جريدة زمان التركية:
2024-12-31@15:06:35 GMT

إرهاصات لهجوم تركي جديد داخل سورية

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

أنقرة (زمان التركية) – أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، أن بلاده لن تتردد في شن هجوم جديد بشمال سورية إن أجرت جماعات يقودها أكراد انتخابات في المنطقة.

وأعلنت إدارة منطقة يقودها أكراد وتسيطر على شمال وشرق سورية خططا لإجراء انتخابات بلدية في 11 يونيو المقبل.

ويجرى التصويت لاختيار العمد في الحسكة والرقة ودير الزور وشرق حلب.

وتعتبر تركيا، التي شنت عمليات عسكرية في العمق السوري في الماضي، ذلك خطوة من جانب الميليشيات الكردية السورية نحو إنشاء كيان كردي مستقل قرب حدودها.

ووصفت الانتخابات المزمعة بأنها تهديد لــ “سلامة أراضي سوريا وتركيا”.

وقال أردوغان “نتابع عن كثب التحركات العدائية من منظمة إرهابية ضد وحدة أراضي بلادنا، فضلا عن سورية، بذريعة الانتخابات”.

وأضاف: “فعلنا ما كان مطلوبا في السابق في وجه أمر واقع. ولن نتردد في التحرك مجددا إن واجهنا الوضع نفسه”.

وتعتبر تركيا الميليشيا الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب “جماعة إرهابية” مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردا ضد تركيا منذ عام 1984.

وأدى هذا الصراع مع حزب العمال الكردستاني إلى تفاقم الأزمة، وقتل عشرات الآلاف.

مع ذلك، فإن وحدات حماية الشعب هي “العمود الفقري” لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب على (داعش).

أثار الدعم الأمريكي لقسد غضب أنقرة، وما يزال مصدرا رئيسيا للخلاف في العلاقات بين البلدين.

ونفذت تركيا سلسلة عمليات عسكرية في سورية لطرد الميليشيات الكردية السورية.

ويتحدث القادة الأتراك بشكل متكرر عن خطط لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كلم على طول حدود بلادهم مع سورية والعراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني، وذلك بهدف حماية حدودها.

Tags: أكراد سوريةالتدخل التركيالشمال السوريسورية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: التدخل التركي الشمال السوري سورية

إقرأ أيضاً:

كيف ستتعامل تركيا مع قسد في سوريا؟

تأتي تركيا في مقدمة الدول المستفيدة من سقوط نظام الأسد في دمشق وتبلور قيادة جديدة لسوريا. وقد حققت مكاسب كبيرة وعديدة، تبدأ من الانتقال من نظام معاد إلى نظام ينظر لها بإيجابية، وتمر بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والتأثير في المؤسسات وفتح المجال لعودة اللاجئين، ولا تنتهي بالمكاسب الجيوسياسية والتنافس مع قوى إقليمية أخرى.

من هذه الزاوية ولاعتبارات أخرى عديدة، تبرز أمام أنقرة فرصة غير مسبوقة لتحقيق أهم أهداف سياساتها السورية عبر سنين طويلة، وهي منع تشكيل كيان سياسي للمنظمات الانفصالية المرتبطة بالعمال الكردستاني على حدودها الجنوبية، والحديث هنا عن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المتواجدة في الجزيرة السورية أو مناطق شرق الفرات بدعم أمريكي.

فهل تنفذ أنقرة تهديداتها السابقة بعملية عسكرية جديدة في سوريا ضد قسد؟

تركيا ترى فعلا في المتغيرات في سوريا فرصة ذهبية غير مسبوقة لها لإنهاء هذا الملف الذي ترى أنه يشكل تهديدا لأمنها القومي، وكان أداة ضغط خارجية عليها لأكثر من عقد من الزمان
في المقام الأول، من المفيد التأكيد على أن تركيا ترى فعلا في المتغيرات في سوريا فرصة ذهبية غير مسبوقة لها لإنهاء هذا الملف الذي ترى أنه يشكل تهديدا لأمنها القومي، وكان أداة ضغط خارجية عليها لأكثر من عقد من الزمان. ويضاف لهذا المعنى ويعضده أمران:

الأول، أنها تراهن على موقف ترامب العائد للبيت الأبيض وغير المتحمس تقليديا لبقاء قوات بلاده في سوريا، وبالتأكيد أن انسحاب القوات الأمريكية إن حصل (بل حتى تقليل عددهم) سيهدد مشروع قسد، ولذلك تستشعر الأخيرة الخطر وبدأت بمناورات سياسية وإعلامية لمحاولة تجنب هذا المصير. والثاني، توجه أنقرة لعملية سياسية منتظرة مع أكراد الداخل، بدأت مع دعوة زعيم التيار القومي دولت بهتشلي زعيمَ العمال الكردستاني أوجلان لإلقاء كلمة في البرلمان التركي يعلن فيها حل التنظيم ووقف العمليات، ووصلت إلى رسالة واضحة من الأخير عن استعداده لتقديم هذا "الخطاب اللازم" والتجاوب مع "النموذج الجديد الذي قدمه السيّدان أردوغان وبهجلي".

