قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن الجيش الإسرائيلي تعمد على مدار ثلاثة أسابيع من عمليته العسكرية ضد مخيم جباليا شمال قطاع غزة الإمعان في جريمة التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين عبر تدمير شامل لمقومات الحياة والسكن والنجاة المتبقية في المخيم، بما في ذلك محو مربعات سكنية بأكملها، ومراكز طبية وتموينية، فضلا عن التدمير الكلي والجزئي لمراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة".



وأبرز الأورومتوسطي، في تقرير له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، أن الجيش الإسرائيلي شن منذ 11 أيار / مايو عملية عسكرية واسعة النطاق في مخيم جباليا، وذلك بعد ساعات قليلة من إصداره أوامر تهجير قسرية ضد عشرات آلاف من سكان المخيم، وتنفيذ أحزمة نارية ضد الأحياء السكنية وغيرها من الأعيان المدنية، وقصف جوي ومدفعي متواصل ومكثف دون تمييز وبانتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني الأخرى المتعلقة بالتناسبية والضرورة العسكرية واتخاذ كافة الاحتياطات الواجبة.

وقد خلفت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى جانب جرائم استهداف المدنيين والقتل العمد والاعتقالات التعسفية، تدميرا هائلا تسبب في محو مربعات سكنية بأكملها، حيث طال مئات المنازل والمباني في المخيم، بما في ذلك مراكز الإيواء والمراكز الطبية والتموينية التابعة لأونروا، وآبار المياه التي كانت المنظمة الاممية تشرف على تشغيلها لتزويد السكان بالماء.

وأظهرت المعاينة الميدانية للأوضاع في مخيم جباليا عقب الانسحاب الإسرائيلي، أنه لم تسلم أي بناية سكنية من القصف أو التجريف أو الحرق، مع تدمير كامل للبنية التحتية، وحرق السوق الرئيسي والمحال في الشوارع المحيطة به، حتى أن السير في طرقات معظم "بلوكات" المخيم أصبح مستحيلاً بسبب الركام والدمار الهائل وعمليات التجريف التي طالتها وطالت البنية التحتية.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أنه رصد تدمير الجيش الإسرائيلي لجميع مقار وكالة الأونروا في مخيم جباليا، المتمثلة في 6 مدارس في بلوك 4 (مدراس أبو زيتون)، وتعدد أشكال التدمير بين قصف مدفعي وحرق كامل أو جزئي، حتى باتت بحاجة إلى الإزالة.

وقال التقرير: "لوحظ الدمار الأكبر في مدارس الأونروا المقابلة لمنطقة (بركة أبو راشد) وسط مخيم جباليا، وعلى طريق (الفالوجا)، والتي تعرضت لحرق كامل وتدمير أفقد المنطقة ملامحها، فيما لم يسلم المقر الرئيسي للأونروا في شمال غزة والمجاور لمركز شرطة مخيم جباليا من الحرق، بما في ذلك إتلاف المستندات اللاجئين الذين يسجلون للمعونات وإضافة المواليد وغيرها من السجلات والوثائق الشخصية داخل المقر، كما أن مكتب صيانة جباليا (دائرة النظافة والصيانة) التابع للأونروا والذي يقع مقرها قرب نادي خدمات جباليا، لم يسلم من القذائف والتدمير".

وأشار إلى أنه وبجوار المقر الرئيسي لأونروا، تعرض مخزن توزيع المساعدات للاجئين إلى الحرق في وقت كان المقر مليء بالمساعدات التي دخلت لسكان المخيم قبل إخلائه بيومين فقط. وتزامن ذلك مع منع الجيشالإسرائيلي وصول الشاحنات المُحملة بالبضائع والمواد الغذائية إلى محافظتي غزة والشمال على مدار شهر أيار/مايو تقريبا.

إقرأ أيضا: وسط المجازر والقصف المستمر.. انقطاع خدمة الاتصالات في رفح

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن المدارس ومقار الأونروا المستهدفة كانت تعد مأوى ومراكز إيواء لآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم بعد تدميرها في هجمات إسرائيلية، أو في محاولة منهم لإيجاد مناطق آمنة والنجاة بأنفسهم.

وشدد على أن نهج التدمير الإسرائيلي الشامل والمتعمد والواسع النطاق لكافة أشكال الحياة والسكن في مخيم جباليا يمثل نمطا واضحا يتكرر في كافة مناطق قطاع غزة، وذلك بهدف ترسيخ جريمة التهجير القسري للفلسطينيين في القطاع، ويندرج في إطار أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضدهم منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يتعمد عسكرة الأعيان المدنية بشكل منهجي، بما في ذلك تحويل مدارس ومرافق تعليمية ومستشفيات إلى قواعد عسكرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد الحرب، فضلا عن تعمد تدمير 80% من مدارس قطاع غزة بين كلي وجزئي وهو ما وصفه خبراء الأمم المتحدة في بيان مشترك صدر في 18 نيسان/أبريل الماضي، بأنه يمثل إبادة تعليمية ويحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم.

