لكل صلاة مؤذن وملازم ومؤذن احتياط.. تعرف على غرفة المكبرية بالمسجد الحرام
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
مقابل الحجر الأسود يتخذ مؤذنو المسجد الحرام في مكة المكرمة مقرا للنداء إيذانا بدخول وقت الصلوات في غرفة عرفت باسم "غرفة المكبرية"، وذلك وفقا لنظام عمل مؤسسي له العديد من المحددات.
ومرت "غرفة المكبرية" التي تطل على صحن المطاف بمراحل عدة منها "المكبرية الأولى" التي كانت بدايتها بالمقام الحنفي، وهدمت في عام 1377هـ، لصالح التوسعة السعودية الأولى، ليتم نقلها إلى المقام الشافعي فوق بئر زمزم حتى عام 1383هـ، وأحدثت في صحن المطاف أمام الرواق العثماني الجنوبي للكعبة المشرفة حتى إكمال بنائها عام 1397هـ.
وغرفة المكبرية معزولة عن الأصوات الخارجية لعدم التشويش، وتوجد داخلها إضاءة التنبيه باللون الأحمر تتم إضاءتها آليًا قبل موعد الأذان بدقيقة ليستعد المؤذن لرفع الأذان والوقوف، إضافة لساعتين لمعرفة دخول الوقت.
كما توجد داخل المكبرية شاشة لمتابعة الإمام أثناء تأدية الصلاة يتم الاعتماد عليها في حالة انقطاع صوت الإمام عن المؤذن، وشاشة متابعة الجنائز، وجميع هذه الشاشات تعمل باستعمال بطاريات أساسية واحتياطية وبطاريات طوارئ.
24 مؤذنا في المسجد الحرام يحضرون بالتناوب قبل رفع الأذان بساعة داخل غرفة "المكبرية"، ويتم تدريب المؤذنين والعاملين في الإدارة العامة لشؤون الأئمة تدريبا عاليا على التعامل مع الأجهزة الموجودة داخل الغرفة.
فترات الأذان توزع بين المؤذنين وفق جدول تنظيمي (الرئاسة العامة لشؤون الحرمين) فترات الأذانوتوزع فترات الأذان بين المؤذنين وفق جدول تنظيمي، ويتم توزيع الفترات بشكل أسبوعي، ويعلن التوزيع من خلال حساب الإدارة العامة لشؤون الأئمة والمؤذنين في منصة "إكس"، والقنوات الإعلامية التابعة للرئاسة.
ولكل صلاة يوجد مؤذن، وملازم، ومؤذن احتياط، حيث يقوم المؤذن برفع الأذان والإقامة والتبليغ (ترديد تكبيرة الإحرام وتكبيرات الركوع والسجود والتسليمتين بعد الإمام).
أما الملازم فيقوم بالنداء للصلاة على الجنائز ويستطيع معرفة معلومات الجنائز من خلال شاشة الجنائز داخل "المكبرية"، وترتبط بشكل إلكتروني مع وحدة الجنائز، أما المؤذن الاحتياط فيقوم بأعمال المؤذن أو الملازم بالحالات الطارئة.
الأذان في المسجد الحرام يرفع بالمقامات الحجازية (الرئاسة العامة لشؤون الحرمين) المقامات الحجازيةويرفع الأذان في المسجد الحرام بالمقامات الحجازية ويوزع المؤذنون على 6 فترات هي "أذان الفجر الأول، والأذان الثاني لصلاة الفجر، وأذان الظهر، وأذان العصر، وأذان المغرب، وأذان العشاء".
وكلما رفع صوت الأذان ونادى المنادي (حي على الصلاة، حي على الصلاة) تسابقت مسامع المسلمين إلى سماع الأذان في المسجد الحرام، فمنهم من يستمتع بصوت مؤذن المسجد الحرام من داخل الحرم المكي، إما عن طريق مكبرات الصوت داخل المسجد أو ساحاته أو عن طريق (13) مئذنة.
ومنهم من يستمتع بصوت المؤذن من خارج المسجد الحرام في جميع أنحاء المعمورة، يستمعون له عبر قنوات التلفاز أو غيرها بنقل مباشر ودقيق بجودة صوتيات عالية نسبة الخطأ فيها معدومة.
النظام الصوتي يقوم على 3 مسارات أساسي واحتياطي وطوارئ (الرئاسة العامة لشؤون الحرمين) نظام الصوتونظام الصوت المستخدم في رفع الأذان داخل المكبرية من الأنظمة الحساسة جدا داخل الحرم المكي، ويقوم النظام على نظام صوتي أساسي ونظام آخر احتياطي ونظام ثالث للطوارئ، فضلا عن غرفة تشغيلية لضبط الصوت، إضافة إلى وجود غرفة أخرى لضبط الصوت في بدروم التوسعة السعودية الثانية، مرتبطة بشكل مباشر مع نظام الصوت الأساسي.
أما ميكروفونات نقل الصلاة والأذان للإمام تتكون من (9) ميكروفونات (لواقط) عند الإمام موزعة كالتالي: 3 في رأس الحامل وهي مخصصة للتلاوة، واحد منها أساسي لنقل الصوت، والثاني احتياطي في حال تعطل الأساسي، والثالث للطوارئ في حال حدوث خلل في الأول والثاني.
والميكروفونات الثلاثة الموجودة في منتصف عصا الحامل مخصصة للركوع وهي أساسي واحتياطي وطوارئ، ومثلها الميكروفونات المخصصة للسجود في أسفل الحامل، وعدد (6) ميكروفونات على الحامل المخصص للمؤذن.
120 مهندسا وفنيا يتابعون النظام الصوتي في الحرم (الرئاسة العامة لشؤون الحرمين) عدد العاملينينقل النظام الصوتي في المسجد الحرام لصوت الأذان والإقامة والصلوات والخطب، بمتابعة أكثر من 120 مهندسا وفنيا بشكل دائم قبيل كل صلاة، وذلك لتغذية شبكة الصوت المكونة مما يزيد على 8 آلاف سماعة داخل المسجد الحرام وساحاته والتوسعات الجديدة، والطرقات المحيطة.
ويُلتقط الصوت من خلال لواقط بحساسية متطورة تلتقط أصوات المؤذنين وأئمة الحرم المكي الشريف وفق توازن صوتي تعمل عليه بشكل يومي لضمان جودة الصوت في مختلف أرجاء الحرم المكي الشريف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی المسجد الحرام الحرم المکی
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام: التحصين الشرعي من أعمال السحر والشعوذة
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، خطبة الجمعة اليوم من مكة المكرمة، دعا فيها المسلمين إلى تقوى الله، مؤكدًا أن من لزم التقوى فقد أجاب داعي الله، مشيرًا إلى أهمية التحصين الشرعي في مواجهة التحديات والأزمات التي تواجه الأفراد والمجتمعات.
تناول الشيخ السديس في خطبته واقعًا يموج بالتحديات، مثل انتشار أعمال السحر والشعوذة، وأمراض العين والأوبئة النفسية، وما يصيب الإنسان من ابتلاءات في الأنفس والأموال. وأوضح أن هذه الابتلاءات، وإن كانت صعبة، فهي إما رفعة في درجات المؤمن أو كفارة للسيئات، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير".
أهمية التحصين الشرعيأكد فضيلته أن التحصن والتحصين من أهم الأمور التي يحتاجها الناس، خاصة في ظل انتشار الأمراض الروحية مثل المسّ والسحر والحسد.
وأشار إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية هما الشفاء والبلسم لكل داء، مُستعرضًا أمثلة عن مرضى استشفوا بالرُّقية الشرعية وحقق الله لهم الشفاء بعد عجز الأدوية والمصحات.
ونصح الشيخ السديس المسلمين بتحصين أنفسهم وأهليهم بالأذكار والأوراد الشرعية الثابتة، مثل أذكار الصباح والمساء، وأذكار الدخول والخروج، والطعام والشراب، والنوم والاستيقاظ.
وأوصى بقراءة سورة البقرة وآية الكرسي وخواتيمها وسور الإخلاص والمعوذتين، اقتداءً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن هذه الأذكار هي الحصن المنيع بإذن الله.
التحذير من الشعوذة والخرافاتانتقد الشيخ السديس لجوء البعض إلى الشعوذة والدجل عند الإصابة بالأمراض الروحية، موضحًا أن ذلك يُعد مخالفة شرعية واستغلالًا لضعف الإيمان.
وأشار إلى أن أدعياء الرقية الشرعية يروجون للوهم والخرافات، ويبتزون أموال الناس بطرق غير مشروعة، مما يقتضي الحذر الشديد.
دور العلماء والمجتمع في التحصين الفكري والعقديلفت الشيخ السديس إلى ضرورة تحصين الشباب فكريًا وعقديًا، مبينًا أن المسؤولية تقع على عاتق العلماء والدعاة والآباء ورجال الإعلام والتربية. وشدد على أهمية الالتفاف حول علماء الأمة الراسخين، والحذر من الفتاوى الشاذة والمضللة التي تستهدف زعزعة استقرار الأسر والمجتمعات.
وختم الشيخ السديس خطبته بالدعاء أن يحفظ الله الأمة الإسلامية من الفتن والمحن، وأن يحمي شبابها من الأفكار الضالة والشبهات، وأن يديم الأمن والأمان على المسلمين.