تقديرنا أن أنقرة تضع أمامها مروحة من الخيارات للتعامل مع قسد، أهمها ثلاثة، وفق ترتيب الأولويات:

الأول، إتاحة الفرصة والوقت لخيار سوري داخلي عبر القيادة الجديدة التي تجمعها مع تركيا بالضرورة الخطوط الحمراء المتعلقة بوحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم والفدرلة، وهو ما جاء على لسان أكثر من مسؤول سوري في مقدمتهم أحمد الشرع نفسه. قد يتم ذلك بحوار بين القيادة الجديدة وقيادة قسد، أو عبر عملية تفاوض تشمل "حصة" ما في هيكلية الدولة الجديدة، أو بالقوة إذا ما دعت الحاجة.

الثاني، ما أسماه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "تغيير سلوك قسد"، ويفهم من ذلك تخليهم عن أفكار الاستقلال والتقسيم والفدرلة، من خلال حل التنظيم مثلا وهو أمر مستبعد في المرحلة الحالية. ولكن يمكن أن يحصل ذلك أيضا عبر فك الارتباط بالعمال الكردستاني، من خلال عدة خطوات مثل إخراج القيادات غير السورية وحتى السورية المحسوبة على الكردستاني من البلاد، والإعلان الصريح عن الالتزام بالحلول السورية الداخلية والتخلي عن المشروع الإقليمي. وساعتها يمكن أن تدمج العناصر المتبقية، وبدون أجندة عابرة للحدود، في مؤسسات الدولة بعدة أشكال.

ويبقى الخيار الثالث هو أن تتدخل أنقرة بنفسها وبالقوة لتحقيق ذلك، في حال فشل الحل السوري الداخلي ورفضت قسد التخلي عن مشروعها، وبالتالي يكون الخيار عملية عسكرية موسعة ضدها. كانت تركيا لوّحت مرارا بعملية من هذا القبيل، لكن الظروف الآن تعظّم من فرص شنها ونجاحها.

تنتظر أنقرة، وليست في عجلة كبيرة من أمرها، لكنها تنتظر هذه المرة ويدها على الزناد، مجازا وعمليا، إذ لا تريد أن تندم لاحقا على تفويت فرصة تاريخية مثل هذه سيكون لها انعكاسات إيجابية على البلاد من جميع النواحي وفي مختلف المجالات على المدى البعيد
فإضافة إلى أن تركيا تبدو في موقف أقوى اليوم وقسد في أضعف موقف لها منذ 2014، تستشعر واشنطن مدى حاجتها اليوم إلى أنقرة في سوريا، في عملية البناء الداخلي والتواصل مع القيادة الجديدة وملء الفراغ الإقليمي سواء بسواء، كما أن ترامب لن يكون متحمسا لبقاء القوات الأمريكية -بنفس العديد والمهمات- في سوريا على المدى البعيد. بل إن احتمال قيام تركيا بهذه العملية مع إدارة العمليات العسكرية (أو أيا صار اسمها في المرحلة القادمة) جنبا إلى جنب مع "الجيش الوطني السوري"؛ تبقى قائمة.

في الخلاصة، ترى تركيا أن الظروف اليوم ملائمة لتحقيق إنجاز يغير قواعد اللعب في سوريا والمنطقة، وأنها لا يجب أن تفوت هذه الفرصة كما فعلت سابقا لعدة أسباب.

لكن، من جهة ثانية، لا تبدو أنقرة في عجلة من أمرها. فهي تدرك أن أي عملية عسكرية كبيرة في سوريا قد تعقد المسار السياسي الداخلي المشار له آنفا، وهي كذلك في انتظار إعلان الرئيس الأمريكي الجديد عن رؤيته وسياسته في سوريا، فضلا عن أنها تتيح المساحة الزمنية الكافية لقسد كي تفكر وتقرر مسارها المستقبلي، وللقيادة الجديدة في سوريا لتحدد خياراتها الممكنة بخصوص هذا الملف.

تنتظر أنقرة، وليست في عجلة كبيرة من أمرها، لكنها تنتظر هذه المرة ويدها على الزناد، مجازا وعمليا، إذ لا تريد أن تندم لاحقا على تفويت فرصة تاريخية مثل هذه سيكون لها انعكاسات إيجابية على البلاد من جميع النواحي وفي مختلف المجالات على المدى البعيد.

x.com/saidelhaj

مقالات مشابهة

  • قراءة في تصريحات أوجلان.. كيف ستتفاعل أنقرة مع مبادرة القائد الحبيس؟
  • قراءة في تصريحات أوجلان.. كيف ستتفاعل أنقرة مع مبادرة القائد الحبيس؟- عاجل
  • يهددهم أردوغان بالاستسلام أو الموت.. هل يتخلى أكراد سوريا عن السلاح بعد اشتعال جبهة «منبج»؟!
  • كيف ستتعامل تركيا مع قسد في سوريا؟
  • تركيا تعلن عن خطة إنمائية للمنطقة الكردية بـ14 مليار دولار
  • حزب العمال الكردستاني يعلن استعداده لدعم عملية السلام مع تركيا
  • مسؤولية تاريخية..عبد الله أوجلان: مستعد لتعزيز الأخوة التركية الكردية
  • فيدان لبلينكن: "لا يمكن السماح" بوجود مقاتلين أكراد في سوريا
  • تركيا: لن نسمح لحزب العمال الكردستاني بالاستقرار في سوريا
  • تركيا ترفض وجود مقاتلين أكراد في سوريا