ولفت الأورومتوسطي إلى أنه حتى المدارس التي تتولى أونروا إدارتها، والتي تحولت إلى مراكز إيواء لمئات آلاف المدنيين النازحين قسرًا، تعرضت وما تزال لهجمات إسرائيلية مكثفة -بعضها بشكل متكرر وفي فترات متفرقة- بما في ذلك في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها مصنفة "آمنة".

وجدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والحاسم لوقف كافة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على مختلف قطاع غزة التي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية بشكل مباشر وعلى نحو منهجي وواسع النطاق وفي نمط متكرر، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، والتي تدخل شهرها الثامن، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على وقف جميع جرائمها، بما في ذلك قتل المدنيين، والتهجير القسري، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، واستهداف الطواقم الطبية والإغاثية وقصف وتدمير مرافق الأمم المتحدة المحمية، والتي تشكل صوراً متعددة لجرائم دولية مكتملة الأركان، والامتثال لقواعد القانون الدولي، ولقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية وحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

كما جدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مطالبته بوقف جريمة التهجير القسري التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والعمل على تمكينهم من العودة فورًا إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، وتعويضهم عن كافة الأضرار والخسائر التي لحقت بهم، بحسب قواعد القانون الدولي.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.

إقرأ أيضا: بوادر عودة المجاعة إلى مدينة غزة وشمال القطاع.. "3 أسابيع استنزفت المخزون"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة التهجير الفلسطينيين احتلال فلسطين غزة تهجير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جریمة التهجیر القسری المرصد الأورومتوسطی الجیش الإسرائیلی فی مخیم جبالیا بما فی ذلک قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هل تخلت إيران عن حزب الله.. تقرير لـFinancial Times يكشف

