بعد حوالي ثمانية أيام من اختفائها عادت الطالبة جنة جمال التي تغيبت عقب خروجها من اختبارات الصف الثاني الثانوي من أمام إحدى مدارس مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية ،ورغم عودة الطالبة إلى أسرتها إلا أن الرأي العام في مدينة دكرنس لم يهدأ ولايزال يتساءل عن سر الاختفاء وهل كان ورائه شبهة جنائية أم خلافات أسرية أم أسباب أخرى ؟؟

 

مخاوف الرأي العام

 

وترجع مخاوف الرأي العام في دكرنس إلى الغموض الذي يكتنف القضية منذ الإعلان عن اختفاء الطالبة خاصة بعد انتشار شائعات على وسائل التواصل ، وخروج والدها بتصريحات لعدد من المواقع الصحفية يؤكد أن كاميرات المراقبة رصدت ابنته وهي ترفض ركوب " توك توك" وتبكي ورجح تعرضها لابتزاز إلكتروني مما تسبب في انتشار التكهنات والمخاوف من أولياء الأمور خوفا على بناتهن في الوقت الذي لم تعلق الشرطة على الحادث نظرا لعدم الإدلاء بأية تصريحات إلا من خلال الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية التي لم تنشر شيئا عن الحادث .

 

وسائل التواصل

يقول ياسر السيد بأن أهالي جنة نشروا منذ اختفائها على وسائل التواصل صورتها وطالبوا الجميع بمشاركة المنشور حتى يبحث الجميع عنها ، مشيرا بأن وسائل التواصل انتشر فيها خبر اختفاء الفتاة بصورة كبيرة نظرا لأن الناس تعاطفت مع الموقف وبدأ الجميع يشارك المنشور ، وفجأة عادة الفتاة دون الإعلان عن سبب الاختفاء مما جعل الفرصة مناسبة للشائعات .

 

 

ويضيف محمود عبد الخالق بأن الجميع يتساءل ليس من منطلق الخوض في الخصوصية ولكن لمعرفة المحاذير ، مشيرا إلى أنه كان يكفي أن يخرج أهل الفتاة ويقولوا بأنه لم يكن هناك شبهة جنائية بدون الخوض في أية تفاصيل من حقهم الاحتفاظ بها وذلك حتى نطمأن الناس ولانعطي فرصة للشائعات التي تنتشر في مثل هذه الأمور .

 

حق أصيل

ويرى مصطفى شوقي بأن السر في إختفاء الفتاة يظل حقا أصيلا لأسرتها لاشك في ذلك ، ولكن كشف الغموض هنا من باب الإطمئنان بأن الفتاة لم تتعرض لمكروه ، فأولياء الأمور يخشون على بناتهم والتوضيح هنا أو التأكيد بأنه لاتوجد شبهة جنائية يطمأن الرأي العام وهذا هو المطلوب ، أما الغموض فيتسبب في نشر الشائعات وهناك البعض يساعد على انتشارها . 

الطالبة جنة جمال

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فتاة دكرنس مدينة دكرنس محافظة الدقهلية أولياء الأمور الرأی العام

إقرأ أيضاً:

من الأنس إلى التباهي: دعوة لكسر قيد المظاهر والبهرجة

خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، وخلق له حواء لتكون له السكن والرفيقة والزوجة الحبيبة.

منذ ذلك الحين، والإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يستطيع العيش بمفرده.

كما قال أرسطو: “الإنسان مدني بطبعه”، وأكدت مقولة ابن خلدون أن الإنسان لا يستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي دون التعاون والتآزر مع الآخرين.

لكن مع تقدم الحياة المدنية، تراجعت العلاقات الإنسانية الحقيقية بشكل ملحوظ بسبب الانغماس في المظاهر الزائفة والبهرجة المفرطة.
أصبحت استضافة الضيوف أشبه بسباق محموم بين الأسر، كلٌّ يسعى لإثبات تفوقه في تقديم الأطباق والضيافة الفاخرة، متناسيًا جوهر العلاقة الإنسانية القائمة على الونس والأنس.

