"كل العيون على رفح".. كيف زيف الـ AI الواقع المأساوي في غزة؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
في أعقاب ضربة إسرائيلية مميتة على مخيم خيام في رفح هذا الأسبوع، انتشرت صورة تدعو الناس للانتباه إلى الأحداث في المدينة الغزاوية كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، .
ولكن، على عكس المحتوى الواقعي المنتشر خلال حرب إسرائيل وحماس، تبدو الصورة مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما أثار انتقادات لتجميلها للأثر الإنساني الكارثي للحرب على غزة، بحسب تقرير لموقع أكسيوس الأميركي.
تفاصيل الضربة الجوية
تسببت الضربة الجوية في إشعال حريق أودى بحياة ما لا يقل عن 45 فلسطينياً نازحاً، حيث وصف الشهود مشاهد حرق الناس أحياء في خيامهم، وفقاً لتقرير واشنطن بوست. الصورة الفيروسية تصور صفوفاً مرتبة من الخيام في ما يبدو أنه مخيم للاجئين في الصحراء، محاطاً بجبال مغطاة بالثلوج. بعض الخيام مرتبة لتشكيل الكلمات "كل العيون على رفح".
انتشار الصورة
وتم نشر الصورة على حساب إنستغرام غير معروف نسبياً، ولم يستجب المستخدم لطلب التعليق من أكسيوس.
وتحتوي الصورة على بعض العلامات المميزة لتوليد الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التماثل غير الطبيعي والظلال الغريبة، بحسب إن بي سي نيوز.
رغم ذلك، انتشرت الصورة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة في قصص إنستغرام، مستفيدة من ميزة "أضف قصتك" الخاصة بالمنصة، وقد جمعت أكثر من 47 مليون مشاركة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
انتقادات
رغم أن الصورة كانت تهدف لجذب الانتباه إلى معاناة الفلسطينيين، انتقدها البعض لاحتوائها على معلومات غير واقعية، ولا تشبه الحالة المأساوية في غزة.
وكتب المصور دانيال إتر في منشور على إنستغرام: "غزة ليست منظرًا معقمًا مولدًا بالذكاء الاصطناعي مع جبال مغطاة بالثلوج... إنها مبانٍ منهارة مع جثث مدفونة. إنها خيام محروقة ونفايات وبقايا بشرية".
يأتي انتشار صورة تبدو زائفة وجذابة بصرياً للفت الانتباه إلى غزة في وقت قامت فيه منصات التواصل الاجتماعي بفرض الرقابة أو إزالة الصور ومقاطع الفيديو من الصحفيين الفلسطينيين على الأرض في رفح، بدعوى أنها "جدًا بيانية".
صورة أخرى مزيفة
في رد فعل على الصورة المنتشرة، استخدم مستخدم إسرائيلي على إنستغرام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة مشابهة تُظهر مسلحًا من حماس يقف فوق طفل، مع الكلمات "أين كانت عيونكم في 7 أكتوبر؟".
جمعت الصورة حوالي 500,000 مشاركة قبل أن تُزال لفترة وجيزة من إنستغرام يوم الأربعاء، ثم أُعيد نشرها بعد ساعات.
الحقيقة غير المزيفة
قُتل أكثر من 35,000 فلسطيني في غزة خلال الحرب. اعتبارًا من أبريل، تم تهجير 85% من سكان القطاع وتضرر أو دمر أكثر من 50% من مبانيه. ورغم أن الضربة الجوية الإسرائيلية للخيام تعد الهجوم الأكثر دموية على رفح منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على المدينة في وقت سابق من هذا الشهر، لا تزال إدارة بايدن تقيّم ما إذا كانت ضربة المخيم للاجئين تشكل انتهاكًا "للخط الأحمر" الذي حدده الرئيس بايدن وما إذا كان ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيير في السياسة الأمريكية بشأن الحرب.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل حماس رفح كل العيون على رفح غزة هجوم رفح إسرائيل الذكاء الاصطناعي إسرائيل حماس أخبار فلسطين
إقرأ أيضاً:
عادل الضوي يكتب: بين «الأحلام» و«الواقع».. سوريا إلى أين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أمام ما تشهده سوريا من أحداث وتطورات متلاحقة، منذ سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة ما تسمى "جبهة تحرير الشام" على مقاليد الأمور، انطلقت وتصاعدت "أحلام" وأيضًا "مخاوف".. ليبرز السؤال الكبير: سوريا إلى أين؟
ومنذ اللحظات الأولى التى أعقبت رحيل بشار، أعلنت مصر موقفها الواضح منطلقة من احترام ودعم حق الشعب السورى فى تقرير مصيره، بما يضمن سيادته ووحدة أراضيه، وأكدت مصر دعمها الكامل، لخارطة طريق تحقق بطرق سلمية لسوريا، ولشعبها الشقيق آماله فى تحول ديمقراطي، يوفر الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي، لكل مكونات وطوائف المجتمع السورى.