ذكرت صحيفة "The Financial Times" البريطانية أن "إيران سارعت إلى طمأنة حزب الله بشأن التزامها تجاهه بعد حالة من عدم الارتياح بين صفوفه بسبب ضبط النفس الذي تمارسه طهران في مواجهة العمليات الإسرائيلية العدوانية بشكل متزايد في لبنان. وقال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني الإصلاحي الذي تولى منصبه في تموز، إن بلاده تريد أن تدخل "عصرًا جديدًا" من السياسة الخارجية وتعيد التواصل مع الغرب من أجل تخفيف العقوبات على الجمهورية الإسلامية وإصلاح الاقتصاد. وتعتقد إيران أن تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف، على الرغم مما وصفه بزشكيان بـ"الفخاخ" الإسرائيلية لإغراء طهران بالحرب".   ورأت الصحيفة أن "قرار إسرائيل بتصعيد هجومها ضد حزب الله أصبح الاختبار الأكبر حتى الآن لمدى قدرة النظام الإيراني على متابعة هذا التكتيك الجديد. لقد اضطرت طهران إلى إرسال مبعوثين إلى بيروت لتهدئة المخاوف من تخليها عن حزب الله، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، في أعقاب سلسلة من الضربات المدمرة بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية الأكثر دموية في لبنان منذ عقود.وقال أحدهم للصحيفة إن طهران تعمل على "تهدئة مخاوفهم"، مؤكداً أن قرار إيران بعدم التدخل لدعم حزب الله يخدم أغراضاً محددة قصيرة الأجل. وقال المصدر المقرب من الإصلاحيين: "إن ما نشهده الآن هو تحول في التكتيكات وليس تغييراً في استراتيجيتنا الأساسية تجاه محور المقاومة. ومن المحتم أن يتم تنحية بعض القضايا المهمة جانباً لصالح قضايا أكثر إلحاحاً، ولو مؤقتاً على الأقل. وهذا هو الثمن الذي تدفعه عندما تعدل نهجك في المعركة"."   وبحسب الصحيفة، "أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء القوات الإسرائيلية بالاستعداد لهجوم بري محتمل ضد حزب الله في لبنان، بعد آلاف الضربات على أهداف للحزب وعدة اغتيالات لزعمائه. شعر بعض أفراد قاعدة دعم حزب الله وخارجها بإحساس مخيف بالتخلي من جانب إيران. وقال أحد أنصار حزب الله في بيروت: "لماذا لا يبذل الإيرانيون المزيد من الجهد لمساعدتنا؟ نحن إخوة عندما يحتاجون إلينا، ولكن أين هم عندما نحتاج إليهم؟"   وتابعت الصحيفة، "في حين أن السياسات الخارجية والإقليمية الإيرانية الشاملة تقع تحت سيطرة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس الثوري القوي، فإن موقف بزشكيان التصالحي يشير إلى حدوث تغيير في الأولويات القصيرة الأجل في الجمهورية. لقد انخرطت إيران منذ فترة طويلة في حرب خفية مع إسرائيل من خلال محور المقاومة، الذي يضم حزب الله، والحوثيين في اليمن، والفصائل الشيعية العراقية وحماس. وفي حين يقول المطلعون على النظام إن الاستراتيجية الشاملة المتمثلة في قيادة ودعم المحور لا تزال دون تغيير، فقد سُمح لبزشكيان بمحاولة درء الحرب ومعرفة ردة الفعل في ما يتعلق بالمفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وقال بزشكيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع إنه "مستعد للتعاون" مع الدول التي وقعت على الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة".   وأضافت الصحيفة، "لكن الهجمات الإسرائيلية هزت النظام الإسلامي أيضاً، مما أثار المخاوف بشأن التهديد الذي تشكله شبكات التخريب والاستخبارات الإسرائيلية داخل الجمهورية. ففي تموز، اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم إسرائيلي مشتبه به في طهران، بعد ساعات من حضوره حفل تنصيب بزشكيان، وهو خرق أمني مهين. كما هز انفجار آلاف أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله الأسبوع الماضي، والذي ألقت الجماعة باللوم فيه على إسرائيل، إيران. ووصل المستشارون الإيرانيون إلى بيروت يوم الثلاثاء الماضي، بعد وقت قصير من تفجير أجهزة الاتصال التابعة للحزب في كل أنحاء لبنان، للمساعدة في إدارة التداعيات، والتحقيق في ما حدث وتقييم المخاطر التي تشكلها الأجهزة التي تستخدمها طهران وحلفاؤها، وفقاً لأشخاص مطلعين على التحقيق".   وبحسب الصحيفة، "قال مسؤول إيراني إن كبار المسؤولين الإيرانيين تلقوا تعليمات بعدم استخدام هواتفهم وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بهم حتى يتم فحصها للتأكد من سلامتهم.
وأضاف المسؤول: "ما حدث جعل الإيرانيين يعتقدون أنه من الممكن أن يتم اختراقهم أيضًا، وهذا يثير الكثير من الشكوك والضعف في النظام". لقد تزايدت الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول. ففي نيسان، شنت إيران أول ضربة مباشرة ضد إسرائيل من الأراضي الإيرانية، حيث أطلقت أكثر من 300 طائرة من دون طيار وصاروخ، بعد هجوم إسرائيلي على مجمع سفارتها في دمشق والذي أسفر عن اغتيال كبار القادة".   وتابعت الصحيفة، "لكن إيران لم ترد في أعقاب اغتيال هنية على الرغم من تعهدها بالانتقام. واعترف أحد الأشخاص المقربين من الفصائل المتشددة بأن إيران كانت في "موقف صعب"، قائلاً إن إحجامها عن التدخل لدعم حزب الله منح إسرائيل مساحة "لدفع الحدود". كما ورفض التلميحات بوجود خلاف بين إيران وحزب الله ووصفها بأنها "كاذبة وانحراف عن الواقع" على الرغم من أن النظام "سيحافظ على سياسة ضبط النفس". وقال مسؤول آخر: "تريد إيران التعامل مع الموقف بطريقة لا تدفعها إلى التدخل لأنها تريد فتح فصل جديد للحوار مع الغرب"."   وبحسب الصحيفة، "حتى لو أرجأت إيران التدخل الصريح، فقد تسعى دول أخرى في محور المقاومة إلى القيام بذلك. فقد عرضت الفصائل الشيعية العراقية، التي شنت خلال الأشهر القليلة الأولى من الصراع في غزة موجة من الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، مساعدة حزب الله بإرسال الرجال والأسلحة. وقال أحد الأعضاء: "كنا نرغب في مساعدة إخواننا في لبنان منذ أشهر، لكن إيران قلقة من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة... لذا فقد تراجعنا". وقد أقر سعيد ليلاز، المحلل الإصلاحي المتخصص في الاقتصاد السياسي الإيراني، بأن استراتيجية خامنئي تتمثل في الضغط على إسرائيل "باستخدام القفازات البيضاء"، أي الحفاظ على نظافة يديها في حين تدفع أعضاء المحور إلى الاستمرار في استهداف إسرائيل. وأضاف: "تفتقر إيران إلى الموارد المالية اللازمة لتحمل تكاليف حرب باهظة الثمن". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإسرائيلي عن إغتيال نصرالله: أكثر الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل تبريراً
  • تم إعدادها بعناية.. رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف تفاصيل الغارة التي استهدفت حسن نصرالله
  • جنود إسرائيل على حدود لبنان يتحضرون لتوغل البري.. تقرير يكشف التفاصيل
  • رئيس الوزراء الباكستاني يطالب بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي في غزة واصفًا إياه بالمجزرة المنهجية للفلسطينيين الأبرياء
  • فلسطين.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس
  • بزشكيان بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية: جريمة حرب مكشوفة
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم مخيم بلاطة.. واندلاع اشتباكات عنيفة
  • هل تخلت إيران عن حزب الله.. تقرير لـFinancial Times يكشف
  • “البحث الجنائي” يكشف عن ملابسات وغموض 87 جريمة
  • “الصحفيين العرب” يدين الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين في لبنان