فرنسا تشهد أسبوعًا حافلًا بالمظاهرات احتجاجًا على القصف الإسرائيلي على رفح الفلسطينية
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت شعار "كل العيون على رفح"، شهدت باريس وعدة مدن فرنسية مظاهرات يومية حاشدة على مدار الأسبوع الماضي، احتجاجا على استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وخاصة بعد الهجمات الإسرائيلية والتي استهدفت مخيما للنازحين في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، مخلفة ما لا يقل عن 45 قتيلا و249 جريحا.
فمنذ هذا القصف المستمر على رفح، يخرج آلاف الأشخاص غالبيتهم من الشباب إلى الشوارع الباريسية للتعبير عن غضبهم وسخطهم مطالبين بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وبلافتات كتب عليها: "إنها ليست حربا، إنها إبادة جماعية"، احتشد الآلاف في الميادين، والجديد هذا الأسبوع في ساحة "سان أوجستين" في الدائرة الثامنة بالعاصمة الفرنسية، حيث تجمع نحو 10 آلاف شخص وفقا لتقديرات الشرطة الفرنسية، مساء الاثنين الماضي، غداة الهجوم الإسرائيلي على مخيم النازحين في رفح الفلسطينية.
وفي اليوم التالي، شارك أكثر من 4500 شخص في مظاهرات داعمة لفلسطين تلاها تظاهرات أخرى وفي نفس المكان، في ساحة "سان أوجستين" وسط العاصمة الفرنسية باريس، دعما للفلسطينيين واحتجاجا على القصف الإسرائيلي على رفح الفلسطينية.
واختيار هذا المكان لم يكن صدفة، حيث أنه يبعد بنحو كيلو مترا واحدا من السفارة الإسرائيلية بباريس، واحتشد المواطنون مرددين هتافات منها "إسرائيل تقتل أطفال فلسطين" وأخرى داعمة للفلسطينيين منها "كلنا أطفال غزة" و"تحيا تحيا فلسطين" و"فلسطين حرة".
وأعرب المتظاهرون عن غضبهم قائلين: "عندما نرى صور ما حدث في رفح لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، علينا أن نتحرك.. الإنسانية لا تحتمل هذا". ورفعوا الأعلام الفلسطينية وشعارات منها "غزة.. رفح.. باريس معكم" ولافتات كتب عليها: "أوقفوا القصف، حرروا فلسطين" وشعار "كل العيون على رفح" وهي الصورة التي تحولت إلى ظاهرة عالمية بعدما شاركها الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي للتضامن مع رفح.
ولم يتوقف الأمر على المظاهرات في الشوارع فقط، بل أعرب نائب فرنسي عن دعمه لفلسطين رافعا العلم الفلسطيني داخل مجلس النواب، فقد قام النائب عن حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، سيباستيان ديلوجو، برفع العلم الفلسطيني أثناء جلسة "طرح الأسئلة" بالجمعية الوطنية، مجلس النواب، موجهة إلى الحكومة، وهو تصرف اعتبرته رئيسة الجمعية الوطنية "غير مقبول".
واعتبر النائب ديلوجو أن رد رئيس الوزراء على نائبة بشأن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، ثم رد الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية على نائبة أخرى "غير مرضي"، لذلك قام برفع العلم الفلسطيني أثناء الجلسة، وهو تصرف محظور بموجب لوائح مجلس النواب. على إثر ذلك، تم استبعاد النائب عن ممارسة مهامه بالجمعية الوطنية لمدة 15 يوما.
كذلك، كان هذا الأسبوع حافلا بالأحداث السياسية المهمة. فمع اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا بدولة فلسطين، الثلاثاء الماضي، تزايدت الدعوات في فرنسا لكي تحذو حذو حكومات البلدان الثلاثة.
في هذا الصدد، أكدت باريس التي طالما دعت إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس "من المحظورات بالنسبة لها، إلا أن هذا القرار يجب أن يُتخذ في "الوقت المناسب".
وأكد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن باريس تعتبر أن هذا القرار يجب أن يكون مفيدا، أي أن يسمح بإحراز تقدم حاسم على الصعيد السياسي، ومن هذا المنطلق، يجب أن يأتي في الوقت المناسب حتى يحدث فرقا.
ومع تزايد الضغط على فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين، وصل الأمر إلى أن دعا الرئيس الفرنسي، خلال اتصال هاتفي أمس الأربعاء مع نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى إصلاح السلطة الفلسطينية تحضيرا للاعتراف بدولة فلسطين.
كما أعرب ماكرون عن تعازيه للشعب الفلسطيني عن الخسائر البشرية "الفادحة" الناجمة عن العمليات الاسرائيلية في قطاع غزة، معتبرا القصف الإسرائيلي لمخيم للنازحين في رفح "مأساة جديدة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رفح باريس كل العيون على رفح على رفح
إقرأ أيضاً:
بعد الجدل حول تمثال الحرية.. هل تستطيع باريس استعادة هديتها التاريخية من واشنطن؟
في خطوة غير مسبوقة، دعا السياسي الفرنسي وعضو البرلمان الأوروبي، رافائيل غلوكسمان، الولايات المتحدة إلى إعادة تمثال الحرية إلى فرنسا، زاعمًا أن أميركا لم تعد تستحق هذا الرمز الذي قدمته باريس لها قبل ما يقارب 140 عامًا.
