الأورومتوسطي .. إسرائيل تمعن في جريمة التهجير القسري
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
#سواليف
قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي تعمد على مدار ثلاثة أسابيع من عمليته العسكرية ضد مخيم جباليا شمال قطاع غزة الإمعان في #جريمة_التهجير القسري للمدنيين #الفلسطينيين عبر تدمير شامل لمقومات الحياة والسكن والنجاة المتبقية في المخيم، بما في ذلك محو مربعات سكنية بأكملها، ومراكز طبية وتموينية، فضلا عن التدمير الكلي والجزئي لمراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة.
وأبرز الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي شن منذ 11 أيار/مايو عملية عسكرية واسعة النطاق في مخيم #جباليا، وذلك بعد ساعات قليلة من إصداره أوامر تهجير قسرية ضد عشرات آلاف من سكان المخيم، وتنفيذ أحزمة نارية ضد الأحياء السكنية وغيرها من الأعيان المدنية، وقصف جوي ومدفعي متواصل ومكثف دون تمييز وبانتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني الأخرى المتعلقة بالتناسبية والضرورة العسكرية واتخاذ كافة الاحتياطات الواجبة.
وقد خلفت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى جانب #جرائم استهداف المدنيين والقتل العمد والاعتقالات التعسفية، تدميرا هائلا تسبب في محو مربعات سكنية بأكملها، حيث طال مئات المنازل والمباني في المخيم، بما في ذلك مراكز الإيواء والمراكز الطبية والتموينية التابعة لأونروا، وآبار المياه التي كانت المنظمة الاممية تشرف على تشغيلها لتزويد السكان بالماء.
مقالات ذات صلة عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو قررت التضحية بالمحتجزين 2024/05/31وأظهرت المعاينة الميدانية للأوضاع في مخيم جباليا عقب الانسحاب الإسرائيلي، أنه لم تسلم أي بناية سكنية من القصف أو التجريف أو الحرق، مع تدمير كامل للبنية التحتية، وحرق السوق الرئيسي والمحال في الشوارع المحيطة به، حتى أن السير في طرقات معظم “بلوكات” المخيم أصبح مستحيلاً بسبب الركام والدمار الهائل وعمليات التجريف التي طالتها وطالت البنية التحتية.
في الوقت ذاته رصد الأورومتوسطي تدمير الجيش الإسرائيلي لجميع مقار وكالة الأونروا في مخيم جباليا، المتمثلة في 6 مدارس في بلوك 4 (مدراس أبو زيتون)، وتعدد أشكال #التدمير بين قصف مدفعي وحرق كامل أو جزئي، حتى باتت بحاجة إلى الإزالة.
ولوحظ الدمار الأكبر في مدارس الأونروا المقابلة لمنطقة (بركة أبو راشد) وسط مخيم جباليا، وعلى طريق (الفالوجا)، والتي تعرضت لحرق كامل وتدمير أفقد المنطقة ملامحها، فيما لم يسلم المقر الرئيسي للأونروا في شمال غزة والمجاور لمركز شرطة مخيم جباليا من الحرق، بما في ذلك إتلاف المستندات اللاجئين الذين يسجلون للمعونات وإضافة المواليد وغيرها من السجلات والوثائق الشخصية داخل المقر، كما أن مكتب صيانة جباليا (دائرة النظافة والصيانة) التابع للأونروا والذي يقع مقرها قرب نادي خدمات جباليا، لم يسلم من القذائف والتدمير.
وبجوار المقر الرئيسي لأونروا، تعرض مخزن توزيع المساعدات للاجئين إلى الحرق في وقت كان المقر مليء بالمساعدات التي دخلت لسكان المخيم قبل إخلائه بيومين فقط. وتزامن ذلك مع منع الجيشالإسرائيلي وصول الشاحنات المُحملة بالبضائع والمواد الغذائية إلى محافظتي غزة والشمال على مدار شهر أيار/مايو تقريبا.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن المدارس ومقار الأونروا المستهدفة كانت تعد مأوى ومراكز إيواء لآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم بعد تدميرها في هجمات إسرائيلية، أو في محاولة منهم لإيجاد مناطق آمنة والنجاة بأنفسهم.
وشدد على أن نهج التدمير الإسرائيلي الشامل والمتعمد والواسع النطاق لكافة أشكال الحياة والسكن في مخيم جباليا يمثل نمطا واضحا يتكرر في كافة مناطق قطاع غزة، وذلك بهدف ترسيخ جريمة التهجير القسري للفلسطينيين في القطاع، ويندرج في إطار أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضدهم منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يتعمد عسكرة الأعيان المدنية بشكل منهجي، بما في ذلك تحويل مدارس ومرافق تعليمية ومستشفيات إلى قواعد عسكرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد الحرب، فضلا عن تعمد تدمير 80% من مدارس قطاع غزة بين كلي وجزئي وهو ما وصفه خبراء الأمم المتحدة في بيان مشترك صدر في 18 نيسان/أبريل الماضي، بأنه يمثل إبادة تعليمية ويحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم.
