دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الجمعة، عن قيام صندوق استثماري سعودي بدعم أبرز شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في الصين، ليصبح بذلك المستثمر الأجنبي الوحيد الذي يساعد في جهود بكين الرامية لإنشاء منافس محلي لشركة "أوبن آي" المدعومة من مايكروسوفت.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين القول إن صندوق "بروسبيرتي 7" الاستثماري، الذي يعد جزءا من ذراع رأس المال الاستثماري لمجموعة أرامكو السعودية، شارك في جولة استثمارية بقيمة 400 مليون دولار في شركة "شيبو إيه آي" الصينية الناشئة للذكاء الاصطناعي.
وأضافت الصحيفة أن قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي الناشئ في الصين اضطر في السابق إلى الاعتماد على التمويل المحلي، بسبب القيود التي فرضتها الولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة أن استثمار "بروسبيريتي 7" يعد أول مثال بارز على وجود داعم أجنبي يلقي بثقله خلف واحدة من الشركات الأربع الرائدة في الصين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ولم يستجب صندوق "بروسبيريتي 7" و شركة "شيبو إيه آي" على طلبات الصحيفة البريطانية للتعليق.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الاستثمار يُظهر رغبة السعودية في محاولة الحد من الهيمنة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ونقلت عن أحد المصادر المقربة من الصندوق السعودي القول أن سبب هذا الدعم أن: "السعوديين لا يريدون أن يهيمن وادي السيليكون على هذه الصناعة".
وكانت الولايات المتحدة فرضت العام الماضي حظرا على بعض الاستثمارات الأميركية في قطاع الذكاء الاصطناعي الصيني وشددت ضوابط التصدير على الرقائق المتطورة المستخدمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وفي ديسمبر الماضي، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أجبرت صندوق رأس مال استثماري تابع لأرامكو السعودية على بيع أسهمه في شركة ناشئة لرقائق الذكاء الاصطناعي في وداي السيليكون يدعمها المؤسس المشارك لـ "OpenAI"، سام ألتمان.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر لبلومبيرغ إن شركة "بروسبيريتي 7"، وهي المستثمر الرئيسي في جولة تمويل جمعت 25 مليون دولار لشركة "Rain AI" في عام 2022، باعت أسهمها في الشركة الناشئة بعد مراجعة أجرتها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة "CFIUS".
وذكرت المصادر التي طلبت من بلومبيرغ عدم الكشف عن هويتها، لأن المعلومات خاصة، أن "CFIUS"، وهي الهيئة الرقابية الأميركية الرئيسية للصفقات التي لها آثار على الأمن القومي، أصدرت تعليمات للصندوق السعودي بإلغاء هذه الصفقة في وقت ما خلال العام الماضي.
وتعمل الولايات المتحدة على تشديد التدقيق في نشاط صناديق الثروة في الشرق الأوسط، كجزء من الكبح المتزايد تجاه الكيانات التي يُعتقد أن لها علاقات وثيقة مع الصين، بحسب الوكالة.
وتعد "Rain AI"، الممولة جزئيا من ألتمان، شركة ناشئة تصمم شرائح الذكاء الاصطناعي المستوحاة من الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري.
وسعت بكين إلى تعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط بينما تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة وأوروبا. وفي نوفمبر، وقعت الصين والسعودية اتفاقية مبادلة عملات محلية بقيمة حوالي 7 مليارات دولار.
كما استثمرت شركة أرامكو السعودية، التي تسيطر على شركة "بروسبيريتي 7"، مليارات الدولارات في قطاع الطاقة الصيني حتى في الوقت الذي تحاول فيه المملكة جذب شركات التكنولوجيا الصينية، بحسب بلومبيرغ.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الصين تطلق أول نظام ذكاء اصطناعي مستقل بالكامل
#سواليف
#طوّر #مهندسو_برمجيات_صينيون #نظام #ذكاء_اصطناعي مستقلا بالكامل، أطلقوا عليه اسم “Manus”، ليكون الأول من نوعه عالميا في تنفيذ المهام المعقدة دون تدخل بشري.
يتمتع Manus بقدرة على اتخاذ القرارات بشكل استباقي، ما يجعله مختلفا عن روبوتات الدردشة الذكية، مثل ChatGPT وGemini وGrok، التي تعتمد على مدخلات بشرية مباشرة. كما يمكنه إتمام المهام دون انتظار التعليمات، مثل البحث عن شقة بناء على عوامل مثل معدلات الجريمة والطقس واتجاهات السوق، ثم تقديم توصيات مخصصة تلقائيا.
ولا يقتصر عمل Manus على نموذج ذكاء اصطناعي واحد، بل يعمل كمدير تنفيذي يشرف على عدة أنظمة فرعية متخصصة، ما يمكّنه من التعامل مع عمليات معقدة ومتعددة الخطوات بسلاسة. كما أنه يعمل بشكل غير متزامن، إذ ينفذ المهام في الخلفية ويخطر المستخدمين عند توفر النتائج، دون الحاجة إلى مراقبة مستمرة.
مقالات ذات صلةويمثل إطلاق Manus قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يُنظر إليه على أنه خطوة نحو أنظمة أكثر استقلالية، لكنه يثير في الوقت ذاته تساؤلات حول مستقبل الوظائف البشرية والمسؤولية القانونية.
كما يعتبر Manus تحديا للمفهوم السائد بأن الولايات المتحدة هي القائدة المطلقة في هذا المجال، إذ يشير إلى أن الصين قد تجاوزت مرحلة اللحاق بالركب وانتقلت إلى الابتكار الفعلي في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة بالكامل.
ولا يقتصر دور Manus على الجانب التقني فقط، بل يمتد إلى تطبيقات عملية، أبرزها في التوظيف، حيث يمكنه تحليل السير الذاتية ومقارنة اتجاهات سوق العمل واقتراح أفضل المرشحين بناء على تحليل معمّق.
كما يمكن أن يكون له تأثير كبير في مجال تطوير البرمجيات، إذ يستطيع بناء مواقع ويب متكاملة واستخراج المعلومات الضرورية من وسائل التواصل الاجتماعي وحل المشكلات التقنية ذاتيا.
ويثير هذا التطور أسئلة جوهرية حول مستقبل العمالة، إذ يمكن أن يشكل Manus تهديدا حقيقيا للوظائف البشرية، حيث لا يكتفي بتحسين الكفاءة، بل قد يحل مكان الموظفين في العديد من المجالات.
كما أن مسألة المسؤولية القانونية تبقى غير محسومة: من سيكون المسؤول إذا ارتكب الذكاء الاصطناعي خطأ مكلفا؟ حتى الآن، لا تزال القوانين واللوائح التنظيمية غير مجهزة للتعامل مع أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة تماما.