ماذا تحقّق من أهداف حزب الله منذ 8 تشرين الأوّل؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
لا يزال "حزب الله" أبرز طرفٍ مشاركٍ في الحرب الدائرة في غزة، بين حركة المقاومة الفلسطينيّة "حماس"، والعدوّ الإسرائيليّ. وتشهد جبهة جنوب لبنان إرتفاعاً في منسوب القصف المتبادل منذ 8 تشرين الأوّل، بين "المقاومة الإسلاميّة" وإسرائيل، في الوقت الذي يدعو فيه الكثيرون في الداخل، إلى تطبيق القرار 1701، وحماية الإستقرار والأمن اللبنانيين، وخصوصاً عند الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة.
وتُطرح الكثير من التساؤلات بشأن جدوى إقحام لبنان في حرب غزة، وسط الخشية من تمدّدها إلى الأراضي اللبنانيّة كافة ، مع توسّيع العدوّ الإسرائيليّ معاركه إلى مدينة رفح. فالمعلوم أنّ "حزب الله" دخل الحرب لمُساندة "حماس" والفلسطينيين، للضغط على إسرائيل بعدم إجتياح غزة ومدنها، لكن العكس حصل، وشهد القطاع الفلسطينيّ المُحاصر دماراً غير مسبوق، إضافة إلى سقوط عددٍ كبيرٍ من الغزاويين بين شهداء وجرحى.
ووفق محللين لمسار الحرب، فإنّ أوّل هدف وضعه "حزب الله" سقط منذ أنّ قرّرت إسرائيل إجتياح غزة. ويقولون إنّ تهديد "الحزب" في أولى أيّام المعارك، من توسّع رقعة الحرب إذا دخل العدوّ الإسرائيليّ إلى المدن التي تُسيطر عليها "حماس"، كان للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو المتطرّفة فقط لا غير، لأنّ "المقاومة" في لبنان غير قادرة على جرّ البلاد إلى حربٍ إقليميّة، في ظلّ الوضع الإقتصاديّ الصعب الذي يُعاني منه اللبنانيّون منذ العام 2019.
ويُشير المحللون إلى أنّ تل أبيب بدأت شيئاً فشيئاً إرتكاب المجازر في رفح، وهي لن تُوقف الحرب من دون القضاء على "حماس"، وإلحاق الأضرار بالبنية التحتية الفلسطينيّة، ما سيرفع حكماً أعداد الشهداء الفلسطينيين. ويرى المحللون أنّ "حزب الله" سيستمرّ بضرب المستوطنات الإسرائيليّة من جبهة الإسناد التي فتحها في جنوب لبنان، كذلك، ستقوم بقيّة الفصائل المُواليّة لإيران بدورها، على الرغم من خفض عمليّاتها ضدّ القواعد الأميركيّة.
وفي حين خسر "حزب الله" رهانه بالضغط على نتنياهو لإيقاف حربه على غزة، فإنّه نجح في توجيه ضربات مُؤلمّة للجيش الإسرائيليّ، عبر إحداث أضرار كبيرة في قواعده العسكريّة ومناطق المُراقبة الخاصّة به قرب لبنان، من دون أنّ يجرّ هذا الأمر العدوّ إلى توسيع رقعة الحرب، والإبقاء على قواعد الإشتباك. ويلفت المحللون في هذا الصدد، إلى أنّ الردع الذي أوجده "الحزب" ضدّ إسرائيل نجح حتّى الآن، فالأخيرة تُدرك جيّداً أنّها ستلقى المصير عينه، من حيث الخسائر الإقتصاديّة والبشريّة، كما في البنى التحتيّة، إنّ وسّعت بنك أهدافها في لبنان. من هذا المُنطلق، يقول المحللون إنّ هناك ضغوطات أميركيّة وغربيّة كثيرة على نتنياهو، بالإكتفاء بما يجري في غزة، وعدم شمله بلبنان و"حزب الله".