وجاءت هذه التصريحات خلال خطاب ألقاه غلوكسمان أمام أنصاره في حزبه اليساري الصغير "المكان العام"، حيث قال: "لقد كان تمثال الحرية هديتنا لكم، لكن يبدو أنكم تحتقرونه. لذا، أعتقد أنه سيكون أكثر سعادة معنا".
وعكست هذه التصريحات صدمة أوسع في الأوساط السياسية الأوروبية من التغيرات الجذرية التي أحدثها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
وأضاف غلوكسمان أن القيم التي يمثلها التمثال، مثل الحرية والديمقراطية، لم تعد تُحترم بالشكل الكافي في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن فرنسا قد تكون المكان الأنسب لاستضافة هذا الرمز التاريخي في الوقت الحالي.
هل يمكن لفرنسا "ترحيل" التمثال من أميركا؟ورغم مطالبات غلوكسمان، فإن احتمال استعادة فرنسا لتمثال الحرية يكاد يكون مستحيلًا. فبحسب منظمة اليونسكو، التي أدرجت التمثال ضمن قائمة التراث العالمي، فإن النصب الشهير هو ملك للحكومة الأميركية.
وقد أُهدي التمثال إلى الولايات المتحدة في الأصل عام 1886 كرمز للصداقة بين البلدين، بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلال أميركا. وعلى الرغم من أن التصميم والنحت كانا فرنسيين، فقد تكفلت الولايات المتحدة ببناء القاعدة، بينما غطت فرنسا تكاليف التمثال نفسه.
ولم يتأخر الرد الأميركي على التصريحات الفرنسية. فقد علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قائلة إن على فرنسا أن تكون "ممتنة" للدور الأميركي في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وأضافت بلهجة حادة: "نصيحتي لذلك السياسي الفرنسي المغمور هي أن يتذكر أن الفرنسيين لا يتحدثون الألمانية اليوم إلا بفضل الولايات المتحدة الأميركية". لكن هذا الرد تجاهل دور فرنسا المحوري في دعم استقلال الولايات المتحدة خلال حربها ضد بريطانيا.
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، تقول بأن تمثال الحرية سيبقى مكانهتوتر في العلاقات بين باريس وواشنطنوفي حين أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون لم تدعم دعوة غلوكسمان، إلا أن العلاقات الفرنسية-الأميركية تمر بفترة حساسة. فباريس تتعامل بحذر مع سياسات ترامب، إذ يسعى ماكرون للتعاون معه في بعض الملفات، بينما يعارضه بشدة في قضايا أخرى مثل التعريفات الجمركية.
وفي الوقت نفسه، كان رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، أكثر حدة في انتقاداته لترامب، واصفًا تعامله مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الوحشي"، ومحذرًا من أن تأجيل المساعدات العسكرية لكييف قد يمنح روسيا انتصارًا استراتيجيًا.
من جهته، لم يخفِ غلوكسمان انتقاداته، حيث وصف ترامب بـ"السلطوي" واتهمه بأنه "يُقدّم أوكرانيا على طبق من فضة" لروسيا.
Relatedبرج إيفل مغطى بحجاب إسلامي.. فيديو دعائي يثير جدلاً واسعاً في فرنساماكرون يواجه تشكيك ترامب: فرنسا كانت وستبقى حليفًا مخلصًا للناتوفي ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.. وزراء دفاع أوروبا يناقشون استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا تمثال الحرية... رمز تحت الجدل السياسياستشهد غلوكسمان في خطابه بالكلمات الشهيرة للشاعرة الأميركية إيما لازاروس عن التمثال، الذي وصفته بـ"المرأة القوية التي تحمل المشعل"، والتي وعدت بأن يكون وطنًا "للمتعبين، والفقراء، والجماهير المتعطشة للحرية".
واختتم حديثه قائلاً: "اليوم، هذا البلد لم يعد ما كان عليه".
وعلى الرغم من الجدل السياسي المحتدم، فإن تمثال الحرية سيبقى، كما يبدو، في موقعه الشهير المطل على نيويورك، شاهدًا على العلاقات المتقلبة بين أميركا وفرنسا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: مطالبين بوقف "الإبادة الجماعية في غزة".. ناشطون يهود يحتلَون تمثال الحرية في نيويورك شاهد: تنصيب نموذج مصغر لتمثال الحرية بالسفارة الفرنسية بواشنطن شاهد: من فرنسا إلى أمريكا.. وصول النسخة المصغرة من تمثال الحرية إلى جزيرة إليس فرنساالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبالبيت الأبيضحرية التعبيرتمثال