يسدل الستار في وقت لاحق من اليوم الجمعة على أكبر مناورة عسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ الحرب الباردة، والتي استمرت أشهرا عدة بمشاركة عشرات آلاف العسكريين بهدف ردع أي "عدوان" روسي.

وتم إجراء المناورة -التي حملت اسم "المدافع الصامد"- من قبل الناتو كرد فعل على تغير الوضع الأمني في أوروبا نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين.

وشارك في التمارين العسكرية -التي بدأت في يناير/كانون الثاني الماضي- أكثر من 90 ألف جندي من 32 دولة عضوة في الناتو، بالإضافة إلى 50 سفينة حربية، و1100 مركبة قتالية.

وتركزت المناورات تحديدا على الإنذار ونشر قوات من جنود المشاة وطنية ومتعددة الجنسيات في الجبهة الشرقية للناتو، من الدائرة القطبية الشمالية إلى سلسلة جبال كاربات الرومانية.

وذكرت تقارير إعلامية أن المناورات كانت تحاكي هجوما روسيا على أراضي الحلفاء، وهو ما يندرج ضمن المادة الخامسة من معاهدة الناتو التي تشير إلى أن الهجوم ضد إحدى الدول الأعضاء في الحلف يعتبر اعتداء على جميع الحلفاء.

ولم يتم تفعيل البند الخامس إلا مرة واحدة عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على برجي التجارة العالمية في الولايات المتحدة.

وفي تصريحات سابقة، قال القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي إن المناورات تقدم دليلا واضحا على وحدة الحلف وتصميمه على حماية جميع الأعضاء.

وأضاف كافولي أن المناورات تحاكي سيناريو حرب ضد "خصم ذي حجم مماثل"، في تلميح إلى روسيا بدون تسميتها.

ومنذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في 22 فبراير/شباط 2022 عزز حلف شمال الأطلسي دفاعاته بشكل كبير على الجبهة الشرقية، حيث أرسل آلاف العناصر إليها.

وقبل مناورات "المدافع الصامد" جرى تنظيم أكبر تدريبات للناتو ما بعد الحرب الباردة في 2018، واستضافتها النرويج وشارك فيها نحو 51 ألف جندي.

وتعود آخر مناورة للحلف أكبر من "المدافع الصامد" إلى الفترة التي سبقت تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991، إذ شارك نحو 125 ألف جندي في مناورة كبرى أجريت عام 1988.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مشكلة خطيرة في التسلسل القيادي.. فورين بوليسي: من المسؤول عن الجيش الإسرائيلي؟

قالت مجلة فورين بوليسي إن الجيش الإسرائيلي -رغم سمعته كمؤسسة عسكرية محترفة تتبجح بكونها "المؤسسة العسكرية الأكثر أخلاقية في العالم"- قد ظهر من خلال الحرب التي يشنها على غزة أن لديه مشاكل خطيرة تتعلق بالقيادة والسيطرة.

وأشارت المجلة -في مقال للمؤرخ المتخصص في سياسة الأمن الخارجي والداخلي للولايات المتحدة بنجامين في. أليسون- إلى أن التكاليف البشرية لعمليات جيش الاحتلال كانت مذهلة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: هل تتخلى فرنسا عن أوكرانيا إن خسر ماكرون؟list 2 of 2ناشونال إنترست: هل تشعل واشنطن حربا ثالثة في الكونغو الديمقراطية؟end of list

وأوضحت أن هذه الحرب أدت لقتل نحو 38 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وتشريد أكثر من مليون شخص خلال 9 أشهر من بدايتها، وقد أشار مراقبون إلى أن هذا الجيش لم يفعل ما يكفي لحماية الفلسطينيين الأبرياء في غزة.

الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي وقانون النزاعات المسلحة في الحرب يمارس فيها التجويع والتعذيب والإعدامات الجماعية والاستخدام العشوائي للقنابل والطائرات المسيرة والصواريخ.

ورأت المجلة أن قضايا القيادة والسيطرة في إسرائيل هي المسؤولة الأولى عن جرائم الحرب المزعومة، مشيرة إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي وقانون النزاعات المسلحة في الحرب يمكن تجميعها على نطاق واسع على النحو التالي، التجويع والتعذيب والإعدامات الجماعية والاستخدام العشوائي للقنابل والطائرات المسيرة والصواريخ.

