لعنة الله على الحرب، لعنة الله على كل الحروب كافة، لقد ابتلينا بكل أنواع الحروب الأهلية، حروب المظلمة، وحروب الطمع والجشع، وحروب الفرصة القائمة، تلك التي تبدأ لأسباب سياسية واقتصادية، ولجهالة ولؤم الجنرالات والساسة تتحول لحرب هوية، تتم فيها تعبئة العنف بالاستقطاب الإثني والديني والجهوي والقبلي، ويعاد بعدها تشكيل الوطن وترسيم الحدود.
حينما يفشل الجنرالات والساسة في الحصول مبتغاهم بالمنطق وصوت الحق يعلو صوت البنادق والمدافع، ومن خلف ستار يتراهنون، كل يريد تعظيم مكاسبه وأرباحه، كل يعبئ ضحاياه بخطاب الكراهية، لا شيء سوى الموت ... الآخر عدوك، بقاؤه مماتك، وفي موته حياتك، ومن يريد أن يبقى على الحياد خائن وعميل.
أهلنا الطيبون العالقون في المعابر ومعسكرات النزوح وفي الملاجئ، الكل يقول إنه يقاتل من أجلكم، وأنتم تموتون كل يوم من أجلِ من؟!!
الموت صار لديكم عادة، دانة أخطأت هدفها وسقطت على رؤوسكم ...عادي، ... برميل متفجر تسقطه طائرة عمياء، ... عادي، مسيرات بيد طفل لا يكبر أو مجنون لا يعقل ...عادي، من عطش أو جوع ... عادي، مرض مزمن أو حتى نزلة برد ...غصة وقفت في الحلق ... عادي ... الموت صار عادي، المهم أن تموتوا أجمعين ...هم يودونكم ميتين، فحارس المقابر ينام ملء جفونه، بينما ناظر المدرسة يسهر جراها ويختصم، وبعد الموت الجماعي، صدقوني، سيجلس الجنرالات أمراء الحروب، والسادة الأفاضل الشيوخ دعاة الخطوب، فوق جماجمكم يتبسمون ويتصالحون ... يتبادلون الأنخاب والفتاوى ويوزعون تركتكم لتسديد فواتير حربهم الطائشة ... قاعدة عسكرية لروسيا، تغلغل ثقافي وأذرع على البحر الأحمر لإيران... أراضٍ خصبة وحدائق غلبا لقطر، ومدن وموانئ لتركيا، محاصيل ومواد أولية وحلايب وشلاتين لمصر ... وهكذا تقسم كيكة الوطن ولا عزاء لشهداء الثورة والثورة ولجان المقاومة.
يا صديقي ... ويا صديقتي ... ابني وبنتي ... أمي وأبي ...أخي وأختي ... العالقون في المعابر والمقابر ... في المنافي والمهاجر ... توسدوا لحودكم وناموا في هدوء، فالليل طويل، والجنرالات ما زالوا في متاهاتهم يعمهون.
عاطف عبدالله
31/05/2024
atifgassim@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
القدس المحتلة - متابعة صفا
أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم تشديدات وعراقيل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، أن 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، والغائب على أرواح الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال فرضت تشديدات وعراقيل عند مداخل مدينة القدس ومحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، تزامناً مع توافد المصلين إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
وأضاف مراسلنا، أن قوات الاحتلال نصبت الحواجز الحديدية في الشوارع والطرق المؤدية للمسجد، ومنعت العشرات من الشبان من الوصول للمسجد، بعد توقيفهم وتفتيشهم وتحرير هوياتهم.
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد سرندح، إن "المؤمنين في الأرض وخاصة أهل غزة ولبنان، نالوا أعلى الدرجات بما أصابهم من البلاء والجوع والحرمان مع المعاناة والألم والقتل والتدمير، بلا مجير ولا نصير بين حرارة الشمس وبرد الشتاء".
وأضاف سرندح، أن "أهلنا في فلسطين وغزة قبضت فلذات أكبادهم، ولم يثنهم ذلك عن الحمد، فهم أهل الحمد والرضا".
وتابع: "نساؤنا في غزة هن الماجدات العفيفات الطاهرات الحامدات، رغم أنف المشككين والمطبعين والمتحررين، وهن عنوان شرف الأمة وعفتها".
وعن الجاحدين، قال سرندح: "أما الجاحدون من يرون مصابنا في غزة، ويشاهدون جرحنا وألمنا في مقدساتنا، وأعرضوا ظلما وعلوا وطغيانا".
وفي الخطبة الثانية، عبّر قائلاً: "نبكي على أهلنا وقلوبنا تعتصر ألماً وحزناً على فلذات أكبادنا، جراء القتل بالسلاح المشبوه، فكم خسرنا من أهلنا، ونشكر رجال السلم المجتمعي على دورهم في حل النزاعات والمشاكل".