سودانايل:
2025-01-31@01:56:12 GMT

الحزب الشيوعي وتقدم و مآلات الصراع

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

أرسلت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني رسالة بصدد الدعوة التي قدمتها " تقدم" للحزب لحضور مؤتمرها التأسيسي في أديس ابابا، و الملاحظ أن المذكرة أرجعت أسباب عدم حضور مؤتمر تقدم لقضايا تاريخية تتعلق بثورة ديسمبر 2018م و الأزمات التي صاحبتها بعد سقوط نظام الإنقاذ، و يعتقد أن الأزمات حدثت نتيجة لتباين الرؤى في القضايا المطروحة، و تقول الرسالة ( تقديم الاعتذار عن المشاركة في هكذا مؤتمر وذلك للتباين الواسع بين رؤية الحزب وأطروحات "تقدم" المقدمة للمؤتمر ومآلاتها على مستقبل ومصير السودان) و تعتقد اللجنة المركزية أن هذه الخلافات المستمرة ناتجة عن ( التباين عن خلاف عميق حول تقييم مجريات الأحداث منذ إندلاع الثورة في ديسمبر ،2018 والكيفية المغايرة لخط الثورة ومواثيقها و بعيدا عن تحقيق شعارات الثورة) المعروف أن الثورة كان لها شعاراين هما " تسقط بس – و حرية سلام و عدالة" أما بقية الشعارات الأخرى، هي شعارات حزبية يحاول كل حزب أن يجعلها شعارات ثورية لكي يمنحها ثوب القدسية.

و أيضا صحيح هناك خلافات بين القوى السياسية لتباين و اختلاف مرجعياتهم الفكرية و هي التي يجب أن يقتنع الكل أنها لا تحل إلا بالحوار الجامع و ليس فرض الشروط من جانب..
تؤكد السكرتارية المركزية أن خلافها قائم على تباين الرؤى و التحليل لمجريات الواقع و تقول في رسالتها ( أن تجاذب محاور قوى رأس المال العالمي لمصير السودان مما يعنى الانزلاق إلى ذات المسار السياسي الاجتماعي، طريق التخلف والفقر وإرتهان سيادة الوطن وتهديد وحدته وتكرار تقسيم البالد. بالطبع التباين الواسع لتقييم مجريات أحداث الثورة العميقة يتبعه بالضرورة خلاف عميق في أسلوب الحل وتحديد القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة في هكذا حل ومناصبيه العداء( هذا يمكن أن يكون صحيحا من وجهة النظر الماركسية، لكن ليس كل الساحة السياسية مؤمنة بالتحليل الماركسي، و إذا كان القوى السياسية مؤمنة بعملية التحول الديمقراطي لابد أن تكون مدركة إنها يجب أن تقدم تنازلات لكي تعبد طريق السير من أجل تحقيق هذا التحول..
تنتقل الرسالة إلي عتبة أخرىو تتحدث فيها خيارات الثورة حيث تقول (رؤية الحزب تقوم على إحترام خيار الثورة الذي اختطه الشعب في ديسمبر 2018 لحل الأزمة العامة قاطعا الطريق على مشروع الهبوط الناعم وخارطة أمبيكي التي كانت بموجبها حوارات بين بعض قوى المعارضة ونظام الإنقاذ المدحور حين اندلاع الثورة.) هذا تأكيد أن الهبوط الناعم أصبح من الماضي و حتى أمبيكي رحل عن الدنيا، و جأت الثورة لتسقط الإنقاذ، لكن الثورة ليس لها مشروع سياسي عندما اندلعت، و أصبح كل حزب يحاول أن يحملها حمولاته الشخصية و يلبثها ثوبه، و هذا الفعل بالضرورة يخلق صراعا سياسيا، فالافضل البحث أداة تقرب بين المشاريع المختلفة المطروحة في الساحة السياسية، و يجعل مشروعه أنتخابي مطروح للجماهير.. صحيح يجب الاستفادة من التجارب من خلال تقييم التجربة و لكن ليست هراولة يطرق بها رأس الأخرين و محاولة تبرئة الذات.. ينقلنا الحزب الشيوعي لقضية الانقلاب و الحرب عندما تقول الرسالة (أن إنقالب أكتوبر 2021 واندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 ليسا حدثين عارضين كما تروج قوى الحرية والتغيير وقوى "تقدم" إنما حدثين موضوعيين يعبران عن عودة الأزمة الثورية الناتجة عن تماهي قوى الحرية والتغيير مع إنقالب اللجنة االأمنية العليا لنظام اإلنقاذ المدحور) الحدثين بالفعل يعبران عن أزمة سياسية و ليست ثورية لآن التوقيع على الوثيقة أنهت مرحلة الثورية، و تحتاج لدراسة ومراجعة لتجاوز سلبياتها..

