الحرب الباردة للتكنولوجيا الخضراء: الصين ضد أمريكا بسباق السيارات الكهربائية
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
إن التحول العالمي إلى مستقبل مستدام هو سباق مع الزمن، والتكنولوجيا الخضراء هي في طليعة هذا المسعى الحاسم. وفي حين كانت الولايات المتحدة تاريخيا رائدة في مجال الابتكار، فإن التطورات الأخيرة تثير المخاوف بشأن مكانتها في سباق التكنولوجيا الخضراء، لا سيما بالمقارنة مع التقدم العدواني الذي حققته الصين.
صعود التكنولوجيا الخضراء في الصين
برزت الصين كقوة مهيمنة في قطاع التكنولوجيا الخضراء، حيث قامت باستثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية، وتكنولوجيا البطاريات.
برزت الصين كقوة مهيمنة في قطاع التكنولوجيا الخضراء، حيث قامت باستثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية، وتكنولوجيا البطاريات. ويتجلى التزامها بأن تصبح رائدة عالمية في التصنيع الأخضر في أهدافها الطموحة ومبادراتها السياسية
تنتج الصين 84 في المائة من وحدات الطاقة الشمسية في العالم، وفقا لتقرير حديث صادر عن "بلومبرج نيف"، وتنتج 89 في المائة من الخلايا الشمسية في العالم و97 في المائة من الرقائق والسبائك الشمسية، و86 في المائة من كل من خلايا البولي سيليكون والبطارية، و87 في المائة من كاثودات البطارية، و96 في المائة من أنودات البطارية، و91 في المائة من أقطاب البطارية و85 في المائة من فواصل البطاريات.
في عام 2019، صدّرت الصين سيارات كهربائية بقيمة 400 مليون دولار. وبحلول عام 2023، ارتفع هذا الرقم إلى 34 مليار دولار، وهي زيادة مذهلة تبلغ 85 ضعفا. وقد أدى هذا النمو الملحوظ إلى تحويل الصين من لاعب ثانوي في صادرات السيارات العالمية قبل خمس سنوات فقط؛ إلى المصدر الرائد لجميع السيارات على مستوى العالم اليوم.
يتم بيع ما يقرب من 60 في المائة من جميع السيارات الكهربائية في العالم الآن في الصين، التي تعد موطنا لثلاثة من أكبر أربع شركات مصنعة للسيارات الكهربائية في العالم. في أواخر عام 2023، أصبحت شركة "بي واي دي" لفترة وجيزة أكبر بائع للسيارات الكهربائية، قبل وقت قصير من إصدار تسلا استدعاء جماعيا لشاحناتها الإلكترونية وإلغاء خطط سيارة سيدان ميسورة التكلفة.
استحوذت الصين على أكثر من نصف الطاقة الشمسية الجديدة المركبة في العالم العام الماضي. وبالنسبة لطاقة الرياح، فإن الحصة أكبر: كانت الصين مسؤولة عن 60 في المائة من جميع القدرات العالمية الجديدة. في غضون ثلاث سنوات فقط، ضاعفت الصين كمية الطاقة الشمسية والرياح التي تنتجها. في الوقت نفسه، زادت الولايات المتحدة من طاقتها الشمسية والرياح، ولكن بأقل من النصف. كما أن الصين رائدة في إنتاج البطاريات، ففي العام الماضي، صنعت الصين ما يكفي من البطاريات لتلبية احتياجات العالم بأسره.
استراتيجية الصين متعددة الجوانب للسيارات الكهربائية: الدعم الحكومي والبنية التحتية والابتكار
إن نجاح الصين في سوق السيارات الكهربائية ليس من قبيل الصدفة، إنها شهادة على استراتيجية مدروسة ومتعددة الأوجه تشمل الدعم الحكومي وتطوير البنية التحتية والابتكار التكنولوجي. ولعبت الحكومة الصينية دورا محوريا في تعزيز نمو صناعة السيارات الكهربائية من خلال الإعانات السخية والحوافز الضريبية والأهداف الطموحة لاعتماد المركبات الكهربائية. وقد أدى هذا النهج الاستباقي إلى تحفيز الطلب، وشجع المصنعين على الاستثمار في الإنتاج، وخلق بيئة مواتية لاعتماد السيارات الكهربائية.