ولفت الأورومتوسطي إلى أنه حتى المدارس التي تتولى أونروا إدارتها، والتي تحولت إلى مراكز إيواء لمئات آلاف المدنيين النازحين قسرًا، تعرضت وما تزال لهجمات إسرائيلية مكثفة -بعضها بشكل متكرر وفي فترات متفرقة- بما في ذلك في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها مصنفة “آمنة”.
وجدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والحاسم لوقف كافة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على مختلف قطاع غزة التي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية بشكل مباشر وعلى نحو منهجي وواسع النطاق وفي نمط متكرر، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، والتي تدخل شهرها الثامن، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على وقف جميع جرائمها، بما في ذلك قتل المدنيين، والتهجير القسري، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، واستهداف الطواقم الطبية والإغاثية وقصف وتدمير مرافق الأمم المتحدة المحمية، والتي تشكل صوراً متعددة لجرائم دولية مكتملة الأركان، والامتثال لقواعد القانون الدولي، ولقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية وحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
كما جدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مطالبته بوقف جريمة التهجير القسري التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والعمل على تمكينهم من العودة فورًا إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، وتعويضهم عن كافة الأضرار والخسائر التي لحقت بهم، بحسب قواعد القانون الدولي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأورومتوسطي جريمة التهجير الفلسطينيين جباليا جرائم التدمير جریمة التهجیر القسری المرصد الأورومتوسطی الجیش الإسرائیلی مخیم جبالیا بما فی ذلک قطاع غزة فی مخیم
إقرأ أيضاً:
كل شيء ذهب.. كيف دمرت قوات الاحتلال مخيم جباليا للاجئين؟
وثقت صحيفة "الغارديان" البريطانية آلية وتسلسل تدمير مخيم جباليا للاجئين شمال شرق قطاع غزة، عبر سجلا نضمن روايات شهود العيان وصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو المتخلفة.
وقالت الصحيفة إنه "في صباح يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كانت منطقة الترانس في السوق المفتوحة في مخيم جباليا للاجئين تعج بالحركة، وهذا بعد يومين من بدء حرب غزة التي اندلعت بسبب الهجوم المفاجئ لحماس على إسرائيل، ولم تكن المنطقة قد تعرضت لقصف الطائرات الإسرائيلية بعد".
وأضافت "تأسس المخيم، الواقع شمال المدينة التي تحمل الاسم نفسه، في عام 1948، ورغم أنه لا يزال من الناحية الفنية مخيما للاجئين، إلا أنه أصبح في العقود التالية غير قابل للتمييز إلى حد كبير عن بقية المناطق الحضرية في شمال غزة وهو مكتظ بالسكان وحيوي ومزدحم، بالإضافة إلى السوق المفتوح الكبير في وسطه، كانت هناك مطاعم ومدارس وفريقان لكرة القدم ومخابز وعيادات".
وذكرت أنه "بين الساعة 10.30 صباحا و11.30 صباحا في 9 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، مزقت خمس غارات جوية إسرائيلية السوق، مما أسفر عن مقتل العشرات من الناس، وكانت هذه الضربات الجوية بمثابة البداية لحملة إسرائيلية مدمرة، أجريت على ثلاث موجات، والتي تركت المخيم أرضا قاحلة من الأنقاض لا يمكن التعرف عليها".
وقالت أحلام التلولي البالغة من العمر 33 عاما، والتي تأتي من منطقة تل الزعتر في المخيم: "هذا العام هو أحد أسوأ الأعوام التي مررت بها. لقد عشنا الدمار والقتل والجوع والنزوح والخوف والإرهاب والحصار. كل دقيقة تمر تبدو وكأنها عام كامل".
وأوضحت الصحيفة أن "الهجوم الأول على جباليا تم في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - كانون الثاني/ يناير 2024، وتعرض لقصف جوي في الأشهر الأولى من الحرب، وأسفرت أعنف الغارات الجوية، في 31 تشرين الأول، عن مقتل العشرات من الناس وترك حفرا كبيرة في الأرض عند تقاطع مزدحم".
وأضافت "قالت إسرائيل إن المخيم كان مركز قيادة للواء حماس الشمالي وإنها حددت أنظمة أنفاق حماس تحت المخيم. وطلبت من المدنيين في جميع أنحاء شمال غزة التوجه جنوبا لكن الكثيرين لم يتمكنوا أو لم يكونوا راغبين في القيام بذلك".