تغيرات اجتماعية مؤسفة
ففي الماضي كان الناس يجتمعون ببساطة للاستمتاع بالوقت مع بعضهم البعض، أما اليوم!
فبات الإنسان المعاصر يركز على المظاهر لإثبات مكانته.
نجد البعض يتباهون بسيارات باهظة الثمن ليست ملكهم، بل تم شراؤها بالتقسيط الذي يثقل كاهلهم.
المنازل أصبحت تعج بالمفروشات الفاخرة، لكن تُخصص غرف الضيوف للاستخدام النادر، بينما تضيق الأسرة على نفسها في غرفة المعيشة والمطبخ.

أصبح الإنسان المعاصر رهين المظاهر، يهدر ماله ووقته فقط لإبهار الآخرين.

حيث يستقبل ضيفًا واحدًا بإنفاق مبالغ طائلة على تجهيزات وكأنها لحدث عالمي، من شراء الشوكولاتة الفاخرة إلى الذبائح والمقبلات التي قد تكلفهم معيشة شهر كامل.

تُرى ما هي أسباب الميل للمادية والبهرجة؟

1. السوشيال ميديا: التباهي بما يمتلكه الفرد ونشر التفاصيل اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي.
2. ضعف القيم الحقيقية: تحوّل المجتمع من تقدير البساطة والعلاقات الإنسانية إلى تقدير المظاهر والماديات.
3. المنافسة الاجتماعية: تسابق العائلات لإظهار مستوى معيشتهم العالي.
4. الإعلانات والضغوط الاستهلاكية: تشجيع الناس على شراء الكماليات باعتبارها ضرورة.

ولكن!
ما هي الحلول للحد من هذه الظاهرة؟

1. تعزيز القيم الأصيلة: من نشر الوعي بأهمية البساطة وقيمة العلاقات الإنسانية على المظاهر من قِبل مختصين على وسائل التواصل الإجتماعي.
2. نشر الوعي تنظيم الأولويات المالية: وذلك من قِبل مختصين في المال والاقتصاد وتوعية المجتمع في التركيز على الاستثمار في الضروريات بدلاً من الكماليات.
3. التوعية المجتمعية: تنظيم حملات من مختصي علم الإجتماع من خلال الإعلام التقليدي المرئي والمسموع، والإعلام الجديد على وسائل التواصل الإجتماعي لتشجيع العائلات أن جوهر العلاقات هو الاستمتاع بالوقت مع بعضهم بدلاً من التباهي.
4. التواصل الفعّال: تنظيم حملات من مختصي علم الإجتماع من خلال الإعلام التقليدي المرئي والمسموع، والإعلام الجديد على وسائل التواصل الإجتماعي بتوعية العائلات بالتركيز على بناء علاقات مبنية على الاحترام والمودة بدلًا من التنافس.
5. التربية الواعية: تعليم الأجيال الجديدة وهنا دور الأهل بالتعاون مع وزارة التعليم بالمناهج المدرسية بغرس قيم القناعة والاعتدال.

ختامًا، إن العودة إلى البساطة في العلاقات والاجتماعات الإنسانية كفيلة بإحياء الأنس الحقيقي بين الناس، وتخفيف عبئ المظاهر التي استنزفت القيم المادية والمعنوية على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • هل التسول على وسائل التواصل الاجتماعي جائز؟.. الإفتاء تجيب
  • من الأنس إلى التباهي: دعوة لكسر قيد المظاهر والبهرجة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. أستاذ سوداني يقوم بعمل مقلب جميل ولطيف في طالبته الصغيرة داخل الفصل ومتابعون: (يا سلام عليك وياريت كل الأساتذة زيك يا راقي)
  • السويد.. الإفراج عن مشتبه بهم في مقتل سلوان موميكا
  • أمين الفتوى: التسول عبر وسائل التواصل الاجتماعي حرام شرعًا
  • عاشرها بالقوة .. استمرار حبس مدرب كونغ فو هتك عرض فتاة بالمحلة 45 يوما
  • قالها تعالي نروح البيت.. قصة تعدي سائق على سائحة
  • البزري: الرأي العام يتوقع حكومة ترضي طموحات اللبنانيين
  • التدخل السريع ينقذ فاطمة.. قصة فتاة هزت قلوب رواد السوشيال ميديا
  • مشروع قانون أمريكي يحظر استخدام الأطفال لمنصات التواصل الاجتماعي