كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه لا أحد يملك وحدَه احتكار التحدث باسم الدين، ولكن ينبغي لمَن يريد التصدُّر للعِلم والإفتاء أن يملك المقومات العلمية المطلوبة لهذه المهمة العظيمة الشأن، والتي من أهمها الفهم الصحيح للنصِّ الشرعيِّ وللقواعد التي صار عليها العلماء قديمًا وصارت منهجًا وأصلًا، فضلًا عن التمكن في قواعد اللغة العربية ودلالات الألفاظ، ومعرفة استعمالات هذه الألفاظ في حقائقها الموضوعة لها لغًة وشرعًا وعرفًا، وغيرها من المتطلبات والمقومات المطلوبة.

وأضاف خلال حواره في برنامج "اسأل المفتي" على فضائية "صدى البلد" مع الإعلامي حمدي رزق، أن غياب هذه المقومات ينتج عنها آراء وأفكار وفتاوى مشوَّهة غير منضبطة، والتي بدَورها تؤثر على المجتمعات واستقرارها.

وأوضح المفتي خلال إجابته عن سؤال حول من له حق التصدر للشأن الديني والتحدث باسم الدين، بأنه هو الشخص الذي استجمع المقومات المطلوبة من تكوين علمي، وتأهيل وفهم للواقع وللمقاصد الشرعية.

وثمَّن أهمية ودَور المذاهب الفقهية المعتبرة، حيث إنها حفظت لنا الدين وحملت عنا عبء النظر والاستدلال الذي يستغرق سنوات وسنوات من الجهد المضني والتعب الشديد، وحفظت علينا العبادات والمعاملات وكل شئون الحياة، نؤديها ونحن مطمئنون إلى صحة ما ورد إلينا من أقوالهم فيها، مع ما اشتملت عليه من اختلاف في طرق الاستدلال وتباين وجهات النظر، وكل هذا لا يمنع من التفاعل مع ما يقع من حوادث ومستجدات، فهذه المذاهب تركت لنا المعايير والمناهج التي تتيح لنا التعامل مع الواقع وَفق مراد الشرع الشريف، مشيرًا إلى أن علماء المذاهب الفقهية كانوا يكنون بعضهم لبعض كل تقدير واحترام، وسيرتهم في ذلك معروفة مُشتهرة.

وأشار المفتي إلى أن منهج الأزهر في جانب الفقه الإسلامي قام في الأساس على التعدد‏،‏ ففتح أبوابه لدراسة المذاهب الفقهية التي تلقَّتها الأمة بالقَبول‏،‏ وجعل من ساحاته وأروقته مجالًا لدراسة هذه المذاهب جميعها، وما قصر الدارسين فيه على واحد منها دون الآخر، ولم يُقْصِ أبدًا أيَّ مذهب من المذاهب المعتبرة، فضلًا عن أن المذهبية تتَّسع للجميع، وهذا الحال ينطبق على كبرى المدارس والجامعات الشرعية والفقهية المعتبرة في العالم.

وأضاف أن منهجية دار الإفتاء المصرية في إصدار الفتاوى منهجية علمية موروثة قائمة على احترام المذاهب المعتبرة وتقديرها، وعندما يَرِدُ سؤال إلى دار الإفتاء فلدى علمائها منهجية وخبرات متراكمة، مشيرًا إلى أن الدار تلجأ أحيانًا إلى المتخصصين في العلوم المختلفة، مثل الطب والاقتصاد والسياسة وغيرها قبل أن تصدر فتوى في أمر يتعلق بهذا التخصص؛ لاستجلاء الأمر والإلمام بكافة تفاصيله، بل لقد أنشأنا في دار الإفتاء المصرية مرصد الاستشراف الإفتائي، لنُعدَّ العدَّة من الآن -نحن المفتين-لمواجهة تحديات المستقبل وما قد يطرأ من أمور تتعلق بالفتوى.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: التصالح في مخالفات البناء الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية فتاوى

إقرأ أيضاً:

المفتي: الأزهر صرح للعلم والبناء لا للهدم والتخريب والإخوان يرون منهجه ضالًّا

كتب- حسن مرسي:

كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن تاريخ طويل من الصراع الفكري بين جماعة الإخوان والأزهر الشريف.

في حواره مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "اسأل المفتي"، أشار المفتي إلى أن الإخوان، منذ تأسيسهم عام 1928، حاولوا باستمرار إقصاء علماء الأزهر وتشويه صورتهم، وذلك بسبب كشفهم لفساد منهج الجماعة ومخالفته لمنهج الأزهر الوسطي المعتدل.

أكد المفتي أن منهج الأزهر يقوم على التعددية والانفتاح، حيث يدرس كافة المذاهب الإسلامية بمنهجية علمية، مما يساهم في تحقيق التقارب بين المسلمين. على النقيض من ذلك، سعت جماعة الإخوان إلى احتكار تفسير الإسلام وفرض رؤيتها الضيقة، بل ووصل بهم الأمر إلى وصف منهج الأزهر بالضلال.

كشف المفتي عن محاولات الإخوان لمحو فكرة المذهبية الفقهية، والدعوة إلى العودة إلى الكتاب والسنة فقط، دون الاعتراف بالمذاهب الفقهية المعتبرة ودورها في فهم النص الشرعي وتطبيقه.

شدد المفتي على أن الأزهر الشريف هو صرح للعلم والمعرفة، يهدف إلى بناء العقول وتخريج أجيال قادرة على الإسهام في بناء المجتمع وتطوره. وأكد أن كل من تخرج من الأزهر متشربًا منهجه الوسطي لا يمكن أن يكون إلا عنصر بناء وإصلاح، وليس عنصر هدم وتخريب.

اختتم المفتي الحوار بالتأكيد على أن الفكر الأزهري مستهدف، وأنه يجب التمسك به مع تطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر. وشدد على أن الأزهر الشريف، ما دام موجودًا، سيظل السد المنيع أمام الأفكار الفاسدة والمتطرفة.

مقالات مشابهة

  • المفتي عبدالله: الحوار الوطني حاجة ملحة في الظروف الصعبة
  • لماذا لا يدعو برّي إلى الحوار في غياب القوّات؟
  • الديوانية.. حي البقيع يدفع ضريبة عدم انتمائه وينتفض على 20 عامًا من غياب الخدمات
  • المفتي: الأزهر صرح للعلم والبناء لا للهدم والتخريب والإخوان يرون منهجه ضالًّا
  • كيف شكك الإخوان في أحاديث خيرية الجيش بعد ثورة 30 يونيو؟.. المفتي يُجيب (فيديو)
  • لام يدعو ألمانيا إلى الجرأة أمام إسبانيا!
  • السنة والمسيحيون وغيرهم.. لمن يصوت غير الشيعة في إيران؟
  • هدى المفتي.. في «مطعم الحبايب»
  • مفتي الجمهورية يهنِّئ الرئيس السيسي والشعب المصري بالعام الهجري الجديد
  • المفتي يهنِّئ الرئيس والشعب المصري بمناسبة العام الهجري الجديد