تأمُلات
سؤال لتقدم
كمال الهِدَي
قبل يومين كتبت أن توسيع المواعين الذي يتحدثون عنه في تقدم مجرد شعار، بل هو في الواقع كذب صراح، وضربت مثالاً بشخصيات إعلامية معروفة بجسارتها ومناهضتها لنظام الكيزان ودعمها للثورة ورفضها للحرب، إلا أن كل ذلك لم يكن كافياً لكي تصلهم دعوة تقدم للمشاركة في المؤتمر التأسيسي، ولا رأينا أياً منهم كمشارك فاعل ولو بالرأي إبان فترة حكومة حمدوك التي جيء خلالها بشخصيات لم يسمع بها الثوار من قبل (داليا الروبي نموذجاً)، والمؤسف أن الثوار لم يحتجوا على عدم إشراك الشخصيات المصادمة ولا تساءلوا عن الظهور المفاجيء لمن لم يسمعوا بهم خلال ثورتهم العظيمة، وهو ما كتبت حوله عشرات المقالات كان أولها بعد أول ظهور لدكتور حمدوك برفقة داليا الروبي.
واليوم أوجه سؤالاً لأهل تقدم بعد أن سمعت الناطق الرسمي جعفر حسن يتحدث عن تصميمهم على توسيع المواعين وإشراك أكبر عدد من السودانيين الرافضين للحرب.
سؤالي هو: هل قدمتم دعوة لشقيقي الدكتور علي الهِدَي لحضور هذا المؤتمر التأسيسي؟!
وللقاريء العادي أقول تريث قليلاً قبل أن تظن بي سوءاً، وتعتقد أنني أطرح الأمر لأن من ذكرته شقيقي.
فشقيقي هذا لمن لا يعرفونه ظل يناهض نظام الكيزان منذ العام ٨٩ وتولى منصب السكرتير بفرعية الحزب الإتحادي بأمريكا لفترة طويلة، وترأس لجنة الجالية السودانية هناك، ولا شك لدي في أن كل من عاشوا بأمريكا يعرفون مساهماته الفاعلة ونزاهته في العمل السياسي، وبالطبع يعرفه بابكر فيصل وجعفر حسن وبقية رفاقهم في تقدم حق المعرفة.
وإن لم توسعوا المواعين يا جعفر حسن داخل تنظيمكم الذي أهدر شقيقي زمناً طويلاً في خدمته، إن لم تتسع صدوركم لمثل هذه الشخصيات من ذوي العقول الحرة داخل تنظيمكم كإتحاديين، فكيف نتوقع أن تصدقوا فيما ترددونه من رغبة في توسيع قاعدة المشاركة وسط السودانيين لأقصى درجة!!
أزمتنا في هذا البلد أن كل من تبوأ منصباً لا يريد سماع إلا ما يحب أن يسمعه، وهذا أحد أسباب تجاهل قحت لضرورة تشكيل المجلس التشريعي بعد سقوط البشير.
قبل أن تحدثوا الناس عن رغبتكم في توسيع القواعد راجعوا أنفسكم كقياديين، فالبلد تسربت من بين أيدينا ولن (نلمها) بمجرد شعارات أو مؤتمرات يُدعى لها فقط الأصدقاء و(المرضي عنهم) في هذا التنظيم أو ذاك.
ولأنني لم أستأذن شقيقي علي فيما يتصل بهذه السطور، أود التوضيح لمن لا يعرفونه بأنه زاهد في المناصب تماماً، ولو رشحه الملايين لتولي أحدها لرفضه حسب معرفتي به، لكنني ككاتب رأي مستقل يتناول الشأن العام بموضوعية (حسبما أري) لم أجد مانعاً يحول دون تناول أمر يتعلق بشقيقي طالما أنه يتصل بالشأن العام، وقد رأيت أن دعوة أمثاله لحضور مؤتمر كهذا فرض عين على القائمين عليه لو كانت هناك جدية في سماع مختلف الآراء والإستفادة من التجارب والخبرات ورغبة حقيقية في توحيد الجهود واخراج البلد من الحفرة التي وقع فيها.
* الكيزان ما تفرحوا بالمقال لأنكم بالنسبة لكاتبه أسوأ خلق الله في كل شيء.