أمّا على صعيد الخسائر، فإنّ الجنوبيين فقدوا بأغلبيتهم منازلهم وأملاكهم، ولم يستفيدوا من محصولهم الزراعيّ هذا العامّ، وربما للسنوات المُقبلة، بسبب القذائف الفوسفوريّة من جهّة، والقذائف غير المُنفجرة من جهّة أخرى، والتي تُشكّل خطراً على المواطنين قرب السياج الحدوديّ. ويقول المحللون إنّه في العامّ 2006، أيّ بعد نهاية حرب تموز، سارعت العديد من الدول إلى تقديم المُساعدات للبنان، واندفعت بلدان عربيّة إلى إعادة بناء ما دمّرته آله الحرب الإسرائيليّة في حينها، لكن الآن، الدول العربيّة والغربيّة غير مستعدّة لمُساندة اللبنانيين، وخصوصاً وأنّ المجلس النيابيّ لم ينتخب رئيساً للجمهوريّة، ولم يتمّ تشكيل حكومة جديدة بعد الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، ولم تُطلق عجلة الإصلاحات المُنتظرة منذ فترة طويلة.
في المقابل، فإنّ "حزب الله" يُشير إلى أنّ المستوطنات الإسرائيليّة وضعها ليس أحسن من القرى والبلدات الجنوبيّة، فالأضرار فيها كبيرة جدّاً، والحركة الإقتصاديّة تعطّلت في شمال فلسطين المحتلّة، ونزح الإسرائيليّون بأغلبيتهم، وخسروا موسمهم الزراعيّ أيضاً.
ويختم المحللون بالقول، إنّ "الحزب" مستعدّ لمُساواة إسرائيل بالأرض، إنّ تجرأت على إعلان الحرب عليه، وسيُصيبها ما سيُصيب لبنان، من ناحية الخسائر.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يؤكد أن سحب سلاح حزب الله "حساس" ورهن توافر "الظروف"
بيروت - رأى الرئيس اللبناني جوزاف عون الأحد 20ابريل2025، أن سحب ترسانة حزب الله العسكرية موضوع "حسّاس" يبقى تحقيقه رهن توافر "الظروف" الملائمة، بينما أعلنت وزارة الصحة مقتل شخصين في سلسلة ضربات جوية شنّتها إسرائيل التي أكدت "القضاء" على عنصر في الحزب.
ورغم سريان وقف لإطلاق النار بين الجانبين منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تواصل إسرائيل شنّ ضربات تؤكد أنها تستهدف عناصر في حزب الله أو "بنى تحتية" عائدة له. من جهتها، تطالب بيروت الدولة العبرية باستكمال انسحابها، بموجب الاتفاق، من مناطق في جنوب لبنان توغلت إليها خلال الحرب.
ومساءً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم بنية تحتية عسكرية لحزب الله، وقال إنه "قضى" على عنصرين من الحزب المدعوم من إيران.
وقال الرئيس اللبناني لصحافيين الأحد إن "حصر السلاح (بيَد الدولة) تحدّثنا به... وسنُنفّذه، لكن علينا أن ننتظر ظروفه".
أضاف "القرار اتُّخذ لكنّ الظروف هي التي تسمح لنا بكيفية التنفيذ"، مشدّدا على ضرورة معالجته "برويّة ومسؤولية لأن هذا الموضوع حسّاس ودقيق وأساسي للحفاظ على السلم الأهلي".
ورأى عون الذي انتُخب رئيسا في كانون الثاني/يناير بدعم من الولايات المتحدة، أن "أي موضوع خلافي في الداخل اللبناني لا يُقارب إلا بالتحاور والتواصل في منطق تصالحي غير تصادمي، وإلا سنأخذ لبنان إلى الخراب".
واكتسب النقاش بشأن تفكيك ترسانة الحزب المدعوم من إيران و"حصر السلاح بيد الدولة" زخما في الآونة الأخيرة مع تصاعد الضغوط الأميركية على السلطات اللبنانية، والخسائر الفادحة التي تكبّدها التنظيم خلال مواجهة مع الدولة العبرية استمرت أكثر من عام.
وخلال زيارتها لبنان في نيسان/أبريل، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكل الميليشيات"، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يتم "في أقرب وقت ممكن".
إلا أن الأمين العام للحزب نعيم قاسم شدد الجمعة على عدم السماح "لأحد بأن ينزع سلاح حزب الله أو ينزع سلاح المقاومة"، مؤكدا في المقابل استعداد الحزب لحوار بشأن "الاستراتيجية الدفاعية" اللبنانية، شرط انسحاب اسرائيل من الجنوب ومباشرة الدولة عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب.