يرتبط سباق السيارات الكهربائية ارتباطا وثيقا بمكافحة تغير المناخ. وتوفر السيارات الكهربائية بديلا أنظف وأكثر استدامة للسيارات التي تعمل بالبنزين، حيث تعمل على تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتخفيف الآثار السلبية لتغير المناخ
إن التزام الصين ببناء بنية تحتية قوية للسيارات الكهربائية أمر مثير للإعجاب بنفس القدر، وتفتخر البلاد بأكبر شبكة في العالم من محطات الشحن مع ملايين أجهزة الشحن المنتشرة في جميع أنحاء المناطق الحضرية والريفية. وجعلت هذه الشبكة لمحطات الشحن الناس أقل قلقا بشأن نفاد البطارية أثناء قيادة السيارات الكهربائية وجعلت من السهل استخدامها كل يوم. علاوة على ذلك، قامت الصين باستثمارات كبيرة في تكنولوجيا البطاريات ومرافق إعادة التدوير، مما يضمن نظاما بيئيا مستداما وفعالا للسيارات الكهربائية.
كما أظهرت شركات صناعة السيارات الصينية مرونة وابتكارا ملحوظين في مجال السيارات الكهربائية. وقامت شركات مثل "BYD" و"SAIC" و"NIO" بتوسيع محافظ منتجاتها بسرعة، حيث قدمت مجموعة واسعة من طرازات السيارات الكهربائية لتلبية احتياجات المستهلكين وتفضيلاتهم. وقد أدى تركيزها على التقدم التكنولوجي إلى اختراقات في كفاءة البطارية والمدى وسرعات الشحن مما زاد من ترسيخ مكانة الصين كرائد عالمي للسيارات الكهربائية.
الولايات المتحدة متخلفة عن الركب: الجمود السياسي، وفجوات البنية الأساسية، وتردد الصناعة
بينما تمتلك الولايات المتحدة إمكانات كبيرة في قطاع التكنولوجيا الخضراء، فقد أعاقت عدة عوامل تقدمها في سباق السيارات الكهربائية. وقد أدى الاستقطاب السياسي والسياسات غير المتسقة إلى خلق مناخ استثماري غير مؤكد بالنسبة لمصنعي السيارات الكهربائية ومقدمي البنية التحتية. وأدى غياب استراتيجية وطنية شاملة للسيارات الكهربائية إلى نهج مجزأ، ويفتقر إلى التماسك والرؤية الطويلة الأجل اللازمة للتنافس مع الجهود المركزة التي تبذلها الصين.
وتواجه الولايات المتحدة أيضا فجوة كبيرة في البنية التحتية للمركبات الكهربائية. وعلى الرغم من أن محطات الشحن أصبحت أكثر انتشارا، إلا أن توزيعها لا يزال متفاوتا، خاصة في المناطق الريفية. هذا النقص في خيارات الشحن التي يمكن الوصول إليها يعيق اعتماد السيارات الكهربائية على نطاق واسع ويساهم في تردد المستهلك. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على مكونات المركبات الكهربائية المستوردة، وخاصة البطاريات، مما يجعلها عرضة لاضطرابات سلسلة التوريد والتوترات الجيوسياسية.
كانت صناعة السيارات الأمريكية، التي تركز تقليديا على السيارات التي تعمل بالبنزين، بطيئة نسبيا في احتضان ثورة السيارات الكهربائية. وفي حين أن بعض الشركات مثل تسلا وجنرال موتورز قامت باستثمارات كبيرة في تطوير وإنتاج المركبات الكهربائية، إلا أن شركات أخرى كانت مترددة في الالتزام الكامل، خوفا من تعطيل نماذج أعمالها الراسخة. وقد سمح هذا التردد لشركات صناعة السيارات الصينية بالحصول على موطئ قدم كبير في سوق السيارات الكهربائية العالمية.
سباق ذو تداعيات عالمية: المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة والعالم
سباق السيارات الكهربائية يشكل أيضا منافسة جيوسياسية، ومن الممكن أن يعزز النفوذ المتزايد للصين في سوق السيارات الكهربائية العالمية من مكانتها كقوة تكنولوجية واقتصادية. ومن ناحية أخرى، تخاطر الولايات المتحدة بالتخلي عن دورها القيادي في صناعة حيوية ذات آثار استراتيجية كبيرة
إن سباق السيارات الكهربائية بين الولايات المتحدة والصين له آثار بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي والاستدامة البيئية والديناميكيات الجيوسياسية. يمكن أن تترجم هيمنة الصين في سوق السيارات الكهربائية إلى مكاسب اقتصادية كبيرة، بما في ذلك خلق فرص العمل والقيادة التكنولوجية وزيادة الصادرات. وعلى العكس من ذلك، تخاطر الولايات المتحدة بالتخلف عن الركب في صناعة سريعة النمو وفقدان ميزتها التنافسية في السوق العالمية.
علاوة على ذلك، يرتبط سباق السيارات الكهربائية ارتباطا وثيقا بمكافحة تغير المناخ. وتوفر السيارات الكهربائية بديلا أنظف وأكثر استدامة للسيارات التي تعمل بالبنزين، حيث تعمل على تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتخفيف الآثار السلبية لتغير المناخ.
إن سباق السيارات الكهربائية يشكل أيضا منافسة جيوسياسية، ومن الممكن أن يعزز النفوذ المتزايد للصين في سوق السيارات الكهربائية العالمية من مكانتها كقوة تكنولوجية واقتصادية. ومن ناحية أخرى، تخاطر الولايات المتحدة بالتخلي عن دورها القيادي في صناعة حيوية ذات آثار استراتيجية كبيرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصين الطاقة الطاقة المتجددة سيارات السيارات الكهربائية امريكا سيارات الصين كهرباء البيئة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوق السیارات الکهربائیة التکنولوجیا الخضراء للسیارات الکهربائیة الولایات المتحدة البنیة التحتیة صناعة السیارات فی المائة من فی العالم فی الصین
إقرأ أيضاً:
معهد جورجيا للتكنولوجيا يشارك في النسخة الـ12 من المنتدى الحضري العالمي بمصر
أعلن الرئيس المشارك للجنة التوجيهية لمبادرة شبكة الجامعات التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والأستاذ الفخري في تخطيط المدن والأقاليم بمعهد جورجيا للتكنولوجيا (Georgia Tech) بروس ستيفتيل، اليوم، الأربعاء، مشاركة المعهد في المنتدي الحضري العالمي في نسخته الثانية عشرة.
وقال ستيفتيل -عبر صفحته على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي- إن معهد جورجيا للتكنولوجيا (Georgia Tech) سيكون حاضرًا في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر في مصر (#WUF12Egypt)، داعيًا الحضور لزيارة معرض "Urban Expo"، والتعرف على برنامج الماجستير الجديد في التنمية العالمية (MS in Global Development)، بالإضافة إلى ستة برامج أخرى متعلقة بالتنمية المستدامة.
يُذكر أن بروس ستيفتيل شغل عدة مناصب، بما في ذلك رئيس سابق لرابطة كليات التخطيط (ACSP)، كما شارك في لجنة الأمم المتحدة للمبادئ التوجيهية الدولية للتخطيط الحضري والإقليمي.
ويُعد ستيفتيل من القادة البارزين في مجال التخطيط الحضري، وله إسهامات مؤثرة من خلال أبحاثه ومنشوراته، مثل كتابه "الحوكمة التكيفية وصراع المياه".
وتستضيف القاهرة فعاليات الدورة الـ12 للمنتدى الحضري العالمي «WUF12» الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) بالتعاون مع الحكومة المصرية، خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر المقبل.