أنشأ مقر قيادة في اليمن وجنَّد المرتزقة.. فيلق القدس يشرف على عمليات الحوثي في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
باتت الصورة واضحة من خلال التقارير والمعلومات الاستخباراتية التي يتم الكشف عنها تباعاً بشأن تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في الإشراف والمتابعة للعمليات الإرهابية التي تقوم بها مليشيا الحوثي، ضد السفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر والمنطقة المجاورة له.
طرق الدعم الإيراني المقدمة عبر فيلق القدس للحوثيين متعددة، فهناك وحدات وفرقة متعددة للإشراف على تجنيد وتدريب عناصر حوثية للقيام بالمهام لضرب واستهداف السفن والأهداف البحرية، ووحدات متخصصة بتهريب الأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة لدروع السفن، إضافة إلى الألغام البحرية العائمة.
التقرير الأخير الصادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كشف أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قام بتجنيد وحدات مرتزقة حوثية إرهابية بعد تدريبها في إيران لأجل تنفيذ مخطط استهداف السفن والملاحة في باب المندب، الممر الاستراتيجي الهام الذي يربط قارات العالم.
وحدات إرهابية
وفقاً لتقرير مجلس المقاومة الإيرانية، فإن الوحدة الإرهابية الحوثية تلقت تدريبيات عسكرية بحرية مكثفة، وهي وحدات جديدة المنشأ يتم إعطاؤها الكثير المهارات على كيفية مهاجمة السفن والقرصنة وعمليات التفجير وغيرها من الأعمال التي باتت تمارسها المليشيا الحوثية بشكل علني لعرقلة خطوط التجارة العالمية ليس فقط في البحر الأحمر بل امتدت إلى باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي.
ويؤكد التقرير أنه بعد الضربة الأمريكية التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني في عام 2020، تضررت قدرة إيران على التأثير على الدول المجاورة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا. وجاء في التقرير: "للتعويض عن هذا الفشل، لجأ الحرس إلى التدخل في اليمن، لا سيما الأنشطة الإرهابية البحرية المتصاعدة وتهديد الملاحة الدولية على شواطئه".
وبحسب الكاتبة والمحللة السياسية، رولا القط، فإن الخلايا الإرهابية التي شكلها فيلق القدس الإرهابي التابع للنظام الإيراني لشن هجمات إرهابية ضد السفن والأهداف البحرية الأخرى في الشرق الأوسط تلقت تدريبات مكثفة ومسلحة بشكل كامل من قبل إيران لتنفيذ أهدافها وأجندتها المحددة لها.
إشراف إيران مباشر
في يناير من العام 2020، جرى الإعلان عن تخرج نحو 200 من عناصر مليشيا الحوثي، من دورات عسكرية بحرية تلقوها داخل ما تسمى أكاديمية خامنئ للعلوم والتكنولوجيا البحرية. وتلت هذه الدفعة دفعات أخرى جرى تدريبها عبر وحدات بحرية بالوكالة تقوم بالتدريبات لهذه الخلايا الحوثية.
موقع أكاديمية خامنئي، الواقعة في مدينة زيبا كنار على ساحل بحر قزوين في محافظة جيلان شمال إيران، ساهم بشكل كبير في تدريب الخلايا الإرهابية الحوثية التي عادت لليمن لتنفيذ المخطط المحدد في ضربة الملاحة البحرية تحت مبرر شماعة "نصرة غزة ودعم الشعب الفلسطيني".
وأشارت الكاتبة إلى أن فيلق القدس التابع لقوات الحرس أنشأ مقرًا للقيادة في اليمن، وهذا المقر مشغول بتجنيد قوات مليشيا الحوثي الذين يتم إرسالهم إلى إيران لتلقي التدريب، حيث يوفر فيلق القدس التدريب في دورات بحرية متخصصة لقائمة طويلة من القوات العميلة التي لا تأتي من اليمن فحسب، بل من العراق وسوريا ولبنان ودول إفريقية أيضًا. ثم يتم إرسال هؤلاء المرتزقة إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل خلايا إرهابية بحرية وتنفيذ هجمات بناءً على أوامر من فيلق القدس.
مراكب للتهريب
تقارير متعددة آخرها تقرير للمعارضة الإيرانية "مجاهدي خلق" كشفت عن امتلاك فيلق القدس شبكة تهريب واسعة مشغولة بتوفير الأسلحة والمعدات لوكلائه المكلفين بتنفيذ هجمات بحرية. ولعل أبرز ما تم التنبه له هو استغلال فيلق القدس للدول الإفريقية المطلة على البحر الأحمر، خصوصا الصومال لأجل تهريب الأسلحة والدعم العسكري الإيراني إلى ذراعهم في اليمن.
وفقاً للمعلومات تعد الصومال نقطة رئيسة في محور عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية صوب اليمن، حيث يستغل فيلق القدس المراكب الصغيرة والزعائم التي تنطلق من الصومال إلى موانئ الحديدة الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية بحجة التبادل التجاري، لأجل عمليات التهريب.