لكن هذا الأمل/ الحلم يظل مرهونًا بسلوك ورؤى جماعات وتنظيمات وقوى محلية وإقليمية ودولية، وأن لا تتحول سوريا إلى ساحة صراع مفتوحة للحركات والأفكار والميليشيات. كما يظل أمل التحول الديمقراطى السلمى لسوريا مرهونًا، أيضًا، بإنهاء مخططات ومشاريع الهيمنة والتوسع والتدخل فى شئون سوريا الداخلية من قوى إقليمية ودولية، وهو الأمر الذى يعقد الوضع ويعرقل استقرار سوريا، وبالطبع يمثل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي، وهو ما نحذر منه، ونشير لمخاطره، على خلفية رؤى ومخططات بعض القوى الإقليمية، والجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، لتصدير أيديولوجيتها وممارساتها الإرهابية، إلى دول المنطقة.
وخلال الأيام الماضية، ومن متابعة ورصد أفعال وتصريحات، تأتى من داخل سوريا، ومن أطراف إقليمية ودولية، لعبت "أدورًا" أساسية فى إسقاط نظام بشار، يبدو واضحًا للأسف أن الأحلام بسوريا الأفضل.. سوريا الموحدة.. سوريا الديمقراطية.. سوريا الدولة الوطنية الحديثة، تتراجع وتتضاءل أمام "المخاوف" التى تتصاعد وتحذر من "سيناريو كارثي" تذهب إليه سوريا بل والمنطقة بأسرها.
ما نتابعه ونرصده فى الداخل السورى من تصريحات و"فيديوهات" تكشف عن تسيير الوضع سياسيًا واجتماعيًا وسلوكيًا فى اتجاه يحاصر- فى حقيقة الأمر - حلم "سوريا الموحدة الحديثة"، وهو أمر قد يضع سوريا على أبواب الصراعات المذهبية والعرقية، ويدفع بالشعب السورى لجحيم الحروب الأهلية والتفكك والتشرزم.. سيناريو ينسف أفراح وأحلام الشعب السوري، فى الأمن والاستقرار والديمقراطية والعدل الاجتماعى وكامل السيادة على مقدراته ووحدة أراضيه.
نرصد هذه "المخاوف" ونحذر من مخاطرها، مع تمسكنا بالأمل بأن يتمكن الشعب السورى من تجاوز كل تلك المخاطر والتحديات، والتى يزيد منها ومن عواقبها الوخيمة على مستقبل سوريا، ومحيطها الأقليمي، استمرار تدخل قوى إقليمية فى مسار الداخل السوري، ودعمها لقوى و"ميليشيات" وجماعات تتحرك فى إطار ومن خلال أجندات ومشاريع وأحلام تتيح الهيمنة والاستحواذ على دول المنطقة، وفى القلب منها سوريا، لإعادة تشكيل امبراطورية عثمانية جديدة.
وبالطبع، ليس ببعيد ما لعبته وتلعبه إسرائيل من أدوار ومخططات وتفاهمات، أدت لإسقاط نظام بشار، وما تلى ذلك من قيام آلة الحرب الإسرائيلية -وعلى مدار أكثر من ٤٨ ساعة– من غارات وضربات دمرت خلالها تقريبًا مجمل أسلحة ومعدات الجيش السوري، البرية والجوية والبحرية، لتصبح سوريا دولة بدون جيش، بكل ما يعنيه ذلك من خروج سوريا، ولوقت ليس بالقليل، من ساحة المواجهة مع الأطماع العدوانية الاستيطانية التوسيعة فى الشرق الأوسط، ومن نافلة القول –كما يقولون – إن كل ذلك تمت بمباركة وتخطيط وتنسيق مع الإدارة الأمريكية بايدن / ترامب.
وأخيرًا: "نكتة" سخيفة.. من تداعيات المشهد السوري، ما يثير الضحك، ولكنه ضحك كالبكاء، ما أعلنته واشنطن من استمرار وعدها بمنح مكافأة ١٠ ملايين دولار، لمن يدلى بمعلومات، أو يساعد فى إلقاء القبض على "الجولانى" أحمد الشرع!... و"عليك عينى يا دمشق".