كمال الهِدَي
kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«الصليب الأحمر» تعتزم توسيع مساعداتها الإنسانية إلى سوريا
دمشق (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الإمارات تطلق برنامجاً إغاثياً عاجلاً لدعم الفئات الهشة في غزة توثيق 32 قتيلاً بسبب الألغام ومخلفات الحرب في سورياأعلنت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أن المنظمة تعتزم توسيع مساعداتها لسوريا بشكل كبير، بما يتجاوز برنامجاً أولياً بقيمة 100 مليون دولار، مشيرة إلى احتياجات ملحة في قطاعات الصحة والمياه والطاقة.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، فإن سوريا تحتاج إلى مساعدات بقيمة 4.07 مليار دولار هذا العام، لكن لم يتم جمع سوى 33.1 بالمئة منها، لتبقى فجوة تبلغ 2.73 مليار دولار.
ويأتي التوسع المتوقع للجنة الدولية للصليب الأحمر بعد أن صار بإمكانها الوصول إلى جميع مناطق سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد الشهر الماضي.
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، على هامش زيارة إلى سوريا: «كان برنامجنا في الأصل لهذا العام لسوريا 100 مليون دولار، ولكن من المرجح أن نوسع هذا المبلغ بشكل كبير».
وقالت: إن دولاً مانحة عرضت بالفعل بشكل فردي زيادة التمويل لسوريا.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحدة من المنظمات الدولية القليلة التي ظلت تعمل في سوريا خلال حكم النظام السابق، إذ عملت على مشروعات بنية تحتية منها أنظمة المياه والكهرباء.
وقالت سبولياريتش: «نحن بحاجة إلى التوسع في هذا العمل، لدينا الكثير للقيام به في قطاع الصحة».
وتشارك المنظمة في أعمال إعادة تأهيل للحفاظ على توفير المياه بنسبة تتراوح بين 40 بالمئة و50 بالمئة من مستويات ما قبل الحرب في سوريا، لكن حماية مرافق المياه تظل مهمة لأن بعضها قريب من مناطق لا يزال القتال مستمراً فيها.
وقالت سبولياريتش: إن التقييمات الأولية لبدء إعادة تأهيل أنظمة الكهرباء في سوريا اكتملت جزئياً، لكن هناك حاجة الآن إلى استثمارات مالية عاجلة.
وأضافت: «يجب السماح بدخول قطع غيار معينة لأن ذلك يقوض أيضاً أعمال إعادة التأهيل في الوقت الحالي؛ لذا فإن الأمر له بعد سياسي».
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية وصول أول طائرة طوارئ لعام 2025 إلى مطار دمشق الدولي أمس الأول، تحمل مواد طبية ولوجستية.
وقالت المنظمة، في تغريدة على منصة «إكس»، إن «أول رحلة طوارئ لمنظمة الصحة العالمية في عام 2025 وصلت إلى مطار دمشق الدولي من مركز الخدمات اللوجستية لمنظمة الصحة العالمية».
وأوضحت أن الطائرة محمّلة بـ 32.5 طن من الأدوية ومستلزمات الطوارئ بقيمة 600 ألف دولار، وستلبي الاحتياجات الصحية الفورية لـ300 ألف شخص، وتدعم 9300 استشارة علاجية، مما يعزز الاستجابة الصحية في سوريا.
وأشارت المنظمة إلى أن تسليم هذه الشحنة يأتي بعد 47 عملية طوارئ قياسية أكملها المركز اللوجستي لمنظمة الصحة العالمية في عام 2024.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت نداءً عاجلاً لتوفير 56.4 مليون دولار لدعم النظام الصحي في سوريا، الذي يعاني ضغوطاً هائلة نتيجة لسنوات الحرب والدمار الذي لحق بالمنشآت الصحية.
ودعت المنظمة، في بيانها، المجتمع الدولي إلى الاستجابة العاجلة لتوفير التمويل اللازم لمواجهة التحديات الصحية الملحة في سوريا، مؤكدة أن النظام الصحي يواجه أزمة غير مسبوقة، حيث أصبح أكثر من نصف مستشفيات البلاد خارج الخدمة، مما يهدد حياة ملايين السوريين.