وبهذا تقول أحلام التلولي: "كان والدي في المنزل ولم يكن بإمكانه المغادرة لأنه أصيب وبترت ساقه. وحتى لو أردنا المغادرة، لم يكن لدينا المال للذهاب إلى أي مكان أو إدارة احتياجاتنا".
وفي 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، دخلت قوات جيش الاحتلال المخيم، وأكدت أحلام التلولي أنه بحلول ذلك الوقت، لجأت جميع أفراد الأسرة باستثناء والدها إلى المدارس التي تديرها وكالة غوث وتشيغل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قائلة: "كنا نتناوب على العودة إلى المنزل للاطمئنان على والدنا، وذات يوم عندما كانت زوجة أبي عائدة إلى المدرسة، قُتلت برصاص قناص، وبعد بضعة أيام، قُتل والدي أيضا برصاص قناص".
وكشفت أحلام التلولي أنه "مع اشتداد القتال، اضطرت الأسرة إلى الانتقال من مدرسة إلى أخرى.. كنا نتضور جوعا وبلا طعام، وحتى عندما كان الطعام متاحا، لم يكن لدينا المال لشرائه".
في 12 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، أن القتال في جباليا قد انتهى، مع القضاء مئات من مقاتلي حماس، بينما وقال جيش الاحتلال إن القدرات العسكرية لحماس قد تم تفكيكها، وفي أواخر كانون الثاني/ يناير، انسحبت "إسرائيل" من المخيم.
أما الهجوم الثاني فقد كان في أيار/ مايو 2024، واستمرت الاشتباكات المتقطعة طيلة شهر كانون الثاني/ يناير على الرغم من مزاعم "إسرائيل" بهزيمة حماس في جباليا، أظهر مقطع مصور في نيسان/ أبريل الأضرار التي لحقت بالمباني على طول طريقين في المخيم.
في 11 أيار/ مايو، أفاد جيش الاحتلال أن حماس تمكنت من إعادة بناء قدراتها العسكرية، وأصدر جولة جديدة من أوامر الإخلاء للمدنيين، وبعد يومين، بدأ غزو كامل النطاق.
وأكد رد الصحيفة البريطانية أن أم صهيب صيام، وهي أرملة تبلغ من العمر 42 عاما وأم لثلاثة أطفال، حُوصرت في منزلها في منطقة الفاخورة في بلوك رقم 9 عندما بدأ الهجوم الثاني.
وتتذكر أم صهيب صيام اليوم الذي قررت فيه المخاطرة بمغادرة منزلها، الذي أصيب بقذيفة مدفعية، مما أدى إلى إصابتها وأطفالها. انتقلت الأسرة إلى عيادة قريبة وبقيت هناك لمدة يومين "حتى حاصرنا الجيش الإسرائيلي".
وتتذكر رجلا ظهر بمكبر صوت قائلا إنه يجب إخلاء العيادة لأن المبنى على وشك أن يتم قصفه، قائلة: "بدأ يدلنا على الطريق وهو يتحدث على الهاتف، بينما حلقت فوقه طائرة كوادكوبتر. مررنا عبر وسط المخيم بجوار السوق الرئيسي، على طول شارع عودة إلى نادي خدمات لكرة القدم".
وبحلول الوقت الذي انسحبت فيه القوات الإسرائيلية بعد ثلاثة أسابيع - مدعية مرة أخرى أنها فككت حماس - ورد أن 70 بالمئة من مباني المخيم تعرضت لأضرار جسيمة، أظهرت فيديوهات المسيرات التي تم تصويرها في حزيران/ يونيو مدى الدمار.
وشهد حي الفاخورة أسوأ دمار، قالت صيام: "كانت جميع المنازل في حالة خراب على الأرض. لم يسلم أي منزل أو شخص أو شجرة أو حجر".
وجاء الهجوم الثالث في تشرين الأول/ أكتوبر 2024 وهو مستمر حتى الآن، وكان الضرر الجسيم الذي لحق بجباليا خلال الهجوم الثاني باهتا مقارنة بالدمار الذي حدث منذ 5 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما عادت القوات الإسرائيلية بأعداد كبيرة للمرة الثالثة.
وعلى مدار الهجوم ــ الذي استهدف مدينة جباليا والمخيم ــ هدمت مجموعات كاملة من المباني، واستبدلت في بعض المناطق بممرات مهدمة بالجرافات لاستيعاب الدروع الإسرائيلية وسواتر الدبابات. وفي بعض الحالات هدمت المنازل بعبوات الهدم. وفي لقطات نشرت على الإنترنت في الأسابيع الأخيرة، يمكن رؤية الجرافات والحفارات وهي تهدم المباني.
واختفت بعض الأحياء بالكامل تقريبا، بما في ذلك بلوك رقم 4، التي تضم المجمع المدرسي الرئيسي في المخيم.
وقال محمود بصل، 39 عاما، وهو مسؤول في الدفاع المدني: "هناك جثث على الطرق وتحت الأنقاض. إنه تدمير كامل".
وكان مقر نادي "الخدمات" الرياضي، الذي تأسس في عام 1951، والذي ضم فرق كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة، قد نجا من العمليات السابقة وخدم لفترة من الوقت كمأوى للنازحين. وفي مرحلة ما خلال الهجوم الثالث، تم تطهير ملعب كرة القدم ويبدو الآن أنه يستضيف العديد من المركبات العسكرية الإسرائيلية.
وقال خالد العيلة (54 عاما) وهو محاضر جامعي: "الوضع في جباليا أشبه بالجحيم. يتم هدم المنازل فوق رؤوس السكان... كل ما تراه هو الدمار... لم يتبق شيء. لا منازل ولا مدارس ولا جامعات ولا مستشفيات. لا شيء".
وقال سام روز، نائب المدير الأول لشؤون الأونروا في غزة، إن العمليات الإسرائيلية الأخيرة كانت "مختلفة تماما" عن الصراعات السابقة في المنطقة. "هذه المرة يقومون بتسوية المكان بالأرض ... أصبح غير صالح للسكن".
وأضاف: "لقد زرت اليرموك [المخيم الفلسطيني في دمشق الذي دمر بشدة في عام 2015] ولكن هذا أسوأ بعشرين مرة. لا أعتقد أن [الجيش الإسرائيلي] لديه خطة سوى الاستمرار. لديه زخم رهيب".
ويكتشف مراقبون آخرون أجندة أكثر عمدا في جباليا وفي جميع أنحاء شمال غزة: التنفيذ البطيء لسياسة الأرض المحروقة المعروفة باسم "خطة الجنرالات"، والتي تهدف إلى طرد المدنيين من المناطق من خلال إعلانها "مناطق عسكرية مغلقة" حيث يعتبر أي شخص يبقى مقاتلا ويتم قطع جميع المساعدات والإمدادات الأخرى.
بغض النظر عن النية، فقد حدث تدمير واسع النطاق للأحياء في جميع أنحاء شمال غزة، بما في ذلك المخيم.
وفي الأسابيع الأخيرة، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن وثيقة تم توزيعها على الجنود الإسرائيليين المقاتلين، تتحدث عن "كشف مناطق واسعة" ـ وهو تعبير ملطف، كما تقول الصحيفة، لتدمير المباني والبنية الأساسية بطريقة لا يستطيع مقاتلو حماس الاختباء فيها، ولكن لا يستطيع أحد أن يعيش فيها أيضا.
وقالت نادية هاردمان، الباحثة في هيومن رايتس ووتش، إن هيومن رايتس ووتش حددت نمطا في جباليا وفي مختلف أنحاء الشمال من قيام القوات الإسرائيلية بإخلاء الأراضي لإنشاء مناطق عازلة وممرات أمنية.
وأضافت هاردمان: "يمكن للناس أن يجادلوا فيما إذا كانت حملة القصف تدميرا متهورا أو جزءا من الأعمال العدائية، ولكن السيطرة على منطقة وتدميرها عمدا تبدو أكثر منهجية".
وفي بيان، قال جيش الاحتلال: "يعمل الجيش حاليا في شمال غزة ضد أهداف إرهابية بسبب جهود حماس لاستعادة قدراتها العملياتية في المنطقة ... جيش الدفاع الإسرائيلي يستهدف الأهداف العسكرية فقط. وتخضع الضربات التي تستهدف الأهداف العسكرية للقانون الدولي ذي الصلة، بما في ذلك اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين".
وحتى المراقبون الإسرائيليون عن كثب يكافحون لفهم شدة التركيز على جباليا. يقول مايكل ميلستين من مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب: "إنه لغز أحاول أن أفهمه بنفسي. نحن جميعا ندرك أن هذه العملية لا تهزم حماس، التي من الواضح أنها لا تزال موجودة، حتى في جباليا".
بالنسبة لمحمد ناصر، 48 عاما، من تل الزهار، الذي كان يعمل مشغل كاميرا تلفزيونية، من الصعب أن نرى ما يمكن تدميره أكثر. يقول: "لم تتسبب الحروب السابقة في دمار مثل هذا. لقد اختفت المنازل والشوارع والمرافق الصحية والتعليمية - كل شيء".