حاز على لقب أصغر فنان بالعالم وعمره لم يتجاوز العامين (صور)
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
بعد منحه لقب "أصغر فنان بالعالم" الاثنين الماضي، عقب 5 أشهر من انتظار تصديق موسوعة غينيس للأرقام القياسية على هذه المحاولة كشفت والدة الطفل ايس ليام آنكارا، تفاصيل موهبة ابنها.
وقالت شانتيل كوكيوا إيغان، والدة أصغر فنان بالعالم من غانا، إن الأمر بدأ صدفة عندما اكتشف طفلها الذي كان عمره لا يجاوز ستة أشهر في ذلك الوقت مجموعة ألوانها الأكريليك.
وشانتيل نفسها رسامة ومؤسسة "ستوديو آرتس آند كوكتيلز" وهي حاليا تقدم دروسا في الرسم في العاصمة الغانية أكرا.
وأضافت شانتيل أنها "كانت تبحث عن طرق تبقي طفلها مشغولا أثناء عملها على لوحاتها، فرشت له قطعة من النسيج وأضفت بعض الطلاء عليها وخلال زحفه (على قطعة النسيج) نشر كل الألوان على القماش".
وأوضحت شانتيل (25 عاما) لوكالة "أسوشيتد برس" "هكذا خرجت أولى أعماله الفنية "الزحف" (ذا كراول) للنور".
وبتشجيع من أمه، واصل آيس ليام، الرسم، وقررت شانتيل التقدم بطلب لحصول ابنها على لقب قياسي في يونيو الماضي.
وفي نوفمبر، أخبرتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية أن ابنها كي يحطم الرقم القياسي السابق، يحتاج إلى عرض اللوحات وبيعها.
لذا رتبت لآيس ليام المعرض الأول في متحف العلوم والتكنولوجيا في أكرا في شهر يناير الماضي، حيث تم بيع تسعة من أصل عشرة من أعماله المدرجة في المعرض.
APوأحجمت شانتيل عن إيضاح المقابل الذي بيعت به لوحات ابنها.
وأكدت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، في بيان وأعلنت الأسبوع الماضي أنه "في عمر عام واحد و152 يوما، أصبح آيس ليام نانا سام أنكاراه من غانا أصغر فنان ذكر في العالم".
APوما زال آيس ليام، الذي سيبلغ عامين في يوليو المقبل، يحب الرسم ويرافق أمه بحماس شديد إلى الاستوديو الخاص بها، حيث تم تخصيص زاوية له وحده.
وقالت شانتيل إنه يرسم أحيانا في جلسات مدتها خمس دقائق لا أكثر، ثم يعود إلى نفس اللوحة لأيام وأسابيع.
APوفي يوم قريب، ظل يركض في أرجاء الاستوديو، تملؤه تلك الطاقة وذلك الزخم الذي ينتاب الأطفال في مثل عمره، لكنه عكف أيضا على الرسم بتركيز شديد لمدة ساعة تقريبا، حيث اختار الألوان الأخضر والأصفر والأزرق لأحدث أعماله، وقام بفرك الألوان الزيتية على النسيج بأصابعه الصغيرة.
وأكدت شانتيل أن حصول ابنها على الرقم القياسي العالمي لم يغير حياتهما مشيرة إلى أنها لن تبيع لوحته (الزحف) "ذا كراول" بل ستبقيها في منزل الأسرة.
وأضافت شانتيل أنها تأمل أن يؤدي اهتمام وسائل الإعلام حول ابنها إلى تشجيع وإلهام الآباء الآخرين لاكتشاف مواهب أطفالهم ورعايتها.
وذكرت أنه "يرسم وينمو ويلعب طوال الوقت".
المصدر: "أسوشيتد برس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: غينيس
إقرأ أيضاً:
قصة مهند قطيش: كم من فنان ذهب بشسع نعل كليب
ظلت شخصية "جلال" التي جسّدها الفنان السوري مهند قطيش في مسلسل "عناية مشددة" الذي أنتج سنة 2015 عالقة في ذهني طوال سنوات خلت، وكنت أنوي يوما ما إن أساله إذا أتيحت لي فرصة لقائه عن خلفيات الدور وكيف برع في تجسيد معاناة ذلك العائد من جحيم الاعتقال، والذي اعتمد أدائيا على تعابير وحركات وجهه فقط دون أن ينبس ببنت شفة طوال كل مشاهده.