يقول بيان الحزب الشيوعي أن الوثيقتين السياسية و الدستورية (لا تهيئ المناخ لعقد المؤتمر الدستوري القومي بنهاية الفترة الانتقالية الذي يؤسس لصياغة سودان جديد و "كيف يحكم السودان" وليس من "يحكم السودان" إن المؤتمر الدستوي القومي يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية تسع أهل السودان على تعددهم وتنوعهم وتؤسس للديمقراطية الراسخة والتنمية المتوازنة والسالم الوطيد والتسامح الديني شرطا للمساواة بين الأديان ومن ثم المساواة في الحقوق والواجبات على أساس المواطنة( لا اعتقد هناك خلاف من أجل عقد مؤتمر دستوري يشمل كل القوى السياسية دون إقصاء و دون وضع أي شروط من قبل أي قوى سياسية، لكي يحدث التوافق الوطني و السير في طريق التحول الديمقراطي و ليس هناك حزب مؤهلا أن يضع شروطا و يتجاوز بها الآخرين..
و توصف الرسالة أن "قحت و تقدم" استعانوا بالخارج للعودة للسلطة (ذهبوا باصرار عنيد للاستعانة بالخارج بدلا عن العودة للجماهير صناع واصحاب الثورة، وتوظيف الحرب مع حلفائهم الدوليين والاقليميين لارهاب وترويع المواطنيين و زعزعة لاستقرارهم المادي والمعنوي وخلق الفوضى والانفلات الأمني لتشتيت قوى الثورة لعل ذلك يثنيهم عن المضي على طريق الثورة بحثا عن الاستقرار والأمن ومن ثم العودة الى كراسي السلطة) هذه حقيقة أن "قحت و تقدم" بنوا كل أمالهم على القوى الخارجية، و اعتقدوا أنها سوف توصلهم للسلطة، و هم يعلمون أنهم خسروا الشارع و الجماهير، و ليس امامهم غير روافع الخارج و هي روافع ذات أجندات ليست في صالح الوطن.. لكن أيضا متى تخرج أغلبية اللجنة المركزية الاستالينية من الفكرة الإرثوذكسية الماركسية حتى تستطيع أن تقدم رؤية أو مشروعا سياسيا تطرحه للنقاش الوطني لعملية التحول الديمقراطي، بدلا من الرجوع المستمر لافعال الماضي و تقديم الإدانات للأخرين و محاولات إبراء الذمة و التعامل بالاستاذية..نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة

تثير التسريبات الأخيرة عن التفاهمات بين الإسلاميين السودانيين وقطر موجة من القلق بين أوساط القوى المدنية، لا سيما في ظل الوضع الراهن الذي يشهد أزمة سياسية معقدة وحربًا دموية متواصلة. هذه المخاوف تعكس تخوفًا حقيقيًا من إعادة تشكيل القيادة العسكرية في السودان بما يخدم أجندات أيديولوجية قد تعيد البلاد إلى مربع الاستبداد الذي ثارت ضده الجماهير في ديسمبر 2018.
رهان البرهان والخطر المؤجل
من الواضح أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان يواجه عزلة سياسية متزايدة، مما دفعه إلى التحالف مع الحركة الإسلامية، التي كانت ذات يوم الخصم الرئيسي لثورة الشعب السوداني. ومع ذلك، فإن هذا التحالف يبدو محفوفًا بالمخاطر، حيث ينظر الإسلاميون إلى البرهان كوسيلة لتحقيق أهدافهم وليس شريكًا موثوقًا.
التحالف بين البرهان والإسلاميين يعزز مخاوف القوى المدنية من أن هذه التفاهمات لن تسهم إلا في تعميق الأزمة السياسية، وربما تمهد الطريق لتحالفات إقليمية ودولية تكرّس عسكرة الدولة وتعرقل أي أفق للتحول الديمقراطي.
التسريب المثير للجدل
أثار حديث عبد الحي يوسف، أحد أبرز رموز الإسلاميين في السودان، جدلاً واسعًا بعد تسريب تسجيل له في ندوة بتركيا، حيث وصف البرهان بصفات تشير إلى عدم ثقة الحركة الإسلامية به. هذا التسريب يعكس انقسامات داخلية في صفوف الإسلاميين ومحاولتهم استغلال البرهان كمرحلة مؤقتة قبل الإطاحة به لصالح قيادات أكثر ولاءً.
هذا التسريب كشف عن خطط الإسلاميين لاستبدال البرهان، وهو ما يزيد من قلق القوى المدنية، التي ترى أن أي إعادة تشكيل للقيادة العسكرية بعيدًا عن مسار التحول المدني سيعني استمرار النزيف السياسي والاقتصادي.
الدور القطري وتعزيز النفوذ
يشكل الدور القطري في هذه التحولات عنصرًا محوريًا، حيث أظهرت التسريبات دعم قطر لعناصر داخل الجيش السوداني، بما في ذلك تمويل صفقات أسلحة ودفع رواتب القوات الموالية للإسلاميين. هذا الدعم يثير تساؤلات حول مدى تأثير التدخلات الإقليمية في الشأن السوداني، خاصة في ظل ضعف القوى المدنية وعدم قدرتها على خلق تحالفات مشابهة.
القوى المدنية بين الخطر والخيارات
تواجه القوى المدنية السودانية تحديات غير مسبوقة في ظل هذه التفاهمات التي تهدد بتقويض أي فرصة للتحول الديمقراطي. الخطر الأكبر يكمن في أن هذه القوى قد تجد نفسها أمام معادلة جديدة تُفرض من قِبل التحالفات العسكرية والإسلامية، ما يضعها في موقف الدفاع عن مكتسبات الثورة في ظروف تفتقر إلى توازن القوى.
لذلك، تُطرح تساؤلات حيوية حول كيفية استجابة القوى المدنية لهذه المخاطر، وهل يمكنها إعادة بناء نفسها ككتلة موحدة قادرة على مواجهة هذه التحديات؟ أم أن الخلافات الداخلية والضغوط الخارجية ستبقيها عاجزة عن استثمار الفرص السياسية لتصحيح مسار الثورة؟
خلاصة القول
إن التسريبات الأخيرة والتفاهمات بين الإسلاميين وقطر تعيد رسم المشهد السياسي في السودان بطريقة تزيد من تعقيد الأزمة. القوى المدنية بحاجة إلى نهج جديد واستراتيجية موحدة لمواجهة هذه التحولات وحماية مسار التحول الديمقراطي، وإلا فإن السودان قد ينزلق إلى دائرة جديدة من الاستبداد والعنف.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • خلافات وصراع داخل “تقدم” حول فك الإرتباط بين مؤيدي ورافضي تشكيل الحكومة
  • «تقدم» تعلن رسمياً «فك الارتباط» بين رافضي ومؤيدي تشكيل الحكومة
  • بين الوحدة والانقسام: موقف بعض قيادات “تقدم” من حكومة سلام ووحدة مقرها الخرطوم
  • محمد وداعة يكتب: تقدم .. تتصدع
  • تطورات الصراع في الكونغو.. مخاوف من التصعيد وتقدم للمتمردين
  • حزب «المؤتمر» يناقش الاستعداد لتخرج الدفعة الأولى من الأكاديمية السياسية للشباب|صور
  • القوى المدنية ودورها في صنع طريق السلام في السودان
  • مرشد الثورة في إيران: غزة أركعت الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح والمدعوم أمريكا
  • تنسيقية الشباب تدعو القوى السياسية للانطلاق بوفود سياسية وشعبية للتضامن مع فلسطين
  • الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة