيا دولة ذات سيادة. إذا طلبت وجود قوات متحالفة على أراضيها، فهذا أمر لا يمكن لروسيا قبوله أو رفضه".

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: روسيا تقبلت عرض الهدنة مع أوكرانيا بحذر
  • بينها مصر والسعودية. هذه أكثر الدول استيرادا للأسلحة في العالم (إنفوغراف)
  • أوكرانيا تنسحب من كورسك الروسية وزيلينسكي يقيل رئيس أركان الجيش
  • بعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسية
  • ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولة
  • روسيا تحث أمريكا على وقف استخدام القوة في اليمن وخفض التصعيد
  • محلل سياسى: القوات الروسية تحرز تقدما متسارعا فى أوكرانيا
  • ماكرون: قد نرسل قوات إلى أوكرانيا دون موافقة روسيا
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب على روسيا دعم وقف إطلاق النار مع أوكرانيا