بيئة سياسية عسكرية متساهلة

واستعرضت المجلة حالات قليلة قالت إنها تشير بوضوح إلى مشاكل القيادة والتحكم، منها إلقاء الجيش الإسرائيلي باللوم على ضباط من المستوى المتوسط في مقتل 7 من المتطوعين من المطبخ المركزي العالمي في غارة جوية.

ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي اعترف بأن المطبخ المركزي العالمي قام بتنسيق تحركاته بشكل صحيح مع الجيش، مما يدل على أن هياكل القيادة والسيطرة في الجيش الإسرائيلي ليست قوية كما ينبغي.

ونبهت المجلة إلى حث رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي جنوده علنا على عدم تصوير أنفسهم وهم يرتكبون جرائم حرب، بعد أن انخرطت القوات الإسرائيلية في هذا السلوك لعدة أشهر.

ووثق الجنود أنفسهم هذه الانتهاكات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه مشاكل كبيرة في الحفاظ على الانضباط، خاصة أن مثل هذا السلوك استمر على الرغم من تحذيرات هاليفي.

المشكلة الخطيرة في التسلسل القيادي في الجيش الإسرائيلي تعود إلى 3 أسباب، هي وجود بيئة سياسية عسكرية متساهلة، والعقيدة العسكرية الإسرائيلية نفسها، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي عبارة عن جيش من المجندين

يضاف إلى ذلك -حسب المجلة- اتهام الجيش الإسرائيلي بشكل موثوق من قبل المعتقلين والمبلغين وجماعات حقوق الإنسان بتعذيب الأسرى الفلسطينيين طوال الحرب.

وقد مورس هذا التعذيب سرا، كما هي الحال في "سدي تيمان" وغيره من السجون ومرافق الاحتجاز الإسرائيلية التي يديرها الجيش الإسرائيلي، وعلنا، كما هي الحال في الاستخدام العلني لأوضاع التوتر وإذلال غير المقاتلين من خلال تجريدهم من ملابسهم الداخلية واستعراضهم، وهي انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي.

وبالفعل أعلن الجيش الإسرائيلي عن تشكيل لجنة للتحقيق في مزاعم التعذيب، علما أن مرافق التعذيب هذه لا تخضع لعقوبات من قبل المستويات العليا في الجيش الإسرائيلي والحكومة، على الرغم من عقود من الادعاءات الموثوقة باستخدام إسرائيل للتعذيب ضد الفلسطينيين.

وخلصت المجلة إلى أن أفرادا من الجيش الإسرائيلي كانوا وما زالوا منخرطين في أنشطة تشير إلى وجود مشكلة خطيرة في التسلسل القيادي، وردت ذلك إلى 3 أسباب، هي وجود بيئة سياسية عسكرية متساهلة، والعقيدة العسكرية الإسرائيلية نفسها، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي عبارة عن جيش من المجندين.

مقالات مشابهة

  • "الناتو" يكشف عن أكبر تحد أمني يواجهه.. وهذه خططه لمواجهة بوتين
  • تمديد مفاوضات مسقط حول الأسرى: خطوة نحو حلّ إنساني أم مناورة سياسية؟
  • «الناتو» يعلن عن خطة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 43 مليار دولار
  • أمين عام الناتو يرفض دعوات إجبار أوكرانيا على قبول مبدأ "الأرض مقابل السلام" لإنهاء الحرب
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يختتم مشاركته في «طانطان»
  • حزب الله: نفذ صباح اليوم أكبر هجوم متزامن على مواقع عسكرية إسرائيلية
  • «القاهرة الإخبارية»: حزب الله نفذ أكبر هجوم على مواقع عسكرية إسرائيلية
  • مشكلة خطيرة في التسلسل القيادي.. فورين بوليسي: من المسؤول عن الجيش الإسرائيلي؟
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر في عملية طعن بالجليل.. واستشهاد المنفذ
  • روسيا: سياسيات فنلندا العدوانية لن تبقى دون رد