كما أن القيادة المشتركة لقوات التحالف الدولي، كشفت عن ضبط عدد من المراكب الشراعية والسفن الصغيرة في خليج عُمان، وهي تحمل كميات كبيرة من الأسلحة والمخدرات التي كانت في طريقها لصالح مليشيا الحوثي في اليمن.
وبحسب تقارير المعارضة الإيرانية يعتبر ميناء جاسك أحد أهم موانئ إيران المستخدمة لنقل الشحنات المحددة على المراكب الشراعية وإرسالها إلى وجهاتها. تلقى الحوثيون في اليمن زوارق سريعة وصواريخ وألغامًا وأسلحة أخرى من فيلق القدس التابع لقوات الحرس.
تصعيد مدروس
ما يجري اليوم من تصعيد حوثي في البحر الأحمر، بعيد كل البعد عن شماعة "نصرة غزة"، فالكثير من الدلائل والحقائق والمؤشرات تؤكد أن المليشيا الحوثية ماضية في تهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الاستراتيجي، خدمة لأهداف إيران وأجندتها الواضحة في الحصول على مكاسب لصالح ملفها النووي.
وقالت الكاتبة والمحللة السياسية رولا القط، إن هذا السلوك المزعزع للاستقرار قد تصاعد منذ صعود المتشدد إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة، حيث اشتد التدخل المدمر لفيلق القدس في المنطقة، وكذلك الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي تشنها طهران، موضحة أن تصعيد النظام الإيراني للعنف البحري يتماشى مع تصعيده لهجمات الطائرات بدون طيار في دول الخليج، فضلاً عن تحدياته النووية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فیلق القدس التابع فی البحر الأحمر ملیشیا الحوثی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
بعد حلول الظلام وبقنابل دقيقة.. الدفاع البريطانية تكشف تفاصيل استهداف الحوثي الثلاثاء
(CNN)-- أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الجيش شنّ غارات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن، الثلاثاء، بالاشتراك مع القوات الأمريكية، وذلك في أول اعتراف علني بعملية مشتركة منذ أن صعّدت إدارة ترامب حملتها ضد الجماعة المسلحة.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان صدر، الأربعاء، أن الغارات استهدفت "مجموعة مبانٍ" جنوب العاصمة صنعاء يستخدمها الحوثيون لتصنيع طائرات بدون طيار، والتي تستخدمها الجماعة لمهاجمة السفن في البحر.
وقالت الدفاع البريطانية في بيانها إن سلاح الجو الملكي أرسل طائرات تايفون مقاتلة لاستهداف تلك المباني، وألقت قنابل دقيقة بعد حلول الظلام، بعد "تخطيط دقيق للغاية... للسماح باستهداف الأهداف بأقل قدر من المخاطر على المدنيين أو البنية التحتية غير العسكرية"، مضيفة أن جميع الطائرات عادت بسلام.
وبدأ الحوثيون المدعومون من إيران حملة عسكرية تضامنًا مع الفلسطينيين عندما شنت إسرائيل حربًا على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهاجموا مرارًا سفنًا تابعة للبحرية الأمريكية وسفنًا تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن - وهما ممران مائيان حيويان لطرق الشحن الدولية - وأطلقوا صواريخ على إسرائيل.
وردًا على ذلك، حاولت الولايات المتحدة تعطيل قدرات الحوثيين من خلال استهداف أسلحتهم الأساسية، وتدمير الطائرات المسيرة البحرية والطائرات المسيرة تحت الماء.
وشاركت المملكة المتحدة في ضربات مشتركة مع الولايات المتحدة ضد الحوثيين من قبل، بما في ذلك عمليات عديدة في عام 2024، لكن بيان يوم الأربعاء يمثل أول اعتراف من المملكة المتحدة بشن ضربة مشتركة منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حملته العسكرية العدوانية ضد الجماعة، متعهدًا باستخدام "القوة الساحقة" لوقف هجمات البحر الأحمر.
وذكر بيان الوزارة أن العملية المشتركة، الثلاثاء "تتماشى مع السياسة الراسخة للحكومة البريطانية، في أعقاب بدء الحوثيين حملة هجماتهم في نوفمبر 2023، مهددين حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومهاجمين السفن الدولية، ومقتل بحارة تجاريين أبرياء".
وزعم الحوثيون، الاثنين، أن غارة جوية أمريكية استهدفت سجنًا يحتجز فيه مهاجرون أفارقة، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وردًا على ذلك، قالت القيادة المركزية الأمريكية إنها "على علم بمزاعم سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الأمريكية في اليمن، ونحن نأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد، ونجري حاليًا تقييمًا لأضرار المعارك والتحقيق في هذه الادعاءات".
وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إن الضربات تهدف إلى منع المزيد من هجمات الحوثيين، مضيفًا أن انخفاض حركة الشحن عبر البحر الأحمر بنسبة 55% تسبب في عدم استقرار إقليمي وألحق الضرر باقتصاد المملكة المتحدة.