ورأى أن الحوار لا يمكن أن يجرى "تحت ضغط الاحتلال وعدوان الاحتلال".
- ضربات على الجنوب -
نصّ اتفاق وقف النار الذي أبرم بوساطة أميركية، على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
وكان مفترضا بموجب الاتفاق أن تسحب إسرائيل كل قواتها من جنوب لبنان. لكن الدولة العبرية أبقت وجودها العسكري في خمسة مرتفعات تعتبرها "استراتيجية" وتتيح لها الإشراف على جانبَي الحدود. كما تشنّ ضربات شبه يومية ضد ما تقول إنها أهداف عسكرية أو عناصر من الحزب.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد "سقوط شهيد وجريحين" جراء ضربة "شنها العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة كوثرية السياد"، بينما قتل شخص آخر في غارة على "منزل في بلدة حولا".
وأكد الجيش الإسرائيلي من جهته أنه قضى في ضربة بجنوب لبنان "على الإرهابي المدعو حسين علي نصر"، مشيرا الى أنه كان نائب قائد وحدة عملَ على "تهريب وسائل قتالية وأموال إلى داخل لبنان لإعمار قدرات حزب الله العسكرية".
ولم يحدد الجيش مكان الاستهداف.
ولاحقا قال الجيش إنه "قضى" على مسؤول الهندسة في حزب الله لمنطقة العديسة في ضربة على منطقة حولا في جنوب لبنان، وإنه هاجم "في منطقة النبطية جنوب لبنان منصات صاروخية عدة وبنية تحتية عسكرية عمل فيها عناصر من حزب الله الإرهابي".
وتؤكد الدولة العبرية أنها لن تسمح للحزب بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب التي مني خلالها بخسائر قاسية.
- ضبط صواريخ -
إلى ذلك، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات جوية على مناطق جبلية في جنوب لبنان، منها جبل الرفيع ومرتفعات إقليم التفّاح، وجبل صافي قرب جزين.
وأكدت الرئاسة اللبنانية في بيان أن عون تابع "تطوّر الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من القرى الجنوبية بعد ظهر اليوم" مع قائد الجيش رودولف هيكل.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها في 18 شباط/فبراير بموجب الاتفاق.
وشدد عون الأحد على أن اللبنانيين لا "يريدون الحرب، وباتوا غير قادرين على تحمّل الحرب أو سماع لغة الحرب"، مؤكدا أن القوات المسلحة يجب أن تكون "المسؤولة الوحيدة عن حمل السلاح والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله".
وأعلن الجيش اللبناني الأحد مقتل ثلاثة عسكريين "نتيجة انفجار ذخائر أثناء نقلها داخل آلية عسكرية، وذلك في منطقة بريقع-النبطية".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن عون قدّم لقائد الجيش رودولف هيكل التعازي بالعسكريين "الذين سقطوا في أثناء... إبعاد الخطر عن المواطنين وسكان القرى الجنوبية".
إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني الأحد توقيف أشخاص كانوا يعدّون "لعملية جديدة لإطلاق صواريخ" نحو إسرائيل.
وأضاف في بيان أن قواته دهمت "شقة في منطقة صيدا-الزهراني وضبطت عددا من الصواريخ بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت أشخاصا عدّة متورطين في العملية".
واعتبر رئيس الوزراء نواف سلام في بيان أن ما قام به الجيش يؤكد "أن الحكومة ماضية في تنفيذ ما ورد في بيانها الوزاري لجهة بسط سيادتها الكاملة على أراضيها".
وكان الجيش أعلن الأربعاء توقيف ضالعين في عمليتي إطلاق صواريخ في آذار/مارس. ولم تتبنَّ أي جهة العمليتين، ونفى حزب الله أي علاقة له.
وفي حين لم يحدد الجيش انتماء الموقوفين، أفاد مصدر أمني الأربعاء بتوقيف ثلاثة منتمين الى حركة حماس التي سبق لها أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من لبنان خلال الحرب.