صحيح لم يكن "جلال" دورا محوريا في كل الأحداث؛ لكن أداء مهند "الصامت" ظل محفورا بالذاكرة؛ دون أن أدري أنه يخفي وراءه قصة حقيقية موجعة كشف عنها مؤخرا بعد سقوط نظام الأسد، وكيف قضى ثلاث سنوات معتقلا في سجن "صيدنايا" السيئ السمعة بسبب سلسة مقالات كتبها رفقة زميله الصحفي يحيى الأوس عن الشخصية القوية آنذاك والمهيمنة على الفضاء والهواء في سوريا، ونقصد هنا عبد الحليم خدام نائب الرئيس وصاحب شركة "الشام الدولية للإنتاج الفني" المستبدة بالوسط الفني السوري لسنوات وعقود.
شخصيا حاورت العديد من الفنانين السوريين وبالأخص من رفعوا راية العصيان ضد النظام منذ صرخة درعا الأولى، وعلى رأس القائمة الفنانة الراحلة فدوى سليمان بالإضافة إلى أسماء أخرى عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر زينة الحلاق ولويز عبد الكريم وواحة الراهب وناندا محمد وعامر سبيعي وغيرهم الكثير، لكن هناك أسماء أخرى ظلت قصصها مغيّبة عن الإعلام ولم تتم إماطة اللثام عنها سوى بعد انعتاق الشعب السوري ونيل حريته من النظام المجرم. ومؤخرا كرت السبحة وهناك نماذج عدة أفصحت عما كانت تكابده في السر على غرار مهند قطيش وبسام دكاك وحتى باسل خياط وآخرين كثر التزموا الصمت لأسباب متعددة حينها.
كل هذا يكشف بجلاء الإحاطة التامة للأمن بكل ما يجري ويدور في الوسط الفني، وبناء عليه تعقدت العلاقة أثناء اندلاع الثورة السورية المباركة لتضع بعض الفنانين بين فكي كماشة
الملفت فيما سرده مهند قطيش أنه اختصر بالإضافة إلى قصته الصعبة طبعا؛ العلاقة المبنية بين رجال الأمن والفروع المختلفة في كل بقاع سوريا، والدراما السورية خاصة، حين روى كيف استقبله الضابط بعبارة "أهلا يا سَلَمة". وسلمة هو أهم أدوار قطيش وجسّده بروعة في المسلسل التاريخي الملحمي "الزير سالم" تأليف المبدع الراحل ممدوح عدوان وإخراج العبقري حاتم علي. وأضاف مهند أن نفس المحقق يصر على مخاطبته باللغة العربية الفصحى حتى أنه لخص له عقوبته بالقول "ذهبت بشسع نعل كليب"، العبارة الشهيرة للحارث بن عباد.
كل هذا يكشف بجلاء الإحاطة التامة للأمن بكل ما يجري ويدور في الوسط الفني، وبناء عليه تعقدت العلاقة أثناء اندلاع الثورة السورية المباركة لتضع بعض الفنانين بين فكي كماشة. وشخصيا أعرف كيف اضطر البعض منهم لمجاراة المقربين من النظام خوفا من العواقب مما أدى لتصنفيهم في قوائم العار رغم كرههم له، لكنهم ظلوا عاجزين عن المجاهرة بالحقيقة.
المؤكد أن قصصا أخرى ستروى وستصدم المتابعين والمنبهرين بالعالم "الساحر" للفن دون أن يغوصوا في تفاصليه القاتمة السواد؛ وكم من فنان موهوب حكم على موهبته بالإعدام وعانى من التشرد ولم يحتمل ضنك الغربة وقسوتها. وملفات الفنانين السوريين مكتنزة بالحكايات التي طمستها الديكتاتورية والقبضة الحديدة التي انهارت واستسلمت في النهاية كحال كل المستبدين في كتب التاريخ، كما اختصر ذلك الكاتب السوري الراحل محمد الماغوط بالقول: "الطغاة كالأرقام القياسية، لا بد من أن تتحطم في يوم من الأيام".