تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الرابط بين شمال مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان إلى الناحية الشرقية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، بعد معارك وصفت بأنها "الأعنف"، بحسب ما كشفته مصادر عسكرية لموقع "الحرة".

وفي الأثناء، "وجه الجيش مدفعيتة الثقيلة نحو تجمعات وقوات تابع للدعم السريع قدمت من منطقة شرق النيل نحو جسر الحلفايا"، بحسب مراسل قناة الحرة في السودان.

وقالت المصادر ذاتها، إن قوات الدعم السريع استقدمت تعزيزات عسكرية تصدى لها، فيما تمكن الجيش من إدخال قوات مساندة له من منطقة أم درمان العسكرية عبر جسر الحلفايا إلى مدينة الخرطوم بحري.

ويظهر فيديو بثته عناصر من الجيش السوداني مجموعة من أفراد الجيش السوداني وهم يعبرون اليوم جسر الحلفايا شمال بحري، وفقا للمراسل.

في المقابل، حاول موقع "الحرة" التواصل مع  مستشار قائد قوات الدعم السريع، محمد المختار نور، للتعليق على ذلك، إلا أنه لم يجب على الأسئلة المرسلة إليه حتى تاريخ نشر هذا الخبر. 

ويعد جسر الحلفايا أحد الجسور العشرة بالعاصمة السودانية التي قسمتها الأنهار إلى مدن ثلاث - الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان. ويقع جسر الحلفايا بالاتجاه الشمالي للعاصمة المترامية الأطراف على نهر النيل، ويعتبر أكبر جسر عرضي بالسودان إذ يبلغ طوله 910 أمتار تقريبا وعرضه 27 مترا تقريبا، ويتسع لستة مسارات بالأوقات العادية، وفقا لصحيفة "اللحظة" السودانية.

ويمثل الجسر أهمية استراتيجية قصوى، وفقا للمصدر ذاته، فعبره يمكن التوغل إلى أطراف مدينة أم درمان، والوصول إلى قاعدة وادي سيدنا الجوية، والكلية الحربية السودانية شمال العاصمة من جهة أم درمان.

كما يتاخم أقدم المقرات والمعسكرات ومعاهد تدريب قتالية تابعة للجيش السوداني بينها قيادة الفرقة التاسعة المحمولة جوا التي تشمل فرق المظلات والصاعقة، والاقتحام الجوي. كما تضم منطقة كرري العسكرية معسكر جبل سركاب أكبر معاقل الدعم السريع بمدينة أم درمان، بحسب الصحيفة ذاتها.

وفي سياق متصل، رفض الجيش السوداني، الأربعاء، دعوة للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع، وذلك عقب محادثة بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقُتل آلاف الأشخاص وفر أكثر من تسعة ملايين من منازلهم في الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 حول عملية الانتقال إلى انتخابات حرة.

وقال مالك عقار، وهو زعيم متمردين سابق ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني "لن نذهب إلى جدة ومن يرد ذلك فعليه أن يقتلنا في بلدنا ويحمل رفاتنا إلى جدة".

والأربعاء، استمر القتال العنيف في المناطق الشمالية من العاصمة الخرطوم،  حيث تحدث سكان عن قصف جوي ومدفعي مكثف.

وقالت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، إن بلينكن ناقش مع البرهان ضرورة إنهاء الحرب واستئناف المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية في جدة والتي توقفت منذ أشهر بعد فشلها في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

ورحبت وزارة الخارجية السودانية التابعة للجيش، الأربعاء، بالدعوة المصرية لعقد قمة للجماعات السياسية المدنية، لكنها وضعت شروطا بشأن الجماعات والجهات الفاعلة الأجنبية المدعوة.

وقال عقار في بيانه، إن عقد قمة منفصلة للأحزاب السياسية المدنية في أديس أبابا يهدف لصرف الانتباه عن هدف إنهاء الحرب.

وقالت قوات الدعم السريع، في وقت سابق، إنها مستعدة للمحادثات، لكن كلا الطرفين لم يف بالالتزامات التي تعهد بها في الجولات السابقة.

وناقش بلينكن أيضا في اتصال الثلاثاء، ضرورة توقف أعمال القتال في الفاشر، عاصمة شمال دارفور حيث يحتدم قتال منذ 10 مايو، أودى بحياة ما لا يقل عن 145 شخصا وأدى إلى تشريد أكثر من 3600 أسرة، معظمهم هذا الأسبوع، وفق تقارير لجماعات إغاثة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود.

وحاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر وداهمت أحياء المدنيين ونفذ الجيش الذي يقاتل من أجل الحفاظ على وجوده في آخر معاقله في إقليم دارفور غارات جوية في المنطقة.

وقال سكان إن مقذوفات أطلقها الجانبان سقطت ودمرت منازل، فيما لا يستطيع سوى عدد قليل من الناس الوصول إلى المستشفيات وانقطعت خدمات المياه والكهرباء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی جسر الحلفایا أم درمان

إقرأ أيضاً:

مصادر لـالحرة: عشرات القتلى في حصار تفرضه قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة

قالت مصادر محلية لـ"الحرة"، الخميس،  إن "79 شخصا قتلوا، جراء حصار تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الهلالية بولاية الجزيرة"، وسط السودان.

وأوضحت المصادر، أن "المواطنين المحاصرين يعانون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة، ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة، مثل المياه والغذاء والدواء"، مطالبة المنظمات الإغاثية بـ"التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.

وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".

من القاهرة.. السيسي يقدم تعهدا حاسما للبرهان في كلمته، الاثنين، أمام المنتدى الحضري العالمي الذي تنظمه الأمم المتحدة، جدّد البرهان اتهاماته لقوات الدعم السريع بتهديد وجود الدولة السودانية.

وقال البيان الأممي إن مثل هذه الأعمال تمثل "انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان"، مشددا على ضرورة محاسبة مرتكبي مثل هذه الانتهاكات.

وفي وسط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قالت مصادر عسكرية لـ"الحرة"، إن قوات الدعم السريع "شنت قصفاً مدفعياً مكثفاً على بعض الأحياء السكنية".

فيما شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، وفق المصادر العسكرية، غارات جوية مكثفة على قوات الدعم السريع المتمركزة شرق المدينة.

وشهدت المدينة موجة نزوح ملحوظة، بعيدا عن الأحياء الالتي تتعرض للهجوم، أو إلى خارج المدينة.

وأدت الحرب الدائرة حاليا إلى اندلاع موجات من العنف العرقي، أُلقي باللوم في معظمها على قوات الدعم السريع.

وقال نشطاء إن قوات الدعم السريع "قتلت ما لا يقل عن 124 شخصا في قرية بولاية الجزيرة الشهر الماضي، في واحدة من أكثر الهجمات إزهاقا للأرواح خلال الصراع"، حسب تقرير سابق نشر على موقع "الحرة".

انشقاق "قائد" من قوات الدعم السريع بالسودان.. هل يغير موازين القوى على الأرض؟ أثار انشقاق قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط البلاد، أبو عاقلة كيكل، مع مجموعة من عناصر وتسليم نفسه للجيش السوداني، الكثير من الجدل والنقاش، إذ اعتبره بعض النشطاء ضربة قوية لتلك القوات، بينما رأى آخرون أن ذلك لن يؤثر بشك كبير على مجرى المعارك التي اندلعت شراراتها في 15 أبريل من العام المنصرم.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، وفق وكالة فرانس برس.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة. 

وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

مقالات مشابهة

  • الخرطوم تتهم الدعم السريع بارتكاب مذبحة بولاية الجزيرة وقتل 120 مدنيا
  • وسائل إعلام: عشرات القتلى بعد توزيع الدعم السريع طعاما مسموما في ولاية الجزيرة
  • اتهامات للدعم السريع بالتحضير لهجوم على شمال دارفور
  • «التجمع الاتحادي» يحمل الدعم السريع مسؤولية حصار «الهلالية» ويطالب بفتح ممرات إنسانية
  • مصادر لـالحرة: عشرات القتلى في حصار تفرضه قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة
  • قائد لواء البراء بن مالك يكشف عن طلب من قوات الدعم السريع
  • السودان: قوات الدعم السريع تصفي 11 مواطناً في سنجة وتمنع الأهالي من المغادرة
  • الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم
  • الحكومة السودانية تلاحق وتقاضي دول جديدة متورطة في دعم قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يرد على “الضابط المنشق”.. هارب